احتلال القرية - باقة الغربية / مدينة حالية - قضاء حيفا

 القصف البريطاني للقرية أثناء الثورات الفلسطينيّة:

       مثل بقيّة القرى الفلسطينيّة أثناء فترة الثورة فيمابين عامي 1936و 1939 ،فرضت برطيانيا حكماً عسكرياً مشدداً على القرية. عندما بلغت المعارك أوجّها في عام 1938، فرضت القوّات البريطانيّة حالة طوارئ وأحكام عرفيّة وعقوبات جماعيّة على كل قرية يكتشف بوجود مسلحين فيها. أنشأت القوّات البريطانيّة معسكراً في المدرسة الفوقا (المعروفة اليوم بإسم مدرسة الغزالي). في يوم 25/8/1938 اصطدمت القوّات البريطانيّة بمجموعة مسلّحين، ودار عراك مسلح أدى إلى قتل ضابط بريطاني وجرح ثلاثة آخرين. في نفس اليوم هرعت إلى القرية تعزيزات من قوّات بريطانيّة، واستمرّ اطلاق النّار إلى ساعات الصباح التّالي حيث ارتفع عدد القتلى من الجانب البريطاني إلى ثلاثة.

       في صباح اليوم التّالي 26/8/1938 أمرت القوّات البريطانيّة جميع سكّان القرية بإخلاء منازلهم من دون أن يأخذوا معهم شيئاً من أغراضهم، فجوبهت بالرفض،إلا أنّها أخرجتهم  بالقوة، وجمعتهم في ثلاثة مناطق مكشوفة. بعد ذلك بدأ قصف كثيف على القرية انتهي في ساعات المساء بعد أن خلّف دماراً شاملًا للقرية بهذا الحجم، حيث أحرقت معظم البيوت الخشبيّة الصغيرة ودمّر أكثر من 70 منزلاً تماماً. بعد القصف اقتيد سكّان القرية إلى معسكر نور الشّمس القريب من طولكرم مشياً على الأقدام وناموا هناك.

    في اليوم التّالي أعيد سكّان القرية إليها ليروا ما بقي منها بعد القصف. انتشر الأمر بسرعة في المدن الفلسطينيّة، حيث كانت هذة الحادثة إحدى أكبر الهجمات البريطانيّة على القرى العربيّة أثناء الثورة، وقدّمت المدن والقرى المجاورة مساعدات مادية لسكّان القرية أثناء إعادة إعمارها.