المجازر في القرية - عرب الصبيح/ عرب الشبلي - قضاء الناصرة

مجزرة صبيح 

قام اليهود في الثامن من حزيران عام 1948 بمهاجمة عرب الصبيح والشجرة واللتان كانتا تعتبران أكبر قوتين في المنطقة في الوقت ذاته ، كان ذلك الساعة الخامسة صباحاً ولم يكن فيها سوى 30 مقاتلاً وكان المجاهدون منشغلين في مواقع أخرى منها الشجرة . وقد هوجم الثلاثون من قبل ستمائة ولما يئس سكان عرب الصبيح من هذه الحالة هربوا مخلفين ورائهم كل ممتلكاتهم وحتى اباءهم وبقي في العشيرة 26 طفلا تتراوح اعمارهم بين السنة إلى خمسة عشر سنة ، وامرأتين لم تستطيعا ترك أطفالهما وشيخان أعميان يبلغان من العمر ما يزيد عن المائة . 

وقد قتلوا جميعاً ، السيدتان هما غزالة وعلياء النمر أختي علي النمر شيخ العشيرة ، أما علياء فقد قتلت وابناءها السبعة ، أما غزالة ، فقد قتلت وهي تحمل ابنها ابن السنة والنصف ، وقد قطعوا رأسه بالبلطة ثم قطعوا ثديها ووضعوه في فم الطفل وأعادوهما إلى الفراش هي والطفل كما لو كانت حية نائمة ، اما اولادها الستة الباقون فقد قتلوا وقطعوا ووضعوا في خابية الزيت (جرة فخارية ضخمة ) حتى طفح الدم من الجرة ، أما الكفيفان فقد قطعوا رأسيهما بالبلطات.

1-الشهيد البطل القائد /علي النمر ابو النمر - كان ثورة في رجل مقدام و مندفع بأتجاه وطنه الغالي فلسطين ،يتحدى الموت يومياً بل الموت كان ممن يخشى هذا الفارس النادر المثل و المثال للمروئة و الشهامة و الأقدام ،لا ينتظر مالاً و لا جاهاً و لا رتباً و طبطبة على كتفيه ، بل الله من وراء القصد لكل ما كان يقوم به الثائر ابو النمر ، هذا العجوز الذي يتحدى الشباب بخطواته و كل تحركاته بأتجاه الوطن أثناء الدوريات التي كان يقودها الى فلسطني و يبقى اياماً و احياناًشهور في فلسطين التي لم ترحل من بين مفاصل عظامه يوماً ، كان على موعد مع الشهادة المشرّفة كل يوم و كل لحظة ، و كم كان يتمنى ان ينال الشهادة على الأسر و كان يتمنى النصر عليهم حتى نال ما كان يتمناه و نتمناه و هو الشهاد من أجل الوطن و في الوطن ايضاً ، لقد كان لي شرف الأستماع الى عدد من الذين كان يتقدمهم نحو الوطن و كم كانت شهاداتهم في هذا الفارس تحسسني بالفخر و الأعتزاز و العلو حينن اسمع امام الجميع هذه الشهادات التي يفتخر بها يا رجل و شاب من العشيرة لا بل من فلسطين حتى قلت:( لو تصفحتم بطون الشهادات عن ذاك الرجل لوجدتم للتباهى الف سببا ذلك لأنه من أمة لاتنحنى أبدا تصنع الفجر البهى الأهيبا) مهما قلنا عن هذا الفارس لم نوفيه حقه لكن نتمنى ان لا نقصّر في حقه و نحاول ان نبذل ما نستطيع و انشاء الله يقدرني ان ادون بعض الشهادات عن فارس من فرسان فلسطين .. 

2- ينحدر أصل عشائر النجيدات في شمال فلسطين والجليل إلى عشائر الحويطات من ارض نجد حيث نزح أهل عشائر الحويطات من ارض نجد شمالا حتى وصلوا إلى منطقة العقبة باحثين عن الرعي والمياه للمواشي التي في حوزتهم وما زالوا متواجدين في هذه المنطقة حتى يومنا هذا وقد انتقل القسم الأكبر منهم للسكن في بيوت الحجر تاركين بيت الشعر ويصل عدد سكان عشائر النجيدات في شمال العقبة إلى ما يقارب30 ألف نسمة موجودون في خمس قرى وهي : القويرة , الحميمة , الراشدية ,الصالحية , الشاكرية .

بعد حملة إبراهيم باشا على سوريا سنة 1835 خرج جد العشيرة محمد صبح علوان نجاد متجها شمالاً حيث سلك مع إخوته طريق الغور متوجها إلى الشمال طالبا وباحثا عن الرعي للمواشي والحلال الذي يمتلكه مع إخوته ,حيث وصلوا إلى منطقة عين عبد العزيز قضاء عجلون وقرر إخوته البقاء في المنطقة لخصوبتها وكثرة المياه وفيما بعد نزحوا إلى الجبل وسكنوا قرية حلاوة ويشكلون أكثر من نصف سكان قرية حلاوة قضاء عجلون الذي يصل إلى ما يقارب أل 6000 نسمة.

أما جد العشيرة الشيخ محمد صبح نجادات الذي كان يعرف المنطقة جيدا لأنه شارك مع جيوش إبراهيم باشا في جملاته على سوريا قد قرر الاستمرار شمالا مارا بغور الأردن بصحبة أبنائه الثلاثة وسلك طريق بيسان وتوجه شمالا ليستقر بالقرب من عين حزوة شمال سهل ألبطوف في المنطقة التي عرفها سابقا ونالت إعجابه ورضاه لذلك قرر الوصول إليها فحط الرحال بالقرب من عين حزوة (عين عاطف) لوفرة المراعي في سهل البطوف والجبال المحيطة به وكثرة المياه في عين الناطف وعين حزوة .

لقد سيطر على هذه المنطقة في تلك الفترة عشيرة الصبيح الذين وفروا الحماية للقرى من مرج ابن عامر حتى سهل مجد الكروم وكان فرسان الصبيح يتجولون القرى للحفاظ على الهدوء وجمع ضريبة الحماية ( الخاوة ) من الفلاحين الساكنين في القرى .

تعتبر منطةة عين الناطف منطقة إستراتيجية هامة حيث يمر بالقرى الطريق الذي يربطها بقرية عرابة شمالا وكل عابر راجل أو خيال كان يجبر بالمرور من هذه المنطقة للتزود بالمياه والراحة.

وذات يوم مر من الطريق فرسان الصبيح متجهين شمالا لجباية ضريبة الخاوة فنزلوا ضيوفا لدى محمد صبح علوان نجادات فأكرمهم وأحسن معاملتهم مما حدى بالفرسان العودة إلى غابة الصبيح وكان الشيوخ موجودين وقصوا قصة هذا الرجل الذي أكرمهم وأحسن معاملتهم وانه نازح من شرق الأردن فقرر شيوخ الصبيح ضم هؤلاء البدو إلى حلفهم وعليه قد أرسل الجمال والفرسان وطلبوا من الشيخ محمد صبح نجاد الرحيل إلى غابة الصبيح ليصبحوا قسما من عشيرة الصبيح وفعلاً سكنت عشيرة النجادات بالقرب من الظهرات وأصبحت الفندة السابعة من عرب الصبيح التي تقسم إلى ست فند وهي : شديدة, مقطرن , ظهرات, شبلي, سنيدات, شكور.( ظاهر نجيدات )

التهجير والمجازر:
 
بدأت الشرارة الأولى بعد أن بُنيت على أطراف القرية مستوطنة سميت “بيت كيشت” في بداية الأربعينيات من القرن الماضي؛ حيث بدأ المستوطنون يزحفون بحدود مستعمرتهم على أراضي القرية ومضارب العشيرة، وبدأوا يحرمون أبناءها مراعيهم المعتادة في أراضيهم. لم يصبر أبناء عرب الصبيح على ذلك، وأخذوا يتحدون تلك العصابات بإرادة وتصميم؛ ما أدى إلى تسارع الأحداث، وصولاً إلى المعركة الحاسمة.
 
أول معركة خاضها عرب الصبيح كانت خارج مضاربهم، وعلى “طريق عين ماهل”، وقد وقعت حين هبّ رجال العشيرة لنجدة إخوانهم في القرى المجاورة (كفر كنّا، وعين ماهل)؛ حيث قامت مجموعة من رجال عرب الصبيح بقيادة القائد علي النمر برصد عودة الصهاينة إلى المستعمرة، فنصبوا لهم كميناً محكماً كانت من نتيجته تكبّد العدو خسائر فادحة، بينما لم يصب أحد من رجال العشيرة. وقد عُرفت تلك الخسائر من آثار الدماء في أرض المعركة، ومن الأسلحة التي خلفها الأعداء وراءهم؛ راح اليهود يبحثون عن وسيلة ينتقمون بها من هذه العشيرة المجاهدة، فقرروا منع المواشي والرعيان منعاً باتاً من دخول المراعي التي صادروها لهم من قبل؛ وعلى الفور كان رد الرجال في القرية المواجهة السريعة؛ وذلك لتلقين هذه العصابات درساً لا ينسونه أبداً، وقد يضطرهم بعد ذلك إلى الرحيل.
 
أدخل الرجال بعضاً من قطعان الماشية إلى أراضيهم التي منعوا من دخولها، وفي الوقت نفسه نصبوا كميناً للمستوطنين الصهاينة من مستعمرة “بيت كيشت”. رأى الصهاينة تلك المواشي، فهبّوا لمصادرتها، ووقعوا في الكمين الذي نصب لهم؛ فأمطرهم المقاتلون بقيادة القائد علي النمر بوابل من الرصاص؛ فقتلوا منهم سبعة مستوطنين؛ بينما فرّ الباقون مذعورين مهزومين، وتركوا قتلاهم في أرض المعركة. ثم سحبت الجثث إلى مكان المقاتلين. حاول الصهاينة مراراً وتكراراً الإغارة على العشيرة لتخليص جثث قتلاهم ولم يستطيعوا ذلك، فلجأوا أخيراً إلى التفاوض، ووسّطوا لذلك البريطانيين والصليب الأحمر الدولي، واستطاعوا بذلك استرداد جثث قتلاهم.
 
وبحسب ما يرويه المؤرخ الفلسطيني، البروفسير إبراهيم أبو جابر في “جرح النكبة”، فقد عرف عن رجال عرب الصبيح، بأنهم ذوو شجاعة ومروءة، وقد أذاقوا اليهود الأمريّن قبل تهجيرهم. ومن معارك عرب الصبيح الشهيرة، ما حصل في أحداث طرعان، حيث رابط المجاهدون بقيادة الشيخ “سليمان داوود” من كفر كنا بين قريتي طرعان وكفر كنا. وبعد أن سدوا الطريق بالحجارة الضخمة وصلت دورية بريطانية إلى الطريق المسدود. نزل عدد من جنودها لإبعاد الحجارة وافساح الطريق فانهال عليهم الرصاص من كل حدب وصوب، فطلبوا النجدة باللاسلكي، وحضر جنود من طبريا والناصرة وألقت قنابلها على الثوار.
 
وقد أبدى المهاجرون بلاءً حسناً خاصة أبناء عرب الصبيح، وقد استشهد 16 شهيداً بينما قتل من الانجليز 30 قتيلا.
 
وقد حدث في 13/1/1948 أن تصدى عشرون صهيونياً مسلحاً لثمانية رجال من العشيرة بالقرب من الشجرة. فدافع المجاهدون عن أنفسهم واشتبكوا مع العدو في صراع سقط نتيجة سبعة قتلى من الصهاينة، ولاذ الباقون بالفرار.
 
طلبوا النجدة من الهاغاناة فأصدرت الأخيرة أوامرها إلى رجال المستعمرات المجاورة ولا سيما الشجرة (المستوطنة) للاستعداد للمعركة المقبلة لينتقموا من العرب. وقد توقع رجال الصبيح هذه المعركة فأخذوا يدعون للأمر عدته. فطلبوا الدعم من قرية الشجرة، ومن كفر كنا، والناصرة وغيرها حتى وصل المجاهدون إلى 90 مجاهداً مع مدفع واحد من طراز برن.
 
ونظمت القوات العربية مواقعها عند مدخل مستعمرة الشجرة، وأحاطوها على شكل هلال، وجميعهم من المسالمين فسيطروا بذلك على السهل الوادي القريب منه.
 
بدأ الصهاينة المعركة في اليوم نفسه بإطلاق نيران مدافع الهاون، والمدافع الرشاشة لمدة ساعتين، ثم انطلقوا من المستعمرة يهاجمون على مرحلتين: أولهما 90 مقاتلاً اتجهوا نحو الوادي قاصدين عبوره وثانيهما اتجهوا نحو التل الذي دارت عنده معركة الفجر. وكان المطر غزيراً والأرض موحلة، فاستخدم الصهاينة الجرارات لنقلهم، بدلاً من السيارات المصفحة التي باتت عاجزة عن الحركة في هذه الأرض الوعرة الموحلة.
 
كان المجاهدون العرب في كمائنهم المنصوبة يراقبون تحرك اليهود دون أن تحس هذه القوات بوجودهم، ولما اقترب الصهاينة من مواقع العرب وغدوا تحت نيران أسلحتهم فتح المجاهدون النيران دفعة واحدة فأخذ الصهاينة يتساقطون، واحداً تلو الآخر وعجزوا عن تحقيق المقاومة وفر الباقون، وأخذت جراراتهم تنقل قتلاهم وجرحاهم.
 
طارد المجاهدون الفلسطينيون القوات المعادية والمتراجعة إلى أن وصلوا إلى حدود المستعمرة، ولكن لم يتمكنوا من اختراقها. وقد قتل في هذه المعركة عشرون صهيونياً وعشرون جريحا. دون أية خسائر تذكر لدى العرب، وقد كان قائد هذه المعركة عبد اللطيف فاهوم. ومن خلال المعركتين المذكورتين أعلاه، أدرك الصهاينة أن النصر لن يكون حليفهم إلا إذا هاجموا كل فئة على حدة وفي الوقت ذاته.

المجزرة:
 
قام اليهود في الثامن من حزيران عام 1948 بمهاجمة عرب الصبيح والشجرة واللتان كانتان تعتبران أكبر قوتين في المنطقة في الوقت ذاته، كان ذلك الساعة الخامسة صباحاً ولم يكن فيها سوى 30 مقاتلاً وكان المجاهدون منشغلين في مواقع أخرى منها الشجرة. وقد هوجم الثلاثون من قبل ستمائة ولما يئس سكان عرب الصبيح من هذه الحالة هربوا مخلفين وراءهم كل ممتلكاتهم وحتى أباءهم وبقي في العشيرة 26 طفلاً تتراوح أعمارهم بين السنة إلى خمسة عشر سنة، وامرأتين لم تستطيعا ترك أطفالهما وشيخان أعميان يبلغان من العمر ما يزيد عن المائة.
 
وقد قتلوا جميعاً، السيدتان هما غزالة وعلياء النمر أختي علي النمر شيخ العشيرة، أما علياء فقد قُتلت وأبناءها السبعة، أما غزالة، فقد قُتلت وهي تحمل ابنها ابن السنة والنصف، وقد قطعوا رأسه بالبلطة ثم قطعوا ثديها ووضعوه في فم الطفل وأعادوهما إلى الفراش هي والطفل كما لو كانت حية نائمة. أمام أولادهما الستة الباقون فقد قتلوا وقطعوا ووضعوا في خابية الزيت (جرة فخارية ضخمة) حتى طفح الدم من الجرة، أمام الكفيفان فقد قُطعوا رأسيهما بالبلطات.

شاهد على المذبحة
 
الحاج محمود الأسعد شبلي (أبو خالد) كان عمره عندما وقعت المجزرة 21 عاما فيتحدث عن أحداث عشيرته ويقول: ((زمان الـ 48 كانت عرب الصبيح ساكنه هون من الشجرة إلى منطقة الشرار (أم الغنم) مجموعات مجموعات.. بيوت شعر وبيوت طين كل كيلو متر، نص كيلو تلاقي (4-5) بيوت، يعني التمركز كان من الشجرة إلى الشرار.
 
بدأت المناوشات في الـ 48 واحنا ما بديناها مثلنا مثل باقي الناس. اليهود عندهم مجموعات إضافية مثل قوة العسكر كانوا يعملوا اعتداءات على الفلاحين والرعيان والناس ترد عليهم. وبقيت هاي المناوشات من أول شهر (1-11) يعني أخر (12).
 
اتفق العرب واليهود، لكن الفرق الإضافية من اليهود (هجانا) نكثوا العهد وبقوا يعتدوا على العرب، اعتدوا على بيوت الصبيح بطريق الشارع العام عند العفولة، احنا صُرنا ندافع عن بعض ظلت المشاكل لشهر 2 تقريباً.
 
كان طرش (بقر) عند “بيت كيشت” اليوم فاتوا على مزروعات اليهود. أجا اليهود الإضافية بدهن ينهبوا الطرش، اجا المسلحون العرب اعترضوهم وصار قتال وانقتل من اليهود 7 وتصاوب 2 وشرد 2 كانوا هن 11 ومن وقتها صارت مقاومة رسمية بينا وبينهن حتى شهر 4 بآخره تقريبا.
 
وأجت قوة بالليل وطوقوا عرب الصبيح من تلا كفر كنا وعين ماهل، وكنا نصلي الفجر وكنت أتوضأ، وبدأت الطلقة الأولى وقتلوا حوالي 30 نفر نسوان وأطفال بالبلطات وبالطخ (المعركة كانت بيت كيشت-اليوم-) واحنا هجينا على الجبل وأجتنا قوة وفزيع من الجيران وانقتل من اليهود تقريبا 40 واحد.
 
يضيف الشاهد: (هاجموا الناس بشهر 2-4، الصبيح كانت بلد طويلة، الجهة التي كنا احنا فيها لم يأتوا عليها لأنها لم تكن المركز (جيش الإنقاذ العربي كان يساعد، ويهاجم اليهود بس والله ما ساعدت لا عرب ولا غيرها بشكل جدي). ظل العراك للساعة 11 وقتل اليهود حوالي 40 قتيلاً. كلهن أطفال وعجز نسوان، بتذكر ثلاث ختيارية وواحد مجنون، وكذلك عم زوجتي رفض يطلع معنا اسمه علي أحمد الخروب، وكمان حامد جليل كان شاب يقاتل بالمقدمة، ونسوان وأطفال قتلوهم بدورهم، بفراشهم. عرب الصبيح هي 7 حمايل، احنا اسمنا عيلة الشبلي ضلينا هون ولما صارت المعركة حمينا حالنا بالدير. ولما قامت إسرائيل استسلمنا واحنا بالدير، يعني كان معهم مدافع هاون وبواريد ومصفحات، كانوا مسلحين من الانجليز، واحنا كان معنا يا دوب لكل عيلة بروده كنا نوخذها من الحاكم العسكري بالناصرة. الدول العربية مثل الأردن كانت خاينة وما إلها مساعدات. في عائلات كانوا يبيدوها بالمرة من عيلة وحدة قتلوا تقريبا 12 نفر، غزالة وعليه خوات قتلوهن هن واولادهن (بنات نمر).

فيما يلي اعترافات بعض الصهاينة وهم يتحدثون عن هزائمهم أمام الصبيح وعن فداحة خسائرهم في تلك المعارك:

فقد أذاع راديو العدو الإسرائيلي في نشرتيه الإخباريتين العربية والعبرية نبأ استشهاد المجاهد الفدائي علي النمر الواقع بتاريخ 4/12/1971، نص الخبر: "تبين أن أحد المخربين من الاثنين اللذين قُتِلا نتيجةً للاصطدامات مع جيش الدفاع الإسرائيلي في منطقة اللجون يوم السبت ظهرًا (إشارة إلى الكمين الذي نصبه مجاهدو الصبيح لـ (ايللي بن تسفي ورفاقه السبعة) في معركة الصبيح الأولى في 16/3/1948) أنه المدعو علي نمر عقلة الذي يعتقد أنه من قتلة (ايللي بن تسفي) ابن الرئيس الثاني اسحق بن تسفي. ذلك ما ذكره مراسلنا (نحمان شاي) والمذكور هو رئيس حمولة الظهرات وفي حرب التحرير قتل ثمانية من أعضاء بيت كيشت كان على رأسهم اللي بن اسحق بن تسفي، ونتيجةً لرد الفعل وأخذ الثأر (إشارة إلى معركة الثأر والانتقام من الصبيح في معركة الصبيح الثانية الكبرى الواقعة بتاريخ 6/5/1948)، فقد قتلت مؤخراً شقيقتاه (الرصد الإذاعي لمنظمة التحرير الفلسطينية المسجل لنشرات أخبار إذاعة العدو الإسرائيلي العدد142، 1971) وقد هرب إلى سوريا وكان بين الحين والآخر يدخل إلى إسرائيل.... وقد انتسب مؤخرًا لمنظمة فتح التخريبية واشترك بأعمال عدائية وتخريبية كذلك. 

ويقول الكاتب الصهيوني عيبر هديني في كتابه "معارك فرقة جولاني" إصدار وزارة الدفاع وجيش الدفاع الإسرائيلي ص229 ـ 33 في موضوع تحصّن مستوطنة الشجرة:

"وهكذا كان وضع مستوطنة الشجرة أصعب فأصعب فسكان الشجرة العرب لم يهاجموا مستوطنة الشجرة اليهودية حتى تأكدوا أنها طوقت من جميع الجهات وخاصة من جهة لوبيا لكن سكان الشجرة اليهود لم يتركوا المستوطنة مما كثف هجوم القناصة عليها والذي أدّى لتحويلها إلى خط عسكري أمامي وخاصة بعد دخول عرب الصبيح المعركة والمعروفين من أيام الخنادق على كفار طابور في فترة أيام منظمة الشومير الأولى سنة 1919، هذه العشيرة سكنت من بيت كيشت حتى سفوح جبل الطور وعرب الصبيح ضايقوا الكيبوتس بواسطة القناصة والكمين لعمال الحقول وسبعة من بيت كيشت وقعوا ضحايا لهم في 16/ 3/ 1948، هذا الكمين أدى إلى حدوث معارك مسلحة بين المئات من حملة السلاح بين قرى كفر كنا لوبية طرعان عين ماهل عرب الصبيح الشجرة العربية من جهة ومنظمة هاجاناه في الجليل الأسفل غور الأردن ومرج ابن عامر.

هذه المعارك كانت في أواخر فصل الشتاء وبالطبع فالأمطار والوحل والصخور ضايقت علينا وعلى العرب، وقد استطعنا بقوات من كتيبة براك بلماخ من غور الأردن ينبيئيل (يمة) وكان لديهم مدفع فرنسي مع قنابل 3 أنش مع 15 قذيفة وفي هذه المعارك اتضح أن العرب منظمين بشكل جيد. 

فمهاجمة قسم من بيوت عرب الصبيح قد نجح نوعًا ما لكنهم كانوا محاطين بقوات أخرى، وعند الانسحاب خسرنا الكثير بعد أن هاجمونا بقوات كثيرة".