المجازر في القرية - عرب السّّمنيّة / جالين - قضاء الناصرة

كثيرة هي المجازر التي لم توثّق ، وقد طوى الموت شهود الأثبات والعيان فاندثرت بذلك معالم الجريمة وضاع كل أثر .
 
مجزرة عرب السمنيّة ، ليل مُدلهم ومسيرة من غير دليل ، لم ترد على لسان أحد غير دكتور سلمان ابو سته ، في خارطة فلسطين . وفي ظل غياب ذكرها وتوثيقها لم يعرف كم كان عدد شهدائها وقد ساعد في اخفاء معالمها وما أحاط بها انها حدثت تحت جناح ليل بهيم ، وان الشهداء والضحايا كانوا قد دفنوا في ساحتها في منطقة سويجيرة ، وهي تلة مرتفعة قليلا يحتضنها سهل المناوات الى الغرب من بلدة ترشيحا في قضاء عكا شمال فلسطين ، يعود الفضل في ذلك الى رحيم عبدالرحمن من عشيرة عرب الحميرات .
 
القتل كان وما يزال لعبة الصهاينة المفضلة ، وهديتهم الدائمة لعرب فلسطين حتى وقتنا الحاضر . يذكر الناجي من المجزرة ( علي فندي ) وقد تركوه حيّاً ربما لأحد أمرين ، اولها : ان ينقل للبلدات الاخرى تفاصيل الحدث ، وكيف صُفّ الشهداء الى حائّط ، ثم اطلق عليهم رصاص الغدر الجبان .
 
وثانيها : لأنه كان كبير السن وقد توفى لاحقاً .
 
كانت ثنيا محمد ذياب ام نمر زوجة محمد الرحيم عروساً للتو ساعة حصول المجزرة ليلاَ ، ولم تكن ضمن قتلاها لوجودها خارج منزلها .
 
ما زال العدد الاجمالي للشهداء مجهولاً وما نعرفه عن البعض منهم ينحصر بالتالي :
1) الشهيد نمر محمد عبدالرحمن /كان عمره حوالي 29 عاما / من عشيرة عرب الحميرات .

2) الشهيد عاطف الناهي ابو عزيز / من عشيرة عرب العرامشة .

3) الشهيد محمد النحفاوي / من سكان الكابري .

 
وكما نجهل اعداد الشهداء ، فأننا نجهل على وجه الدقّة والتحديد تاريخ حصولها وتنفيذها ، ولكن المرجح انها حدثت في 30 تشرين اول 1948 .

   مقتطف من كتاب "عشائر قضاء عكا"  صدرعن دار بيسان / بيروت، تأليف: محمود كلّم
.