تاريخ القرية - الزيب - قضاء عكا

وأما الرحالة ابن جبير الذي زار المنطقة في 1182 - 1184 فيكتفي بالقول أنها قرية تقع بين عكا وصور وفيما بعد يصف الجغرافي ياقوت الحموي (توفي سنة 1229) الزيب بأنها قرية كبيرة على الساحل قرب عكا.

 في سنة 1596, كانت القرية في ناحية عكا (لواء صفد), وكان عدد سكانها 875 نسمة. وكانت تدفع الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والمحاصيل الصيفية والفاكهة والقطن, بالإضافة إلى عناصر أخرى من المستغلات كالماعز وخلايا النحل والجواميس وكان القاضي والعلامة المسلم, أبو علي الزيبي من مواليدها في القرن الثامن عشر بعد الميلاد. وفي بداية القرين التاسع عشر, أشار الرحالة الإنكليزي بكنغهام إلى أنها بلدة صغيرة بُنيت على تل قرب البحر, وفيها بضع شجرات نخيل ترتفع أكثر من منازلها .

وفي أواخر القرن التاسع عشر كانت قرية الزيب مبنية بالحجارة على شاطئ البحر. أما سكانها وعددهم نحو 400 نسمة من المسلمين, فكانوا يزرعون الزيتون والتين والتوت والرمان. وكان في القرية أيضاً مسجد صغير. وفي الازمنة الأحدث عهداً كان شكل الزيب مربعاً ومنازلها متقاربة بعضها من بعض ومبنية بالحجارة والطين أو بالحجارة والأسمنت المسلح. وكان في القرية مدرسة ابتدائية أسسها العثمانيون في سنة 1882 ومسجد ومستوصف. وكان السكان يحترفون صيد الأسماك والزراعة ولاسيما زراعة أشجار الفاكهة.

 في 1944\ 1945, كان ما مجموعه 2972 دونماً مخصصاً للحمضيات والموز, 4425 دونماً للحبوب و 1989 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين. وبين سنة 1927 وسنة 1945, كان المعدل السنوي لصيد الأسماك ينوف على 16 طناً. وكانت في القرية معصرتان تجرهما الحيوانات, ومعصرتان ميكانيكيتان. كما كان فيها موقع اثري يضم أسس أبنية, وأرضيات غرف وبركة وقبوراً منحوتة بالصخر. وكان حول الزيب فضلاً عن ذلك, ست خرب تقع ضمن دائرة شعاعُها 4 كلم تحيط بالقرية.