تاريخ القرية - قَدَّيتا - قضاء صفد

يذكر المؤرخ مصطفى الدباغ في موسوعته "بلادنا فلسطين" على لسان الرحالة "إدوارد روبنسون" الذي مرَّ بالقرية في القرن التاسع عشر، ما كتبه عن القرية: "تكثر بجوار قديتا كروم العنب والتين وقد أوقع بها الزلزال ضرراً كبيراً (زلزال 1837) ورأينا طيطبا على مسافة نحو ساعة يميننا.

نحن الآن في أرضٍ حجارتها بركانية سوداء كالتي حول بحيرة طبرية، وصلنا إلى سهلٍ فسيح مرتفع، بموازاة قديتا، أو أعلى قليلاً.

كانت الحجارة البركانية تتكاثر كلما تقدمنا، حتى لم نعد نرَ سواها، وعدا أنها كانت تغطي وجه الأرض، فقد ظهرت وكأنها الصخور مركبة منها.

شاهدنا وسط السهل كوماً من الحجارة السوداء، وحمماً تحيط بفرجة كبيرة كانت سابقاً ولا ريب فوهة بركان، والفوهة حوض بيضوي الشكل، غارق في السهل باتجاه الجنوب الغربي فالجنوب والشمال فالشمال الغربي، طوله يتراوح بين 300 و400 قدم، وعرضه نحو 120 قدماً تقريباً، جوانبه كالرفوف، ولكنها منحدرة ووعرة، ويتضح للناظر على أنها مركبة من الحمم، وبالقرب من الطرف الشمالي الغربي فسحة عرضها بضعة أقدام، انحدارها يتدرج من أسفلها إلى أعلاها، مخلفاً فتحة أو باباً في جدار الفوهة. والحوض غالباً ما يكون مملوءاً بالماء فيكوّن بركة، أما الآن فهو جاف تقريباً لايوجد فيه غير الوحل، وكل ما حوله آثار تدل على سابق هيجانه، وهذا ظاهر من طبقة الحمم وكوم الحجارة البركانية الكثيرة، وهذه البركة تُسمّى بركة الجش، وهو اسم القرية التي بعدها.