معلومات عامة عن خُبْيَّزَة / قرى الروحة - قضاء حيفا
معلومات عامة عن قرية خُبْيَّزَة / قرى الروحة
قرية فلسطينية مهجرة، كانت قائمة في أرض كثيرة التلال تنحدر باتجاه الجنوب الغربي على بعد نحو كيلو متر واحد جنوبي وادي السنديانة، إدارياً كانت تتبع لمدينة حيفا وتبعد عنها 29 كم في ناحيتها الجنوبية الشرقية، بارتفاع يصل إلى 175 م عن مستوى سطح البحر.
قدرت مساحة اراضيها ب 4854 دونم، بنيت منازل القرية فوق 11 دونم من مجمل تلك المساحة.
احتلت القرية على يد عصابات الأرجون الصهيونية في سياق عملية "مشمار هعميك" وذلك في 12 أيار/ مايو 1948.
الحدود
تحدّها من الغرب قرية أم الشّوف والسنديانة، ومن الشّرق قرية البطيمات والكفرين، ومن الجنوب قرية قنير وكفرقرع وعارة، ومن الشّمال قرية دالية الروحاء ، ومن الشّمال الغربي قرية صبّارين .
مصادر المياه
كان سكّانها يتزوّدون بالمياه للاستخدام المنزلي من عدّة ينابيع وآبار تقع داخل حدود القرية.
بلاد الروحة وقراها
الموقع والامتداد
بلاد الروحة/ الروحاء: هو مصطلح جغرافي يطلق على الأراضي والقرى التي تقع في المنطقة المتدة ما بين جبل الكرمل شمالاً وجبال أم الفحم جنوبًا، ووادي عارة ومنطقته هو الحد الجنوبي الشرقي لمنطقة الروحة مرورًا من تل الأساور حتّى اللجون، وغرباً تمتد بلاد الروحة نحو البحر المتوسط.
وأرض الروحة هي من أخصب وأجمل الأراضي الفلسطينية وأوفرها مياهاً كما أنها تتوسط الديار الفلسطينية وعندها تقاطعات الطرق الرئيسية في أرض فلسطين التاريخية حيفا- جنين- يافا، وقد كثرت فيها الخانات وأماكن الاستراحة، لذلك تسمى ببلاد الروحة، وتبلغ مساحتها وفق بعض التقديرات 220000 دونم أي ما يعادل 220 كم2.
الواقع الإداري لأراضي الروحة
تتوزع أراضي الروحة إدارياً على قضائي حيفا وجنين، فهي تمتد من جنوب وجنوب شرقي حيفا، إلى شمال غربي جنين، وتضم 39 قرية، موزعة ما بين قرى تم احتلالها وتهجيرها قبل عام 1948 بسنوات عدة، مثل: زمارين، شفيا، صفصافة، وقرى مهجرة ومدمرة إبان النكبة، وقرى باقية وقائمة حتى الآن، وهذه القرى هي:
القرى المزالة قبل النكبة
- أم التوت قضاء حيفا.
- أم الدفوف قضاء حيفا.
- المراح قضاء حيفا
- جعارة قضاء حيفا.
- زمارين قضاء حيفا.
- شفيا قضاء حيفا.
- صفصافا قضاء حيفا.
- الشونة قضاء حيفا.
المهجرة في بلاد الروحة - أبو زريق قضاء حيفا.
- أبو شوشة قضاء حيفا.
- إجزم قضاء حيفا.
- أم الزينات قضاء حيفا.
- أم الشوف قضاء حيفا.
- أم العلق قضاء حيفا.
- البرج قضاء حيفا.
- البريكة قضاء حيفا.
- البطيمات قضاء حيفا.
- خبيزة قضاء حيفا.
- خربة البويشات قضاء حيفا. (هجرت عام 1951)
- دالية الروحة قضاء حيفا.
- الريحانية قضاء حيفا.
- السنديانة قضاء حيفا.
- صبارين قضاء حيفا.
- الغبية التحتا قضاء حيفا.
- الغبية الفوقا قضاء حيفا.
- قنير قضاء حيفا.
- قيرة وقامون قضاء حيفا.
- الكفرين قضاء حيفا.
- اللجون قضاء جنين.
- المنسي-عرب بينها قضاء حيفا.
- النغنغية قضاء حيفا.
القرى القائمة حتى اليوم - كُفر قرع قضاء حيفا.
- عارة قضاء حيفا.
- الفريديس قضاء حيفا.
- عسفيا قضاء حيفا.
- مُصمُص قضاء جنين.
- مُعاوية قضاء جنين.
- مشيرفة قضاء جنين.
- البياضة قضاء جنين.
للمزيد من المعلومات حول قرى وبلاد الروحة انظر: الروحاء… من بلاد الراحة والاستجمام إلى الأرض الشاهدة على الصراع الفلسطيني- الصهيوني منذ لحظته الأولى
سبب التسمية
سمّيت بهذا الاسم نسبةً إلى نبتة الخبيزة الّتي تنمو بكثرة في أراضيها، وهي بقلة معروفة عريضة الورق، تطبخ كخضروات، والبعض يتداوى بها ، والطبخة هذه من الأكلات الشعبيّة في الريف الفلسطيني، وغنيّة بالحديد والبروتين وسهلة الهضم. في عهد الانتداب كان اسم القرية الرسمي «الخبيزة»، ولكن النّاس حذفوا أل التعريف اختصارًا .
البنية المعمارية
كانت القرية تمتد على محور شمالي شرقي جنوبي غربي ، وبُنيت منازلها الحجريّة متقاربة بعضها من بعض.
المختار والمخترة
كان عبد القادر الحاج حسن يستلم منصب مختار القرية.
الآثار
تعتبر القرية ذات موقع أثري يحتوي على آثار بقايا قديمة، يوجد في شمالها خربة الكلبة أو الكلبيّ وتنسب إلى أحد أبناء قبيلة كلب العربية الّتي نزلت هذه الديار في العصور الماضية. تضم الخربة مواقع أثرية، كل ما تبقى في الموقع هو حطام الحجارة المبعثرة في أنحاء مختلفة بين الشّوك والأعشاب ونبات الصبّار، أمّا الأراضي المحيطة بالموقع فيُزرع جزء منها، بينما يُستعمل الباقي مرعى للمواشي، تدلّ الموجودات الأثريّة الّتي عُثر عليها في قرية خبيزة ومحيطها على أن المنطقة كانت مأهولة بالسكّان بلا انقطاع.ّ
السكان
قدّر عدد سكانها عام "1922" حوالي 140 نسمة، وفي عام "1931" بلغ 209 نسمة يعيشون في 42 منزلا، وفي عام "1945" حوالي 290 نسمة، وفي عام "1948" بلغ عدد السكّان 336 نسمة بالتقريب .
عائلات القرية وعشائرها
من بين العائلات الّتي سكنت خبيزة :
سليط : ذكرالراويان أنيس عبد الجبار سليط (من مواليد 1929)، وحسين ابراهيم سليط (من مواليد 1933) أنّهم سموا بهذا الاسم نسبة إلى جدّهم الأكبر سليط. يعود أصلهم لقرية تل الصافي في منطقة الخليل. رحلوا عنها فاستقر قسم منهم في قرية الظاهريّة، والقسم آخر رحل إلى خبيزة وأم الشّوف وطيطبا والكساير والبويرة. وهم يشكلون غالبية السكّان في خبيزة، ومن بطونهم : دار منصور، من وجوهائهم مختار القرية عبد القادر الحاج حسن وهو من كبار الملّاكين وأخوه عيسى. دار محمود من وجوهائهم الحاج داهود اسماعيل، دار عبّاس من وجوهائهم الحاج عبّاس، ودار مصطفى منهم خليل المصطفى ، ودار خليل منهم مسعود ابراهيم الخليل وهو من كبار الملّاكين في القرية ، ولد عام 1900 م وكان من وجهاء قرى الرّوحا ووادي عاره ، ومصلحاً بين النّاس. إذ في وثيقة نادرة مؤرَّخة في 28 نيسان 1947 م ورد أنّ قائم مقام قضاء حيفا انتدب مسعود الإبراهيم من خبيزة مع مختار أم الشّوف أحمد شناعة ، ومختار السنديانة توفيق الحاج حسين ، ومختار عرب التركمان عبد الرحمن الحاج عبد الهادي للذّهاب إلى كفر قرع من أجل إجراء صلح بين عائلتين متناحرتين حول المخترة ، كان لمسعود جواز سفر صادر عن حكومة فلسطين مما مكنه من السفر في شهر كانون الأول عام 1947 إلى لبنان ، وفي شهر كانون الثاني عام 1948 إلى مصر ، يقول ابنه فيصل أنّ والده اشترى جراراً له جنزير (تراكتور) و"ماتور" لشفط المياه من البئر، وكان يؤجرهما للنّاس، وقد ترك الجرار في كفر قرع والماتور في أيدي جيرانه من اليهود عند مغادرته القرية.
البيقاوي: وفق النسّابة سعيد الجانم، وهو من المعمّرين من السنديانة، يقول إن الشّريف محمد بن زين الحريري الزّاهد كان من سكّان قرية باقة الشرقيّة، وأن من نسله هاجر فريق إلى منطقة المراح ومنها رحل قسم منهم إلى السنديانة، حيث يعرفون هناك بالبواقنة، وقسم آخر إلى خبيزة حيث يعرفون هناك بالبيقاوي ، كما ذكر أن الشّيخ خلف صاحب المقام المعروف في قرية عرعرة هو ابن الشّريف المذكور أعلاه.
سليط : أصلهم من قرية تل الصّافي في منطقة الخليل، رحلوا عنها فاستقرّ قسم منهم في قرية الظاهريّة، وقسم آخر رحل إلى خبيزة وأم الشّوف وطيطبا والكساير والبويرة ، وهم يشكّلون غالبيّة السكّان في خبيزة .
الاستيطان في القرية
لا يوجد مستعمرات صهيونيّة على أراضي القرية، وأقرب مستعمرة إليها هي إيفن يتسحاق ، الّتي أُسّست في سنة 1945 على أراض كانت تابعة أصلاً لقرية البطيمات، الّتي تبعد نحو كيلومتر إلى الشرق من موقع القرية.
الثروة الزراعية
كان سكّان القرية يقومون بزراعة الحبوب والخضروات بصورة أساسية، وفي 1944/1945 كان ما مجموعه 2295 دونماً مخصّصاً للحبوب ، و65 دونماً مرويّاً أو مستخدماً للبساتين ؛ منها 20 دونماً للزّيتون، كما كان سكاّنها يربون المواشي.
التعليم
لم يؤسّس فيها أي مدرسة أيّام الاحتلال البريطاني.
احتلال القرية
جرى احتلال خبيزة ضمن عمليّة قامت بها عصابات «الإتسل» الصهيونيّة، الّتي احتلّت كذلك قرى صبارين والسنديانة وأم الشّوف وبريكة، رغم الوعود الّتي قطعها سكّان مستوطنة «جلعاد» المتاخمة لخبيزة بحمايتهم وإبقائهم في بيوتهم، إلّا أنّهم لم يتدخّلوا في معركة تهجير القرية الّتي كان قد سبقها معركة «مشمار هعيمق» الّتي انتصر فيها «الإتسل» على جيش الإنقاذ، الّذي كان يبدو في أوّل المعركة أن جيش الإنقاذ سيهزم قوّات «الهاجانه» اليهوديّة الّتي كانت داخل الكيبوتس، إلّا أنّها انتهت بعد حوالي أسبوع بنجاح عصابات الهاجاناه بصد جيش الإنقاذ والمبادرة بهجوم على القرى الفلسطينيّة الموجودة في تلك المنطقة ، وفرّ معظم سكّان المنطقة تحت نيران مدافع الهاون، لكنّ الكثيرين من سكّان القرية حُجزوا لبضعة أيام وراء الأسلاك الشّائكة، ثمّ طُردوا، ومن غير الواضح متى دُمّرت خبيز.
روايات أهل القرية
"قبل أن تفقّس الصيصان"
الحاج محمد خليل سليط (64 سنة عندما التقيناه) ، سكن في قرية باقة الشرقيّة منذ لجوء عائلته إليها بعد تهجيرها من قرية خبيزة الّتي لا يزال يذكرها جيدا ، فيوم النّكبة كان عمره 15 سنةً، ويذكر التفاصيل كما لو كانت في الأمس القريب، ويقول : «يوم سقطت حيفا هرب النّاس من خبيزة، وكانت لدينا دجاجة ترقد على بيضها ، فأردت حملها معي في رحلة التّهجير، لكن والدي رحمه الله انتهرني قائلاً : «يا بني دعها، سنعود قبل أن تفقّس صيصانها» ، وها هي السّنوات والعقود تمر تباعا، وما زلنا نعيش حلم العودة والذّكريات» من كتاب الترانسفير المقنّع للكاتب سمير ابو الهيجاء.
أشعار قيلت في القرية
بكائية على قرية خبيزة المهجرة
د. لطفي الياسيني
يا ريح سلم لي .... على خبيزة
على دالية الروحا على الكفرين
على أم الشوف عرعرة صبارين
ع البطيمات سلم على نمرين
سلم على حيفا عرج على سيرين
سلم ع الشجرة الناصرة والنين
واد الجمال .. النسناس وزرعين
معلول .. ام العمد على ذكرين
معليا .. ابو سنان واد حنين
ع الزيب .. لجديدة على حطين
ميل على مسحة ميل على العين
عين ابراهيم مصمص سفارين
ع السافرية .. يبنا على قصعين
علار وشويكة ودير ياسين
سلم على زوفا المكر مع بلعين
على دير ابزيع على السعافين
على دير الحطب شقبا مع بورين
نابلس .. صفا سلم على جنين
ع السنديانة ميل على سخنين
على دورا القرع سنجل حبة عيني
على ارطاس على جماعين
على اريحا عين السلاطين
على الخليل ع القدس الحزين
بلغ سلامي شاعر فلسطين
لكل الاهل يا اهلي راجعين
أهالي القرية اليوم
يتوزّع اللاجئون الفلسطينيون الّذين هجّروا من قرية خبيزة على أماكن عدّة في الوطن والشّتات : مدينة أم الفحم، مدينة جنين، مخيم جنين ، مخيم نور شمس (طولكرم)، سورية ، الأردن ، ألمانيا وغيرها.
القرية اليوم
كل ما تبقى في الموقع هو حطام الحجارة المبعثرة في أنحاء مختلفة بين الشّوك والأعشاب ونبات الصبّار، أمّا الأراضي المحيطة بالموقع فيُزرع جزء منها ، بينما يُستعمل الباقي مرعى للمواشي .
الباحث والمراجع
إبراهيم منصور ابن حيفا
قائمة المراجع :
- مصطفى كبها (2018) ، جولات في ظلال الذّاكرة: زيارات ميدانية.
- قرية خبيزة المهجّرة محمد عقل.
- بلادنا فلسطين مصطفى مراد الدبّاب.
- مصطفى كبها، بلاد الروحة في فترة الانتداب البريطاني 2004