معلومات عامة عن الزيب - قضاء عكا
معلومات عامة عن قرية الزيب
قرية فلسطينة مهجرة، كانت قائمة على تل مقبّب الشكل على ساحل البحر الأبيض المتوسط وإلى الشرق من الطريق العام الساحلي ومن خط سكة الحديد، شمالي مدينة عكا وعلى مسافة 13 كم عنها، بارتفاع لايزيد عن 25 م عن مستوى سطح البحر.
قُدِرَتْ مساحة أراضيها بـ 12607 دونم، شغلت منازل وأبنية القرية ما مساحته 62 دونم من مجمل تلك المساحة.
احتلت القرية عقب هجوم لواء كرملي عليها وعلى القرى المجاورة وذلك يوم 14 أيار/ مايو 1948.
الحدود
كانت الزيب تتوسط القرى والبلدات التالية:
- قرية البصة شمالاً.
- مضارب عرب السمينة من الشمال الشرقي.
- قرية الكابري شرقاً.
- قرية أم الفرج من الجنوب الشرقي.
- قرية المزرعة جنوباً (قرية حالية).
- البحر المتوسط غرباً ومن الجنوب الغربي والشمال الغربي,
معالم القرية
ساحة المنزول في وسط القرية وكانت مربعة الأضلاع وتتوزع على أضلاعها الأربعة المقاهي والدكاكين وملحمة والمسجد والمدرسة وبعض المنازل
مبنى المنزول يشكل معظم الضلع الشمالي لساحة المنزول
مقهى عيسى البصَّوية الى اليمين من المنزول
مقهى حسن الخطيب يقع على الضلع الشرقي لساحة المنزول, المواجه لسور المسجد. يرتغع المقهى عن أرض الساحة ثلاث أو أربع درجات, ويتألف من غرفة كبيرة ورواق واسع
مقهى الزاوية يقع على الضلع الجنوبي لساحة المنزول, ولم تكن مسقوفة لكن هذا لم يكن ليُضرهم في شئ لان كان كبار السن عموماً هم من يتوافدون اليه بعد صلاة العصر
المسجد كان يتصدر ساحة المنزول, تصوينته من الحجر الرملي, فيها باب على طرفها الشمالي, وهو باب كبير من الخشب المدهون باللون الأخضر الحشيشي. لم يكن للمسجد مئذنة
المدرسة كانت مدرسة القرية في داخل تصوينة المسجد, وهي مدرسة رسمية ابتدائية للبنين. وكانت مرحلة التعليم الإبتدائي تستغرق خمس سنوات, تبدأ بالصف الأول للتلاميذ في سن السادسة
الاستيطان في القرية
المستعمرات على ارض القرية أنشئ كيبوتس بيت هعرفاه على أنقاض القرية في 27 كانون الثاني \يناير 1949, ثم أعيدت تسميته لاحقاً كيبوتس غيشر هزيف . وقد تم توطين مهاجرين يهود من إنكلترا والولايات المتحدة وجنوب إفريقيا في غيشر هزيف, الذي يقع على أراضي القرية قريباً من موقعها . كما أنشئت مستعمرة ساعر إلى الجنوب من القرية في سنة 1948. وثمة مستعمرة أخرى قريبة, هي ليمان, تقع على أراض كانت تابعة لقرية البصة..
التعليم
كان يوجد مدرسة رسمية ابتدائية للبنين
وكان النشيد الصباحي: بيض صنائعنا, خضر مراعينا
سود وقائعنا, حمر مواضينا
مما يعني أننا في السلم مسالمون, وفي الحرب مقاتلون
المساجد والمقامات
مسجد القرية لا يزال المسجد قائما في موضعه في جذر القرية، اذ يحده من الجنوب الطريق الرئيسي، ومن الشرق الساحة العامة، ومن الشمال طريق عيسى ابو الزيب، ومن الغرب بيت جمال أفندي السعدي ومحمد صالح اليوسف. والمسجد عبارة عن قاعة مربعة الشكل، بلغت مساحته الإجمالية 179.5 متر. وقد بنيت واجهاته بحجارة نارية مختلفة الحجم على شكل صفوف افقية، حيث كانت حجارة الجزء السفلي كبيرة الحجم، والجزء العلوي صغيرة. المبنى يتألف من قسمين: الاول يقع في الجهة الشرقية وهو بيت الصلاة والثاني ملحق وهو عبارة عن قاعة مستطيلة تنقسم الى قسمين، يتم الدخول اليها عبر المدخل الكائن في الجهة الشمالية. ويقابلة في الجهة الجنوبية محراب مجوّف. ويوجد في الواجهة الشرقية نافذتان مستطيلتان ويعلو المسجد قبة منخفضة. ويوجد في الواجهة الجنوبية نافذة مزدوجه. انا الجزء الغربي من القاعه فيعلوه قبة نصف دائرية، في واجهتها الغربية والجنوبية شباكان. لقد اوقف هذا المسجد الى العديد من الاراضي التي عرفت باسم اراضي الرمل كمان وردت في كتاب ارسل من السيد مأمور اوقاف اللواء الشمالي الى سعادة مدير الأوقاف العام. وكانت الاراضي الموقوفة على المسجد تقع في اماكن متعددة بداخل وخارج القرية، نذكرها على النحو التالي: ارض زراعية في موقع الطويري، وارض زراعية في ظهر البطن، وارض قطعه الجامع، وارض الصفراء وارض الواقفة وارض الزاروب، وارض ظهر البياض الشرقي، وجبال اللوز، وقد بلغت المساحة الاجمالية للاراضي الوقفية 127 دونما. اما الوضع الانشائي للمسجد اليوم فهو جيد ويستخدم من قبل اليهود القائمين على الحدائق المجاورة كمخزن. مقام الانور ابراهم السعدي وهو من اجداد الطريقة السعدية واولاد الجباوي، يقعد داخل المسجد.
تاريخ القرية
وأما الرحالة ابن جبير الذي زار المنطقة في 1182 - 1184 فيكتفي بالقول أنها قرية تقع بين عكا وصور وفيما بعد يصف الجغرافي ياقوت الحموي (توفي سنة 1229) الزيب بأنها قرية كبيرة على الساحل قرب عكا.
في سنة 1596, كانت القرية في ناحية عكا (لواء صفد), وكان عدد سكانها 875 نسمة. وكانت تدفع الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والمحاصيل الصيفية والفاكهة والقطن, بالإضافة إلى عناصر أخرى من المستغلات كالماعز وخلايا النحل والجواميس وكان القاضي والعلامة المسلم, أبو علي الزيبي من مواليدها في القرن الثامن عشر بعد الميلاد. وفي بداية القرين التاسع عشر, أشار الرحالة الإنكليزي بكنغهام إلى أنها بلدة صغيرة بُنيت على تل قرب البحر, وفيها بضع شجرات نخيل ترتفع أكثر من منازلها .
وفي أواخر القرن التاسع عشر كانت قرية الزيب مبنية بالحجارة على شاطئ البحر. أما سكانها وعددهم نحو 400 نسمة من المسلمين, فكانوا يزرعون الزيتون والتين والتوت والرمان. وكان في القرية أيضاً مسجد صغير. وفي الازمنة الأحدث عهداً كان شكل الزيب مربعاً ومنازلها متقاربة بعضها من بعض ومبنية بالحجارة والطين أو بالحجارة والأسمنت المسلح. وكان في القرية مدرسة ابتدائية أسسها العثمانيون في سنة 1882 ومسجد ومستوصف. وكان السكان يحترفون صيد الأسماك والزراعة ولاسيما زراعة أشجار الفاكهة.
في 1944\ 1945, كان ما مجموعه 2972 دونماً مخصصاً للحمضيات والموز, 4425 دونماً للحبوب و 1989 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين. وبين سنة 1927 وسنة 1945, كان المعدل السنوي لصيد الأسماك ينوف على 16 طناً. وكانت في القرية معصرتان تجرهما الحيوانات, ومعصرتان ميكانيكيتان. كما كان فيها موقع اثري يضم أسس أبنية, وأرضيات غرف وبركة وقبوراً منحوتة بالصخر. وكان حول الزيب فضلاً عن ذلك, ست خرب تقع ضمن دائرة شعاعُها 4 كلم تحيط بالقرية.
روايات أهل القرية
السمكة العملاقة
ذات يوم جاد البحرُ على أهل الزيب بسمكة عملاقة وجدوها ممدة على على رمل الشاطئ. طولها "طول الزلمة" لونها أسود ضارب الى الزرقة. بطنها أبيض. تجمهر الصغار والكبار حولها لم يروا مثلها من قبل. احتاروا في تحديد اسمها هي ليست حوتاً, ولا هي كلب بحر كما احتاروا فيما عساهم يفعلون بها. أخيرا جاء تاجر سمك اسمه محمود السّلوادي من أهل الزيب, وكان من عادته أن يأتي الى القرية من المدينة ويشتري ما يجد عند صيادي السمك, تفحص السمكة وتم الاتفاق على شحن السمكة الى عكا, وأن يذهب معه اثنان من "أصحابها", أن يبيعوها بالمفرّق إن لم يجدوا من يشتريها بالجملة وأن يتقاسموا الثمن نصفه للسلوادي والنصف الثاني لأصحاب السمكة.
لغز العطر على رمال الشاطئ
الشاطئ الجنوبي للزيب طويل وعريض وهو رملي, ورمله نظيف. عثر بعض النسوة ذات يوم عاى وعاء ملقى على رمال الشاطئ يقارب حجمه حجم "قدرة اللبن" أو الطنجرة المتوسطة الحجم كان البحر قد قذف به الى هناك. كانت تفوح منه رائحة عطرية. فيما إن رفعته إحداهن إلا وتفتت بين يديها وانداح العطر المكثف على الرمل وفاحت رائحته في الهواء. كل وادة منهم حملت على طرف ثوبها قبضات من هذا الرمل المعطر, في البيتت ملأت به طاسة أو طاستين ووزعت ما بقي منه. وما لبثت حكاية العطر, ان أصبحت حديث الناس في الزيب لأيام وأيام.
لكن رائحة العطر, بقيت في البيوت لأسابيع وأسابيع, وبقي لغز هذا الوعاء سراً من أسرار البحر.
العلاج في مغارة إم طمْرون
القرية اليوم
القرية اليوم لم يبق من القرية سوى مسجدها الذي رُمم لأغراض سياحية, ومنزل مختارها حسين عطايا الذي أصبح الآن متحفاً. والمنزل كبير نسبياً ومبني بالحجارة. أما المسجد الحجري فله قبة وقنطرة مزخرفة كبيرة على واجهته الأمامية. وثمة ملحق جانبي يتكون من قنطرتين كبيرتين. وفي المتحف بعض شواهد القبور, على أحدها آية قرآنية وإسم المتوفى أحمد الموسى وتاريخ الوفاة 14 أيلول \ سبتمبر 1938 وقد يشاهد بعض المخلفات الأثرية بما في ذلك بقايا قناطر حجرية قرب المسجد. أما الموقع والأرض المجاورة فيستخدمان منتزهاً وموقعاً سياحياً..
الباحث والمراجع
الباحث: بلسم الصايغ
المراجع
1-كتاب قرية الزيب كما عرفتها-أحمد سليم عودة
2- المرجع: موقع المعرفة https://www.marefa.org/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%8A%D8%A8_(%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86)/simplified
3- وليد الخالدي، كي لا ننسى (1997). مؤسسة الدراسات الفلسطينية
4- موسوعة المقدسات في فلسطين. مؤسسة الأقصى للوقف والتراث