القرية اليوم - قَبَلانْ - قضاء نابلس

تشير بعض الآراء إلى تواصل عمارة موقع تل الخلة وبعض مواقع البلدة الأخرى شرق تل الخلة في حقب إسلامية مختلفة وفي الاحتلال الفرنجي لفلسطين أيضاً، وكذلك يعود اسم قبلان إلى حقبة من تلك الحقب الإسلامية، وبقيت قبلان تشكل مجتمعاً صغير ونواة سكانية أخذت تنمو وتكبر وتم رفدها بسكان جدد قدموا من الشام والخليل في فترات مختلفة بدأت منذ الربع الأخير للقرن السادس عشر في العهد العثماني. في العهد الايوبي بعد تحرير فلسطين من الفرنجة والمحتلين ازداد الاهتمام بالاستقرار بفلسطين وكذلك شجع الايوبيون وعلى رأسهم صلاح الدين بالإستقرار والإقامة في كل تل ومنكب في فلسطين للحفاظ عليها. ومن جانب موثق في هذا الشأن فقد وجِدَ أربع أسر في العام 1597م إبان حكم الدولة العلية العثمانية، وكانت هذه الأسر نواة قبلان التي نمت بشكل ملحوظ من تعداد سكاني لا يبلغ ثلاثين نفساً إلى تعداد سكاني يفوق سبعة آلاف نفس خلال أربعة قرون تقريباً. سواء كانت هذه الأسر الأربعة تشكل تواصلاً سكانياً في الموقع من العهود الإسلامية السابقة الأيوبية والمملوكية، أو جاءت إلى الموقع في حدود التاريخ المشار إليه وأقامت فيه، كمرحلة متجددة من مراحل عمارة موقع البلدة، فإنها تشكل نواة قبلان المتنامية، وحلقة من حلقات تواصل عمارتها الإسلامية ضمن العهود المتعاقبة، حيث أقامت على تل عين الخلة، الذي تمتع بموقع مناسب في مقاييس ذلك الزمان للإقامة فيه، وخاصة عندما كان الموقع مجرداً من العمران ويشكل تلة مرتفعة قامت عليها بيوت الأسر الأربعة. وما من شك أن نمو قبلان المتمثل بنمو نواتها واتساعها بدأ منذ أواخر القرن السادس عشر، في العصر العثماني، الذي كان طوراً من أطوار عمارة قبلان وحلقة حلقات العمران والتواصل التاريخي لقبلان والمنطقة الجنوبية الشرقية لجبال نابلس وأرض فلسطين عامة.