معلومات عامة عن فقيقيس - قضاء الخليل
معلومات عامة عن قرية فقيقيس
على ارتفاع 467 مترًا فوق مستوى سطح البحر، جنوب غرب دورا في الخليل، تقوم "خربة فُقيقيس" كما وردت تسميتها في موسوعة "بلادنا فلسطين" لمصطفى مراد الدباغ، الذي ذكر أن الخربة كانت تحتوي مغائر وبقايا آثارٍ رومانية ومعالمَ طريق.
تشير الرواية الشفوية للأجيال المتعاقبة على القرية، أن الوجود السكاني الأول فيها يقدر عمره بثلاثمئة عام، ابتداءً بجدّ عائلة أبو شرار الذي قدم من شبه الجزيرة العربية.
هذه الرواية، إحدى حكاياتٍ كثيرة يتوارثها الناس في فقيقيس، كانت تُحكى سابقًا في مضافة القرية بشقيها الشتوي الذي كان سقيفة في بطن الجبل اندثرت آثارها بسبب التطور العمراني، والصيفي الذي كان شجرةً لا تزال قائمة إلى اليوم، تعرفها أجيال القرية المتوالية باسم "البلوطة المربية".
الآثار
البلوطة المربية
جاءت تسمية "البلوطة المربية" من امتداد اعتناء أهل القرية جميعًا بهذه الشجرة وما حولها منذ أول وجودهم وحتى اليوم، فتحس أنها ابنة كل بيت. وهي أيضًا، الشاهد الباقي على كل قصصهم وليالي سمرهم، وأفراحهم وأتراحهم وخيرِ ضيافتهم لمن وفد عليهم مستغيثًا أو زائرًا أو عابر سبيل.
تشرف "البلوطة المربية" على أرياف جنوب غرب دورا، كما على قرى قضاء الخليل المحتلة عام 1948، التي هاجر جزءٌ من أهلها إلى فُقيقيس، كما لها إطلالةٌ على الساحل الفلسطيني تخلبُ اللبَّ لسحرها، فتقابلك من هناك في الأفق غزة وعسقلان وأسدود، كلُّ واحدةٍ منها تبدو في التقائها مع السماء بتولًا في محرابها بأتم خشوعها.
أظهرت نتائج المسح الميداني للأبنية القديمة الذي نفذه رواق العام 2000 أن عدد المباني القديمة في القرية بلغ 7 مبانٍ، معظمها تتألف من طابق واحد، وتمثل ذلك في 5 مبانٍ، أي ما نسبتهة 71 % من إجمالي عدد المباني.
وصفت الحالة الإنشائية لـ 5 مبانٍ بأنها متوسطة، أي ما يعادل 71 % من إجمالي عدد المباني، إضافة إلى وجود مبنى واحد بحالة سيئة ( 14 %)، ومبنى آخر غير صالح للاستعمال.
أما الحالة الفيزيائية للمباني، فأظهرت أن هناك 5 مبانٍ بحالة متوسطة، أي ما نسبته 71 % من إجمالي عدد المباني، إضافة إلى وجود مبنيين بحالة سيئة ( 29 %).
وفيما يتعلق بمدى الاستخدام، لوحظ أن عدد المباني المهجورة بلغ 4 مبانٍ، أي ما نسبته 57 % من إجمالي عدد المباني، إضافة إلى استخدام مبنيين بشكل جزئي ( 29 %)، ومبنى آخر بشكل كلي ( 14 %).
جاءت أسطح المباني القديمة في القرية على نوعين، تمثل الأول بالشكل المستوي الذي استخدم في أسطح 7 مبانٍ ( 87 %)، في حين استخدم الشكل شبه الكروي في سطح مبنى واحد فقط.
أما أشكال الأسقف، فتنوعت وتعددت، فظهر الشكل المستوي في أسقف 4 مبانٍ ( 44 %)، في حين استخدم الشكل الصخري غير المنتظم في سقفي مبنيين ( 22 %)، بينما استخدم كل من شكل العقد نصف البرميلي، والعقد المتقاطع، والشكل المستوي بدعامات خشبية في سقف مبنى واحد لكل منها.
غلبت المدة على أرضيات معظم المباني القديمة في قرية الفقيقيس، حيث ظهر استخدامها فـي أرضيات 5 مبانٍ ( 62 %)، في حين استخدمت الأرضية الصخرية في مبنيين ( 25 %)، بينما استخدمت الأرضية الترابية في أرضية مبنى واحد فقط.
• - سقيفة دار محمد عبد الكريم
• - سقيفة ياسر ابو شرار
• - طور خليل ابو شرار
• - سقيفة دار محمود عبد الهادي
• - سقيفة محمد ابو شرار
•- مغارة طه ابو شرار
- عقد دار عايد عبد الهادي
الاستيطان في القرية
في مطلع سبيعنات القرن الماضي استقرَّ رجلٌ يدعى بدوي جاد الله في مغارة بطن الجبل الذي تقوم عليه مستوطنة "نيجوهوت" الآن. ومنذ استئناف الاستيطان فيها عقب اتفاق أوسلو، يتعرض الرجل وأولاده وأحفاده لمغرياتٍ وضغوطاتٍ لإخلاء موقع سكنهم لصالح أراضي المستوطنة، كان منها هدم المنزل مرتين، إضافة لهجماتٍ بين الحين والآخر ينفذها مستوطنون.
وحاولت جمعياتٌ استيطانيةٌ عدة مراتٍ الالتفاف على الرجل وأولاده بإغرائهم لتوقيع أوراقٍ بدعوى توصيل الكهرباء إلى بيوتهم، إلا أن العائلة تمسكت برفض ذلك خوفًا من استخدام هذه الأوراق في تهجيرها. وقبل أربع سنواتٍ فقط، حصلت عائلة جاد الله على حقها في الكهرباء، بدعمٍ من مؤسسات الحكم المحلي، دون أن ترضخ للاحتلال.
خلال شهر آب/أغسطس الجاري، تعرضت أراضي عائلة جاد الله للهجوم من قبل المستوطنين، وضُرِبَ أفرادها على يد المستوطنين الذين حاولوا زرع أشجارٍ في أراضٍ تعود ملكيتها للعائلة، بزعم أنها أراضٍ أميرية، فما كان من العائلة إلا أن دفعت بقطيع الأغنام الذي تملكه كاملًا إلى الأرض كطريقة طرد للمستوطنين.
التاريخ النضالي والفدائيون
شهد طريق فقيقيس في سبعينات القرن الماضي أعمالاً فدائية قام بها ثوارٌ من حركة فتح، عُرِف منهم الشهداء باجس أبو عطوان، وخليل العواودة، وعلي أبو مليحة.
وتروي أن العملية التي تكررت أكثر من مرة على هذا الطريق، تمثلت في رصد حافلاتٍ تابعة لشركة "إيجد" الإسرائيلية للمواصلات العامة، حتى إذا أفرغت حمولتها من العمال الفلسطينيين الذين كانوا يركبونها في طريقهم إلى داخل الخط الأخضر، يركبها الثوار ويُجبرون سائقها -وهو فلسطيني بالعادة- على أن يركن الحافلة على الرصيف.
يبلغ السائق الشركة بأن "ملثمين" اختطفوا منه الحافلة، بعد أن يكون قد ركنها بأمر الفدائيين على رصيف الطريق المشرف على منحدرٍ جبلي، ثم بقوتهم الجسدية وبعض معدات مساعدة، يقلبون الحافلة عن الرصيف لتهوي في الوادي وتتحطم تمامًا.
تاريخ القرية
تشير الرواية الشفوية للأجيال المتعاقبة على القرية، أن الوجود السكاني الأول فيها يقدر عمره بثلاثمئة عام، ابتداءً بجدّ عائلة أبو شرار الذي قدم من شبه الجزيرة العربية.
هذه الرواية، إحدى حكاياتٍ كثيرة يتوارثها الناس في فقيقيس، كانت تُحكى سابقًا في مضافة القرية بشقيها الشتوي الذي كان سقيفة في بطن الجبل اندثرت آثارها بسبب التطور العمراني، والصيفي الذي كان شجرةً لا تزال قائمة إلى اليوم، تعرفها أجيال القرية المتوالية باسم "البلوطة المربية".
قبل عام 1948 تركزَّ وجود سكان قرى قضاء الخليل وبئر السبع المهجرة في القرية خلال فصلي الشتاء والربيع، لغرض رعاية المواشي، حيث كانت تمتاز بمساحاتٍ واسعةٍ ذات غطاء نباتي كثيف أقرب لكونه غابات من أشجار البلوط والخروب والزيتون واللوزيات. وكانت كل عائلةٍ تسكن مغارة من المغائر الموزعة في الجبال التي تقوم عليها القرية، فيما كانوا في الصيف والخريف يتجهون غربًا لأراضيهم داخل الخط الأخضر، لإتمام موسم الحصاد، و هكذا ظلت تدور حياتهم حتى وقوع النكبة.
لدى وقوع النكبة، هاجر أهل قرى قضاء الخليل ممن يمتلكون أراضي في فقيقيس إليها، فاستقرت فيها عائلاتٌ من قرية مُرّان وأم الشقف والدوايمة وكوكبة، كعائلة أولاد محمد، والعواودة، والدراويش، وأبوشرار، كما استقرت فيها عائلاتا معاريف والعكيمي من قضاء بئر السبع.