خارطة المدن الفلسطينية
اشترك بالقائمة البريدية
معلومات عامة عن قرية خربة الكساير
احتلال القرية - خربة الكساير - قضاء حيفا
كانت القرية إحدى قريتين شهدتا معارك ضارية في منتصف نيسان/أبريل 1948. وورد في ((تاريخ الهاغاناه)) أن جيش الإنقاذ العربي أمر أحد أفواجه بأن يأخذ مواقع له في قريتي خربة الكساير وهوشة المجاورة لها، في 12 نيسان/أبريل 1948، في ذروة المعركة التي دارت بشأن مشمار هعيمك في منطقة مرج ابن عامر الواقعة إلى الجنوب منها. وكانت خطة جيش الإنقاذ القبض على المستعمرات اليهودية المجاورة (ربما رمات يوحنان) كي يصبح في الإمكان إرسال التعزيزات إلى المنطقة، وبالتالي تخفيف الضغط عن وحدات الجيش الموجودة حول مشمار هعيمك. وقد هاجمت وحدة من لواء كرملي التابع للهاغاناه مواقع جيش الإنقاذ العربي في القريتين، في 14 نيسان/أبريل، لكنها أُجبرت على الانسحاب.
في 16 نيسان/أبريل، شُنّ هجوم آخر. وهذه المرة احتُلت القريتان بسهولة لأن الحراسة فيهما كانت ضعيفة. لكن في اليوم نفسه، حاولت قوة من جيش الانقاذ العربي مؤلفة –بحسب ما ذكرت الهاغاناه- من جنود فلسطينيين وسوريين ينتمون إلى الطائفة الدرزية، أن تسترجع القريتين تسع مرات. وتميّزت المعارك المتتالية بضرواتها، وبشجاعة المقاتلين الدروز من جيش الإنقاذ العربي؛ وذلك بحسب شهادة الجنود اليهود. وورد في صحيفة ((نيويورك تايمز)) أن الكثيرين من العرب قُتلوا في المعارك، وضمنهم ((نفر من رجال القبائل الدروز)). وأُمرت وحدات لواء كرملي، عند الهجوم التاسع، بالانسحاب من هوشة والخندقة في خربة الكساير. لكن المقاتلين العرب ((انهاروا)) بعد وصول رشاش ثقيل للهاغاناه، و((لم يحاولوا حتى العودة إلى خربة الكساير))، بحسب تعبير ((تاريخ الهاغاناه)).
ليس من الواضح متى رجع الصهيونيون إلى القرية، مع أن سكانها غادروها على الأرجح منذ ذلك الوقت، جرّاء المعارك الضارية. وربما يكون الهجوم على القريتين سهّل تطويق حيفا واحتلالها في الأسبوع التالي.