تاريخ القرية - ترقوميا - قضاء الخليل

         التسلسل التاريخي : -

 سكن فلسطين الإنسان منذ أقدم العصور بالتسلسل الآتي :

·        العصر الحجري القديم --- قبل حوالي (150 ) ألف سنة

·        العصر الحجري الوسيط--- قبل حوالي ( 12000) ق.م

·        العصر الحجري الحديث--- قبل حوالي (6000) ق.م

 حيث نزل الأموريون في الجزء الداخلي من بلاد الشام ونزل الكنعانيون ( من قبائل الأمورييين ) في الساحل الفلسطيني ونسبة إلى الكنعانيين سميت البلاد باسم ارض كنعان وهو أقدم اسم لفلسطين[1] وظلت السيطرة الكنعانية على البلاد من (2500 ق.م )إلى  (1000 ق.م) [2] ثم سكن العناقيون (وهم من القبائل الكنعانية) المنطقة الممتدة من جنوب الخليل الى القدس حيث بنى ملكهم مدينة اربع(الخليل حاليا ) .

 ثم تعرضت البلاد للغزو الخارجي من قبل قبائل ( فليست أو بيلست) القادمة من جزيرة كريت في البحر الأبيض المتوسط حيث سيطرت على الساحل الفلسطيني حوالي سنة ( 1184 ) ق.م وكان منهم جالوت الذي ولد في بلدة (عراق المنشية) وقتله داود عليه السلام في إحدى المعار

 وكان المؤرخ اليوناني ( هيرودوت )]3[ الملقب ( بأبي التاريخ ) هو أول من أطلق اسم فلسطين على هذه البلاد سنة (450 ) ق.م وكلمة (فليست) تعنى (الغرباء)]4[، وفلسطين تعني بلاد المغتربين .

  ثم سيطر اليونانيون على فلسطين في الفترة من سنة (332ق.م إلى سنة (63 ق.م) .ثم سيطر الرومان على فلسطين من سنة( 63ق.م) حتى سنة (395م) حيث كانت ترقوميا في فترة حكمهم تتبع مدينة بيت جبرين .ثم سيطر البيزنطيون على فلسطين حتى الفتح الإسلامي بانتصار المسلمين  على البيزنطيين في معركة اجنادين التي حدثت غرب ترقوميا على اراضي بيت جبرين وعجور يوم السبت الموافق ( 27 جمادى الاولى عام 13هـ-  الموافق 30\7 \634 م ) في عهد الخليفة عمر بن الخطاب بقيادة عمرو بن العاص و شرحبيل بن حسنة .

وبقيت فلسطين منذ الفتح الإسلامي عربية إسلامية من ضمن الدولة الأموية ثم العباسية ثم الفاطمية ثم غزاها الصليبيون سنة (1099م) واستمر احتلالهم حتى هزمهم البطل صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين عام (1187م )وحرر القدس ومعظم فلسطين ،                  

ثم سيطر المماليك على فلسطين وحرروا قيساريا وعكا من أيدي الصليبيين عام   (1291م،) وفي سنة ( 1517م) حكم العثمانيون فلسطين حتى نهاية الحرب العالمية الأولى سنة (1918م )، واحتلت بريطانيا فلسطين وفرضت عليها نظام الانتداب البريطاني الذي عمل على إقامة دولة إسرائيل سنة (1948 م)على (78%) من ارض فلسطين وأعلن عن قيام دولة إسرائيل في( 15\5 \ 1948م )، وفي سنة (1967م )احتلت إسرائيل بقية فلسطين وما زلنا تحت الاحتلال نعاني من القتل والسجن ومصادرة الأراضي وهدم البيوت وتخريب الممتلكات وقلع الأشجار وخاصة أشجار الزيتون وتقييد الحريات وتعديات المستوطنين .

نسأل الله أن يعيد لهذه الأمة أمجادها ويوحد كلمتها ويهيئ لها قائدا مثل خالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي فانه ولي ذلك والقادر عليه .

لمحة تاريخية : -

سكن الانسان ترقوميا ( يفتاح ) منذ سكن فلسطين قبل الاف السنين وترك فيها اثار حضاراته المختلفة عبر العصور والأزمان منذ الالزمن الكنعاني حتى الآن .فلا يكاد يخلو جبل اوتل اوسهل من اثار تلك الامم الغابرة مثل :, النواميس وهي (عبارة عن مساكن نحتت في الصحر بعناية ودقة ولها ابواب ضيقة وتحتوي على حجرات متعددة وآبار ومدافن للموتى وغير ذالك ) .ومعاصر العنب وبدود (جمع بد) الزيت ( معاصر حجرية تحركها البغال والثيران,حيث تهرس ثمار الزيتون الناضجة ليسيل منها الزيت الى الحوض ثم يعالج العصير ليقطف منه الزيت الذي يحفظ في جرار من الفخار لحين الاستعمال .والكهوف مختلفة السعة والغاية .

  والمقابر المنحوتة في الصخر,وبقايا المساكن المبنية من الحجارة الضخمة ,وكذالك الادوات الفخارية والزجاجية والمعدنية المتعددة الاشكال والاستعمال, وكذالك النقود المعدنية المختلفة والمصنوعة من معادن مختلفة النوع والشكل والقيمة وادوات الزراعةوالعمل

 والحلي وادوات الزينة وغير ذالك من مخلفاتهم . ولسنا مضرين للبحث عن الاثار الرومانية في ترقوميا لان وجود شجر الزيتون الرومي المنتشر على اراضي هذه البلدة اكبر دليل على ذالك .ومن هذه الاثار معاصر الزيتون ومكان نشر الجفت(قشور ثمرة الزيتون وبذورها المهروسة ),ومعاصر العنب في منطقة الطيبة وغيرها .

ترقوميا والفتح الاسلامي :-

اثناء الفتح الاسلامي لفلسطين كانت ترقوميا مركز اسناد لجيوش المسلمين اثناء معركة اجنادين حيث نقل اليها الجرحى والمرضى لاسعافهم وتوفي عدد من هؤلاء ودفنوا تحت ترابها ومنهم(الامير قيس) .وتنعمت بالفتح الاسلامي الراشدي والاموي والعباسي والفاطمي والمملوكي العثماني.

ترقوميا في العهد التركي العثماني : - من سنة (1517م – 1918م )

 كانت ترقوميا جزءا من سنجق القدس , وكانت الدولة العثمانية دولة عسكرية لم تهتم بالتعليم والصحة الا في اواخر عهدها حيث قامت ببعض الاصلاحات وكان همها توفير الجنود لجيشها وجمع الضرائب لخزينتها وقد اخذت عددا من ابناء البلدة في جيوشها وخاصة اثناء الحرب العالمية الاؤلى رجع بعضهم ومات او انقطعت اخبار البعض الاخر. ومن اجل توفير الاموال لخزينتها قامت بمسح الاراضي وتوزيعها على السكان لتثبيتهم في هذه الاراضي وتحصيل ضريبة العشر وغيرها منهم وذالك حوالي سنة (1860م) فتم تقسيم اراضي البلدة الى (360) ليلة (سهما وزعت على خمسة اقسام كل قسم (72) ليلة (سهما) على السكان حسب عددهم في تلك الايام. وقد قصد بالليلة ان يقوم كل فرد بتجهيز القهوة في ساحة (الديوان) البلدة واقراء الضيف , وتجبي الدولة الضرائب منهم على حسب الليالي التي يمتلكها المواطن . وربما قصد بالليلة مقدارما يحرث الحراث في يوم وليلة.فاستقر السكان في البلدة وبنوا بيوتهم من الحجروالطين.

ترقوميا في عهد الانتداب البريطاني :-

         بعد هزيمة الدولة العثمانية وانهيارها في اواخر الحرب العالمية الاولى سنة( 1918م ) احتل الجيش البريطاني قلسطين قادما من مصر وفرض على سكانها الحكم العسكري وعاملهم بكل قسوة من قتل واعدام وسجن وارهاب ومطاردة الوطنيين والثوار الذين ثاروا عليه وعلى سياسته الظالمة وفتح ابواب الهجرة لليهود الغاصبين واستقدمهم من كل بقاع الارض ليسكنهم في وطن ليس لهم أي حق فيه , تنفيذا لوعد بلفور اللعين وعانت ترقوميا كغيرها من بلدات ومدن فلسطين من ارهاب المحتل اليريطاني في كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية .

 ترقوميا وحرب (1948م):-

في أثناء حرب سنة 1948م لجأ أعداد من سكان المناطق المجاورة الذين هجروا ديارهم خوفا من جرائم الاحتلال وسكنوا في ترقوميا وكان معظمهم من أهالي بيت جبرين مثل عائلة الطر شان وأبو طربوش والعزة والحسنات ومن دير نخاس مثل عائلة الشطرات والقبائل البدوية مثل: عرب العدوس وأبو دامس وأبو خوصة وأبو فرحة وأبو شبيب والدقس والعطلات والفقرا وأبو دية والعراقاوية والعوادي والبعليني والديراوي ومن بلدة الجسير وغيرهم.

وبعد إقامة مخيمات للاجئين الفلسطينيين انتقل معظمهم إلى هذه المخيمات ومن بقي منهم في البلدة تملكوا أراض وبنوا لهم مساكن وترابطوا مع أهل البلدة بالنسب والمصاهرة وأصبحوا جزءا هاما يشاركون الناس في أفراحهم وأتراحهم يعيشون مكرمين معززين.

ترقوميا في العهد الأردني :

بعد توحيد الضفة الغربية مع الضفة الشرقية أصبحت الضفة الغربية جزءا من المملكة الأردنية الهاشمية وساد الأمن والأمان وبدأ التطور الحضاري تدريجيا في مختلف نواحي الحياة وانخرط قسم كبير من شباب البلدة في سلك الحرس الوطني الأردني والوظائف المدنية وبعد حرب سنة 1967م واحتلال إسرائيل للضفة الغربية نزح هؤلاء الجنود وعائلاتهم إلى الضفة الشرقية وهم إلى الآن يعيشون كمواطنين أردنيين.

ونظرا لموقع ترقوميا الاستراتيجي وقربها من خط الهدنة لسنة 1948م تم وضع مقر لكتيبة حرس وطني في البلدة في منطقة دوقاس وفي أواسط الخمسينات من القرن االماضي تم بناء مغفر على قمة جبل دوقاس وأصبح مركزا لقوات الأمن والدرك الأردني يتواجد فيه عدد من الفرسان وخيولهم لحفظ الأمن في المنطقة .وفي عام 1965م أقيمت معسكرات للشباب سميت معسكرات الحسين وأقيم معسكر منها في ترقوميا في منطقة جورة رومية، وكان من ضمن نشاط هذا المعسكر قيام الشباب بغرس مساحات واسعة من المناطق الجبلية الوعرة بالأشجار الحرجية توسعة للمنطقة الحرجية المغروسة منذ العام 1927م في تلك الفترة أيضا تم تكوين (جيش شعبي )،حيث فرض على كل عشيرة وعائلة بناء ( دشم )على أطراف البلدة وتكليف عدد من رجال العشائر ليرابطوا في هذه الدشم ليلا لحراسة البلدة ويتناوب الرجال على الحراسة اسبوعيا وكان كل رجل يذهب للحراسة يستلم بندقية انجليزية من مخلفات الحرب العالمية الأولى ويستلم خمسين طلقة في حزام مغلق بالخيط والإبرة ولا يجوز فتحه وإذا ضاعت طلقة منه عليه دفع ثمنها .

   ترقوميا وحرب 1967م:

وقبل قيام الحرب سنة 1967م طلب الجيش الأردني من المزارعين حصاد زرعهم في منطقة الحزماويات وقام الجيش بزرعها بالألغام وإحاطتها بالأسلاك الشائكة لمنع مرور الجيش الاسرائيلي الى الخليل من هذه المنطقة وبعد الحرب تضرر عدد من سكان البلدة بالموت اوبتر الأرجل نتيجة لدخول هذه المنطقة.

 وبعد الحرب رفض الاحتلال إزالتها واحاطها باسلاك شائكة وعلق عليها تحذيرات تبين انها منطقة الغام خطرة. كذلك قام الجيش الأردني بنسف الطريق الموصلة إلى الخليل في منطقة عين وادي القف وقام أيضا بوضع حواجز إسمنتية على طريق وادي القف بحجة منع اليهود من الوصول إلى الخليل عن طريق وادي القف ووضعوا بعض المدافع من مخلفات الحرب العالمية الأولى كان واحد منها في منطقة شعب نزال والآخر في منطقة جورة رومية وأثناء الحرب أطلقت دبابة اردنية بعض القذائف على مزرعة للأبقار في المنطقة القريبة من الأرض المحتلة سنة 1948م وفي أثناء الحرب دخل جيش الاحتلال الخليل قبل أن يدخل ترقوميا.