خارطة المدن الفلسطينية
اشترك بالقائمة البريدية
معلومات عامة عن قرية عَرَبْ الزْبِيّد/ الزْبِيّدَات
التاريخ النضالي والفدائيون - عَرَبْ الزْبِيّد/ الزْبِيّدَات - قضاء صفد
ثورة الــ36
انخرط أبناء الملّاحة في ثورة الـ 36 (ثورة القسام)، ومن الثوار أبناء القرية كانوا: ثلاثة شبان اشتركوا في معارك الثورة في القرى المجاورة، وهؤلاء هم: علي محظية- أبو يوسف، وأبو علي الشاويش وياسين الرميّض. وكان من مهمات هؤلاء شراء السلاح من سورية؛ وذهبوا لذلك الأمر عدة مرات. وقد طوردوا وتخفوا في الجبال القريبة من قرانا. وأذكر أن أبي وأخي اعتقلا ودخلا السجن؛ بتهمة التعامل مع الثوار.
كانت دوريات الإنكليز حين تدخل قريتنا، كما باقي القرى؛ تجمع أهل البلد جميعاً في ساحة القرية، ويقوم الجنود بتخريب محتويات البيوت؛ تحت حجة التفتيش عن الأسلحة والثوار، ومن ثم يعتقلون الشباب لإرهاب الأهالي جميعاً، ومرة، -وقد كنت صغيراً- أتذكر أنهم دخلوا بيت عمي، وكانت عنده كميات من مادة الدخان(التبغ)، فجمعوها وأحرقوها، وكسروا محتويات البيت.
أحداث النكبة
في أحداث الــ48؛ كنت أكبر سناً وأكثر وعياً؛ فبعد قرار التقسيم عام1947، أدرك شعبنا الفلسطيني ما يُحَاكْ له من مؤامرات كان هدفها في النهاية إخراجنا من أو قريتنا (الملاّحة)، كان أهل البلد مدركين ذلك، لكن لم يكن لديهم حيلة، لا المال ولا السلاح ولا الدعم؛ إلا أنهم كان لديهم إجماع على عدم مغادرة القرية تحت أي ظرف كان.
بدأت عصابات "الهاغاناة" الصهيونية تتحرش بقرانا؛ وكان هذا التحرش على شكل هجمات متفرقة. لكن بعدها؛ تطورت فأصبحت مركزة ومؤذية، وصلت إلى حد ارتكاب المجازر، ودخلت على أثرها الجيوش العربية ممثلة بـ"جيش الإنقاذ"، وتمركزت وحدة منه بجانب قريتنا (الملّاحة)، وتحديداً على مرتفعات "قرية النبي يوشع" المجاورة.
أبناء القرية تفائلوا بذلك، وقالوا: جاء المدد، وتوقعوا من هذا الجيش تسليحهم والمدافعة عنهم. وفوجئ الجميع بما قدموه للقرية، وقد تلخص هذا الدعم بطلبهم من أهل القرية الخروج من القرية؛ لأن جيش الإنقاذ ينوي سحق اليهود؛ وطلبوا منا الخروج جمعة زمان؛ لأنه بعدها سيعيدهم الجيش إلى قريتهم معززين مكرمين.
وأمام ضغط ضربات اليهود، وقصفهم لقريتنا والقرى المجاورة بقذائف الهاون، وأمام سماع أخبار الفظائع التي ارتكبت في مجزرتي دير ياسين، والخصاص المجاورة لنا في سهل الحولة؛ وأمام قلة السلاح بل انعدامه لدينا، وأمام تعهد جيش الإنقاذ، وإصراره على خروجنا؛ تحت ذريعة أنهم خائفون علينا؛ خرج أبناء قريتنا من القرية، وسقطت القرية من دون قتال يذكر، وكان ذلك، على ما أعتقد، بتاريخ 25 أيار 1948.