القرية اليوم - عرب السّّمنيّة / جالين - قضاء الناصرة

إن الناظر إلى حيث كانت تقيم عشيرة عرب السّمنيّة لا تقع عينه اليوم إلا على بقايا اطلال واكوام اتربة وكدس حجارة. لم يبقَ من مَعْلَم الامس الذاهب سدىً سوى قاعٍ بلقعٍ ومأوىً للبوم والغربان تنعي سكانها صباح مساء.

الشاهد الحي الوحيد الذي يذكّر العابرين بهذا المكان ويعيد الى الذاكرة المأساة بكل فصولها وحيثياتها هو جلالي التين واشجار الزيتون والعنب تحكي للصغار الذين سيكبرون في ظل آلة الحرب تاريخ ومسيرة اولئك الشرفاء الذين تمسكوا بالأرض ورووا عطش ترابها من دمهم.

 اليومَ أصبحَتْ أرض عشيرة عرب السّمنيّة مساكن للغرباء ومحميَّةً طبيعيَّةً ومنتجعًا سيّاحيًّا ومتنزهاتٍ واسعةً، يتمتعُ الغرباءُ بمناظرِها الخلَّابةِ، بينما أهلُها ينظرونَ إليها بشوقٍ وحنينٍ من بعيدٍ، ينتظرونَ عودتَهم الحتميَّةَ.