معلومات عامة عن أبو غوش / قرية العنب - قضاء القدس
معلومات عامة عن قرية أبو غوش / قرية العنب
قرية ابو غوش قرية عربية عريقة في القدم تبعد عن القدس حوالي 13 كم غربا وعلى بعد 48 كم عن مدينة يافا، لى ارتفاعِ 610-720 مترًا فوق سطح البحر.
الحدود
الشمال :قطنة
الشمال الغربي : بيت ثول
الجنوب الغربي : خربة العمور
الجنوب: عين نقوبة
الشرق: بيت نقوبا
الشمال الشرقي: بيت سوريك
سبب التسمية
قليلين يعرفون أن لأبو غوش اسما آخر هو "قرية العنب" أو "حصن العنب" بسبب كثرة أشجار العنب المنتشرة في هذه البلدة، الّتي صمدت في العام 1948م عام النكبة، وجاء في معجم البلدان "حصن العنب: من نواحي فلسطين بالشام، من أرض بيت المقدس" .
وفي مطلع العهد العثماني نزل قرية "العنب " من مصر عائلة "ابو غوش"، ومع الزّمن حملت هذه البلدة إسم العائلة . وفي عام 1520م عهد السلطان العثماني سليمان القانوني بحراسة طريق القدس يافا إلى عائلة أبو غوش، وسمح لهم أن يفرضوا على السيّاح الّذين يسلكونَ الطريق المذكور رسوما تدفعُ لهُم.
السكان
أبو غوش قرية عربيّة سكن فيها العرب المسلمون والمسيحيون وبلغ عدد سكانها عام 1965م 1600 نسمة، كلّهم من العرب. وكان فيها مدرسة اشتملت على أربعة صفوف فقط. قبل النكبة ويحتوي موقع القرية على " كنيسة صليبيّة وعقود وصهاريج ومدافن منقورة من الصخر"
تفاصيل أخرى
هكذا نكّلت حكومة الاحتلال بفلسطينيين تعاونوا مع الصهيونية قبيل النكبة.. وبادلتهم “الصداقة بالخيانة”
غؤولا كوهن ويوسف أبو غوش
كشفت دراسات ووسائل إعلام عبرية في العقود الأخيرة، عن المصير الأسود الذي لاقاه عدد كبير ممن تعاون مع إسرائيل وقدموا لها خدمات، لكنها لا تتردد في إلقائهم بسلة المهملات بعد انتهاء مهامهم. وكشفت صحيفة “إسرائيل اليوم” عن قصة تاريخية تظهر ملاحقة عائلة من قرية أبو غوش غربي القدس رغم تعاون بعض أبنائها مع منظمة صهيونية إرهابية في فترة الاستعمار البريطاني.
والحديث يدور عن شخص يدعى يوسف أبو غوش، الذي تعاون مع أعضاء منظمة “الليحي” الصهيونية على تهريب غؤولا كوهن واحدة من إرهابيات هذا التنظيم من السجن البريطاني، وقد توفيت في العام الماضي، وهي والدة الوزير تساحي هنغبي (الليكود).
وعلى خلفية تنكيل إسرائيل بمن تعاون مع “الليحي” قالت كوهن قبل وفاتها كما تؤكد الصحيفة، إنها كلما زارت قرية أبو غوش كان يتملكها شعور قوي بزيارة ضريح يوسف أبو غوش وطلب السماح منه. وقالت الصحيفة، إنها قصة “صداقة شجاعة بين عائلتين يهودية وعربية بدأت في فترة الانتداب البريطاني عندما قام يوسف أبو غوش عضو منظمة الليحي وبعض أفرادها بتهريب غؤولا كوهن من السجن البريطاني، وقد عملت وقتها كإعلامية في منظمتها، ولاحقا انتخبت عضوة في الكنيست بعد 1948 “.
وتوضح الصحيفة أن القصة كانت بدايتها صداقة وتتمتها خيانة، بعدما قامت إسرائيل بقيادة حزب “مباي” بملاحقة يوسف وأصدقائه وأقربائه في قرية أبو غوش، فصادرت أراضيهم ومنازلهم وتركتهم معدومين بلا شيء، ومع ذلك ما زال ثابت أبو غوش ابن فؤاد أبو غوش، وتساحي هنغبي ابن غؤولا كوهن، يحافظان على صداقة لليوم.
واستذكرت “إسرائيل اليوم” في مقابلة أجرتها مع كوهن قبل رحيلها بسنوات، قالت فيها إنها نادمة وآسفة باسم الدولة على خيانتها لمن خاطر بحياته من أجل إنقاذها. وتستذكر أيضا أن القوات البريطانية داهمت في ربيع 1946 محطة إذاعية سرية عرفت بـ”صوت العمل السري العبري” كانت قائمة داخل بيت في تل أبيب واعتقلوا كوهن وبعض زملائها.
ولاحقا حكمت السلطات البريطانية على كوهن بالسجن الفعلي لسبع سنوات لإدانتها بالانتماء لتنظيم إرهابي محظور. وبعد محاولتين فاشلتين للهرب من السجن في بيت لحم، ابتدعت زميلة لها في السجن تدعى مالكا هافنر فكرة تهريبها من المستشفى الحكومي داخل السجن البريطاني المركزي في القدس.
وعن ذلك قالت الصحيفة: “كانت هافنر قد عادت من ذاك المستشفى للسجن بعد أوجاع في الظهر، وأبلغت كوهن بالفكرة. كي تبدو مريضة ابتلعت كوهن كمية من التبغ الذي رفع درجة حرارتها وما لبثت أن اشتكت من ضغوط في صدرها لكنها سرعان ما مرضت فعلا في رئتيها، فأوصى طبيب السجن بنقلها للمستشفى، محذرا من تردي حالتها الصحية، وفي الليلة الأولى داخل المستشفى الحكومي عولجت كوهن تحت حراسة مشددة وبجانبها طبيب لازم سريرها وراقب عملية تنفسها، وما إن تحسنت، حتى بدأت تتكاتب مع أفراد “الليحي” برسائل مقتضبة كتبت على قصاصات ورق هربتها ممرضة يهودية وطلب منها يتسحاق حاسون من مخابرات “الليحي” أن تحاول البقاء في المستشفى لعدة أيام ريثما يتم تخطيط عملية تهريبها.
وتستذكر الصحيفة أن طبيبا يهوديا يدعى كاهنا عمل في المستشفى الحكومي، أمّن لها المكوث فيه لعدة أيام، فأخذت تتجول داخل أقسامه بحثا عن نقطة ضعف في الحراسة عليه، حتى تم تحديد موعد لعملية التهريب.
وحسب الخطة طلب منها أن تجبر الأطباء ورجال الحراسة على البقاء مطولا داخل الحمام، وفعلا بدأت تستحم ثلاث مرات في اليوم لفترات مطولة. وتضيف: “بناء على طلب الممرضة، قالت كوهن إنها تتنازل عن استحمام الصباح على أن يكون استحمام الظهر مطولا أكثر ولاحقا تم تهريب ساعة يد لها وقيل لها إنه عندما ترى عند الساعة الواحدة والنصف من يوم الهرب المحدد رجلا عربيا بزي أجنبي تبرز شارة حمراء في بدلته داخل رواق المستشفى، فعليها أن تعود للحمام حيث تنتظرها خلف برميل الماء الساخن حزمة ملابس منها فستان أخضر مزدان بأزهار بيضاء ومعطف نسائي عربي أسود وطويل وحجاب وحذاء وتنتظر داخل الحمام حتى تسمع من ينادي بالعربية “ياما ياما” وهذه إشارة أن الطريق خالية وآمنة”. وحسب الصحيفة الصهيونية دخل يوسف أبو غوش واثنان من أبناء عمه.
** خطة التهريب
وكان يوسف طبقا للصحيفة قد رهن بيته أيضا لمنظمة “الليحي” وساعدها في حيازة السلاح ومعالجة جرحاها واقترح عليها تشكيل سرية عربية تعمل في إطارها.
واطلع لوط مع زملاء له في “الليحي” على أن رقابة البريطانيين أقل شدة على الزائرين العرب للمستشفى الحكومي، وقام بتجنيد صديقه أبو غوش وبعض أقربائه، واتفق معهم على زيارة قريبتهم المريضة داخل المستشفى وإثارة حالة فوضى في لحظة معينة، بعدما تم استحضار سيدة يهودية (ريفكا حازما) انتحلت شخصية زوجته.
وتقول الصحيفة الصهيونية إن الخطة طبقت كما يجب، حيث دخلت كوهن الحمام تزامنا مع الشجار المفتعل الذي قام به أفراد عائلة أبو غوش، وقد خرجت من الحمام وقد اردت ثياب سيدة عربية، فيما سارع الحارس والحارسة اللذان توليا حراستها إلى رواق المستشفى لاستطلاع الضجة الكبيرة الصادرة عن “الشجار” وعندها تسللت كوهن متنكرة بزيها العربي عبر مدخل المستشفى وهربت نحو نقطة اتفق عليها مسبقا، حيث كانت سيدة يهودية أخرى (درورا سوفير) تتنكر بزي عربي وعلى رأسها سلة من قش مزنرة بقماش أحمر وهذه قادتها نحو زقاق قريب حيث انتظرتهما مركبة أخذتهما وفرّت من المكان عند الساعة الواحدة و37 دقيقة، وبسبب التوتر والخوف أغمي عليها داخل المركبة، ولما استيقظت داخل شقة سرية في القدس وجدت طبيبا بجانب سريرها.
** اغتيال برنادوت
وداخل المستشفى الحكومي واصلت مياه الحمام التدفق، فيما تصالح “المتشاجرون” في الرواق، ولما عاد الحارسان وجدا أن الحمام فارغ، وسارع البريطانيون فورا للربط بين “الشجار” وبين هربها، وقاموا باعتقال أبناء عائلة أبو غوش لعدة شهور وتعرضوا للتعذيب لكنهم لم يفصحوا عن السر.
وتم تسريح يوسف أبو غوش قبيل رحيل الاستعمار البريطاني في مايو/ أيار 1948، لكن الأمور عادت وتعقدت عندما اغتالت “الليحي” الوسيط الأممي فوليكا برناديت من السويد في سبتمبر/ أيلول لطرحه خطة تسوية للصراع اعتبرت القدس مدينة فلسطينية فقط، وعندها أمر رئيس “الهاغاناه” دافيد بن غوريون باعتقال رجالات “الليحي” ومنهم أبو غوش.
وبعد خمسة شهور تم إطلاق سراح أبو غوش ضمن عفو عام أعلنته الحكومة الإسرائيلية المؤقتة في 1948/9، ولما خرج اصطدم بواقع جديد، حيث قامت الحكومة بالانتقام منه لمساعدته منظمة “الليحي” المنافسة للهاغاناه نواة الجيش الصهيوني.
وتستذكر الصحيفة أن مختار قرية أبو غوش محمد رشيد أبو غوش، كان على خلاف مع يوسف أبو غوش الذي تم سلب أملاكه وبيته. كذلك تقول إن عائلة يوسف أبو غوش اختفت بل تم إخلاء معظم سكان القرية وبعضهم طرد للأردن، وكان من بينهم زكية زوجة يوسف أبو غوش وابناهما ثابت ونادية، الذين وصلا إلى نابلس، ولما حاولوا العودة طردتهم حكومة الاحتلال الأولى إلى الأردن.
** طردنا في الليل وألقوا بنا في الغابة
وقالت إن بعض أبناء عائلة أبو غوش كانوا يناوؤون المفتي الحاج أمين الحسيني، ويتعاونون مع الحركة الصهيونية، وباعوا لتنظيماتها سلاحا وأرضا أقيمت عليها مستوطنات “كريات ياعريم” و”نافيه ايلان” و” معاليه حميشاه”.
وتقتبس “إسرائيل اليوم” عن ثابت أبو غوش (78 عاما) قوله إنه يذكر أن من طرده وأسرته هو حاييم تابوري، ضابط في شرطة الاحتلال كان مسؤولا عن ضواحي القدس، ولاحقا صار مفتشها العام. وعن ذلك يقول: “كنا نختبئ داخل غرفة في المقبرة ويبدو أن أحدهم وشى بنا، فوصل الضابط وأجبرنا على مرافقته حتى المدخل الغربي لمنطقة باب الواد، فبقينا هناك طيلة شهرين نقيم داخل الغابة الموجودة تحت السيادة الأردنية وقتها، قبل أن نعود إلى نابلس وأقمنا فيها لعدة شهور فيما كان والدي معتقلا حتى العفو العام، فخرج يبحث عنا رغم صدور حكم أردني بإعدامه لتعاونه مع اليهود”.
كما تنقل عنه قوله إن عمه أنذر رئيس بلدية نابلس وقتها سلمان طوقان بأنه بحال سقطت شعرة واحدة من رأس أبي فستشهد المملكة حالة فوضى، وقد فهم الملك الرسالة.
ويتابع: “حرص والدي على تهريبي لفلسطين وقد احتضنتني عائلة روبيك غرينبيرغ اليهودية وهو عضو قيادة (الليحي) حيث خطط ووالدي طريقة يتم تهريب غؤولا كوهن. وأقمت معهم لمدة عام وكأنني ابنهم ولن أنسى لهم صنيعهم، ولاحقا عادت أمي وأختي عبر بوابة منديلباوم في نطاق لم شمل عائلات، وعشنا حياة فقر وشقاء في أبو غوش بعدما صادرت حكومة الاحتلال كل ما نملك، وأذكر أن والدي لم يكن قادرا على شراء رغيف أو طعام وكنا نعتاش على الصدقات”.
وتقول “إسرائيل اليوم” إن عناصر تنظيم “الليحي” الإرهابي أقاموا ضجة في إسرائيل بعدما ظنوا أن السلطات الأردنية اختطفت يوسف أبو غوش، فطالبوا الحكومة باستعادته، إلى أن قام ضابط الشرطة تابوري نفسه الذي سبق واعتقله بالكشف عن أن يوسف أبو غوش ذهب للأردن بحثا عن أسرته.
كما تنقل الصحيفة عن ثابت أبو غوش قوله: “لاحقا ذهبت لمقابلة تابوري وقد صار قائدا لشرطة الاحتلال لكن الحراس منعوني من مقابلته، فاعتصمت هناك حتى رضي باستقبالي، وسألته: كيف كان شعورك حينما داهمت أسرتي في منتصف الليل المختبئة داخل مقبرة قرية أبو غوش وألقيت بها في الغابة رغم مساعدتها في قيام الدولة؟”.
عن ذلك قال تابوري: “كان أمامي خياران إما طرد الأسرة، أو فقدان وظيفتي”.
** المختار رفض إخلاء القرية
كذلك يقول ثابت أبو غوش إنه رفض الكشف عن هوية من أصدر الأوامر بطرد أسرته، ويضيف: “لكنه أبدى استعداده لمساعدتنا بكل شيء، وفعلا ساعدنا. وقتها دخل والدي في حالة اكتئاب عميق حتى مات في 1996، وقضى معظم سنواته داخل غرفته ولم يبرحها حتى بعدما منحته سلطات الاحتلال شهادة تقدير”.
منوها أن غؤولا كوهن سعت دائما لمساعدة الأسرة، فيما زار والده اسحق شامير عضو “الليحي” الإرهابية ورئيس حكومة الاحتلال لاحقا، وساعدنا باستعادة بيتنا المصادر. ووالدي وأنا لم نندم يوما على ما قدمناه من أجل الدولة.
وتنقل “إسرائيل اليوم” عن الوزير تساحي هنغبي قوله إنه لا يعرف لماذا لا تتكرر مثل هذه التجربة مع بقية القرى في فلسطين من مثل هذه التجربة في مساعدة اليهود”.
وتقول إن رئيس كيان الاحتلال السابق يتسحاق نافون، قد كتب في مذكراته، إنه سعى جاهدا لدى دافيد بن غوريون لمنع تهجير قرية أبو غوش، وإنه قال “هكذا نجت أبو غوش من التدمير بعكس القرى المجاورة في منطقة القدس، ولاحقا حاول اسحق رابين تهجيرها لولا أن مختارها أكد أن الأهالي لن يوافقوا على الرحيل إلا بعد قتلهم رميا بالرصاص”.
وتساءل نافون: “أهكذا نرد الجميل لأصدقاء مخلصين؟”.
يشار إلى أن تجارب مماثلة وردت في دراسات وتقارير صحافية، منها التعامل اللاإنساني مع متعاوني جنوب لبنان بعد انسحاب الاحتلال من لبنان عام 2000، ومن أبرزها كتاب لياير رافيد، نائب سابق لرئيس الموساد “الساحة الخلفية” الذي يروي كيف عومل هؤلاء من قبل جهات صهيونية معاملة الكلاب.
تاريخ القرية
في مطلع العهد العثماني نزل قرية "العنب " من مصر عائلة "ابو غوش" ومع الزمن حملت هذه البلدة إسم العائلة "(2)، وفي عام 1520م عهد السلطان العثماني سليمان القانوني بحراسة طريق القدس يافا إلى عائلة أبو غوش وسمح لهم أن يفرضوا على السياح الذين يسلكونَ الطريق المذكور رسوما تدفعُ لهُم.
احتلال القرية
عام 1948 عام " النكبة" هرب أهالي القرى والمدن في جميع انحاء فلسطين من ديارهم خوفا على االأطفال والنّساء بعد ان شنّت مجموعات مسلّحة من اليهود هجومات ارهابيّة عنيفة على الأهالي العزل. كانت المجموعات اليهودية الارهابيّة (الهاجانا والارجون وليهي) تشنّ هجومات همجيّة على الاهالي العزّل وتقتل النّساء والاطفال وكبار السن قتلا عشوائيا وكانوا احياناً يدمّرون البيوت امام اعين اصحابها.
كان تدميرعزبة الشّيخ سعيد ابوغوش (المتوفى 1936) على ايدي مجموعات الهاجانا في الأول من ابريل 1948. اقتحم اليهود العزبة في فجرذلك اليوم، وهددوا أفراد العائلة بالقتل إن تأخروا عن الخروج. ولم يعطَ لهم اكثر من ربع ساعة للخروج. فهربت العائلة مشياً على الأقدام باتجاه رام الله ثم الاردن. رحلوا الى الاردن وبنيّتهم الرجعة عندما تنتهي الحرب.
قال شهود عيان ان اليهود اخرجوا محتويات العزبة قبل نسفها ودمروها تدميرا كاملا بعد ان قتلوا حارسها, ودمروا بئر الماء بالقرب من المنزل في نفس اليوم الّذي أخرجت منه العائلة. ودمروا معصرة الزيتون وطاحونة الحبوب فيما بعد، كما د،مروا المستشفى الخاص للطبيب (ابن المرحوم سعيد ابوغوش المذكوراعلاه), الّذي كان له عيادة في مدينة الرملة. ودمرت جميع القرى المجاورة فيما بعد (القباب وابوشوشة وعمواس) في مايو 1948.
أما في داخل قرية ابوغوش فتتابعت هناك موجتان من الهجرة : الاولى حصلت مباشرةً بعد تدميرعزبة ابوغوش بالقرب من القباب- الرملة وتهجيرالعائلة. ضمّت تلك الهجرة هؤلاء الّذين كانت لهم علاقة مباشرة مع المقاومة (عقدت اجتماعات سريّة للمقاومة الفلسطينيّة عدة مرّات في قرية ابوغوش حيث انضمّ الى المقاومة أعضاء متطوعين من شباب أبوغوش). هاجروا هؤلاء الى الاردن ولم يبقَ منهم الا الشبان الّذين كانوا قد انضموا الى المقاومة. اما الموجة الثانية الّتي جاءت في اعقاب اقتحام الجيش اليهودي لاراض تابعة لأبوغوش حيث أسسوا قاعدة عسكرية على تلك الأراضي لطائراتهم الحربيّة ،وقذفت جميع القرى الواقعة على طريق القدس انطلاقا من تلك القاعدةحيث قذفت قنابل على قرية ابوغوش خلال ثلاث ليالي متتالية بين السّادس والتّاسع من شهر ابريل. هرب الأهالي من بيوتهم، ولجأوا الى الديراي الكنيسة الصليبيّة. وفي العاشر من ابريل بدأت هجرة أغلبية السكان خاصةّ بعد مذبحة قرية دير ياسين (في التاسع من ابريل 1948) الّتي كانت تبعد عن أبوغوش خمسة كيلومتر فقط. ولم يبقَ في قرية أبوغوش بعد الهجرة سوى كبار السّن ومن لم يقدرعلى الهروب.
وصل المشاة من المجموعات اليهودية المقاتلة الى قرية أبوغوش في السّابع والثّامن من ابريل 1948 وواصلوا طريقهم الى القدس دون اي تدخل عسكري من القرية، وذلك بعد أن قذفت الطائرات الحربية القنابل على القرية وأخلت الطريق من المقاتلين. تعهد مختار أبوغوش هو وبعض المخاتير من القرى المجاورة مثل دير ياسين وقرى أخرى مجاورة للقدس بعدم القتال مقابل سلامة اهالي القرية. اتخذ مختار ابوغوش قراره حينذاك بالنيابة عن اهالي القرية. كان على المختار ان يختار بين القتال الّذي حتما سيؤدي الى قتل النّساء والاطفال العزّل وتشريدهم من بيوتهم، وبين عدم القتال وسلامة اهالي القرية وبقائهم في بيوتهم لأنّ القرية لم تكن تمتلك ايّة الة دفاعيّة باستطاعتها الدّفاع عن النّساء والاطفال.
وبعد أن ابتعد الجيش اليهودي عن القرية، اشتبك مع المقاتلين الفلسطينيين بالقرب من قرية القسطل، الّتي تبعد عن ابوغوش حوالي كيلومتر واحد، بقيادة عبد القادر الحسيني. ودارت معارك عنيفة بين الفلسطينيين واليهود دامت بضعة ايام استشهد فيها اغلب المقاتلين، كما استشهد قائدهم عبد القادر الحسيني.
بالرغم من أنّ قرية دير ياسين كانت من ضمن القرى الّتي وافقت على عدم القتال مقابل سلامة اهالي القرية، تعرضت هذه القرية لمذبحة همجية قام بها اليهود ضد الأهالي العزل. فقتلوا النّساء والأطفال واغتصبوا البنات قبل قتلهن وشقوا بطن امرأة حامل في الشهر التاسع وأخرجوا الطفل من بطنها وقتلوه. يبرر اليهود تلك العملية بأنّه عند عبورهم الطريق الى القدس اطلق النّار عليهم من قبل افراد يبدو انّهم من دير ياسين، ولهذا حصل ما حصل. كان لمذبحة دير ياسين أثر كبيرعلى أهالي أبوغوش، فسيطر الرّعب عليهم وقرروا الرحيل خوفا على الأطفال والنّساء . ترك أهل أبوغوش القرية بنية العودة بعد انتهاء الحرب.
وبعد انتهاء الحرب وتثبيت الهدنة حاول أهالي أبوغوش العودة الى بيوتهم عبر الحدود الأردنية - الفلسطينية. ولكن الكثيرين منهم قتلوا على أيدي اليهود خلال عبورهم الحدود ومنهم نساء وأطفال. كان اليهود يسمون هؤلاء الأهالى العائدين الى بيوتهم "متسللين غير شرعيين" ويبررون قتلهم بتلك التسمية .
حوصرت قرية ابوغوش سنة 1949 لعدّة شهور لمنع اهالي القرية من العودة. وطرد اليهود هؤلاء الّذين عادوا الى القرية. مارس اليهود اجراءات لا انسانية في قرية ابوغوش وأخرجوا "المتسللين" من بيوتهم بالقوة. اعتقل هؤلاء "المتسللون" وتعرضوا للتعذيب، وبعد فترةٍ وجيزة نقلوا الى حدود الاردن واطلق اليهود النارعليهم وهم يعبرون الحدود، فمات اغلبهم. (انظر كتاب بيني موريسو المؤرخ الاسرائيلي وغيره من المؤرخين). وعاد الجيش الاسرائيلي وحاصر القرية مرة أخرى عام 1950 واعتقل الكثيرين من الأهالي. ولم يعرف أحد مكان المعتقلين. وهناك من يعتقد انهم قتلوا.
أعلام من القرية
من شخصيات العائلة الّتي تحمل اليوم أسماء بطون العائلة هما المرحوم إبراهيم أبو غوش والّذي وصفه صاحب ولاية سلطان باشا العادل "بأنه شيخ جبل القدس مع جملة شيوخ فلسطين" وكان يُستقبل باحترام الزوار لبيت المقدس ومنهم الليدي "استيراستانهوب" الّتي نزلت فلسطين عام 1811م، وأكرمها بذبح خروف وأقام لها مأدبة، وعادت هذه السّيدة إلى فلسطين عام 1812م، وفي الطريق مرّت بأبو غوش واحترمها الشيخ إبراهيم "وإمعانا في الاكرام أصر الشيخ أبو غوش أن يرافقَها مع عدد من عشيرته إلى القدس"
أمّا الشخصية الثّانية فهو جبر أبو غوش الّذي كان متسلما على القدس وذكره "كينغليك" في رحلته للبلاد عام (1834-1835م).
توفيق سالم أبو غوش(أبو العبد)، يربض غربي الطريق المؤدي إلى مدرسة عرعرة الابتدائية الرسمية الأولى في عرعرة والتي بنيت منذ العام 1922م، بعد انهيار بيت المدرسة الأول على طلاب عرعرة في عام 1921م.
لذلك كنا نشير لهذا البيت ولصاحبه بأنه من سكان قرية "أبو غوش"
أهالي القرية اليوم
ابوغوش مثلها كمثل القرى العربية الأخرى، تخضع لسلطات الاحتلال الاسرائيليّة منذ عام 1948. وجميع الاراضي الّتي امتلكتها العائلة خارج القرية صودرت. ويبرر اليهود مصادرتهم لتلك الاراضي الّتي تمتلكها عائلة ابوغوش خارج القرية بأنها " أملاك غائب" أو "أراض أميريّة". ولم يتبقَّ ملك لال أبوغوش سوى الأرض الّتي بنيت عليها البيوت داخل القرية. ويعيش الكثيرون من ال ابوغوش الان في المهجر اغلبهم في الضفة الغربية وفي الاردن.
وأبوغوش الان محاطة بالمستوطنات اليهوديّة، ويسكن أبوغوش الان غرباء اخرون من بينهم يهود. فالوضع الان يختلف عن السابق حيث كان سكان ابوغوش جميعهم ينتمون الى عائلة واحدة وهم احفاد شيوخ ابوغوش القدماء. فمنذ 1950 ليس كل من سكن ابوغوش هو من عائلة ابوغوش، وليس كل فرد من عائلة ابوغوش يسكن قرية ابوغوش.
الباحث والمراجع
المراجع:
1- صحيفة القدس العربي
2- كتاب كي لا ننسى