البنية المعمارية - غُويّر أبو شوشة/ غور أبو شوشة - قضاء طبريا

تنقسم المنازل في غوير أبو شوشة إلى قسمين:

الأول: كان مكتظ بالسكان ويقع في جنوب القرية، وقد بنيت معظم مساكنه من الحجارة أو الطين حول مقام أبو شوشة وسُقِفَ بالأخشاب أو القصب والطين، وقبل عام 1936 كانت البيوت في معظمها من الشعر، وكانت هناك بعض البيوت من الطين، بُنِيَتْ حول مقام أبو شوشة وبسبب حريق بيوت الشعر إثر ثورة 1936 على يد الإنكليز، بداعي أنها تؤوي الثوار الذين كانوا يحتمون بها أثناء الثورة، انتقل قسم من السكان لبناء بيوت من الحجر كلٌ حسب مقدرته المادية، في حين بقي بعضهم في بيوت الشعر التي تشكل القسم الثاني من منازل الغوير، وهي تقع في شمال البلدة، ومعظم البيوت صُنِعَتْ من (شعر الماعز أو الإبل) والإقامة فيها في فترة الربيع، كان العديد من السكان يقطنون في بيوت الشعر قرب المراعي والأراضي الخصبة، وفي فترة الصيف والشتاء يعود هؤلاء للإقامة في منازل الطين والحجر، إلا أن هناك قسماً من السكان كان يقضي معظم حياته في بيوت الشعر خلال الصيف والشتاء أيضاً.

تعد مساحة البيت الواحد على بقعة كبيرة من الأرض تشمل عدة غرف يقطن فيها أفراد الأسرة جميعاً من الأب والأم والأحفاد، وعلى الأغلب تكون الإقامة في هذه المنازل طوال فترة الصيف.

أما بيت الشعر فتزد مساحته عن 250 متر مربع، ويقوم على ثلاثة أعمدة أو أربعة، أي ما يعادل ثلاث غرف أو عمودين، فالعمود يقسم البيت إلى نصفين (رَبّعَة ونحيّة) بينهما حاجز من القماش.

وعن مكونات بيت الشعر، فيذكر الباحث:

  • الرَبّعَة أو المضافة: وهي مخصصة للضيوف، وتُفرَش أرضها بالحصر المصنوعة من أغصان الموز بعد أن تُجفّف، وعلى محيط الغرفة (المَضافة) توجد (الوسائد والفرش)، أما في الوسط فهناك (منقل القهوة المرة) تتوسط الدلال الخاصة بالقهوة، وفي زاوية أخرى توجد مهباج القهوة (الجرن).
  • الناحية أو النحيّة: وهي المكان المخصص لإقامة النساء ويوجد فيها العرزال المخصص للفرش والأغطية، وبجانب العرزال صندوق كبير خاص بالثياب، وبالقرب من بيت الشعر، يوجد خربوش، وهو عبارة عن بيت شعر صغير بمثابة مطبخ وبجانبه كمية كبيرة من الحطب وبضع براميل من الخشب خاصة لحفظ المياه.
  • وعلى محيط بيت الشعر تُحفر قناة صغيرة لتجتمع فيها مياه الأمطار التي تسقط على سطح بيت الشعر في فصل الشتاء، وهذه القناة تمنع تسرّب المياه إلى بيت الشعر وتدعى (ويني).

المصدر:

"قرية غوير أبو شوشة بين ألم الفراق وأمل العودة"، ماهر شاويش، تجمع العودة الفلسطيني واجب& دار صفحات للدراسات والنشر: دمشق، 2011، ص 46-47.