خارطة المدن الفلسطينية
اشترك بالقائمة البريدية
معلومات عامة عن قرية الْلَجُّونْ/ قرى الروحة
احتلال القرية - الْلَجُّونْ/ قرى الروحة - قضاء جنين
احتلال اللجون
نظراً لموقعها الاستراتيجي للاستفادة منه، عملت العصابات الصهيونية بشتى الوسائل للسيطرة على قرية اللجون، حيث وضعت الخطط العسكرية وجندت القوات للسيطرة عليها خلال الاشهر التي سبقت اعلان “النكبة” في 15-5-1948. واستمرت العصابات الصهيونية بتقدمها نحو قرية اللجون، ولم يمض يوم 13-4-1948، حتى قامت هذه قوات هذه العصابات ويُقدر عددها بحوالي ألف جندي بفرض طوق وحصار حول القرية محاصرة بذلك قوات القاوقجي التي لجأت اليها، وجاء “دب الصوت” إلى أم الفحم، فهب الأهالي والثوار للمساعدة والعون، ووصلوا خلف القوات اليهودية وفرضوا الطوق عليها، مما اضطرهم للانسحاب على جناح السرعة، وهكذا خلص الفحماويون قوات القاوقجي من الطوق” وخلصوا قريتهم من أول محاولة احتلال.
ومع فشل الهجوم العربي على “مشمار هعيمق” وانسحاب قوات القاوقجي والثوار العرب إلى اللجون، ومع سقوط واحتلال القرى العربية في المرج والروحة وخاصة قرى عرب التركمان وقرية الكفرين، وقفت قرية اللجون حصنا مستعصيا أمام القوات اليهودية، وتجمع فيها ثوار المنطقة بأسرهم، ومنها كانوا ينطلقون في محاولاتهم لاسترداد القرى العربية. غير أن القيادة اليهودية لم تتخل أو تتنازل عن حلمها في احتلال اللجون ذات الموقع الاستراتيجي الهام بشكل عام ومركز البوليس الذي كان قائما (ولا يزال “سجن مجيدو”) على أرض أم الفحم (ارض الجلايم) والذي يقع على مفترق طرق هام يربط بين أطراف البلاد جميعها شمالها بجنوبها وشرقها بغربها.
صمود القرية واهلها وقلة القوات اليهودية المهاجمة دعت قيادتهم إلى تأجيل الهجوم على اللجون حتى اواخر شهر ايار 1948. ومع خروج قوات القاوقجي وعدم انتشار القوات العراقية بشكل واسع، استغلت القوات الصهيونية الفرصة، وبدأت ليلة 30 أيار 1948 هجومها على القرية بقيادة الضابط الشاب “نتان ايل” (هيرشكوبتس) (21عاما) بعد أن حاصرتها من ثلاث جهات مبقية على الجهة المشرفة على قرية زلفة المجاورة مفتوحة بهدف دفع الاهالي الى الهرب منها باتجاه ام الفحم او جنين. وفي هذا السياق، ذكرت بعض المصادر أن اللجون احتلت على يد العصابات الصهيونية خلال عملية “جدعون” التي قامت بها الكتيبة الرابعة من لواء جولاني. ولم يكن احتلالها إلا بعد مقاومة شديدة من الأهالي المناضلين الفلسطينيين والعرب. وارتكب المحتلون مجزرة بحق أهالي البلدة ذهب ضحيتها 21 شهيداً، وكان هذا من أسباب ترحيل وتهجير السكان. وبعد ذلك مباشرة قامت القوات الصهيونية بهدم عدد من مباني القرية منعا من عودة الأهالي.
وبحسب ما تذكره الرواية “الإسرائيلية” الرسمية فإن اللجون احتلت قبل الأول من حزيران/ يونيو 1948 بوقت قصير، عقب (تطهير) وادي بيسان، وقبل الهجوم الإسرائيلي (الفاشل) على جنين. ففي تلك الفترة، كان لواء “غولاني” قد استولى على بضع قرى مجاورة لجنين، ومنها اللجون التي دخلتها القوات “الإسرائيلية” فجر 30 أيار\ مايو. استنادا الى تقرير صحافي نشرته (نيويورك تايمز) فقد تقدمت طوابير إسرائيلية عدة نحو منطقة المثلث، يومها، واستولت على جملة قرى شمالي جنين. ومن الجائز أن تكون الكتيبة الرابعة من لواء غولاني طردت سكان القرية فورا، وذلك تماشيا مع عادتها خلال عملياتها السابقة. ذكرت (نيويورك تايمز) أن 12 شخصا قتلوا وأن آخرين جرحوا. وأضافت الصحيفة أن اللجون احتلت لاحقا، في 17 نيسان\ أبريل، بعد مرور اثني عشر يوما على انطلاق الهجوم من هذه القرية على “مشمار هعيمك”.
وجاء في رواية (نيويورك تايمز) أن (اللجون هي أهم المواقع التي استولى عليها اليهود، الذين ذهب بهم هجومهم الى احتلال عشر قرى جنوبي مشمار هعيمق وشرقيها). وأضاف التقرير أن الهاغاناه أجلت النساء والأولاد عن القرية، ونسفت 27 مبنى في اللجون والقرى المجاورة. في أوائل أيلول \سبتمبر، خلال الهدنة الثانية، حدد مسؤول من الأمم المتحدة خط الهدنة الدائمة في المنطقة باللجون، وذلك استنادا الى تقارير صحافية. وقد أقيمت منطقة عرضها نحو 450 مترا على كلا جانبي الخط، وسمح للعرب واليهود فيها بأن يجنوا غلالهم.
“ما في عتاد ما في عتاد”