الاستيطان في القرية - فرعون - قضاء طولكرم

ازدادت حالة الحيرة والقلق لدى أهالي قرية فرعون، جنوب طولكرم في الضفة الغربية، مع استمرار أعمال التجريف وإقامة المباني التي تقوم بها قوات الاحتلال في أراضيهم الواقعة غرب القرية، وسط غياب أية معلومات عن طبيعة وأهداف هذه الأعمال وأغراض استخدامها.. وفتحت عملية التوسع الجديدة الباب واسعاً أمام التكهنات والتوقعات التي يغلب عليها طابع التشاؤم لدى المزارعين وأصحاب الأراضي المهددة أراضيهم بالضياع بعد أن عزلها جدار الفصل العنصري، الذي تقيمه إسرائيل على الأراضي الفلسطينية.. وتعمل فرق من العمال تحت حراسة قوات الاحتلال منذ عدة شهور على تجريف مئات الدونمات غرب القرية، دون إبلاغ الأهالي بقرارات مصادرة.. ويقول المواطن عبد الكريم عمر الذي يملك جزءاً من هذه الأراضي، إنه ورغم المحاولات العديدة والاتصالات التي جرت بمشاركة عدد من أبناء بلدته، لاستيضاح طبيعة الأعمال، والتي تسارعت وتيرتها مؤخراً إلا أنه لم يفلح في الوصول إلى نتيجة أو معلومات يمكن أن تبدد الغموض وحالة الإرباك التي يعيشها المواطنون، خاصة وأن منازل أصحاب الأراضي لا تبعد سوى عشرات الأمتار عن الموقع الذي تعمل فيه قوات الاحتلال.. وسبق أن أقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي موقعاً عسكرياً يضم عشرات المباني والمكاتب، وجرى تزويدها بالماء والكهرباء، وتعبيد شوارعه بعد إحاطته بعدد من أبراج المراقبة والأسيجة الكهربائية.. وبينما جلس عبد اللطيف عدوان على شرفة منزله المطل على أرضه المزروعة بأشجار الحمضيات، يراقب مذهولاً الأعمال الجارية من تركيب للمباني الجاهزة وشق طرق إضافية قال بعصبية أنسته القيام بأصول الضيافة، هل تعرفون ما يجري؟ وهل العالم يعرف ما يدور على أرضنا، إنه منطق الاحتلال والقوة التي تستبيح كل شيء.. وأضاف لم يتركوا لنا شيئاً، لقد سرقوا الأرض وهم يتصرفون بها كما يشاؤون. . وفيما كنا نهم بالمغادرة صافحنا معتذراً على تصرفه، وأصر على أن نشرب القهوة معه وهو يقول "لاحول ولا قوة الا بالله".. وتعتبر قرية فرعون من أكثر المناطق التي تعرضت للضرر، جراء إقامة جدار الفصل العنصري، الذي تسبب في عزل حوالي أربعة آلاف دونم من الأراضي، مما فاقم في تدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين الذين فقدوا أرضهم، والعمال الذين حرموا من العمل داخل مناطق 1948

المرجع

وفا / طولكرم 31-7- 2004