أعلام من القرية - سلواد - قضاء رام الله

شخصيات من سلواد

  • مفيد عبد القادر ، مؤسسة الأرض المقدسة
  • قدورة فارس الزعيم السياسي لحركة فتح
  • خالد مشعل زعيم حماس
  • الأسير إبراهيم حامد
  • إبراهيم خليل عياد
  • فتح الله السلوادي
  • فاطمة ريما
  • خليل عياد
  • من أعلام سلوادمصباح عبدالعزيز عبدالقادر صبح
    نلتقي بكم اليوم مع شخصية جمعت من الصفات أجملها ومن مكارم الأخلاق أفضلها ومن الخصال أسماها ؛ ذلكم هو الحاج مصباح صبح "أبو عصام" ، صاحب الرأي البصير والعقل المنير ، هو علم من الأعلام لا يَفيهِ حقَّه ذوي الأقلام ، رجل عصامي في نشأته ، واثق الخطى في مسيرته ، واسع الأفق والإطلاع في ثقافته ، مرجع في خبرته وتجاربه وعمله .
    ولد صاحبنا في مدينة حيفا عام ١٩٤١م ، وهو أصغر إخوانه سنّاً ، والده هو الحاج عبدالعزيز عبدالقادر صبح من مواليد سلواد عام ١٨٨٧م ، خدم في الجيش العثماني ، ووصل إلى رتبة شاويش ، قاتل في جبهات مختلفة خلال الحرب الأولى ، والدته هي سارة حسن عيسى هيجر . في مطلع العشرينيات من القرن الماضي انتقلت عائلته إلى حيفا طلباً للرزق ، حيث اعتنت العائلة بتربية الأبقار بهدف انتاج الحليب وتوزيعه ، فكان ذلك مصدر رزقها ، سكنت العائلة على سفوح الكرمل المشرفة على البحر ، وما زال العم أبو عصام يكتنز في ذاكرته كثيراً من تفاصيل الحياة مشاهدها اليومية رغم أنه لم يكن قد تجاوز السادسة من عمره حين سقطت حيفا وعادت العائلة إلى منزلها في سلواد .
    أما أخوانه فهم عبدالمجيد"أبو داود" رحمه الله ، والحاج عزّت "أبو خالد" رحمه الله ، وضيف الله " أبو عادل" رحمه الله ، وصبح "أبو عبدالعزيز" رحمه الله .
    درس الحاج مصباح " أبو عصام" في مدرسة سلواد الأميرية ، وتنقل بين مقرّاتها الثلاثة (علية الحيطان ، ومدرسة الراس ، والمباني الجديدة على الشارع الرئيس ،والتي تشغلها الآن مدرسة ذكور سلواد الأساسية ) ، كان أعلى صف قد أنهاه هو الصف السابع ، ذلك أنه خرج من المدرسة في نهاية الفصل الأول حين كان في الصف الثامن ، وذلك استعداداً للسفر إلى الكويت ، والتي سبقه إليها إخوته ، فكانت تلك رغبته ، فالتحق بأحد المعاهد التعليمية في مدينة رام الله وأنهى فيه دورة في الطباعة والمحاسبة ، تمهيداً للسفر إلى الكويت ، وحتى يكون حظه مناسباً في تسلّم وظيفة أو عمل ، وبالفعل وقبل أن يكمل السادسة عشرة من عمره وتحديداً في ١٩٥٧/١/٢٥حلّقت به طائرة الخطوط الجوية الكويتية ذات المحركين ، من مطار القدس الدولي/ قلنديا ليصل الكويت بعد ساعات أربع .
    وفي بداية الأمر عمل ، ولمدة قصيرة ، في مصنع للمرطبات كأمين مستودع ، ليلتحق بعد عدّة أشهر بوزارة الأشغال ، التي عمل فيها في مجال الطباعة والتحرير ، وبقي في وظيفته تلك حتى عام ١٩٦١م ، إذ انتقل إلى وزارة المالية وتقلّد عملاً في نفس مجاله ، كانت طبيعة عمله في وزارة المالية تتطلب منه قدراً من المعرفة والإلمام باللغة الإنجليزية ، فالتحق بالمعهد التابع للمجلس الثقافي البريطاني ، وعكف فيه ما يقارب الخمس سنوات يتعلّم اللغة الإنجليزية وفق الأساليب الحديثة ، مع التركيز على دراسة الأدب الإنجليزي من خلال روايات شكسبير وأرنست همنجواي ، وعلى أيدي مدرسين إنجليز ، لينال عدد من الشهادات المعتمدة والمصدقة من جامعة كامبريج .
    وفي نفس الوقت كان الحاج مصباح يحرص على الإرتقاء بنفسه وعقله ، فأولى القراءة والمطالعة قدراً كبيراً من الإهتمام ، فانكب على مطالعة الصحف والمجلات والروايات ، فقد كان شغوفاً بالمعرفة والثقافة ، فقرأ لتوفيق الحكيم وإحسان عبدالقدوس ونجيب محفوظ وغيرهم كثير ، وكان لديه اهتمام بالتصوير ، فتعلّم مبادىء التصوير على يد المصور السلوادي عبالرحمن عبالرزاق سياغة ، وحرص على امتلاك الأدوات والمعدات الخاصة بالتصوير والتحميض ، وكان يقوم بتحميض وطباعة الصور بنفسه ، وفي هذا المجال أنهى دورة في التصوير الضوئي عام ١٩٧٤، كما عكف على الدراسة النظرية والعملية للمكانيكا بجهود ذاتية .
    تمتع العم "أبو عصام" بروح طموحة وعزيمة قوية ، ففي عام ١٩٧٤م ، وكان حينها قد بلغ الثالثة والثلاثين من العمر ، قرّر أن يعود إلى مقاعد الدراسة ، ليلتحق بنظام خاص ، عُرف بنظام الأربع سنوات ، حيث على الطالب اجتياز الصفوف الأربعة : الخامس والسادس والسابع والثامن في سنة واحدة ، وهذا ما كان ، وبعدها انتظم في الدراسة المسائية وأنهى الصف الأول الثانوي حاصلاً على المرتبة الأولى على سبع شعب دراسية ، لينهي بعدها الصف الثانوي حاصلاً على المرتبة الثالثة ، ثم الصف الثالث الثانوي حاصلاً على المرتبة الأولى . وفي عام عام ١٩٧٩ أخذ يحضر نفسه للحصول على شهادة الثانوية العامة ، وبينما هو في طور الإستعداد لتقديم الإمتحانات مرض أخيه عبد المجيد وتوفي ، كما أصيب أبو عصام بمغص كلوي ، مما أثر على أدائه في الإمتحانات ، ولكنه نجح وحصل على معدّل ٧٥٪‏ ، وانتسب بعدها لجامعة بيروت العربية ، ولكنه لم يكمل ، إذ أن عائلته كانت كبيرة ومسؤولياتة كثيرة فاكتفى بما حصل عليه من تعليم مدرسي ، ولكنه واصل بجهوده الإستزادة من معين العلم والمعرفة والثقافة ومازال .
    بقي على رأس عمله في وزارة المالية موظفاً وكاتباً للحسابات ومسؤولاً تحضير الشيكات الخاصة بمبعوثي الدولة للخارج ، بالإضافة عمله في فتح الإعتمادات المستندية ، وكان قد حضر دورات عدّة في هذا المجال ، بقي في عمله حتى عام ١٩٩٠م ، ليغادر الكويت مع أسرته إلى أمريكا ، إذ يعيش الآن في ولاية انديانا ويشرف على إدارة متجره الخاص بالمنتجات والأطعمة العربية ، وللعم "أبو عصام" نشاط اجتماعي ملحوظ بين الجالية العربية والإسلامية ، كما أنّه عضو في مجلس إدارة مسجد هايلاند ، وهو المسؤول المالي فيه منذ أن تمّ افتتاحه عام ٢٠٠١م وحتى يومنا هذا ، وأخيراً وليس آخراً فإننا نرجو أن نكون قد وُفِّقنا في إعطاء هذه اللمحة المختصرة عن سيرة العم الحاج مصباح صبح ، وأن نكون قد أوفَيْناه بعض حقه داعين له بالصحة والعافية وطول العمر .
  • الحاج محمد فرج عزام (محمد أبو فرج)
    ولد في حدود عام ١٩١٤م ، تعلم القراءة والكتابة في الكتّاب على يد الشيخ مصطفى بن الشيخ سعيد ، وكان لوالده فضل في تحفيظه سور القرآن الكريم ، وفي ١٩٢٢م كان من أوائل الملتحقين بمدرسة سلواد الأميرية ، غرس فيه والده فرج حب الدين ، فواظب على صلاته وتعلق قلبه بالقرآن الكريم منذ صغره ، وكان مطيعا لوالديه يحرص على إرضائهما والأخذ بتوجيهاتهما ، ومن وصايا والده التي ظلّ يرددها :"إياك وأعراض الناس وأموالهم" ، نشأ في أسرة تولي الزراعة والعناية بالأرض إهتمامها إلى جانب تربية الماشية والأغنام ، وكان ذلك مصدر رزقها ، في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي هاجر إلى الكويت وعمل في وزارة الكهرباء ، وكان فيها حريصاً على تطوير ثقافته الدينية في الفقه والقرآن والتفسير ، فانضم إلى حلقات العلم في المساجد وواظب على حضور الدروس فيها ، وتواصل مع دور القرآن ومعاهد العلم الدينية بالكويت ، فنهل من معينها وإستفاد من علمائها ، كان حريصاً على تلاوة القرآن وعلى قرا ءة الأوراد والأذكار بشكل يومي ومنتظم ، كما حفظ كثيراً من أجزاء القرآن الكريم ، بالإضافة إلى حفظه كثير من المتون.
    عُرف الحاج محمد بورعه وتقواه ، وعُرف بزهده وكرمه وطيبة نفسه ، كان يتمثل القرآن والسنة في أخلاقه وسلوكه ، يُكثرُ من الإنفاق على المحتاجين والمعسرين ، كما كان مرجعاً في الإصلاح والتوفيق بين الناس في خلافاتهم ، كان حكيما مسموع الكلمة ، يقصده الناس في النصح والرأي ، كان له مكانة وشأناً في عائلته وبين أبناء بلده ، فقد حاز على إحترام تقدير كل من عرفه وتعامل معه
     .
  • الحاج موسى عبدالمجيد أحمد العبد مشعل حامد

     مسيرة حياة حافلة بين سلواد وحيفا وعمان ١٩١٣-١٩٧٦ 
    ولد في سلواد عام ١٩١٣ ، عانى مع أسرته ظروف الحرب العظمى والتهجير مطلع عام ١٩١٨ مع بدء معركة العاصور ، إذ غادرت أسرته مع عشرات الأسر البلدة إلى مناطق اكثر امنا بعيدا عن مسرح العمليات العسكرية في المنطقة الشمالية الشرقية من رام الله ، فوصلوا إلى منطقة الناصرة ، وهناك فجع الطفل بوفاة أمه في قرية إكسال ، وبانتهاء العمليات العسكرية ، وهزيمة الأتراك عادت الأسرة إلى سلواد ، فعاش حرمان الأم وتجرع قسوة الحياة خاصة انه فقد اباه بعد سنتين من إنتهاء الحرب ، فأصبح يتيم الأم والأب ، فعاش في كنف خالته سارة التي أحاطته بالرعاية والحنان .
    وعندما بلغ عمره أحد عشر عاما توجه، برفقة إبن عمه توفيق يوسف أحمد العبد مشعل، إلى حيفا مشياً على الأقدام ، حيث بدأ مشوار العمل في هذه السن المبكرة ، ولعل الظروف القاسية التي عايشها قد جعلته جادا ومتزنا في حياته ، فحياة المدينة وأجوائها الجديدة وصخبها لم تُغْرِ الصبي الصغير ، فأقبل على العمل بجد ونشاط متحليا بالأخلاق محافظا على صلاته ،فعمل سنوات في محل لبيع الخضار يملكه شخص من عائلة "كسّاب" ،وبعد أن إشتد عوده ودخل مرحلة الشباب إمتلك بسطة لبيع الخضار . وفي عام ١٩٣٣ تزوج فتاة من منطقة نابلس كانت أسرتها تعيش في حيفا ، وإستأجر سكناً في وادي النسناس ، في بناية تملكها أسرة الشاعر الشعبي نوح إبراهيم ، التي كانت تسكن الطابق العلوي . وبعد فترة قليلة من الزمن أصبح يمتلك "مخمراً" للموز مع شخص من عائلة "مِسْتو" ، وفي نهاية الثلاثينيات إمتلك محلا لبيع الخضار في عمارة الدير في ساحة الحناطير ،وكان محلا كبيرا له ثلاثة أبواب، وهذا مكنه من تحسين أوضاعه المادية والمعيشية ، فعاشت أسرته حياة ميسورة ، وما هي إلا سنوات قليلة حتى إشترى أرضا في بلدته سلواد وشرع في بناء بيت كبير أكتمل بناؤه عام ١٩٤٤.
    وفي حيفا رزق بأربعة من الأبناء : عبدالرحمن ١٩٣٧، فاطمة ١٩٤١، عبدالكريم ١٩٤٣ ، حسن ١٩٤٥، وكان عبدالرحمن قد دخل روضة للأطفال ، ودرس في حيفا الصفين الأول والثاني في مدرسة البرج الإسلامية . ومنذ عام ١٩٤٥ عاشت الأسرة مابين حيفا وسلواد ، ومع تطور الأحداث بدءا من عام ١٩٤٧ إستقر وضع الأسرة في البلدة، أما هو فقد بقي في حيفا حتى اللحظات الأخيرة من سقوطها ، فأقفل باب محلّه ، وكان قد دفع الأجرة مقدماً لثلاثة شهور ، وترك النقد المعدني تحت الميزان ، ووضع المفتاح في جيبه ، وغادر المدينة صوب بلدته سلواد ، دون أن يفقد الأمل بالرجوع إليها يوماً . وفي عام ١٩٥٠ توجه إلى عمان حيث إفتتح محلا تجاريا في سوق الخضار في منطقة سقف السيل قريبا من سبيل الحوريات وبقي يعمل هناك حتى بداية الستينيات ، ليرجع إلى بلدته ويفتتح فيها محلا لبيع الخضار في منطقة الصفاة ليبقى فيه حتى وفاته في صباح يوم ٢٠-٧ عام ١٩٧٦م ، ودفن في المقبرة الجنوبية في ضريح خالته سارة كما أوصى تعبيراً عن حبّه ووفائه لها .
    رحمك الله يا والدي رحمة واسعة وأسكنك الفردوس الأعلى .
     
    الباحث: عمر موسى مشعل