خارطة المدن الفلسطينية
اشترك بالقائمة البريدية
معلومات عامة عن قرية بير ماعين/بئر ماعين/ إماعين/ معين
روايات أهل القرية - بير ماعين/بئر ماعين/ إماعين/ معين - قضاء الرملة
الرواية الأولى
الحاج محمد حسن سعيد شحادة من قرية بير ماعين
يروى تفاصيل النكبة
في مخيم قلنديا شمال مدينة القدس المحتلة خلف جدار الفصل العنصري هالنا الاستقبال والحفاوة من حاج في منتصف السبعينيات متوقد بذاكرته وإصراره على الصمود والتحدي والثبات على مواقفه. فقد شهيدين في الانتفاضتين الأولى والثانية وتمنى الشهادة مراراً .. استقبلنا بحفاوة وشرع في شرح تفاصيل “النكبة” كلاجئ وكمقاتل عاشها بتفاصيلها المرة.
الحاج محمد حسن سعيد شحادة (78 عاماً) يتذكر بفخر واعتزاز فترة شبابه عندما كان مجاهداً يحمل بندقيته ويقاتل دفاعاً عن القدس وفلسطين ويتمنى العودة ويحلم بها يومياً. فقد أرضه وقريته، وفقدت عينه واستشهد اثنين من أبنائه في الانتفاضة الأولى والثانية وثلاثة آخرين في الأسر.
بداية الحكاية
يقول الحاج محمد شحادة، مواليد 1930، وكان عمره 18 سنة عندما وقعت “النكبة”، وكان يحارب مع المجاهدين في باب الواد وهو من بير ماعين شمال اللطرون (تبعد عنها 10 كيلومترات)، “لقد بدأت المعارك مع العصابات اليهودية منذ العام 1947 وكان الجيش الانكليزي المحتل يرحل من بلادنا رويداً رويداً ويسلم المناطق التي يخليها من المزارعين الفلسطينيين العزل من السلاح للعصابات الصهيونية ويسلحونهم حيث كانت العصابات الصهيونية تخدم مع الجيش الانجليزي وكان عددهم نحو 70 ألف من عصابات الهاغاناة نواة الجيش الصهيوني الحالي.
انطلاق المقاومة
ويضيف الحاج محمد حسن سعيد شحادة لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” هذا في الوقت الذي كان الانكليز فيه يعدمون كل فلسطيني يجدون في جيبه رصاصة واحدة، ولمّا خرج الانتداب البريطاني وسلموها للعصابات الصهيونية؛ أصبحنا نشتري السلاح لندافع عن أنفسنا وأرضنا وكانت مقاومة المجاهدين عنيفة في اللد والرملة ويافا وحيفا وكان الشبان يوقعون خسائر بشرية في صفوف العصابات الصهيونية".
ويضيف: “في العام 1948 تعاظمت قوة الثوار والثورة وازداد عددهم وعدتهم، وعندها اضطر اليهود للقبول بهدنة بموجب اتفاقية مع دول عربية ومن الجانب الفلسطيني، وقع الهدنة الثوار من آل الحسيني والنشاشيبي وكانت قوة الثوار أكثر من ثلاثة آلاف، ففي بلدتي وحدها كان هناك 300 مقاتل أنا منهم وجميعهم مسلحون، وعند الهدنة كنا في ذروة قوتنا وتسلحنا وعندما جاءت الجيوش العربية زعمت أنها ستحمينا وأقصد بالجيوش العربية الجيش الأردني والجيش المصري والجيش العراقي”.
واستطرد قائلاً: “كنا نحارب بضراوة ووصلنا إلى اللد ويافا والحقنا باليهود الهزائم وكنا ندمر آلياتهم، وفي ذروة انتصاراتنا جاءت الجيوش العربية وقالت لنا الله يعطيكم العافية يمكنكم اخذ استراحة ونحن من سيحارب اليهود ونحميكم. ولكن بعد الهدنة ازدادت قوة اليهود عدداً وعدة وبدؤوا في مهاجمتنا وذبحنا واقتحموا قرية أبو شوشة المجاورة وذبحوا عدداً من أهلها وتمت تسويتها بجميع منازلها بالأرض ثم غزوا الرملة واللد”.
مجزرة اللد
وقال “لقد ارتكبوا مجزرة في جامع اللد قتلوا فيها اكثر من سبعمائة رجل ثم احتلوا بلدتنا بير ماعين، وقد شارك القائد الكبير عبد القادر الحسيني في معركة القسطل المشهورة، واستشهد خلالها، وعندما أُعلن استشهاده قلت في نفسي ضاعت فلسطين وألقى عدد من الثوار بنادقهم وترك الثوار مواقعهم التي تم تحريرها من اليهود للمشاركة في جنازة الشهيد عبد القادر الحسيني فجاءت العصابات اليهودية وأعادت احتلالها، ثم ارتكب اليهود مذبحتهم الوحشية في دير ياسين وبدأ أهالي القرى المجاورة يشردون إلى رحلة التشرد المستمرة حتى يومنا هذا، لقد هربوا من معظم المدن والبلدات والقرى خشية ان يذبحهم اليهود”.
كان عدد سكان بلدتنا، يقول الحاج شحادة، حوالي 500 شخص يتألفون من خمس حمائل هي دار مطير ودار شحادة أهمها ورحل أهالي الرملة واللد وقراهما إلى بير ماعين والقباب وكان في بلدتنا 10 جنود أردنيين شردوا معنا إلى قرية بيت سيرا في الضفة الغربية التي احتلها اليهود سنة 1967.
ويصف الحال “لقد كانت هجرة صعبة وكنا هائمين على وجوهنا مشردين، أقمنا في قرية بيت سيرا تحت شجرها يومين ثم بدا الجيش الأردني في نقلنا إلى رام الله أواخر 1948 وبعدها رحلنا إلى بلدة اسمها زيود.
أسبوع صار 60 سنة
وقال: “كنت عازباً وقد تزوجت عام 1954 وعندما رحلنا، كنت أنا ووالدي وأمي وشقيقتين ثم رحلنا إلى منطقة “بيتونيا” ثم انتقلنا إلى عين سينيا ثم إلى الطيبة ثم رحلنا إلى صفا قرب بلدتنا على أمل عودتنا، وكانوا يقولون لنا افترضوا أنها نزهة ستعودون خلال أسابيع إلى بيوتكم، ولكن مرت ستة عقود ولم يعد أي لاجئ ثم انتقلنا إلى القدس وأقمنا في حارة الشرف بالبلدة القديمة وعشنا فيها عشر سنوات وعندما عملت في مطار قلنديا بالقدس رحلنا من البلدة القديمة سنة 1958 وكانت سياحة مزدهرة، وكانت حركة المطار كثيفة فقد كانت تهبط فيه الطائرات من جميع أنحاء العالم وتحضر أفواج السياح بأعداد هائلة وكنت أعمل حمالاً في المطار وبقيت اعمل فيه حتى العام 1967، وعندما بدأت عملي في المطار انتقلنا إلى مخيم قلنديا واشتريت قطعة ارض ولم احصل عليها دون مقابل من وكالة الغوث واشتريت خيمة وأقمنا فيها قبل أن نبني هذه الدار. ولم أقم بزيارة بير ماعين بعد 1967".
الشوق يدفع إلى التسلل
وشدد الحاج شحادة على أنه لم ينقطع عن زيارة القرية حتى بعد النكبة، وقال “كنت أتسلل إليها بعد العام 1948 واصل إلى الرملة والقباب. استول اليهود على منازلها ومن بينها بيت فخم لآل الحسيني احتلها الجيش الصهيوني، كنا نمر قرب الدبابة ولا نخاف منهم، بل هم من كانوا يخشوننا أما الآن فقد اصبحوا متوحشين همهم الرئيس قتل اكبر عدد من الفلسطينيين".
وأضاف إن العصابات الصهيونية في بداية النكبة لم يهدموا القرية ولكن تركوها، وبعد سنتين هدم اليهود بيوت قريتنا وأقاموا مستعمرة (موديعين) وهي من أكبر المستعمرات اليهودية ومعظم مستوطنيها من الروس".
تمسّك بالعودة
وأكد الحاج محمد حسن شحادة على أن اللاجئين بغالبيتهم “لن يتنازلوا عن حقوقهم”، وقال “لن نرضى عن وطننا فلسطين بديلاً، ليس هناك ما هو أغلى من قريتي (يتوقف وقد غلبه البكاء) لا شيء يعوضني عنها لقد فقدت قريتي وفقدت عيني واستشهد عدة شبان في المعارك وأطالب القيادة الفلسطينية والمفاوضين بالتمسك بحق العودة".
وأضاف “حسب خبرتي؛ فإن اليهود لا يعطون شيئاً بالمفاوضات والسلام وقد جربناهم عندما عقد الرئيس ياسر عرفات اتفاق سلام معهم لم يعطوه شيئاً ثم قتلوه. وإني أؤكد أننا لن نأخذ شيئاً فاليهود ما يزالون يحتلون كل الضفة الغربية وجسر الملك حسين وكل شيء".
وأدعو القيادة الفلسطينية إلى “الاستقالة، وأن يذهب كل واحد إلى بيته، فهم عاجزون وفاشلون ولم يحققوا لنا أي إنجاز”، وقال “أريد أن يستقيل عباس وجماعته ويتركونا وستتحرر فلسطين في يوم من الأيام، ومن حقي أن أقول رأيي".
وقال: “السلطة بلا فائدة وإذا واجهت أبو مازن سأقول له بصراحة حُلّوا هذه السلطة غير المفيدة حتى عرفات يرفض السلام الذي عقده مع (اسرائيل)، فاليهود لا يعطون شيئاً”. وأضاف “نريد أن نعيش في أرضنا التي سلبوها ونهبوها واغتصبوها على الخبز والزيتون هذه أمنيتي”.
واستدرك قائلاً: “أتذكر بفخر واعتزاز فترة شبابي عندما كنت مجاهداً احمل بندقيتي وأقاتل دفاعاً عن و طني، كنا نعتاش على الزراعة نزرع السمسم والقمح والعدس والذرة والبندورة".
وأضاف: “بما أن اليهود مسيطرون على العالم مالياً وإعلامياً تقريبا يفعلون ما يريدون، لذلك لا أتوقع من العرب والمسلمين أن يقدموا لنا أي شيء أو أن ينصروننا، والأفضل لنا نحن الفلسطينيين عدم التفاوض مع الصهاينة، فالمفاوضات بدون فائدة حتى لو أعطونا شيئاً لا يعطوننا ما نريد، حتى حدود 1967 يرفضون إعطاءنا إياها”، كما قال.
ابنان شهيدان وثلاثة في الأسر
واستهجن الحاج محمد شحادة منعه من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك للصلاة رغم كبر سنه، وقال “أنا ومئات آلاف الفلسطينيين ممنوعون من زيارة القدس، لقد أنجبت خمسة أبناء اثنان في سجون الاحتلال هما يوسف وحسن وثلاثة تزوجوا ورحلوا من مخيم قلنديا واستشهد لي ابنان هما إسماعيل كان عمره (23 عاماً) وأطلقوا عليه الجيش الصهيوني المجرم النار في مسيرة مناهضة للاحتلال 1998 والثاني استشهد في انتفاضة الأقصى في رمضان 2000 واسمه ياسين وكان عمره أيضاً (23 عاماً).
ومضى يقول: “معيشتنا كلاجئين مشردين عن أرضنا فإنها مرة وكئيبة وقاسية ولا احد مسرور، فحياتنا كانت حياة عزة وكرامة واستقرار في بلدتنا، وهنا حياة ذل وقهر وحرمان. لقد قلت لك سابقاً وأقولها للسلطة والقيادة لا يتنازلوا عن حقوقنا وأن لا يتفاوضوا مع الصهاينة وأن يرحلوا عن هذه السلطة الوهمية”، وفق طلبه.
المرجع: المركز الفلسطيني للإعلام
الرواية الثانية
رغم مرور 72 عامًا، على نكبة فلسطين، إلا أن المسن محمود أبو ديب (81 عامًا) ما يزال متمسكًا بأمل العودة لقريته التي هُجر منها، حينما كان طفلا.
ويقطن أبو ديب حاليا في بلدة بني سهيلا الريفية، جنوبي قطاع غزة.
ويحتفظ أبو ديب، الذي هاجر مع أسرته من قرية "بير معين"، القريبة من قطاع غزة، عام 1984، بخارطة القرية، وبندقيتين قديمتين.
ويقول المسن الفلسطيني، إنه حارب بإحدى البندقيتين، الاحتلال الإسرائيلي، بجانب الثوار الفلسطينيين، خلال حقبة الخمسينيات من القرن الماضي.
ويمتلأ منزل "أبو ديب"، بالمقتنيات التراثية، التي تشير لمدى تمسكه بحقه في العودة لقريته التي هُجر منها.
وخلال لقاء معه، كان "أبو ديب" يرتدي "جلابية" تراثية، وبنطال فضفاض يُطلق عليه محليا اسم "السروال"، وحطة (شماغ) وعقال (غطاء الرأس التقليدي) وعباءة سوداء.
كما يضع على خاصرته، العديد من الخناجر القديمة نقش اسمه على بعضها.
تمسك بالتراث
وحمل المسن الفلسطيني، قطعتي سلاح قديمتان يحتفظ بهما منذ عشرات السنين.
وفي فناء منزله، نصب خيمة، بداخلها فراش تراثي، ومعلق بها بعض القطع الفخارية المصنعة حديثًا والسيوف القديمة، ويجلس بجوارها "حصان".
ويوضح أنه يتواجد في أغلب الأوقات في الخيمة، ويعتبرها "ملاذه الدائم"، حيث يجلس وينام ويستقبل بعض الضيوف فيها.
وفي إحدى غرف منزله، خصص غرفة واسعة، لاستقبال الضيوف، فرشها بسجاد تراثي وعلق على جدرانها عددًا من السيوف، وصورًا له مع شخصيات أبرزها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بجانب صور جده ووالده.
وفي بعض زوايا الغرفة، وضع "أبو ديب" مقتنيات تراثية، ومنها "مهباج" لطحن القهوة، ومحراث زراعي ورثه من أبيه، ومفتاح قديم لمنزلهم في القرية، وخارطة تفصيلية لها ولمدن فلسطينية مجاورة محتلة، وآنية نحاسية، وغيرها من المقتنيات.
ويحرص اللاجئ الفلسطيني، على نقل اهتمامه وعشقه للتراث الفلسطيني، إلى أبنائه وأحفاده، حيث يلزم نحو 10 من أحفاده، على لبس التراث الشعبي، والتواجد حوله، حينما يكون لديه ضيوف أو وسائل إعلام.
وكثيرا ما يشرح للأحفاد، عن وطنه وقريته التي سلبها الاحتلال.
هجرونا قسرًا
ويقول أبو ديب إن عائلته كانت تمتلك أراض زراعية كبيرة، في قريتهم "بير معين"، مساحتها نحو 500 دونم (الدونم ألف متر مربع)، كانت تزرع بالبطيخ والشمام والقمح والشعير.
ويوضح أنه كان يبلغ من العمر نحو 10 سنوات، حينما أجبر السكان على مغادرتها.
يقول، أبو ديب، لوكالة أنباء الأناضول "كنت أعي جيدًا عندما هجرت من بلدي، وقاومنا بسلاحنا البسيط الاحتلال، وبقينا نقاوم ونزرع الأرض، وكانت القوات الإسرائيلية بجوار أراضينا (..) في النهاية أجبرونا على الهجرة قسرًا لبلدة بني سهيلا في خان يونس".
ويكمل: "أجبرنا على الهجرة، وتركنا خلفنا محصولنا وأملاكنا، بقيت معالم بعضها حتى اليوم".
وتابع "أبي حمل بعض المقتنيات من أرضنا، وحمّلني مفتاح الدار ومحراثا خشبيا أحتفظ به، أمانة عندي قبل وفاته".
ويضيف "ما زلت أحتفظ بأمل العودة، للأرض المحتلة وأوصيت أبنائي بالمحافظة عليها بعد وفاتي".
وعن أسباب تمسكه بالتراث الفلسطيني، يقول أبو ديب، خاتما حديثه "من ليس له ماضي، ليس له حاضر ومستقبل".
ويُحيي الفلسطينيون في الـ15 من مايو/أيار، من كل عام، ذكرى "النكبة"، عبر فعاليات واسعة، تعبيرا عن تمسكهم بحق العودة إلى ديارهم التي هُجّروا منها قسرا، عام 1948.
ويُطلق الفلسطينيون مصطلح "النكبة" على عملية تهجيرهم من أراضيهم، على أيدي "عصابات صهيونية مسلحة" عام 1948.
وفي العام 1948 أُعلن عن قيام دولة إسرائيل على غالبية أراضي فلسطين التاريخية، بعد أن تم تهجير قرابة 800 ألف من أصل 1.4 مليون فلسطيني، من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة.
المرجع
الأناضول