معلومات عامة عن حلحول - قضاء الخليل
معلومات عامة عن قرية حلحول
مدينة حلحول ، مدينة فلسطينية جنوب الضفة الغربية المحتلة تقع على قمة جبلية ترتفع 1023 م-1027 م عن سطح البحر، مما يجعلها أعلى مدينة مأهولة بالسكان في فلسطين ، وتبعد عن مدينة الخليل 5 كم ، و30 كم عن مدينة القدس ، وتبعد 25 كم عن البحر الميت و60 كم عن البحر الابيض المتوسط.
عدد السكان
بلغ عدد سكانها في عام 1922 حوالي 1927 نسمة، وارتفع هذا العدد إلى 2533 نسمة عام 1931 ويشمل هذا الإحصاء سكان “خربة حسكة” و”خربة النقطة” و”خربة بقار” و”خربة الزرقاء” و”خربة بيت خيران”. وفي عام 1942 م ارتفع عدد السكان إلى 3380 نسمة.
أما عدد سكان مدينة حلحول لعام 2017 ، حسب الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني فقد قد بلغ (27031) نسمة.
الموقع والمساحة
الموقع والتسمية
تقع بلدة حلحول على الكيلو متر 30 من طريق القدس ـ الخليل، على بعد7كم من شمال الخليل ، كما تبتعد نحو 25كم عن البحر الميت و60كم عن البحر المتوسط و30كم عن القدس. تبلغ مساحة قرية حلحول 165 دونم، ترتفع عن سطح البحر 997 متر وهي بذلك أعلى نقطة مسكونة في عموم فلسطين. أما مناخها فهو معتدل حيث تبلغ متوسط درجة الحرارة السنوية 15 درجة، كما يبلغ متوسط كمية الأمطار فيها 500ملم. وتبلغ المساحة الإجمالية لحلحول 39000دونم: منها 15000دونم داخل حدود بلدية حلحول للمدينة والباقي أراضي زراعية وخرب تابعة للمدينة. أسس قرية حلحول العرب الكنعانيون، فهم من أطلق عليها اسم حلحول بمعنى "ارتجاف".
مصادر المياه
يوجد في حلحول عدد من عيون الماء منها:
1.عين الذروة:وهي من اشهر عيون الماء في حلحول
2.عين ايوب.
3.عين عاصي.
4.عين كسبر.
5.عين الحصة.
6.عين وادي الشنار.
7.عين مصلح.
8.عين بقار اضافة الى عدد من العيون الاخرى المنشرة في المدينة.
سبب التسمية
السبب الأول : يقال أن في زمن سيدنا يونس بعد أن ابتلعه الحوت وقذفه على شاطئ البحر و ابل من تلك الحادثة، ظل يسير حتى وجد المكان الذي يسمى بخربة أصحى غربي حلحول فعلى جبال حلحول مكث سيدنا يونس حولاً كاملاً او سنة كاملة حتى شفي تماماً ثم سافر إلى بلده ،فقيل البلد التي حل فيها نبي الله حولا كاملا والحول هو السنه (حَلَّ حَوْل) ثم جمعت الكلمتان بما يتناسب مع النطق فصارت حلحول ,وهذا يعتبر السبب الرئيسي لأنه سبب سماوي تشبث به الكثير من سكان المدينة .
السبب الثاني : كلمة حلحول بمعنى الرجل العملاق ( ذو الحول والقوة) ,حيث كان يسكنها العماليق وأولي البأس و اولي الشدة والشجعان والرجال أي أن حلحول بلد العماليق و بلد الجبارين.
السبب الثالث: و حلحول تعني أيضاً في اللغات الكنعانية القديمة ,وهي البلد التي تكثر فيها المزروعات والخضرة أي الربيع.
السبب الرابع : وهناك تسميه اخرى لحلحول هي من حلحول وجلجول بالكنعانية (بلد الارتجاف) و هذه التسمية من جلجل وحلحل و ذلك ان حلحول كانت تتعرض لهزات أرضية و زحزحات.
هذه أسباب تسمية حلحول ولكن أهالي مدينة حلحول تتشبث بالسبب الأول لأنه سبب سماوي مرتبط بنبي الله يونس عليه السلام
الآثار
اهم معالم المدينة
تعتبر حلحول منطقة سياحية، حيث يوجد فيها الكثير من المواقع الأثرية والخرب، فيوجد فيها.
أ.المواقع الأثرية
1. مسجد النبي يونس عليه السلام: أسس البناء في عهد الملك عيسى الأيوبي في القرن السابع الهجري.
2. مقام الصحابي عبد الله بن مسعود: يقع في وسط البلدة القديمة إلى الشرق من مسجد النبي يونس.
3. الزاوية (البوبرية): وهي عبارة عن مسجد قديم في وسط البلدة القديمة.
4. الساحة أو الديوان: تقع في وسط البلدة القديمة وهي عبارة عن قاعة واسعة تبلغ مساحة أراضيها حوالي 100 متر مربع.
5. عين النبي أيوب: عين ماء ذو قدسية نسبة إلى النبي أيوب عليه السلام.
6. المسجد العمري: نسبة إلى عمر بن الخطاب عندما زار القدس فاتحاً.
ب.اهم الخرب والحارات الموجودة في مدينة حلحول
1.خربة برج السور: في الشمال الغربي من القرية بين الكيلو مترين 29 و30 على طريق القدس ـ الخليل، كانت تقوم على خربة الطبقية في ظاهرها الشمالي الغربي بلدة "بيت صور" بمعنى "بيت الصخر" الكنعانية، وفي العهد الروماني عرفت باسم "Pathsura". وقد بنيت على قمة جبل ارتفاعه 1000م عن سطح البحر. وقد عثر المنقبون على جزء من سور المدينة الكنعانية يعود تاريخه إلى عصر البرونز المتوسط (2100ـ1600ق.م).
2.خربة كسبر: للغرب من حلحول. فيها عين ماء تحتوى على مبان معقودة أساسات، صهاريج، بركة منقورة في الصخر، خربة كسبور وعين.
3. خربة مانعين: بها تحت القرية الحديثة أساسات وصهاريج، مغر منقورة في الصخر".
4.خربة بيت خيران: في شمال حلحول، تحتوي على بقايا أبنية وعقود أنبوبية في داخل حظيرة محاطة بجدار، صهاريج".
5.خربة بير الدلبة: في جنوب القرية بها آثار أنقاض.
6.خربة ماماس: في الشمال الغربي من حلحول، بها أساسات أكوام الحجارة، مدافن صهاريج، طرق قديمة.
7.خربة الطبيقة:وهي بلدة مهدمة فيها صهاريج ومدافن.
8.خربة بقار:في الجهة الغربية من حلحول وفيها عين ماء.
9.خربةاصحا:في الجهة الغربية من حلحول وهي من اعلى قمم حلحول.
10.خربة حسكا:في الجنوب الغربي من حلحول وفيها عين ماء.
11.خربة الصفا:في الجهة الغربية من حلحول.
12.خربة ارنبا:تقع غرب حلحول وفيها شجرة بلوط ضخمة وفيها قبر الشيخ محمد وهو من الصالحين.
13.خربة القط:تقع في شمال غرب حلحول.
14:خربةام الدرج:في الجنوب الشرقي من المدينة.
السكان
السكان والنشاط الاقتصادي
أنشئت أول مدرسة في حلحول في العهد العثماني واستمرت في العمل حتى العهد البريطاني، ففي عام 1948 كانت المدرسة الابتدائية كاملة وقد ضمت أكثر من 300 طالب موزعين على سبعة صفوف ويدرسهم سبعة معلمين. وفي عام 1945 تم إنشاء أول مدرسة للبنات أعلى صفوفها الثالث الابتدائي ضمت أكثر من 50 طالبة تعلمهن معلمتان. أما الآن يوجد في حلحول 12 مدرسة حكومية ومدرستان تابعتان لوكالة الغوث ويبلغ عدد الطلاب في مدينة حلحول 6000 طالب. وتقع مدينة حلحول ضمن مسؤولية مديرية التربية في الخليل، لأنها جزء من محافظة الخليل، لذا فهي مرتبطة بها بشكل كلي في الميدان الثقافي.
أما النشاط الاقتصادي الذي يحتل الدرجة الثانية فهو النشاط التجاري، فوقوع مدينة حلحول على طريق القدس ـ الخليل جعلها سوقاً حيوياً للمسافرين على الطريق. كما يوجد فيها سوق مركزي للخضار والفواكه لتصريف الإنتاج الزراعي للمدينة. أما الصناعة فتحتل الدرجة الثالثة حيث أن الصناعة الوحيدة الموجودة في حلحول هي صناعة الحجر والرخام نتيجة وجود عدد من مقالع الحجر.
تفاصيل أخرى
استعادة من الأرشيف: فعل "الجيش البريطاني السافل" في حلحول!
"وقد أعدمت {الحكومة الاستعمارية البريطانية في فلسطين} المئات من الشباب، وبعد أن وجدت أنها لم تستطع القضاء على الثورة بالمواجهة بعد أن استقدمت حوالي المئة الف جندي وعلى رأسهم كبار قادة أركانها مثل دل {Sir John Greer Dill}، وويفل {Archibald Wavell}، وعمدت إلى إفساد الثورة من الداخل وقد نجحت في ذلك إلى حد كبير وانقسم الشعب على نفسه. ثم قامت بنزع السلاح بأقسى أنواع العذاب والبطش، وأنا لا أقول هذا الكلام تجني أو مبالغة، ويكفي أن أذكر مثلين اثنين عشت أحدهما بنفسي وهما، بيت ريما لواء رام الله <في شهر نيسان{/أبريل} 1939>، وحلحول لواء الخليل <في شهر {آذار/} مارس 1939>، فستبقى ما قامت به السلطات البريطانية في هذين البلدين وصمة عار في سجل الانتداب البريطاني".
قاسم الريماوي من نص مخطوط قيد الإعداد للنشر.
لماذا استحضر الدكتور قاسم الريماوي، عند الحديث عن ثورة 1936-1939 والقمع البريطاني لها، نموذجي حصار بيت ريما وحلحول؟ قد يُفهم أن الريماوي استحضر نموذج "بيت ريما" كونها مسقط رأسه، وأنه على اطّلاع على تفاصيل ما جرى من قتل وتعذيب وترويع لأهالي البلدة رجالًا ونساءً. لكن ماذا عن حصار "حلحول"؟
جمعوا الرجال والنساء في ناحيتين يسومونهم أشد العذاب، تساوى فيه الطفل الرضيع والشيخ الهرم
بتتبع الروايات الشفوية المتداولة عن هذه الفترة التاريخية، أبرز ما يحضر في شهادات الرواة عمليات التفتيش والحصار التي كانت تفرض على القرى والبلدات الفلسطينية المختلفة، من قبل كتائب الجيش البريطاني، ومن قبل عملاء بريطانيا وأنصارها ممن انقلبوا على الثورة، لأسباب مختلفة. وبتتبع الأدبيات العسكرية البريطانية، خصوصًا المتعلقة بتاريخ الألوية المختلفة، يبرز مصطلح Cordon And Search"" الذي يرتبط بشكل مباشر بعمليات هذه الفرق في فلسطين، إبان مكافحة الثورة العربية الكبرى (1396-1939) ومن ثم كاستراتيجية عسكرية بريطانية متبعة ضد المنظمات الصهيونية بعد الحرب العالمية.
المزرعة الشرقية، جيوس، السنديانة، المجيدل، كفر كنا، أم صفا، شعب، قاقون، سعسع، خرفيش، بيت أمرين أسماء لقرى تشكل نموذجًا لعشرات القرى الفلسطينية التي ذكرت في البلاغات الرسمية الصادرة عن الحكومة الاستعمارية البريطانية، لتعرضها لحملات تفتيش وحصار من فرق بريطانية مختلفة سجلتها البلاغات كالفرقة الثانية من جنود است بوركشير (Royal Berkshire Regiment)، أورطة رويال سكوتس (The Royal Scots)، الفرقة الأولى من جنود هاميشير (Royal Hampshire Regiment)، الأورطة الثانية من فرقة ليستر شير (Royal Leicestershire Regiment) الخ..
يحكي الدكتور الريماوي في نصه بعض ما جرى أثناء حصار بيت ريما، الذي استمر وفقًا للبلاغات الرسمية الاستعمارية من 23 نيسان/ أبريل ولغاية 2 أيار/ مايو 1939، ويقدم بعض التفاصيل. لكن ماذا جرى في حلحول!
سجلت بعض الشهادات الشفوية عن الحدث لضباط الكتيبة الثانية من فرقة بلاك ووتش (The Black Watch)، كما اهتم بإيراد بعض الشهادات الشفوية التي وثقت الحدث من بعض أهالي حلحلول. لكن حفظ رواية معاصرة للحدث، تكشف أثره ومختصرًا لما جرى، فأثناء البحث والتقصي لتحقيب هذه الحادثة كجزء من الانشغال البحثي على نصوص الدكتور الريماوي المخطوطة، وسعيًا للتأكد من الرواية المتداولة حول "الحصار" كانت هذه الوثيقة، التي كتبت إبان حصار حلحول ووقعت من "ضمائر مراقبة متألمة" وأُرسلت إلى القنصلية المصرية في القدس يوم 10 أيار/ مايو 1939.
"فظائع الجيش البريطاني السافل في قريتي حلحول وبيت فجار- الخليل" بهذا عنونت الرسالة، وروست بالآية الكريمة "هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا" وبمقولة عمر بن الخطاب "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا". ثم أُتبِعتَت بأبيات من الشعر:
"لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى *** حتى يراق على جوانبه الدم
زدني من البلوى أزدك تمردًا *** واملأ فؤادي بالأسى فأبوحا"
يتضح من مقدمات النص قبل الغوص في مختصره لما حدث وما زال يحدث في حلحول، أنه بيان تحريضي ضد الفعل الاستعماري البريطاني الممارس في تلك الفترة، وستنعكس هذه الرسالة بكل تأكيد على مضمون النص ولغته كما هو جلي، أما عن الحدث فيرد:
"بعد أن انقضى نظام منع التجول في الخليل (48 ساعة) وأخذ الجيش لشابين منها، أحدهما من عائلة نيروخ والآخر من عائلة النتشة، ورميهما بالرصاص في ناحية منعزلة فاستشهدا بريئين. طوق الجيش البريطاني الوحشي صباح يوم الخميس 6 أيار/ مايو 1939 قرية حلحول وبيت فجار على إثر رفضهما التوقيع على شروط السلطة ومنها (استنكار الثورة) مساعدة الجيش البريطاني في تنقلاته القاء القبض على المجاهدين، تقديم أسلحة. فجمعوا الرجال والنساء في ناحيتين يسومونهم أشد العذاب، تساوى فيه الطفل الرضيع والشيخ الهرم. تدلت ألسنة الأطفال عطشًا وخوت قلوبهم جوعًا يصرخون يا أماه -ماء- خبزًا- مستنجدين بالإنسانية والعدالة اللتين لا يعرفهما الإنكليزي إلا من قلل المدافع وأفواه البنادق فضاقت النساء صبرًا في قرية حلحول واشتبكن مع الجنود بالحجارة فشدخن رأسين من الجنود الظالمين وبعدها سمح لهن بالانصراف بعد أن اجهضت بعضهن وبعد أن قاست الأطفال سكرات الموت. أما الرجال فهذا اليوم الخامس على إحاطتهم بالأسلاك الشائكة، تحت زمهرير الشمس رافعين وجوهم تجاهها حيثما تدور. فراشهم الحجارة تحت قر الليل وطعامهم الضرب بالأسواط وأكعاب البنادق. والكثير منهم في طريق الاستشهاد إن لم يكن قد استشهد".
[[{"fid":"75914","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":640,"width":355,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]
انتهى سرد المختصر لما كان يجري في حلحول، لكن لم تنتهِ الوثائق، فتكشف وثيقة أخرى تفاصيل لحدثٍ في ذات الفترة الزمنية كان يجري في قضاء رام الله، في قرية كفر مالك. أرسل علي سلامة مختار قرية كفر مالك يوم 8 أيار/ مايو 1939 رسالة إلى قنصل حكومة مصر بالقدس. تلخص هذه الرسالة تفاصيل ما كان يجري في البلدة منذ يوم الجمعة 5 أيار/ مايو 1939، ووفقًا للمختار:
"إن الجيش البريطاني حضر يوم الجمعة لقريتنا كفر مالك وطوقها، وجمع الرجال الشباب وضعهم داخل نطاق والشيوخ المسنين في نطاق آخر، ومن ثم اسمعوا يا جناب القنصل الأعمال البريطانية: أ- الشيوخ يسمحوا لهم في اليوم والليلة أكلة واحدة وشربة واحدة بسيطرة جدًا. ب- أما الرجال الشباب قد مضى عليهم أربعة أيام بلياليها بدون أكل ولا شرب، وهم في حالة الموت والنزاع والموت قريب جدًا، وهم مدرجين بدمائهم من كثرة الضرب المبرح. ج- الحريم والنساء والأطفال مجمعون على المجنة، أي المقبرة، ليلاً ينامون عليها ونهارًا يندبون حظهم العاثر. د-الجيش يهدم المحلات بالفوسوالمعاويل وهدموا جدران الكروم".
[[{"fid":"75916","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"3":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":640,"width":475,"class":"media-element file-default","data-delta":"3"}}]]
التعليم
أول مدرسة في حلحول في العهد العثماني واستمرت في العمل حتى العهد البريطاني، ففي عام 1948 كانت المدرسة الابتدائية كاملة وقد ضمت أكثر من 300 طالب موزعين على سبعة صفوف ويدرسهم سبعة معلمين. وفي عام 1945 تم إنشاء أول مدرسة للبنات أعلى صفوفها الثالث الابتدائي ضمت أكثر من 50 طالبة تعلمهن معلمتان. أما الآن يوجد في حلحول 12 مدرسة حكومية ومدرستان تابعتان لوكالة الغوث ويبلغ عدد الطلاب في مدينة حلحول 6000 طالب. وتقع مدينة حلحول ضمن مسؤولية مديرية التربية في الخليل، لأنها جزء من محافظة الخليل، لذا فهي مرتبطة بها بشكل كلي في الميدان الثقافي.
الوضع الصحي في القرية
الوضع الصحي في مدينة حلحول :
يوجد في حلحول العيادات الصحية التالية:
1. العيادات الصحية الحكومية وهي موزعة في ثلاث مناطق :
الرئيسية بجانب بلدية حلحول وقد أقيمت على قطعة ارض مقدمة من البلدية,والثانية في منطقة الحواور بالقرب من المسجد, والثالثة في خربة اصحا.
وهذه العيادات تقوم بعلاج المواطنين المؤمنين صحيا بالإضافة إلى الأطفال تحت الثلاث سنوات.
كما تقوم هذه العيادات بتوفير المطاعيم للأطفال مجانا .
وتوفر الأدوية وخاصة للأمراض المزمنة ونظرا للوضع المادي الصعب يكون هناك نقص في الأدوية وعدم توفر جزء منها , وتسعى البلدية مع مديرية الصحة دوما من اجل محاولة تامين هذا النقص.
2. مستوصف حلحول الصحي التابع للجان العمل الصحي وهذا المركز أقيم على ارض مقدمة من بلدية حلحول بجانب مبنى البلدية ويؤمن العيادات المتخصصة وعيادة للطواريء وعيادة أشعة ومختبرات من الساعة الثامنة صباحا وحتى الثامنة مساء , وتسعى البلدية لجعل الدوام طيلة أل 24 ساعة .3.
عيادة الهلال الأحمر الفلسطيني : وهي تعمل بالتعاون مع العيادة الحكومية صباحا حتى الثانية بعد الظهر, ومن ثم حتى الثامنة مساءا وهي توفر عيادة طب عام إضافة إلى مختبر طبي وعيادة للأسنان وقد قامت بإدخال بعض التحسينات على نظام العلاج والملفات وترتيبها.
4.عيادة جمعية سيدات حلحول الخيرية وهي تقع ضمن مبنى الجمعية وتقدم خدمات طب عام حتى الساعة الثانية بعد الظهر وعيادة أسنان إضافة إلى مختبر طبي حتى الساعة الثامنة مساء.5.
كما يوجد في حلحول العديد من العيادات الطبية والخاصة وبمختلف التخصصات البشرية ومن أطباء البلدة ومعظمها يعمل مساء حتى الثامنة. 6.يوجد بها عدد من المختبرات الطبية الخاصة وتداوم من الثامنة صباحا وحتى الثامنة مساء
7.هناك مركز للإسعاف تابع للهلال الأحمر الفلسطيني وهو مزود بسيارة إسعاف مع طاقمها على فترة 24ساعة.
تطلعات البلدية بشان الوضع الصحي:
- العمل على جلب مشروع من اجل إقامة مستشفى تخصصي لخدمة منطقة شمال الخليل بشكل خاص. - السعي لان يكون دوام عيادة الهلال الأحمر ومستوصف حلحول على مدار 24ساعة والمفاوضات قائمة مع الجهات المعنية.
- تطوير وتحسين العمل في العيادة التابعة لوزارة الصحة بحيث تضغط البلدية من اجل توفير الأدوية اللازمة والأطباء المختصين.
تاريخ القرية
الموقع عبر التاريخ
قرية حلحول قرية قديمة جداً أنشئت في عهد الكنعانيين أما في العهد الروماني فقد أنشئت على بقعتها قرية ALULOS من أعمال القدس. ورد ذكر قرية حلحول في كثير من كتابات المؤرخين والرحالة القدماء، وكان سبب اشتهارها وجود قبر النبي يونس بن متى عليه السلام فيها. فقد ذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان "قرية بين بيت المقدس وقبر إبراهيم الخليل، وبها قبر يونس بن متى عليهما السلام". وفي عام 623هـ الموافق 1226م بنى الملك المعظم عيسى بن الملك العادل الأيوبي منارة على المسجد الذي أقيم على قبر النبي يونس. كما قال عنها الشيخ عبد الغني النابلسي في رحلته القدسية عام 1101هـ "ولم نزل سائرين إلى أن وصلنا إلى قرية حلحول لزيارة نبي الله يونس عليه السلام بن متى الرسول فرأينا بها ذلك الجامع وتلك المنارة وزرنا ذلك الضريح. قال الهروى حلحول قرية بها قبر يونس". خضعت حلحول للانتداب البريطاني كسائر المدن والقرى الفلسطينية، وفي هذا العهد تعرضت لكثير من الاعتداءات من الجنود البريطانيين، وقدم أهلها أحسن الأمثلة على الشجاعة والصمود. وبعد عام 1948 خضعت حلحول للإدارة الأردنية إلى أن احتلها الاسرائيليون عام 1967.
ترجع أصول معظم سكان حلحول كما يذكر سكان حلحول أنفسهم إلى العراق وقد بلغ عدد سكانها في عام 1922 حوالي 1927 نسمة، وارتفع هذا العدد إلى 2533 نسمة عام 1931 ويشمل هذا الإحصاء سكان "خربة حسكة" و"خربة النقطة" و"خربة بقار" و"خربة الزرقاء" و"خربة بيت خيزان". وفي عام 1942م ارتفع عدد السكان إلى 3380 نسمة. أما الآن يبلغ عدد سكان مدينة حلحول حسب دائرة الإحصاء المركزية لعام 2000م 19 ألف نسمة موزعين على حلحول القديمة وحلحول الجديدة.
المجازر في القرية
مجزرة التيل في بلدة حلحول
كان لبلدتي حلحول المستقرة فوق بضع تلال لقاء مع جيش الانتداب البريطاني. والانتداب والاحتلال صنوان لا يطل منهما على الفلاحين سوى الجنود الذين يقتلون ويخرّبون ويتركون الثكالى والأرامل واليتامى. أسفرت التجربة عن محنة ترسبت في وعي البلدة وتناقلها الأبناء عن الآباء والأمهات، وسُجلت في تاريخ البلدة بحادثة "التيل" في "سنة التيل". مواليد ذلك العام عُرفوا على مسرح الحياة بأبناء وبنات التيل. مرحلة فاصلة أرّخت للمواليد والأحداث، قبلها أو بعدها، إلى أن وصلنا إلى النكبة. أوصلنا التيل إلى النكبة. كان "التيل" أول ترسبات الوعي المقهور في ذهني الطفولي الغضّ الذي لم يكمل أعوامه الخمسة . لمست القهر وأدركته وتفاعلت معه، وصبغ مزاجي بألوانه الغبراء.
أهالي بلدتنا يطلقون على الأسلاك الشائكة اسم "تيل". أحاط جنود بريطانيا بالأسلاك الشائكة حقلاً مكشوفاً للشمس، غربي مبنى مدرسة القرية، احتجزوا بداخله شباناً، منعوا عنهم الماء والطعام حتى بدا بعضهم ينزف نسغ الحياة. ولذا، سُمّي الموقع بالاسم نفسه، وسُمّي الحادث "التيل"، والعام كله "عام التيل"؛ وبقي مَعْلماً يتذكره أبناء القرية، وتتناقله الأجيال. ومثل قرص المغناطيس، تحكمت هذه الرسوبية في فرز وجذب الأحاسيس الوجدانية عبر حقبة زمنية مقررة: اجتذاب البعض ليستقر في الذاكرة، وترك الآخر للنسيان، أو حوصله عقدة في النفس؛ كما حددت نوع الاستجابة لتباريح الزمان المليء بالقهر والعوز والحرمان.
دارت الأيام، وبقي التساؤل يلحّ على الجواب: لماذا وبأي حق جاء الإنكليز من بلادهم البعيدة يحاصرون القرية ويسجنون شبابها ويسومونهم العذاب حتى الموت؟! ولماذا أفلت الجنود وقائدهم اللورد من العقاب؟! زوجتي الراحلة فوزية عرمان، وُلدت في سنة التيل، هرب والدها من الطوق وفاز بالسلامة فسمّاها فوزية. تناقلت الأجيال المتعاقبة في القرية حادثة التيل حتى هذه الأيام، واستمرت مشاعر الكراهية والإحساس بالقهر تستقر في وجدان الأهالي.
حادثة " التيل"، موعد حلحول مع الاحتلال البريطاني ذات صباح من أيام شهر أيار/مايو 1939. كان الحصار الثالث؛ وفي المرتين السابقتين كان يعتقل أفراداً من شباب البلدة ؛ انطلق زمور يحذر السكان بأنهم محاصرون، وعليهم جميعاً، رجالاً ونساءً، الخروج الى مراح غربي القرية وتسليم ما بحوزتهم من سلاح. اندفعت مفارز من العسكر البريطانيين داخل الأحياء، تفتش البيوت وتخلط الطحين بالتراب. أمرت النسوة بالجلوس غربي جامع القرية . خرجتُ مع أمي؛ في الطريق شاهدت امرأة تغذ مع الجموع، مستندةً إلى كتف أُخرى؛ قالوا إنها وضعت وليدها في الطريق. أُجلست النسوة خلف الجامع من الناحية الغربية الجنوبية، على أرض خلاء بجانب قبر مرتفع الجدران، عرفنا فيما بعد أنه مثوى الشهيد جميل أبو عصبة الذي قتله الإنكليز. أُجلس الرجال على أرض خلاء مقابِلة من الناحية الغربية الشمالية، كانت تُستعمل كبيادر في مواسم الحصاد . لم تكن بيوت القرية قد بدأت بالانتشار حتى تلك المنطقة بعد. مضى الوقت بطيئاً، بعدد لحظات الخوف وترقّب المجهول. سُمح لبعض الرجال بالانصراف، أتذكرهم متجهين صوب الشرق نحو بيوتهم؛ صرخ جندي إنكليزي بالنسوة، فهرولن شرقاً وتوارين في فناء أقرب بيت؛ وكان ملك الحاج عبد المحسن العناني، والد المدرس أحمد، وجدّ الدكتور جواد العناني. هرولت مع النسوة ومكثت بجانب أمي مع النسوة وبعض الأطفال من جيلي أو أصغر، نترقب المجهول حتى مغيب الشمس؛ ومضت كلّ إلى بيتها. في منتصف الليل، سمعت والدي يقول لأمي: انحدرت إلى عين عاصي (في الجهة الجنوبية من القرية)، وتوجهت جنوباً إلى وادي الجيف ووادي قبّون؛ ثم اتجهت غرباً باتجاه الطريق العام عند موقع بير السبيل. هناك كان يقف عسكري لم يعترض طريقي، وانحدرت من الطريق العام غرباً. وكانت منطقة آمنة. هذا ما احتفظت به ذاكرتي عن ذلك اليوم المشؤوم.
انتقلت الذاكرة إلى منطقة على الطرف الغربي الشمالي من القرية؛ في ذلك الحين كانت أرضاً مزروعة بالبقول؛ وأقامت الأُسر هناك، تحصد في النهار وتبيت في الليل. المنطقة غدت، بعد مرور نصف قرن، حياً سكنياً يوجد فيه مسكني والمباني السكنية للأقارب. لم يربط وعيي الغضّ إلّا في وقت لاحق بين المشهدين: في ذلك الزمن الغابر، لم تحجب المباني الشاهقة ذلك الزقاق الذي يمر بجانب سور المدرسة وتخرج منه نعوش الموتى من المحتجز، ممن قضوا معذّبين بالعطش والجوع. كان زوج خالتي من بين أسرى معتقل "التيل"؛ وكلما خرج نعش، كانت خالتي تصرخ وتولول، ويرتفع زعيق النسوة معها على الموقع في الحقل المزروع بالقطاني. تمضي النسوة في التعديد ويواصل الرجال قلع القطاني. الصراخ لحظة كرب شديد حاد الألم. لازمني شعور الكرب الممض كلما سمعت تعديد امرأة أو صراخها. ويوم توفي شقيقي الأكبر وكنت في العقد السابع، أجهشت بالبكاء ولم أتمالك نفسي حين ودّعته، وبناته يعدّدن حوله.
منع الماء والطعام عن المحتجزين إلى أن يُحضر كل واحد بندقية. حاولت النسوة تقديم الماء والطعام للمحتجزين؛ لكن جنود الفرقة البريطانية المسماة "بلاك ووتش" صادروا الزوادة وأتلفوها أمام أنظار المحتجزين.
كان عبد الرحيم إبراهيم البَوْ، أحد شبان البلدة، قد أصيب بطلق ناري قاتل في الصباح الباكر، وهو يحاول اختراق الحصار، وأُرديَ قتيلا. كان يحمل السلاح، سحبوه إلى موقع تجمُّع الرجال، فلم يقبل أحد التعرف عليه، حمايةً لأسرته وعائلته من العقوبات الجماعية. أساتذة الهمجية الإسرائيلية!!
استقر الحدثان متباعدين في تلافيف الذاكرة؛ ولم أربط بينهما إلّا في وقت لاحق. عرفت فيما بعد أن الحصار بدأ يوم السبت، في السادس من أيار/مايو1939. تناقل الناس مفارقة حدثت مع أحد المعتقلين، إذ أنهكه الجوع والعطش، فطلب من الجنود أن يأخذوه إلى حيث يدلهم على مخبأ بندقية . مضى عبر الكروم والبساتين؛ راح يصعد الجدران (السناسل) ويهبط متنقلاً؛ صعد جداراً انهال تحت قدميه، وإذا ببندقية مخبأة تظهر للأعين. قال هذه هي البندقية. أعادوه إلى الموقع، وأجلسوه على فراش وثير، وقدموا له الطعام والماء على مرأى من المحتجزين الآخرين. بعد ذلك، طلب أحد المعتقلين وهو رشيد سليمان نوفل أبو ريان أن يأخذوه ليدلهم على السلاح. توجه إلى بئر ماء قريب وألقى بنفسه داخل البئر، واتبعوه بطلقة أردته قتيلاً. سمع شقيقه إبراهيم الذي كان في المعتقل طلقة النار وأدرك ما حدث لشقيقه، ففارق الحياة في الحال. بعده فارق ابن عمهما عبد المحسن محمد نوفل الحياة. يبدو أن الشهيد الأول أسرّ لشقيقه وابن عمه بتدبيره. تكرر خروج المحتجزين لمراوغة الجنود، وكانوا يتعرضون للضرب والتعذيب بعد الفشل في العثور على السلاح. ثم أصدر قائد الفرقة دوغلاس غوردون أمراً بإطلاق النار على كل مَن يحاول خداع الجيش البريطاني.
فريق النسوة، هند عناني، زوجة عبد الرزاق عناني، وخديجة عمرو زوجة الحاج إبراهيم أبو ريان، وأخريات، اللواتي حاولن تقديم الأغذية والماء للمحتجزين، توجهن الى القدس وطُفن على القنصليات يفضحن همجية الانتداب البريطاني. وصل خبر الجريمة إلى المستر فرل مدير المعارف في إدارة الانتداب. فبذل مجهوداً لإرسال وفد طبي، لكن قائد الفرقة، الذي حمل فيما بعد لقب لورد، رفض توصية الطبيب بتقديم سوائل ساخنة وطعام في الحال إلى المحتجزين لأنهم مشرفون على موت محقق. استفسر نائب في البرلمان البريطاني عن الحادث، فأجابه وزير الحرب أن "من غير المعقول أن يرتكب الجيش البريطاني، الأكثر أخلاقية في العالم، ما نُسب إليه في حلحول." ورث تقليد الكذب ضباط الجيش "الأشد أخلاقية في العالم". بطبيعة الحال، كل الجيوش الغازية ذات تقاليد من "الأشد أخلاقية في العالم"، لأنها جيوش القهر وفرض إرادة القوة!!
علمت بأن صرعى الجوع والعطش بلغوا ثلاثة عشر رجلاً، منهم مصريان عملا في تبييض الأواني النحاسية، والباقون من أهل القرية. في كتاب "حلحول بين الماضي والحاضر" من تأليف المربي محمد عبد المهدي محيسن أبو ريان، أورد، علاوة على الأقارب الثلاثة، أسماء كل من محمد عطا الله الأقرط، والحاج عبد القادر الأطرش، وعبد الله يونس القعوب، وعوض عبد الهادي عوض، وحسن محمد الدرشخي، ومحمد محمد نعيم، الذين سقطوا صرعى الجوع والعطش بين الأسلاك الشائكة. بدأوا يتساقطون في اليوم السابع من الاحتجاز. ومات بعد أن خرج من المعتقل كل من محمد محمود نوفل، ومحمد عبد ربه صباح، وعبد الرحمن محمد الحطبة. وماتت حزناً وكمداً على الضحايا هدبة أبو صايمة.
زوج خالتي لم يكن من بين الضحايا، لكنه مات بعد معاناة مع سرطان المعدة في الستينيات من القرن الماضي. وعلمت أيضاً بأن شباناً من العشيرة قُبض عليهم في "الثورة"، وحُكم عليهم بالإعدام الذي خُفّض إلى السجن المؤبد، وأُطلق سراحهم سنة 1945، بمناسبة الانتصار على النازية والفاشية. كان إطلاق سراحهم يوماً مشهوداً في بالبلدة.
كما أورد مؤلف الكتاب أن عمه ويدعى محيسن أبو ريان، قد تمكن من الهرب من الطوق بعد أن عهد لوالدته بمسدس. وضعت الأم المسدس في عبّها، ومضت به مع النسوة إلى المحتشد. طلبت من بعض النسوة الوقوف، بينما حفرت هي في الأرض ووارت المسدس. أعرف جيداً المرحوم محيسن أبو ريان؛ وقد شارك في الثورة ضمن فصيل يقوده فؤاد نصار، وأطلق على ابنه البكر اسم فؤاد. وتعاون معنا في الأنشطة السياسية ضمن برنامج الحزب. وكثيراً ما تحدث عن سجايا فؤاد نصار وشجاعته وحدبه على المقاتلين في سرّيته، وعطفه على الفلاحين. كان يحثّ الثوار على الترفق بالفلاحين لأنهم عماد الثورة، وإذا انهارت عزائمهم تنهار الثورة.
قبل التيل، قُتلت حليمة عقل والدة صديقي في المدرسة حتى نهاية الثانوية، خليل سالم البدوي، كانت عائدة من بيت أهلها إلى بيتها؛ ونُفّذ حكم الإعدام في حسين القط بتهمة ملفقة، إذ اعتُبر مقص العنب الذي كان في يده يقلّم به الدوالي مسدساً، ودينَ بتهديد الجنود بالسلاح. وكنا نقضي أشهر الصيف في الكروم، في الموقع المسمى "الجورة"، على بعد مئة متر إلى الشمال من مدخل مدينة الخليل، "راس الجورة"، في سكن صيفي مبني من الحجر من دون طين ويُطلق عليه اسم (القصر). وفي منتصف الليل، كان يصعد مسلحون يتبادلون إطلاق النار مع آخرين، ولم ندرِ إن كانوا من الثوار أو من الإنكليز. لم يفِد إلى سكننا الصيفي جنود الاحتلال يفتشون أو يحققون. أسقط الثوار طائرة حربية تحطمت على ظهر بير السبيل بجانب الطريق العام في منطقة الجورة . وتناهى إلى مسامعنا أن شباباً من الثوار قتلهم الجنود على الطريق العام.
حدثني الحاج محمد نوفل سلمان مراراً عن يوميات التيل. وكانت بُترت ساقه في معارك ثورة البُراق سنة 1929، وكان شبه مقعد ولم تنجب زوجته الأولى له أبناء، فعوّض النقص بمصادقة معلمي المدرسة ومديرها، ثم تزوج من امرأة ثانية أنجبت له الأبناء والبنات، وانشغل بهمومهم. كانت بحة صوته تضيف إيقاعاً مموسقاً ينسجم مع دراما التيل، وكانت أمنيتي وأنا مطارَد، أن أدرك الرجل قبل رحيله، وأسجّل يومياته عن "التيل" بصوته. ولم تتحقق الأمنية، لأسفي الشديد.
بقيت الأسئلة تترد في ذهني، بأي شريعة يأتي الإنكليز من بلادهم البعيدة الى بلادنا يسومونا العذاب ويقتلون الرجال؟ ولماذا بالذات جمع الشباب داخل طوق وحرمانهم الطعام والشراب؟
الباحث والمراجع
أبو ريان، محمد. "حلحول بين الماضي والحاضر". رابطة الجامعيين. الخليل: دائرة البحث والتطوير، 1993.