معلومات عامة عن الدُّوَّارة - قضاء صفد
معلومات عامة عن قرية الدُّوَّارة
قرية فلسطينية مهجرة، كانت قائمة على قطعة مستوية من الأرض، مشرفةً على رقعة واسعة لجهة الشمال، ومواجهةً لجبل الشيخ من جهة الشمال الشرقي. وكانت قريبة من موضع التقاء ثلاثة أنهر تصب في بحيرة الحولة: الحاصباني وبانياس ودان.
إدارياً كانت تتبع لقضاء مدينة صفد فتقع في جهتها الشمالية الشرقية وعلى مسافة 27 كم، وترتفع حوالي 75م عن مستوى سطح البحر.
قُدِرَتْ مساحة أراضي القرية بـ 5470 دونم شغلت منازل القرية وأبنيتها ما مساحته 52 دونم من مجمل تلك المساحة.
احتلت الدُّوَّارة مع مجمل القرى المجاورة لها التي احتلت في سياق عملية "يفتاح" على يد وحدات الكتيبة الأولى للبلماخ/ القوة الضاربة وذلك يوم 25 أيار/ مايو 1948.
الحدود
تتوسط الدُّوَّارة مجموعة قرىً وبلدات فلسطينية وسورية هي:
- قرية العابسية/ العباسية شمالاً.
- الأراضي السورية شرقاً.
- قرية المفتخرة من الجنوب والجنوب الشرقي.
- قرية الصالحية من الجنوب الغربي.
- قرية الناعمة غرباً.
- وقرية قيطية من الشمال الغربي.
أهمية موقع القرية
تعتبر قرية الدُّوَّارة من المواقع ذات الأهمية الاسترايتجية فهي كما غيرها من القرى الحدودية بين سورية وفلسطين، تعتبر منفذاً يربط الأراضي السورية بالأراضي الفلسطينية، بالإضافة لقربها من موقع التقاء ثلاثة أنهار كانت تصب في بحيرة الحولة: الحاصباني، بانياس ودان، هذا بالإضافة لأهمية السيطرة على هذا الموقع وما يجاوره من قوة عسكرية وسياسية خلال المعارك والحروب.
مصادر المياه
كان أهل القرية يعتمدون على مجموعة مصادر مياه طبيعية في الشرب وري المحاصيل وري المواشي والاستخدام لمنزلي، ونتلك المصادر التي ذكرها الحاج "يوسف الصالح":
نهر الشريعة: ينبع من تل القاضي ويستمر في الجريان ليصب في بحيرة الحولة، كان يمر غرب القرية وهو دائم الجريان صيفاً شتاءً، بنى أهل القرية عليه جسر خشبي، وكانوا أيضاً يستخدمون مراكب لصيد الأسماك منه.
نهر الحاصباني: يمر شمال القرية.
هذه الأنهار كانت عذبة يستخدم أهل القرية مياهها للشرب والاستخدام المنزلي، وكذلك لري المحاصيل الزراعية وري المواشي.
لم تكن القرية مزودة بشبكة مياه داخلها، وكانت النساء تنقل مياه هذه الأنهار إلى المنزل باستخدام الجرار الفخارية.
سبب التسمية
الدُّوَّارة: تحريف لكلمة (دايارا ) السريانية بمعنى المسكن ومحل الإقامة. ويرجح أن تكون عربية بمعناها "كل ما تحرك أو دار" والدُّوارة أيضاً رمل يدور حول الوحش.
البنية المعمارية
في أواخر عهد الانتداب توسعت القرية وشُيدت المنازل الجديدة بصورة أكثر تباعداً بعضها عن بعض، ومع أن المنازل كانت في معظمها مبنية بالطين، إلا أن بعضها كان مبنياً بالحجر البازلتي الأسود.
السكان
قُدِر عدد سكان القرية عام 1931 بـ 552 نسمة، كانوا جميعهم من العرب المسلمين ومسيحي واحد، ولهم جميعاً 106 منزلاً.
ارتفع هذا العدد في إحصائيات عام 1945 إلى 1100 نسمة، تضمن هذا العدد سكان مستعمرتي "عامير" و "سده نحمياه" المنشأتين على أراضي القرية عامي 1939 و 1940 على التوالي، كان عدد العرب 700 نسمة.
وفي إحصائيات عام 1948 انخفض العدد إلى 812 نسمة، تضمن العدد 400 يهودي، أي كان عدد العرب منهم 412 نسمة فقط، وعدد منازل القرية كان 155 منزلاً.
عام 1998 قُدِر عدد اللاجئين من أبناء القرية بـ 4987 نسمة.
عائلات القرية وعشائرها
يذكر الحاج "يوسف الصالح" أسماء عائلات وعشائر القرية وهم:
- عشيرة الجواسمة، ومن هذه العشيرة يتفرع عائلتين هما: عائلة الصالح، وعائلة علي.
- عشيرة البراهمة، ومن هذه العشيرة يتفرع عائلتين هما: عائلة براهمة، وعائلة حمود.
- عشيرة الشيلات، واسم العائلة الشيلات.
- عشيرة العقدات، ومن هذه العشيرة يتفرع عائلتين هما: عالة مصطفى عبد النبي، وعائلة عزوز.
- عشيرة الخطايبة واسم العائلة (الخطيب/ الخطايبة).
- عائلة تَيِّم.
الاستيطان في القرية
في عام 1939 أسس يهود مهاجرين من ألمانيا ويوغوسلافيا كيبوتز يتبع الكيبوتز الوطني على أراضي قرية الدوارة في ناحيتها الغربية وأطلقوا عليه اسم "عامير" أو "أمير.
وفي عام 1940 أنشأ يهود مهاجرين من هولندا كيبوتز آخر، يتبع اتحاد الكيبوتزات على أراض يقرية الدوارة شمال غربي موقع القرية.
الحياة الاقتصادية
اعتمد اقتصاد القرية بشكل أساسي على عائدات النشاط الوراعي، بالإضافة لعائدات تربية الماشية، كما عمل أهل القرية في صيد الأسماك من نهر الشريعة، بالإضافة لعمليات التبادل التجاري بين أبناء القرية مع القرى والبلدات المجاورة، وجميعها شكلت محور الحياة الاقتصادية في قرية الدوارة.
الثروة الزراعية
تعتبر الزراعة عماد الحياة الاقتصادية في الريف الفلسطيني وكذلك في قرية الدوارة، خصوصاً وأن أراضي القرية امتازت بتربتها البازلتية السوداء، أضف لذلك لوفرة المياه، والمناخ الدافئ شتاءً والحار صيفاً، وجميعها عوامل ازدهار النشاط الزراعي في أي قرية فلسطينية، وفي قريتنا الدوارة، قدرت سلطات الانتداب البريطاني مساحة الأراضي الصالحة للزراعة بـ 5182 دونم من أصل 5470 دونم (مساحة مجمل أراضي القرية)، توزعت كالتالي:
2698 دونم: استولى عليها الصهاينة منذ عام 1939.
2484 دونم: بقيت ملكيتها لأهالي القرية، وقد توزعت كالتالي:
- 2135 دونم: زرعت بالبساتين المروية على اختلاف محاصيلها.
- 281 دونم: زرعت بالحبوب.
- 68 دونم: زرعت بالحمضيات.
ومن المحاصيل الزراعية التي قام أهل القرية بزراعتها:
- الحبوب: قمح- ذرة صفراء- ذرة بيضاء- شعير.
- البقوليات: حمص، عدس، فول.
- الخضراوات: بندورة، خيار، باذنجان، كوسا، لوبية، ملوخية، بامية، البطيخ بنوعيه الأحمر والأصفر.
- الأشجار المثمرة: برتقال، ليمون، كريفون، تفاح، لوز، جوز، تين، كروم عنب، الصبار، والزيتون.
- أما النباتات والأعشاب الطبيعية التي نبتت في أراضي القرية: مخدة العروس، مديدة، خبيزة، حمضية، فطر، عكوب، سنيرية، ورد جوري.
كانت وسائل الحراثة تعتمد على الطرق التقليدية (سكة يجرها ثيران أو حمير)، وفي السنوات القليلة السابقة للنكبة اشترى رجل من عائلة عزوز جرار زراعي (تركتور) وكان أهل القرية يستأجرونه لحراثة أراضيهم حتى تاريخ احتلال القرية.
احتلال القرية
نقل المؤرخ "وليد الخالدي" عن مصادرعبرية أن قرية الدوارة من جملة القرى التي فر سكانها في 25 أيار (مايو) 1948 من جراء حملة الشائعات التي خطط لها قائد عصابة "البلماح"، يغآل آلون، ونُفذت في أثناء عملية "يفتاح".
ويذكر المؤرخ "الإسرائيلي" بيني موريس أن الاختلاف بين تاريخ القرار بشن الهجوم 25 أيار (مايو)، وقد احتلت الدُّوَّارة مع مجمل القرى المجاورة لها التي احتلت في سياق عملية "يفتاح" على يد وحدات الكتيبة الأولى للبلماخ/ القوة الضاربة وذلك يوم 25 أيار/ مايو 1948.
عرب الغوارنة والقرية
يذكر الباحث والمؤرخ "عبد الكريم الحشاش" أن بعضهم من المغاربة ومن تبقى من جيش أحمد الجزار، وقدم قسم منهم من مصر والسودان، وكان الغور بمثابة ملاذ لهم، وهم ليسوا بدواً كما توهم الرحالة والمستشرقين وكثير من الكتاب الحضر، كما أنهم يرفضون تصنيفهم كبدو.
تمتد مساكنهم من سهل الحولة حتى غور الصافي وفيفة جنوب البحر الميت، وأنسؤوا في سهل الحولة 14قرية هي:
- بيسمون.
- البويزية والميس.
- الدوّارة.
- جاحولا.
- الزوق التحتاني.
- الزوق الفوقاني.
- السنبرية.
- الخصاص.
- الغابسية/العباسية.
- المفتخرة.
- خيام الوليد.
- الملاحة/ الهراوي.
- الصالحية.
- والخالصة التي تعتبر أكبرها وموطن أو مركز العشيرة.
وهم فلاحون رغم محافظتهم على نمط حياة البدو في المظهر الخارجي، باختلاف في العادات والتقاليد، وهم يقيمون في أكواخ وأخصاص وعرائش صيفاً وفي بيوت من اللبن شتاءً.
رحَّلّت الحكومة البريطانية 200 عائلة من الغوارنة من منطقة كبّارة القريبة من عتليت قضاء حيفا، ونزعت منهم 2500 دونم عام 1927، ومنحتهم مساحة قدرها 3500 دونم ومصاريف الانتقال، وسمحت لهم ببناء مساكن من حجر في مستنقعات الحولة، ومنحوا 15 ألف دونم لاستصلاحها وتعرضوا للملاريا من جراء لدغ البعوض، وهم شغوفون بالمستنقعات المائية، ومزارعون محترفون، فزرعوا الأرز في القسم الجنوبي من وادي الحولة، والءرة الصفراء، والبامياء، والجلبات والفستق.
كان زعيم غوارنة الشمال حتى زمن النكبة كامل حسين وهو من أم الفحم وليس منهم، ولكنه كان مستقراً في قرية الخالصة.
القرية اليوم
عقب احتلال القرية دمرت العصابات الصهيونية منازل القرية بشكل كامل، واليوم لم يبقَ من معالم القرية أي أثر، سوى بضعة حجارة بناء مبعثرة على الأرض قريباً من حوض سمك. وقد حُولت المنطقة كلها إلى أحواض لتربية الأسماك، وقد توسعت مستعمرتي "عامير" و "سدي نحميا" اللتان أنشتأ على أراضي القرية أساساً قبيل النكبة بسنوات.
الباحث والمراجع
إعداد: رشا السهلي، استناداً للمراجع التالية:
- الدباغ، مصطفى."بلادنا فلسطين الجزء الأول- القسم الأول". دار الهدى: كفر قرع، ط1991، ص: 159.
- الدباغ، مصطفى. "بلادنا فلسطين- الجزء السادس- القسم الثاني". دار الهدى. كفر قرع. ط 1991. ص: 30- 31- 49- 155- 156- 157- 158- 160- 250.
- الخالدي، وليد. "كي لاننسى قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل عام 1948 وأسماء شهدائها". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2001. ص: 304- 305.
- عراف، شكري. "المواقع الجغرافية في فلسطين الأسماء العربية والتسميات العبرية". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2004. ص: 437.
- أبو مايلة، يوسف. "القرى المدمرة في فلسطين حتى عام 1952".الجمعية الجغرافية المصرية: القاهرة. 1998. ص: 31.
- العباسي، مصطفى. "صفد في عهد الانتداب البريطاني 1917-1948". مؤسسة الدراسات الفلسطينية. بيروت: لبنان. ط2. 2019. ص: 241. عرفات، جميل. "من قرانا المهجرة في الجليل- الجزء الأول". 1999. ص: 212- 241.
- أ.ملز B.A.O.B.B. "إحصاء نفوس فلسطين لسنة 1931". (1932). القدس: مطبعتي دير الروم كولدبرك. ص: 106.
- "Village statistics1945". وثيقة رسمية بريطانية. 1945. ص: 9.
- صايغ، أنيس. "بلدانية فلسطين المحلتة (1948-1967)". منظمة التحرير الفلسطينية- مركز الأبحاث: بيروت. 1968. ص: 181- 205.
- "مقابلة التاريخ الشفوي للنكبة مع اسماعيل الصالح من قرية الدوارة المدمرة صفد المحتلة الجزء الأول". الضيف: يوسف اسماعيل الصالح. موقع فلسطين في الذاكرة. المحاور: ركان محمود. تاريخ المقابلة: 22-2-2010. دمشق. تاريخ المشاهدة: 10-6-2023 من خلال الرابط التالي: https://youtu.be/1a5i80ysl8s
- "مقابلة التاريخ الشفوي للنكبة مع اسماعيل الصالح من قرية الدوارة المدمرة صفد المحتلة الجزء الثاني". الضيف: يوسف اسماعيل الصالح. موقع فلسطين في الذاكرة. المحاور: ركان محمود. تاريخ المقابلة: 22-2-2010. دمشق. تاريخ المشاهدة: 10-6-2023 من خلال الرابط التالي: https://youtu.be/OhHwM6zK1-0
- "قرية الدوارة- قضاء صفد". موقع فلسطين في الذاكرة. تمت المشاهدة بتاريخ: 10-6-2023 من خلال الرابط التالي: https://www.palestineremembered.com/Safad/al-Dawwara/ar/index.html