روايات أهل القرية - عَرَبْ الزْبِيّد/ الزْبِيّدَات - قضاء صفد

محمد يوسف محظية: أتمنى أن أرجع إلى قريتي (الملّاحة) ولو زاحفاً، وحتى لو افترشت الأرض والتحفت السماء.

قريتنا (الملاّحة) قرية وادعة جميلة وصغيرة، ترتبط بعلاقات وطيدة مع باقي القرى المحيطة بها. ليس بجانبنا (كُبّانِيَات) يهودية، وأقربها تبعد عن قريتنا 7 كم؛ أي لا توجد أي كوبانية على أراضي القرية أو ملاصقة لها.  ومن هذه الكُبّانِيَات: الحارة، وجاحولا (التي أقيمت على أراضي قرية جاحولا العربية)، وزبيد الحارة، ونجمة الصبح.  وهذه الكُبّانِيَات كان بعدها يراوح عن القرية ما بين 7 إلى 15 كم.

كان يسكن هذه الكُبّانِيَات يهود شرقيون؛ وجزء منهم كانوا فلسطينيين، وكانت علاقتنا بهم كعلاقة القرى العربية المجاورة؛ أي علاقة حسنة يسود فيها التعاون.   وكنا نستعين بهم ويستعينون بنا أثناء زراعة الأرض وفلاحتها، وحين الحصاد. وكانوا عندما احتدمت المعركة بيننا وبين العصابات الصهيونية؛ ينصحوننا بعدم الخروج من قرانا، وكانوا يتهمونهم بالكفر، فيقولون لنا: هؤلاء كفار أتوا من روسيا وبولونيا ليأخذوا قراكم ومدنكم.

منذ أن حلّ الإنكليز في أرضنا واحتلوها عنوة؛ كان للشعب الفلسطيني موقف حازم من هذا الاحتلال؛ فقاومه بكل الوسائل التي أتيحت له، فكانت له مواقف ووقائع مشرفة بذلك.