تاريخ القرية - باقة الغربية / مدينة حالية - قضاء حيفا


       يعود تاريخ باقة الغربيّة وفق المعلومات الموثّقة إلى القرن الثّاني عشر الميلادي، حيث ذكرها المقريزي في كتابه "السّلوك في معرفة دول الملوك".وقد اختلف المؤرّخون في أصل تسمية المدينة، فمنهم من قال أنّها الحزمة من الزّهر أو البقل، وجمعها باقات، ومنهم من انتصر لرواية الأديب الفلسطيني فاروق مواسي (ابن باقة الغربيّة) الّذي قال إنّ التّسمية أُخذت من كلمة "باخوس" عند الرومان، وهو ما يزعم أنّه إله الخمر.

    في عام 663 للهجرة (1265 للميلاد)، قطع الظاهر بيبرس هذه القرية مناصفةً بين الأميريْن علم الدّين الظاهري وعلاء الدّين التنكزي، عندما تمّ تقسيم القرى والمدن في فلسطين، وإهداؤها للمجاهدين الّذين حاربوا ووقفوا في وجه الغزاة الصليبيّين والبيزنطيّين.

        تعود أولى الوثائق الرسميّة العثمانيّة المتعلّقة بباقة إلى عام 1841، حيث وثّق عدد سكّان القرية آنذاك بـ380 نسمة، وفي السّنة نفسها تمَّ بناء أوّل مسجد في القرية، ولا يزال قائما، ويسمى المسجد القديم. وبعد هزيمة الإمبراطوريّة العثمانيّة في الحرب العالميّة الثّانية، ووقوع المنطقة تحت الهيمنة الأجنبيّة، فرض الانتداب البريطاني (1936-1939) عليها حكماً عسكرياً مشدّدا وبموجب اتفاقيّة رودس عام 1949 بين الأردن والاحتلال، سُلِّمت القرية للاحتلال لتصبح ضمن الأراضي المحتلّة.

        يُشار إلى أنّ القرية كانت تسمّى "باقة"، إلّا أنّ تغيير الاسم إلى "باقة الغربيّة" جاء بعد قرار تقسيمها ضمن اتفاقيّة رودس، إذ كان الخط الأخضر لِوقف إطلاق النّار يمرّ عبرها، مما أدّى إلى تقسيمها إلى قسمين: قسم شرقي سمي "باقة الشرقّية" تحت الحكم الأردني (وهو حاليا تحت إدارة السلطة الفلسطينيّة)، وقسم غربي سمي "باقة الغربيّة" تحت الحكم الاحتلال. وقد فصل جدار الفصل العنصري الّذي بناه الاحتلال باقة الغربيّة عن الشرقيّة، وأصبح التنقّل بين أرجائهما أمراً صعباً يتطلّب ساعات بعد أن كان يستغرق دقائق قليلة. في عام 2003، وحّدت الداخليّة الاحتلال بلديّة باقة الغربيّة مع المجلس المحلّي "جت المثلث" تحت سقف بلديّة واحدة، وقد أطلق عليها اسم باقة جت.