التاريخ النضالي والفدائيون - مخماس - قضاء القدس


من الشخصيات النضالية التي برزت من القرية، يحيى عليان كنعان، أحد مناضلي الجهاد المقدسّ وقائد عسكري في الثورة الكبرى عام 1936، المتوفى أواخر التسعينيات. وفهمي كنعان الذي رافق عبد القادرالحسيني وأصُيب في معركة القسطل في نكبة عام 1948، ونقله الإنجليز إلى مستشفى في نابلس، وتذكر الرواية الشفوية أنهم كادوا أن يسمّموه بحقنة (إبرة)، إلا أنه نجا منها.  

لم تشارك مخماس في معارك أو أحداث في النكبة عام 1948، إلا أنها استقبلت وفوداً من اللاجئين منالقرى التي هجّرت العصابات الصهيونية أهلها، مثل قريتي لفتا والحديثة، وحسب الرواية الشفوية، فإنّ مسناًّ من القرية يدعى الحاج علي، منحَ كرمَ تين للاجئين من قرية دير ياسين ليعملوا فيه ويأكلوا منه. 

احتلُتّ مخماس في النكسة عام 1967، ومكث أهلها في المُغَر المحيطة بالقرية عدة أيام، ومنها: مغارة الهوتة، عراك الوعر، ومنطقة السهم شرقيّ مخماس. ووقتها، استشهدت إثر القصف سيدة من اللاجئينودفُنت في مقبرة القرية. ومما روُي شفوياً من تلك الفترة، أن سيدة كانت تفر من مخماس بطفليها،  حين خارت قواها ولم تعد تستطيع إكمال المسير نحوالمغر، فتركت صغيرتها على جانب الطريق وأكملت طريقها، وبعد وقت من وصولها إلى المغر، حيث اجتمعأ هل القرية، دخل عليهم رجل منهم ومعه الرضيعة، وقد وجدها في طريقه إلى المكان، سائلاً الناس عمن يعرف لها أهلاً، وبالفعل أعادها إلى والدتها الآوية إلى المغارة .

وفي الانتفاضتين الأولى عام 1987 والثانية عام 2000 تركّزت مساهمة مخماس على الجانب المالي، إذقدمّ أهلها مساعدات لأسر الأسرى والشهداء ودعماً للمخيمات، كون أغلب عائلات القرية بوضع اقتصادي جيدّ، خاصة مع الدخل المالي لهم من أبنائهم المغتربين.