الاستيطان في القرية - زَمَّاريّن/ قرى الروحة - قضاء حيفا

مستوطنة زخرون يعقوب

    مستوطنة يهوديّة قرويّة في الأساس إلى الجنوب من جبل الكرمل على اسم جيمس (يعقوب) روتشيلد. ترتفع هذه المستوطنة عن سطح البحر زهاء 170 مترًا. ويبلغ عدد سكّانها حوالي 12 ألفا

      تأسّست هذه المستوطنة في العام 1882 على يد مهاجرين يهود من رومانيا، وأطلقوا عليها اسم زمّارين لقربها من القرية العربيّة الفلسطينيّة "زمّارين". وفي أعقاب ضائقة اقتصاديّة شديدة، تعرّضت لها المستوطنة لجأ الأعضاء فيها في العام 1883 لطلب مساعدة ورعاية البارون ادموند روتشيلد الّذي أصرّ على تغيير اسم المستوطنة إلى "زخرون يعقوب" على اسم والده. وأمر البارون أن تزرع أراضي المستوطنة بالكرمة، وشرع ببناء معاصر للنبيذ. ونجحت المستوطنة في أن تتصدّر إنتاج النبيذ في فلسطين ودولة الإحتلال لفترة طويلة. ويعتبر من أجود أنواع النبيذ المحلي. نجح وكلاء روتشيلد من شراء آلاف الدونمات لصالحه والّتي استعملت فيما بعد للزّراعة.

    عاش في زخرون يعقوب اهارون اهرونسون وشقيقته ساره. اهارون هو باحث في مجال الزّراعة، حيث نجح في تطوير نوع جديد من القمح، ولكنّه عمل مع شقيقته في تأسيس حركة تجسسيّة سريّة عرفت بـ "نيلينقلت المعلومات والأخبار إلى الحلفاء، إلى أن تمّ القبض على ساره، أمّا اهارون فقتل في حادث طائرة غامض.

      حولت السّلطة المحليّة في زخرون يعقوب أحد المباني فيها، والّذي أقامه البارون روتشيلد إلى متحف خاص بالهجرة الأولى والحركة الاستيطانيّة اليهوديّة في فلسطين. أما بيت عائلة اهرنسون فقد حوّل إلى متحف لحركة "نيلي" مع احتفاظ إدارة المتحف ببعض أغراض العائلة. وخصّصت عائلة روتشيلد مساحة 4500 دونم من ممتلكاتها لصالح متنزه يحمل اسم "المحسن المعروف" إشارة إلى جيمس روتشيلد. في أحد جنبات المتنزه ضريح ادموند روتشيلد وزوجته.

     تعتمد المستوطنة على إنتاج وتجارة النبيذ، والسياحة الوافدة إليها لموقعها الجميل فوق تلّة من تلال جبل الكرمل، وإشرافها على السّهل الساحلي والبحر المتوسط.