إطلاق “موسوعة القرى الفلسطينية” في بيروت: كي لا ننسى!
أُطلقت “موسوعة القرى الفلسطينية” ظهر أمس الأربعاء ١٠ أب/أغسطس في مؤتمر صحافي عُقد في نقابة الصحافة اللبنانية في بيروت.
وجاء الحدث برعاية المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، وبحضور عشرات الناشطين والباحثين والمهتمين بالموسوعة التي يجري العمل على إنجازها، وتشرف على أعمالها أكاديمية دراسات اللاجئين.
بداية، رحّب ممثل نقابة الصحافة اللبنانية فؤاد الحركة بالحضور وتمنى لفريق عمل الموسوعة النجاح، وقال: “بين النكبة والنكسة، تشرذم العرب، وتعمل أمريكا على تأمين هيمنة إسرائيلية على منطقة الشرق الأوسط طمعاً بالموارد الطبيعية”. وناشد الحركة الدول العربية أن تصل إلى تسوية عادلة تؤمّن للفلسطينيين دولة مستقلة لأنّهم يرفضون التوطين ويطالبون بالعودة إلى وطنهم وممتلكاتهم.
تلاه مدير أكاديمية دراسات اللاجئين محمد ياسر عمرو، الذي رسم صورة لتاريخ الأكاديمية خلال السنوات العشر الأخيرة، وأكد على “أهمية معرفة الحقّ والإيمان به والنضال لاستعادة حقّ العودة”.
وأضاف: “نعمل الآن على القرية لأنّها أصل الحكاية، وفيها نهاية القصة، وعند العودة إليها تنتهي المشكلة. لقد راهن العدو على النسيان واليوم فريق عملنا يعتمد على جيل الشباب وهم الأمل وهو جيل ما زال على العهد”.
ثم تحدثت مديرة الموسوعة رشا السهلي التي قدّمت للحاضرين صورة عن ما حصل للقرى الفلسطينية أيام النكبة، يوم احتل الكيان الصهيوني ١٤ مدينة واحتل ودمّر أكثر من ألف قرية، عدا احتلاله لقرى أخرى وتبديل أسمائها. كما شرحت السهلي الآلية التي تُستخدم في إنتاج الموسوعة، مثل الإعتماد على الأرشيف المكتوب والروايات الشفهية لأهالي القرى والباحثين. وأعلنت عن منصة إلكترونية جرى إعدادها تتضمن خرائط وصوراً ومقابلات لأهالي القرى الفلسطينية.
بعدها، تحدث نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، المهندس هشام محفوظ الذي وصف المشروع بـ”مشروع الحقّ للمحافظة على الهوية ومعرفة قرى الوطن، خاصة وأنّ العدو زيّف الحقائق وحاول محو الماضي والحاضر، لكنّ ذاكرة الوطن لا تُنسى”.
واختُتم المؤتمر الصحافي بكلمة للمناضل والمفكر الفلسطيني منير شفيق أكد فيها على”أنّ هذا المشروع هو جزء من الصراع في فلسطين، إنّه صراع وجود، نحن أم هم، لذلك علينا استخدام كل الوسائل للوصول إلى حقوقنا”.
ويسعى مشروع “موسوعة القرى الفلسطينية” للعمل بكل جدية وموضوعية من أجل تثبيت الحقائق، وإيصالها إلى من يطلبها بكل مهنية وأمانة علمية. ويقف فريق عمل الموسوعة في صف الدفاع عن أرض فلسطين، من خلال الوقوف في وجه الآلات الإعلامية الإجرامية للاحتلال التي تعمل ليل نهار في سبيل مسح الجزء المتعلّق بالقرى الفلسطينية من ذاكرة اللاجئين من أبناء تلك القرى. والقرية الفلسطينية هي الجذر الذي ينتمي إليه معظم الفلسطينيين.
ويهدف هذا المشروع إلى توفير مادة علمية أكاديمية عن القرية الفلسطينية بمختلف جوانبها الإجتماعية، الثقافية، التاريخية والجغرافية.
ويعتمد المشروع على باحثين مختصّين بالتوثيق العلمي، وعلى مقابلات مع أعيان من كل قرية، كما سينتج فيلماً قصيراً عن كل منها، بالإضافة إلى بناء منصة إلكترونية موسوعية تحوي مواداً علمية وثقافية تخص كل قرية فلسطينية.
إنّ هذا العمل يعيد ربط كل فلسطيني بقريته التي هُجّر منها. ويسلّط الضوء على المستوى الثقافي الذي وصلت إليه القرية الفلسطينية قبل عام ١٩٤٨ والتي يزعم الصهاينة أنّها كانت أرضاً بلا شعب. ومما لا شك فيه أنّ إنعاش الذاكرة يدفع للتأكيد على الثوابت وعلى رأسها حقّ العودة.