معلومات عامة عن عيلوط - قضاء الناصرة
معلومات عامة عن قرية عيلوط
تقع قرية عيلوط على الجبال الجنوبية للجليل الأسفل شامخة على المنحدرات الغربية لتلال الناصرة على ارتفاع ما بين 200 حتى 400 م عن سطح البحر الأبيض المتوسط بحيث تنتشر الرقعة العمرانية من الواد حتى راس الجبل، النواة التاريخية للمبنى الجغرافي ترعرع بقعر وادٍ يشق البلدة من الشرق إلى الغرب تجمعت على ضفتيه نواة البلدة القديمة حيث ما زال قسم منها يروي تاريخ هذه البلدة، نذكر منها المسجد القديم وبعض البيوت. يحيط هذا الوادي تلال من جميع الجهات على شكل دائري ففي الجهة الغربية – جنوبية تلال الزرازير وشمالًا جبل العين وفي الشرق منحدرات تلال سعين.
الموقع والمساحة
مساحة أراضيها 13390 دونماً منها 30 دونماً تشكل مساحة القرية. بلغ عدد سكان عيلوط عام 1945 نحو 1310 نسمات، كانوا يسكنون 165 بيتاً، سقطت هذه القرية بيد العصابات الصهيونية في 16/7/1948.
المختار والمخترة
المختار: محمد حسن أبو راس
عائلات القرية وعشائرها
من عائلات وعشائر القرية
- عائلة عيلوطي
- عائلة سليماني
المجازر في القرية
في مثل هذه الأيام من شهر آب عام 1948، كان أحد رجال قرية عِيلوط يرعى غنمه بين أحراش قريتي صفورية وعيلوط، ففوجئ بثلاث عشرة جثة هامدة أمامه، أصبحت هياكل عظمية أكلتها الوحوش والطيور الجارحة. أخبر هذا الراعي أهالي قريته، فهبوا إلى المكان وتعرفوا إلى الجثث من لباسهم، كانوا أبناءهم الذين خطفتهم العصابات الصهيونية قبل أيام.
عدة مجازر
لم تكن مجزرة واحدة، بل كانت عدة مجازر نُفذت بحق أبناء قرية عيلوط الحزينة.
ففي10/7/1948 دخلت عصابات القتل الصهيوني القرية وقامت باختطاف 13 رجلاً من القرية ظن السكان أنهم أُخذوا أسرى ولم يُعرف مصيرهم آنذاك.
وعند احتلال الناصرة دخلت العصابات الصهيونية مرة ثانية قرية عيلوط وأصدرت الأوامر إلى السكان بالرحيل.
وفي صباح 21/7 دخل الجيش مرة أخرى وطلب من السكان التجمع في ساحة القرية عند البيادر، وعندما حاول اثنان من الشبان إحضار الماء ليشرب كهول القرية، أطلقت النار عليهما فأرديا قتيلين وهما الشهيدان صالح سعيد أبو راس وطه أبو عياش.
في هذا الصدد يقول شهود عيان:
إن أفراد العصابات الصهيونية قاموا بخلع ملابس الشهيدين أمام مرأى ذويهم، وبعد ذلك نقل الرجال في القرية إلى ساحة العين، وجمعوا هناك، وكان مع الضابط قائد الوحدة الصهيونية المكلفة احتلال القرية، قائمة أسماء أخذ يقرأها بصوت مرتفع أمام أبناء القرية، وكان الموجود يزجون به في السيارة، أما الغائب منهم فيأخذون بدلاً منه أحد أبناء القرية.
ثم أفرجت العصابات الصهيونية، عن الباقين من أبناء القرية، وطلبوا منهم الخروج من القرية، وقاموا بنسف ثلاثة بيوت تعود إلى المختار حسن محمد أبو راس وساري خليل أبو عياش وبيت (أبو العبد) أبو عياش.
بعد ابتعاد سيارة الأسرى مسافة 500م عن ساحة مسجد القرية أنزل الصهاينة الأسرى وقاموا بقتلهم جميعاً بالرشاشات.
في 28/7/1948 دخل الجيش مرة أخرى وأسر ما يقارب 20 رجلاً، وبعد التعذيب والتحقيق أفرج عنهم جميعاً، ولكنه أعدم ثلاثة شبان هم: عوض علي أبو راس وسليم محمد أبو راس وعلي عودة عبود. وشهد على دفنهم الشيخ البرقيني في أراضي قرية صفورية المجاورة. وقد قامت النساء من القرية بالتعرف إليهم من ملابسهم الذي احتفظ بها ذاك الشيخ.
شهادات من قلب الجزرة
أبو العبد أبو عياش – محمد إبراهيم أبو راس – محمد حسن أبو راس – علي صبري أبو راس – أحمد عبد الحليم أبو عياش - خالد الصالح أبو الوليد شهود على المجازر هذه.
يقول أبو العبد أبو عياش: كان عمري آنذاك 20 سنة. وقبل أن يقوم الجيش بدخول القرية وتطويقها أرسل ضابط بوليس المنطقة اليهودي، واسمه «الشويلي» رجلاً من «منتشي زبده» اسمه حسن محمد سليماني ليجتمع بالمختار حسن محمد أبو راس، وشيخ القرية الشيخ طه الخطيب، والعبد أبو عياش، وغيرهم من وجوه القرية. وأبلغهم الرسول هذا بأن الجيش سيقوم بتطويق القرية، وسيأخذ بعض الأسرى، وما على الشباب والرجال إلا الاختفاء أو الهرب، وقمت أنا بالاختفاء خلف الخوابي في بيتنا. وفعلاً جاءت العصابات الصهيونية ومعها الدبابات، من الجهة الغربية، وطوقوا القرية، وألقي القبض على بعض الرجال، وكان حسن محمد سليماني من بينهم، ووصل عددهم 24 رجلاً، وكنت أعتقد أنني عندما اختبأت خلف الخوابي لم يرني أحد، لكن تبين لي أن أمينة الواكد زوجة أخي، كانت قد شاهدتني حين اختبأت، هي وفاطمة عيد.
وأثناء اختبائي دخل أحد أفراد العصابات الصهيونية بيتنا حيث كنت أختبئ، ولكنه لم يرَني، وكان قد جهز مدفعه الرشاش للإطلاق على كل ما يتحرك في المكان. ومع سماعي صوت نسف البيت الأول وقفت على رجليّ، ولم أكن لأخرج حتى نسف بيتنا الذي اختبئ فيه. عندها بدأت زوجة أخي أمينة بالصراخ. وهرعت مع نساء القرية وبعض رجالها إلى المكان، معتقدين أني قد مت، وبمساعدتهم أخرجت من تحت الركام.
أثناء ذلك سمعنا إطلاق الرصاص بكثافة وحضر المرحوم سليم محمد أبو راس ليقول لنا: «لقد أطلقوا النار على الأسرى وقتلوهم جميعاً». وبعد انسحاب الجيش ذهبنا حيث كانت جثث الشهداء.
وما كان من حسن أبو راس إلا أن قال: (باطل. باطل)، فسمع خضر وعلي أبو راس تلك الكلمات فاطمأنا إلى أن الجيش قد انسحب، فقاما من بين الشهداء وكانا مصابين وتظاهرا بالموت حين إطلاق النار. وقد قالا لنا إنه بعد ابتعاد سيارة الأسرى عن ساحة الجامع حوالى نصف كيلو متر أنزلهم الجيش من السيارات وأمروهم بالجلوس على الأرض وأصدر الضابط أوامره فحصدوهم بالرشاشات واستشهد الجميع بمن فيهم الرسول الذي أرسل إلى القرية.
من الشهداء الذين قتلوا كما يتذكر محمد إبراهيم أبو راس: 11 شهيداً وُجدوا بالأحراج وقد شمّ أحد الرعاة رائحة جثثهم مع أهل القرية بعد أيام من خطفهم. أما في العين الشمالية وعلى البيادر، فقد قتل العديد من أبناء القرية في مجزرة شنيعة مثل فيها بجثث الشهداء.. وفي الناصرة قتل أيضاً علي عبود وهو من عيلوط وقتل أيضاً مفلح عودة الله في الصرفند.
من الشهداء الذين سقطوا في هذه المجازر كما يتذكر ابن مختار القرية محمد حسن أبو راس، اثنان من شباب القرية قام الصهاينة بتشويه جثثهم بالبلطات وبتكسير أياديهم وأرجلهم ثم قاموا بتصفيتهم.
فيهذه هي المجازر التي ارتُكبت بحق أبنائها العزل، حيث سقط 48 شهيداً خلال أقل من شهرين. وفقدت معهم معظم أراضي القرية
أعلام من القرية
البطل المقاتل حسين أبو عياش
سنة ( 1936م ) التحق بثوار ثورة العام ( 1936م ) مع الشهيد المجاهد الشيخ عزالدين القسام ، في سنة ( 1948م ) هجر من قريته عيلوط بعد أن دمرت العصابات الصهيونية منازل آل أبو عياش ومختار البلدة واعدام أكثر من خمسين رجلا بينهم أولاد عمه ، هجر إلى لبنان واستقر في قرية البازورية بالذات واستقبله أهلها بالترحاب والسعة وحسن الضيافة وأمنوا له ولعدة عائلات من فلسطين المأمن والسكن ، بعدها بمدة قصيرة تبين خداع الدول العربية بالعودة الى فلسطين وعندما تكشفت النوايا ووضحت المؤامرة تحرك الحاج أبو علي وبدأ يجهز نفسه بما لديه من سلاح قديم وسعى للقيام بعمليات عسكرية ضد المحتل الإسرائيلي ، في العشرين من أيار ( 1951م ) نفذ أول عملية عسكرية وقام بتنفيذها أربعة فدائيين هم : – المرحوم أبو علي عياش والشهيد أبو فايز حمدان والمرحوم سعد المحمد والمرحوم حسن محمد فياض. وكان الهجوم على مستعمرة صلحا حيث فاجأ المقاومون المستوطنين الصهاينة بزخات من الرصاص الفدائي واوقعوا بينهم قتلى وجرحى وكانت اول عملية وانطلاقة الثورة الفلسطينية سنة ( 1951م ) .
أهم العمليات التي شارك بها المجاهد ابو عياش : –
1- عملية تفجير مضخة وخزان بئر عوبا .
2- عملية تفجير مبنى الحاكم العسكري الصهيوني في بلدة ترشيحا في الجليل الأعلى .
3- تفجير سكة قطار حيفا .
4- بالإضافة إلى هذه العمليات كان المرحوم واخوانه يقومون بقطع كثير من الطرقات ونصب الكمائن لآليات العدو وقطع الطرق الرئيسة والفرعية مكبدين العدو الصهيوني الخسائر في الأرواح وكان الحاج يبقى هو ورفاقه مدة اسبوع داخل فلسطين المحتلة وينامون في الجبال والمغر لينفذوا أكثر من عملية ، كان مقر ومخبأ أسلحتهم وتدريبهم في الكلية الجعفرية بعد أن أمن لهم سماحة السيد عبدالحسين شرف الدين غرفة سرية داخل المدرسة لتخطيط العمليات والتدريب وكان له الفضل الكبير بمساندة هؤلاء المجاهدين وتأمين الحماية لهم – اعتقل الحاج أبو علي عياش عدة مرات في سجون المخابرات اللبنانيه هو ورفاقه وفي احد المرات اعتقل هو ورفاقه وبقوا لمدة تجاوزت الثلاثة أشهر دون ان يعرف احد عنهم شيئاً، وبعد مراجعات حثيثة اجراها كل من المرحومين الاستاذ محمود رملاوي أبو صفوان والحاج ابراهيم رملاوي أبو حسن مع الاخوة في سوريا استطاع الاخوة السوريون الضغط على النظام اللبناني عبر الاتصال بقائد الجيش اللبناني وكان يومها اللواء فؤاد شهاب رحمه الله وكان رجلاً ذو توجه وطني حيث تم اطلاق سراح المرحوم ورفاقه ومن بين المحقيقين الذي حقق مع الحاج أبو علي يومذاك هو العميل انطوان لحد ، وفي سنة ( 1965م ) تعرف على الشهيد الراحل أبو عمار والشهيد القائد أبو جهاد الوزير والشهيد أبو علي اياد وبدأ العمل مع هؤلاء القادة بالعمليات العسكرية داخل فلسطين المحتلة ، وفي سنة ( 1975 ) بعد أن بلغ من السن مبلغا وأصبح غير قادر على الحركة المطلوبة عين من قبل فصائل ( م.ت.ف ) على رأس عدد من وجهاء المخيمات الفلسطينية لحل كل المشاكل واصلاح ذات البين وكان بيته مفتوحا للجميع ولمساعدة المحتاجين من نفقته الخاصة ، واصبح مرجعا لكل من اراد الاستفسار والمعرفة عن الحركة الفلسطينية الأولى من جهة ومن جهة ثانية اصبح أبو علي عياش من الرجال القلائل جدا الذين عاصروا تلك الحركة وكان مقصدا ايضا لمحطات التلفزة لاجراء المقابلات معه ومنها محطات اجنبية وعربية وله عدة مقابلات اذيعت فيها ، سنة ( 1982م ) وبعد الإجتياح الإسرائيلي للبنان وتجميع الناس في أثارات البص اعتقلوه ووضعوه في دبابة خاصة وقالوا له : – ” نحن نفتش عنك منذ زمن ” ، ونقل إلى سجون الأرض المحتلة وبعدها إلى معتقل أنصار وكان أكبر المعتقلين سنا وبعد مطالبة الصليب الأحمر بإطلاق سراحه بسبب تقدمه بالسن وبسبب مرضه الشديد أطلق سراحه عام ( 1983م ) ، في سنة ( 1984م ) عادت المخابرات الإسرائيلية واعتقلته لمدة ( 15 ) يوم تعرض فيها للتعذيب وبعدها حاولت إسرائيل إغتياله عدة مرّات عبر عملائها ، في سنة ( 1985م ) عين مسؤول اللجنة الشعبية لمخيم البص ، في سن ( 1987م ) انتخب من قبل أبو عمار وأبو جهاد الوزير عضو مجلس وطني في تونس ، في سنة ( 1992م ) انتخب مرة ثانية لعضوية المجلس الوطني الفلسطيني في تونس ، كان يحلم بالعودة إلى فلسطين ويدفن في أرضها وهذه كانت امنيته ، من أقواله : – ” والله لو اعطوني برج ايفل لا يساوي عندي جلسة تحت شجرة زيتون في ارضي “