معلومات عامة عن بيتا - قضاء نابلس
معلومات عامة عن قرية بيتا
تقع على بعد 13كم إلى الجنوب الشرقي من مدينة نابلس ، وتمتد أراضيها على الجغرافية الواقعة بين قريتي حوارة وقوزا غرباً ، وقريتي عقربا وأوصرين شرقاً ، وبين قريتي عورتا وأودلا شمالاً ، وقريتي يتما وقبلان جنوباً .
أما مباني القرية وبيوتها فإنها تمتد من منطقة الميدان وقمة جبل الراس في الشمال ، ثم تنساب جنوباً حتى منطقتي الرمان والسريسة في الجنوب ، ومن عمارة صلاح غرباً حتى المحفرة والمرازيق شرقاً .
تعد قرية بيتا عاصمة لمجموعة قرى مشاريق البيتاوي ، وعددها ثلاثون قرية هي : بلاطة ، عراق التايه ، عسكر ، عزموط ، دير الحطب ، سالم ، خربة سالم ، بيت دجن ، فروش بيت دجن ، بيت فوريك ، روجيب ، عورتا ، أودلا ، أوصرين ، يانون ، عقربا ، فصايل ، خربة الطوّيل ، خربة رشا ، يتما ، قصرة ، قبلان ، جوريش ، تلفيت ، جالود ، قريوت ، المغيّر ، مجدل بني فاضل ، دومة ، وبيتا .
الموقع والمساحة
على بعد 13 كيلومترًا جنوب شرق نابلس، تقع بلدة بيتا التي برزت عنوانًا للمواجهة مع الاحتلال خلال الأيام الأخيرة، ورغم أن اسمها يعود إلى كونها كانت مبيتًا آمنًا للسكان، فإن الاحتلال الإسرائيلي يحاول أن يسلبها أمنها بالاستيطان والتهجير.
تنقسم القرية إلى قسمين هي بيت الفوقا ويقطن فيها ثلثي سكان القرية وبيتا التحتا ويقطن فيها الثلث المتبقي قدر عدد سكانها عام 1922 حوالي (883) نسمة وعام 1945 بلغ عدد سكان القسمين القوقا و التحتا حوالي ( 1580) نسمة, وعام 1967 بلغ عدد سكان بيتا بقسميها حوالي (2300) نسمة. وفي عام 1996 وصل إلى (5265) نسمة.
يتصل بالقرية من الناحية الشرقية خربتان أثريتان فيهما بيوت رومانية مهدمة وبعض السجون أهمها حبس خربة روجان وحبس الشايب في خربة عوليم، كما يوجد جنوب البلدة منطقة أثرية تسمى البالعة وهي عبارة عن مغارة على جدرانها بعض التماثيل، وكلها يعود تاريخها للعهد الروماني، وكذلك العرمة ومقام أبو زكري.
من فضل الله سبحانه وتعالى لا يوجد مستوطنات مقامة على أراضي قرية بيتا ..
سبب التسمية
تعود تسمية قرية بيتا إلى أصل سرياني معناه الأهل أو البيت
أراضي القرية
تتشكل أراضي بيتا من مرتفعات جبلية يتخللها عدد من الأودية، تتجه في مجراها من الشرق إلى الغرب، وتعد من أهم الأماكن العالية في فلسطين المحتلة ومدينة نابلس، وتبلغ مساحة أراضيها كاملة 22 ألف دونم، تزرع بصورة أساسية بأشجار الزيتون والتين واللوز.
في بيتا جبل عالٍ يسمى جبل العُرمة، يقع في الجهة الشرقية للبلدة ويرتفع نحو 890 مترًا عن سطح البحر، وهو أول ما يسقط عليه الثلج في فلسطين شتاءً، كما يوجد في البلدة العديد من العيون والينابيع أهمها عين عوليم وعين روجان وبيرقوزا وعين سارة وعين المغارة وعين الغوطة.
جرى دمجها بفلسطين في العهد العثماني عام 1517، وقسمت في ذلك العهد إلى بيتا الفوقا وبيتا التحتا التي بقيت حتى اللحظة.
يقول الكاتب الدكتور سرمد فوزي التايه: "أهل بيتا شاركوا في جميع الثورات الفلسطينية ما قبل الاحتلال الإسرائيلي وما بعده، وما زالوا يُشاركون ويُقدمون حتى اللحظة"، موضحًا أن أبناءها شاركوا في وقعة دوما عام 1937 واستشهد أربعة من شبابها، ثم كان لهم الحضور في معركة جَرَتْ ضد القوات البريطانية على أراضي قرية بيت فوريك عام 1938.
عائلات القرية وعشائرها
يتوزع سكان قرية بيتا في عدد من الحمائل الكبيرة :
حمولة " بني شمسة " :
وهم بطن من الحمارسة من كنانة عذرة من العرب القحطانية * ، ونسبهم يتسلسل على النحو الآتي :
كنانة بن بكر بن عوف* بن عذرة بن زيداللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة* بن ثعلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة* بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، والله أعلم .
قدم جدهم شمس الدين من جيزان ، وحل بداية في محافظة الخليل ، وكان معه سبعة من الأبناء ، وكانت الخليل مقراً للقبائل القيسية من العرب العدنانية ، لم يطل به المقام في منطقة الخليل ، بسبب الخلافات المزمنة بين القبائل القيسية والقبائل اليمنية ، فقرر التوجه إلى محافظة نابلس التي كانت مقراً للقبائل اليمنية ، لكنه ترك أربعة من أبنائه السبعة في قرى الخليل بعد أن وزعهم على النحو التالي :
محمود طلب منه الاستقرار في قرية بيت أولا .
إمحِمِّدْ في قرية حلحول .
محمد في قرية بيت نتيف .
أبو رضوان في قرية كدنا .
وعندما توجه شمس الدين إلى قرية بيتا رافقته زوجته وابنته وثلاثة من أبنائه السبعة وهم :
الرماتي بن شمس الدين ، ومعناه المحبوب .
العديلي بن شمس الدين ، والعديلي لقب يطلق على من يعدل إغرارتين من الحنطة على ظهر البعير ، أما اسمه الحقيقي فهو نصّار بن شمس الدين .
داود بن شمس الدين ، لكن داود هذا لم يرق له المقام في بيتا ، فتوجه إلى قرية جيوس ، واستقر فيها مع ذريته الذين يعرفون الآن هناك بحمولة الشماسنة .
وبنو شمسة في بيتا هم أبناء الرماتي والعديلي . أما الرماتي فقد أنجب ولدين أحدهما عبدالله والآخر داود . أما عبدالله فقد أنجب ثلاثة أبناء هم : اسماعيل وخضر وخليل . أما اسماعيل العبدالله فقد أنجب ابنه سليمان ، وسليمان هذا يلقب بالجاغوب الذي عرف عنه أنه يتجغب زيت الزيتون بكثرة .
أما داود بن الرماتي فقد أنجب كلاً من : كريّم ومنديل وحمِد وعقل والصادق .
أما العديلي بن شمس الدين فقد أنجب كلاً من : إعْمر ومنصور ونصرالله ، وهم الآن يتوزعون في قرى بيتا وأوصرين وأودلا .
العائلات المتفرعة عن بني شمسة في قرية بيتا : دار الجاغوب ، دار خضر ، دار خليل ، دار داود ، دار العديلي . وبنو شمسة يمنيون يرفعون العلم الأبيض .
حمولة الدويكات :
وهم خليليون من القبائل القيسية ، ويرفعون العلم الأحمر .
يتوزع الدويكات في عدد من قرى نابلس مثل : عسكر وبلاطة وروجيب والعرقان بالإضافة إلى بيتا ، ومنهم جماعة نزلت منطقة دابوق بجوار وادي السير في شرق الأردن ، ويحملون اسم عشيرة الدويكات .
ومن فروع الدويكات في بيتا : دار سلمان ، دار القطني ، ودار جبر السلامة وغيرهم .
حمولة الحمايل :
ويسمون بهذا الاسم لأنهم تجمعوا من حمائل شتى ، وتتفرع منهم عائلات : بني مفلح ، ودار صيام ، ودار الشويخ ، ودار أبو حليمة وغيرهم .
حمولة اليمق :
ويقطنون في الحارة التحتا من القرية ، ويتفرع عنهم عائلات : دار إبدير ، دار إمعالي ، ودار إمعلاّ ، والخبايصة وغيرهم .
حمولة الشرفا :
لديهم شجرة نسب توصلهم إلى سلالة الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، ويرفعون العلم الأخضر ، ويضربون الصحون النحاسية في المناسبات الدينية ، ويحترمون إمامهم ( أبو زكري ) الذي له مقام يزورونه في القرية .
ومن فروع الشرفا في بيتا : دار السِيَّد ، دار الخطبي ، دار أبو قطاط ، دار الزرقا ، دار صالح السليم ، وغيرهم .
الامتداد السكاني خارج بيتا :
يلاحظ المتتبع لأحوال السكان في بيتا أن عدداً من العائلات قد غادرت القرية مع مرور الأيام ، وأقامت في أماكن متفرقة من فلسطين والأردن ، وشكلت تجمعات بيتاوية جديدة ، وأن هذه التجمعات ظلت على علاقة وثيقة مع القرية الأم ، وهذه العائلات هي :
دار الحج محمد الذين كانت لهم سطوة شملت القرى المجاورة لعاصمتهم بيتا ، وقد لمع نجم شيخهم الحج محمد حتى تمكن من السيادة على مشاريق البيتاوي ، ثم اضطروا إلى الخروج من بيتا بعد نزاعات مع بني شمسة ، ودار الحج محمد مقرهم الآن في قرى بيت دجن وبيت فوريك وغيرها من قرى نابلس .
- دار منصور ، أقاموا في بيتا فترة طويلة ثم غادروا إلى قرى : تلفيت وجالود والمغير .
- دار داود بن شمس الدين الذي ارتحل عن بيتا إلى جيوس تاركاً أباه وأخويه الرماتي والعديلي .
- العديلات ، وهم فرع من دار العديلي من بني شمسة ، خرجوا من بيتا وأقاموا في منطقة ( أم قيس ) شمال شرق الأردن .
- دار شلاش ، وهم جماعة من دار العديلي غادروا بيتا ، وأقاموا في منطقة أبو علندة في عمّان .
- دار أبو خلف ، غادروا بيتا ، وأقاموا في القويسمة في عمّان ، ومنهم الشاعر الشعبي حسن أبو خلف .
- دار عبدالرحمن الهزيم ، ودار صالح السليم ، ودار طالب الشريف وهم من حمولة الشرفا ، غادروا بيتا وأقاموا في قرية النعيّمة قضاء اربد ، ويعرفون هناك بدار البيتاوي .
- دار محمود المرعي ، وينحدرون من دار خنافر من الحمايل ، غادروا بيتا وأقاموا في الطرّة شمال الأردن .
- دار العجلوني والدهم من بيتا ، وأبناؤه في بيتا حافظ ومحمود العلي ، واتجه الوالد إلى عنجرة قضاء عجلون ، وتزوج فيها من عجلونية أنجبت له ابنه الثالث الذي يعرف بمحمد علي العجلوني ، وله ذرية كبيرة في عنجرة يعرفون بدار العجلوني .
- دار ذياب ، يعيشون في قرية بيتا ، ومنهم فرع في قرى أم قيس وإبدر ناحية اربد .
- دار أبو عريش ، وهم أبناء أحمد عوض أبو عريش ، فرع من دار الرماتي شمس الدين ، غادروا بيتا وأقاموا في أم قيس .
ترتبط عائلات بيتا بوشائج وروابط عديدة منها الجوار والمصاهرة والمصالح المشتركة ، ويتفقون جميعاً على مصلحة قريتهم ، ويتسابقون إلى خدمتها ورفع شأنها .
تتشكل أراضي قرية بيتا في معظمها من مرتفعات جبلية ، يتخللها عدد من الأودية وبعض السهول الضيقة ، وتتجه أوديتها في مجراها من الشرق إلى الغرب ، ومن هذه الأودية : وادي حمادة ، وادي عزيز ، وادي المسابيغ ، وادي العسل ، وادي الشاعر ، وغيرها ... وقد دأب المزارعون على زراعة ضفاف هذه الأودية بالأشجار ، ثم تقطيع بطونها بالسلاسل الحجرية الضخمة لمنع الانجراف ، فظهر ما يعرف بـ ( الكفايف ) وقد يصل عرض بعض هذه السلاسل إلى مترين .
الاستيطان في القرية
ويعتبر جبل العرمة رمزًا تاريخيًا، فهو الأعلى بعد جبل عيبال في المنطقة، ويشرف على بلدات بيتا وعورتا وحوارة وشرق نابلس، ويحوي الجبل آثارًا كنعانية يزيد عمرها على 5 آلاف عام، تشمل بقايا قلعة و18 كهفًا ضخمًا كانت تستخدم لتخزين المياه والحبوب.
ويذكر الأهالي كيف هدد رئيس الوزراء الصهيوني السابق إسحق رابين بهدم البلدة "بيتا بيتا"، وبالفعل هدم نحو 30 منزلًا ونفى خمسة من أبنائها واعتقل العشرات وقسَّمها جغرافيًا إلى "عليا وسفلى"، لكنها ازدادت قوةً وتوحدًا.
استيطان جديد
"بيتا غالية علينا وأعطت الصهيوني دروس.. قالتلوا لا تحلم بأرضي ولا تفكر عليها تدوس"، هذه الكلمات لأغنية ظهرت في الثمانينيات وما زال السكان يتداولونها رافضين محاولات الاستيطان الجديدة.
أقيمت مستوطنة جبل صبيح خلال أقل من شهر مطلع مايو/أيار الماضي، كأول مستوطنة في بيتا بعد خمس محاولات فاشلة طوال أكثر من 30 عامًا، وتهدد هذه المستوطنة بقطع تواصل القرية ومصادرة أراضيها، فهي تجثم فوق 20 دونمًا (الدونم ألف متر مربع) وتحتل الجبل بأكمله.
قابل أهالي بيتا إجراءات الاحتلال بانتفاضة مستمرة على مدار الساعة، رفضًا لتهجيرهم وإقامة المستوطنة، وقدموا خلال شهر أربعة شهداء ومئات الجرحى.
وعن سر التوحد والثبات في القرية يقول نشأت الأقطش أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت وصاحب منزل قريب من قمة جبل صبيح: "بيتا عاهدت الله وأهلها على ألا يسكن أراضيها مستوطنون، وهو عهد ممتد منذ عام 1988 حين تعرضت لبدايات المحاولات الاستيطانية للسيطرة على أراضيها".
ويتابع الأقطش في مقال له أن أهالي البلدة يستندون إلى ثأر قديم، وقصة بطولية يستمدون منها نضالهم، إذ تمت صياغة مقاومتهم ونضالهم يوم 6 من أبريل/نيسان 1988، حين هاجم مستوطنون القرية ووقعت مواجهات مع الأهالي قُتلت فيها مستوطنة.
وقرر جيش الاحتلال الانتقام باقتحام معظم بيوت القرية، لكن الأهالي تصدوا لقوات الاحتلال فاستشهد ثلاثة منهم، واعتقلت القوات الإسرائيلية المئات، وأبعدت ستة من أبنائها إلى جانب هدم 13 منزلًا.
يضيف الأقطش الذي يصف نضاله اليومي بكونه يعمل مع أبناء بلدته من أجل الحفاظ على منزله وأهله أن قصة المستوطنة تتجاوز بيتا وصولًا إلى نية المستوطنين فرض حزام استيطاني يقطع شمال الضفة الغربية عن وسطها عبر ربط مستوطنات (أرائيل وتفوح وأفيتار ومغدليم).
وحسب المعلومات الصادرة عن الاحتلال فإن مساحة البؤرة الاستيطانية اليوم (التي كانت سابقًا نقطة عسكرية للجيش وأخليت في ثمانينيات القرن الماضي) تبلغ عدة كيلومترات، لكنهم يخططون لضم 600 دونم، وتسكن فيها حاليًّا 42 عائلة يهودية فيما سجلت أكثر من 75 عائلةً للسكن فيها.
عنوان المواجهة
يسرد أهالي البلدة عمرها النضالي الذي بات جزءًا من هويتها، فيقول الدكتور أمجد أبو العز: "الندية من صفات سكان بلدة بيتا فهم يعتبرون أنهم ند للاحتلال والمستوطنين"، مشيرًا إلى أن قرية بيتا هي البلدة الوحيدة التي لا يدخل إليها المستوطنون ويخرجون دون مقاومة.
سكان القرية يقاومون أي مستوطن أو جندي يحاول الدخول للقرية بأي وسيلة متاحة حتى لو كانت الحجر أو إغلاق شارع، في رسالة للاحتلال أنه إذا أراد دخول بيتا فلن يدخلها برضا السكان، لذا لا يستطيع الجيش الدخول بجيبات مكشوفة.
التاريخ النضالي والفدائيون
السجل النضالي للبلدة امتد إلى ما بعد النكبة، وشارك أبناؤها بمعركة المزار قضاء جنين عام 1948 ومعركة الدفاع عن حيفا في ذات العام، واستُشهد اثنان من أبطالها.
في عام 1967 استشهد ثلاثة آخرين خلال المعارك التي خاضها الجيش الأردني دفاعًا عن مدينة القدس، وفي العام ذاته استشهد مواطن في معركة خاضها رجال المقاومة الفلسطينية على أراضي قرية بيت فجّار واستشهد آخر في معركة جبل القرنطل في أريحا.
وفي سنة 1968 استشهد أحد شبابها في عمليةٍ فدائيةٍ بمواجهة مع الجيش "الإسرائيلي" في وادي القلط، واستشهد آخر سنة 1970 في معركة الجحفية، وفي سنة 1976 استشهد اثنان في تل الزعتر في بيروت وآخر في العراق والكلام هنا للتايه.
تاريخيًا كانت بيتا عصيةً على الاحتلال، فمنذ حاول عام 1988 تشييد أول مستوطنة في جبل العُرمة شرقي البلدة، انتفض الأهالي واستشهد 3 منهم وقتلوا مستوطنين، وعندما أعيدت الكرة قبل عام ونصف تصدوا له أيضًا واستشهد شابان.
الباحث والمراجع
المراجع
موقع مدينة نابلس http://www.nablus-city.net/?ID=298
موقع نون بوست https://www.noonpost.com/content/