عائلات القرية وعشائرها - الزَبابِدَة - قضاء جنين

تكوين العائلات:

وتأسيس البلدة الحديث يعود إلى أكثر من قرنين كما يقول معد دراسة عن تاريخها المرحوم المربي نصار عودة دعيبس حيث كانت من الأملاك الإقطاعية لآل جرار جاء إليها سكانها الحاليون من عدة قرى أغلبيتهم من بلدة الطيبة قضاء رام الله ومنهم آل دعيبس، وال سعيد، وال خليل إبراهيم، وال سحلية وغيرهم ويرجع سبب خروجهم منها على خلفية قتل مع جيرانهم في دير جرير ولوجود مؤامرة وقت المصالحة غادروا الطيبة فنزحوا إلى قرى قضاء جنين (الكفير، رابا، المغير، أم التوت) وكانت هذه القرى غنية بالمراعي والأحراش ولاسيما خربة الزبابدة.

وأول من جاء إلى الزبابدة دعيبس بعدما استقر مدة في الكفير ورابا وجبع وزبوبا في مرج ابن عامر التجأ إلى آل جرار في صانور فذهب برفقة أمه وأخيه واخذوا معهم ذبائح تكريما للمشايخ ونزلوا عندهم وطلبوا مكانا ليرعوا فيه أغنامهم ومواشيهم وما كان من شيخهم إلا أن استجاب لطلبهم وقد كان عنده (شوماص) وهي كلمة تركية وتعني حارس اسمه (علي محمد الشرقاوي) وأمره أن يسلم دعيبس خربة الزبابدة ويستقر فيها لأنها كانت خصبة المراعي والأشجار الحرجية فنزل في المغاور الموجودة فيها ولا تزال تعرف في مغارة دعيبس حيث وضع غنمه فيها إلا أن تمكن من بناء سقائف (بيوت مبنية من حجر وطين ومسقوفة من الأخشاب الحرجية).

أما عائلات (آل خليل إبراهيم، آل سعيد، وذياب، وجواد) فقد سكنت في بلدة المغير وفي احد الأيام خرج احدهم ليرعى أبقاره في أراضي جلبون فداهمه لصوص وأثناء مقاومته أطلقوا عليه النار فاردوه قتيلا ولما لم يعود في المساء انتاب الشك أهله فخرجوا للبحث عنه فوجوده مقتولا فحملوه وأعادوه إلى المغير حيث دفن فيها وعندها فكروا بالرحيل عن المغير فالتجأوا إلى مشايخ آل جرار وساعدهم على ذلك دعيبس واتفقوا معهم على إدارة أملاكهم في الزبابدة وبذلك أصبحت كل العائلات التي خرجت من الطيبة سكان خربة الزبابدة وهم ينتسبون في الأصل إلى حمولة واحدة تربطهم القرابة العصبية والنسبية.

كما أن هناك عائلات أخرى التجؤا إلى الزبابدة لنفس السبب أو طلبا للرزق ومنهم آل الخوري وأصلهم من رفيديا قضاء نابلس وال داؤد وأصلهم من العويسات والمقاطيش سكان عجلون وعنجرة وخربة الوهادنة في الأردن. وكذلك آل العواد ويعود أصلهم من اجنسينيا قضاء نابلس ولهم أقرباء في الفحيص شرقي الأردن ولهم أيضا أقرباء في معلول قضاء الناصرة. وأيضا آل سحلية ولهم أقرباء في الطيبة قضاء رام الله نزحوا إلى الزبابدة بعد نزوح العائلات الأولى منها وكانوا أصحاب مواشي لذلك نزحوا طلبا للماء والكلأ.

آل القبلاوي من قرية سلواد ونزحوا مثل غيرهم من العائلات كذلك آل حليس من سلواد ولا يزال لهم أقرباء هناك نزحوا إلى الزبابدة والى المجيدل قضاء الناصرة ولم يبقى منهم احد عندنا.

آل الفار من فارة شرقي الأردن نزحوا إلى الزبابدة بسبب مشاكل وقعت لهم هناك وال مسلم من نص جبيل وهي عائلة كبيرة تفرع منها قسم جاءوا إلى الزبابدة وقسم بقي في نص جبيل وأقسام توجد في عكا وحيفا وغيرها. وكذلك آل غنام أصلهم من فرعون قضاء نابلس لا تزال لهم بيت وارض تحمل اسمهم في فرعون وانتقل فرع منهم إلى جفنا وفرع إلى الزبابدة وأصبحوا الآن عائلة لا بأس بها. وأخيرا آل الشرقاوي وقد جاءوا من زقازيق مصر وقد كان احدهم وهو علي محمد شرقاوي حارسا عند آل جرار وتألفت هذه العائلة من نسله.

فهذه العائلات كونت النسيج السكاني للزبابدة الحالية وسبب تجمعهم هو إما طلبا للرزق أو هروبا من ثأر أو خوفا من اعتداءات فتجمعوا ليشدوا أزر بعضهم البعض مؤلفين تجانس جميل لبدة جميلة يشهد لها في كافة التجمعات الفلسطينية.

قصص مع أهالي البلدة أثناء تكوينها:-

غزت مجموعة من عرب الصقر الزبابدة ونهبوا قسما كبيرا من مواشيها وساقوها أمام خيولهم فلحق بهم دعيبس وكان الوقت مساءا فنادى شيخهم فوقف ليرى من ناداه وقال له: تقدم لأراك إذا كنت حقا دعيبس أم لا فتقدم دعيبس ولما تعرف عليه شيخ القبيلة أمر برد الغزو لأصحابه فأقام لهم دعيبس حفلة عشاء كما هي العادة وهي عبارة عن مناسف وبعد أن تناولوا العشاء هموا أن يغزو بلدة مسلية فشفع بها دعيبس فتركوها.

وقصة أخرى حيث كان احد أبناء البلدة واسمه " ذياب العواد " وقد عاصر حرب إبراهيم باشا عندما زحف على سوريا والقدس سنة 1813 حيث أخذت هذه الرواية عن أخيه عبد الله العواد فقال: ذهب ذياب ليطحن في خربة الفارعة لان فيها طواحين مائية تدار على قوة المياه الجارية أي مياه نهر الفارعة الغزيرة وعند رجوعه تصدى به لصوص حيث كانت اللصوصية منتشرة في ذلك الزمان لان وسائل الأمن كانت ضعيفة فنهبوا طحينه ورجع إلى البلدة صفر اليدين فاخذ راعي طائفة اللاتين (حنا طراد) وهو أول خوري للاتين في الزبابدة وقد خدم الطائفة حوالي ثلاث سنوات بما حدث فقام بالاتصال بمتصرف جنين وفي الحال ساق الجنود المعتدين وزجوهم في السجن حتى لاقى احدهم حتفه فجاء أقربائه للمطالبة بديته فاستشار أهل الزبابدة أصدقاءهم وجيرانهم في القرى المجاورة فأوعزوا لهم أن يشلطوا الخيل من أرسانها ويطردوها بالحجارة وبهذه الطريقة هربت خيولهم فلحقوها فنجت البلدة من شرهم.