خارطة المدن الفلسطينية
اشترك بالقائمة البريدية
معلومات عامة عن قرية المزرعة الشرقية
التاريخ النضالي والفدائيون - المزرعة الشرقية - قضاء رام الله
خليل محمد عيسى عجاق الملقب ( أبو إبراهيم الكبير )
خليل محمد عيسى من بلدة المزرعة الشرقية-رام الله ومن مواليد حيفا نهاية القرن التاسع عشر، انتقل والده للعيش مع عائلته في حيفا سعياً وراء الرزق، ومع بلوغه سن ما بين العاشرة والخامسة عشر انتقلت العائلة للعيش في شفا عمر،ومن الجدير بالذكر أن عائلات كثيرة انتقلت للعيش إما في حيفا أو الناصرة وشفا عمر لأسباب تتعلق بالبحث عن مصدراً للرزق،فمنهم على سبيل المثال غير عائلة أبو إبراهيم الكبير ،عائلة عويضة،وجماعة من عائلة آل ريفة،ففي الناصرة الكثير من سلواد والمزرعة الشرقية وغيرها من بلدات الضفة الغربية.
سبب هجرتهم إلى تلك المدن أنها تشكل مصدراً للرزق بسبب وجود مصفاة البترول وسكة الحديد في حيفا،التى عمل فيها أيضاً الشيخ عبد الفتاح.
عمل أبو إبراهيم الكبير في الزراعة في شفا عمر،وبعد وفاة والده وسجن أخيه،بفعل حادث دهس،ثم في العام 1920 انتقل إلى حيفا وعمل موظفاً في البريد،ثم ترك عمله في البريد وفتح في سوق المدينه دكاناً لبيع الخيش والحبوب والصوف.
وأثناء ذلك كان يتردد على المساجد التى يلقي فيها الشيخ عز الدين القسام خطبه التحريضية والوعظية ،ما عزز علاقته بالشيخ عز الدين القسام ومع كل لقاء بالشيخ عز الدين القسام يزداد قلبه غليان كان يدعو الشيخ عز الدين القسام إلى العمل ضد الإنجليز والصهيونية،فيزداد أبو إبراهيم وعياً سياسياً وتنظيمياً.
ومن الجدير بالذكر أن القليل من أهالي بلدته المزرعة الشرقية لا يعرفون أنه من بلدهم وحتى عندما تسألهم من هو أبو إبراهيم الكبير يعرفونه مثلما لا يعرفون إبراهيم بكر أو الشيخ عبد الفتاح من الجيل الجديد،وتعتبر هذه جريمة يحاسب عليها الأهالي من جهة والتربية والتعليم من جهة أخرى،التى يفترض فيها التعريف بهؤلاء العظام الذين لم يستخدموا سلاحهم لمصالحهم الشخصية أو للثراء،أو لفرض خاوات على الناس.
ثم لا يعرفون لماذا سمي بأبو إبراهيم الكبير وهو نسبة إلى وجود شخص آخر اسمه توفيق إبراهيم وعرف بأبو ابراهيم الصغير،وما يعرفونه عندما يسمعون صوت فرقة العاشقين تغني لأبو إبراهيم الكبير يرددون تلك الأغنية أما من صاحبها ولمن تغني لا يعلمون وهذه من المصائب.
بدأت معرفة أبو إبراهيم الكبير بالشيخ عز الدين القسام في العام 1927عند فرار عز الدين القسام من سوريا إلى فلسطين،، بسبب صدور حكم الإعدام الذى أصدرته فرنسا على الشيخ ،نتيجة لدوره في الثورة السورية، ففي العام 1927 جاء إلى فلسطين وبدأ العمل في المساجد وتعرف ابو ابراهيم على الشيخ عز الدين من خلال المساجد ،حيث كان إماماً ومأذوناً لعقود الزواج.
ونتيجة تردد أبو إبراهيم الكبير على المسجد لحضور خطب الشيخ عز الزين القسام أصبح من المؤيدين بحماس لحركة الشيخ عز الدين القسام وأحد أعمدتها،وثالث رجل فيها بعد فرحان السعدي، ثم صاحب وجهة نظر في النشاط اليومي للحركة،اختلف مع الشيخ عز الدين القسام في توقيت بدء العمل العسكري ضد الإنجليز وانطلاق الثورة،وطالب بعدم الاستعجال حتى يشتد عود الحركة وتتسع دائرة نفوذها وتصبح جماهيرية،هكذا يستشف من مواقفه،ثم نشأت حركة الدراويش التى كان أحد أعضائها عند اختلافه مع عز الدين القسام،وبدأ بالعمل ضد الإنجليز من خلالها،وأي عمل وطني كان ينسب إليها.
رغم معارضة خليل عيسى للاستعجال كون الظروف لم تنضج بعد،لكن ما أن مر عدة أيام على خروج الشيخ عز الدين القسام لقرى جنين ووصوله لأحراش يعبد،( لقد ظلم قادة ثورة 1936 إذ لم تحتوي المكتبة العربية على مذكرات كاملة لأي شخص فيهم،سوى لقاءات صحفية أجراها عدد من الصحفيين ،ومنهم المجاهد الشيخ عبد الفتاح زبن المزرعاوي،التقى به العديد من الصحفيين لكن لم تكن لقاءاتهم هادفة إلى إنجاز مذكرات كاملة ومن ثم طباعتها في كتاب،ومع ذلك فقد أضاع
( الدكتور صالح عبد الجواد ) عميد كلية العلوم السياسية والحقوق في جامعة بيرزيت،(4) كاسيتات مسجلة بصوت الشيخ عبد الفتاح وهو باحث وأكثر الباحثين الذين التقاهم الشيخ عبد الفتاح ولم ينتج عن هذه اللقاءات شيئاً غير أننا فقدنا كنزاً ثميناً بصوت الشيخ عبد الفتاح.
إن افتقاد المكتبة العربية وبالذات الفلسطينية لمذكرات هؤلاء العظام يعتبر نقصاً وإهمالاً كبيراً في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني،ولا شك أن هؤلاء القادة قد ظلموا،فكيف لا يؤرخ دورهم ولمصلحة من لم يؤرخ،وتفتقد المكتبة العربية والفلسطينية مذكرات قادة عظام ضحوا وبلا مقابل من أجل فلسطين وشعبها.لقد ساهم هؤلاء القادة في النضال الميداني للصراع مع الإستعمار البريطاني والحركة الصهيونية،الأكثر صعوبة وتعقيداً من النضال السياسي لبعض القادة الذين ليس لهم دور في الكفاح المسلح الميداني مع الإستعمار البريطاني والحركة الصهيونية الذى قد يودي بحياتهم