معلومات عامة عن تجمع حَوَّاسَة/ بلد الشيخ - قضاء حيفا
معلومات عامة عن قرية تجمع حَوَّاسَة/ بلد الشيخ
تجمّع/ حي من أحياء قرية بلد الشيخ المهجرة، هذا الحي بني عند وادي حَوَّاسة الذي كان يبدأ جريانه من نهر المقطع ويصب في البحر المتوسط، ماراً بقرية بلد الشيخ غرباً، كان الحي جزءاً من أراضي بلد الشيخ، بني الحي في عشرينيات القرن الماضي، وكان ذلك مع توسع النشاط الصناعي في حيفا حيث قصدها العمال العرب والفلسطينيون من كل مكان، فكانوا يستأجرون منازل في هذا الحي للإقامة فيها مع عائلاتهم نظراً لقربه من مدينة حيفا (يبعد عن حيفا مسافة 5 كم) من جنوبها الشرقي، انضم إليهم في ثلاثينيات القرن العشرين سكان حي التنك الذي كان موجوداً على أطراف مدينة حيفا بعد أن طردتهم السلطات البريطانية وهدمت الحي.
كانت حواسة هدفاً للعصابات الصهيونية منذ بداية حرب عام 1948، وقد ارتكب الصهاينة بحق أهلها مجزرة بشعة يوم 1-1-1948، وبقي سكان الحي فيه إلى أن تم احتلال قرية بلد الشيخ يوم 24-4-1948.
تفاصيل الحياة اليومية والخدمات الإدارية كانت جزءاً من واقع الحياة اليومية في قرية بلد الشيخ، راجع ما دوناه عنها من خلال الرابط التالي: https://palqura.com/village/460/%D8%A8%D9%84%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE
الحدود
كان تجمع حواسة يقع غربي قرية بلد الشيخ، وبالتالي تحده القرى والبلدات التي تحد بلد الشيخ ذاتها:
- امتداد أراضي بلد الشيخ من الشمال والشمال الشرقي والشرق.
- قرية عسفيا جنوباً.
- قرية طيرة حيفا غرباً.
- مدينة حيفا من الشمال الغربي.
مصادر المياه
اعتمد سكان الحي في مياه الشرب والاستخدام على مصادر المياه ذاتها التي اعتمدها أهل بلد الشيخ، يمر نهر المقطع قرب القرية على بُعْدٍ أقل من 2 كم مشكلاً بذلك حدها الشمالي الشرقي، إضافةً لعدة أودية صغيرة تمر بأراضيها وتنتهي في مرج ابن عامر، كما كُثَرَتْ الآبار في أراضيها على حافة جبل الكرمل الدنيا"، كان يوجد خزان للماء على بعد 1،25كم من الشمال الغربي للقرية".
ومن عيون المياه في القرية:
- عين أم القصب: تقع جنوب القرية قرب منطقة المقالع.
- عين أم الدرج: يٌقال إنها تقع في منطقة وادي الطبل (في جنوب شرق البلد).
سبب التسمية
سُميَّ الحي على اسم الوادي الذي بني فيه، وكانت المنطقة أي قرية بلد الشيخ، تعرف باسم "مُغر حَوّاس" ومنها تم تسمية الوادي ولاحقاً الحي بهذا الاسم.
تاريخ القرية
تعود حكاية هذا الحي لعشرينيات القرن الماضي، حيث شهدت مدينة حيفا نهضة صناعية كبيرة، في ذلك الوقت تم افتاح مجموعة مصانع فيها بالإضافة لمصفاة تكرير النفط، والتي قصدها العمال الفلسطينيون وكذلك العرب (من سورية، لبنان، الأردن، العراق) للعمل فيها، في ذلك الوقت قام أهل قرية بلد الشيخ ببناء هذا الحي من ألواح التنك والصفائح والخشب، وكانوا يأجرونها للعمال الذين يعملون في حيفا واستقروا فيها مع عائلاتهم.
وفي مقال للكاتب "باسل مغربي" دَوَّن عن حواسة":
"في العشرينيات، مع الانتداب البريطانيّ على البلاد، وفي ظلّ تحوّل حيفا لمدينة عُمّالية، مع إنشاء سِكّة حديد القطار، وتطوُّر المنطقة الصناعيّة شماليّ وادي حوّاسة في خليج حيفا، حيث صار يقصدها العُمال للعمل والمبيت فيها؛ قام بعض السَهليين من أهالي بلد الشيخ، الذين يملكون أراضٍ في الوادي، ببناء بيوت من الصفيح والتنك فيها، وتأجيرها لبعض العُمال الوافدين وعوائلهم إلى مدينة حيفا، فبدأت حوّاسة تأخذ طابع الخِربة المُقَصدَرَة(5)، والتي لم يكن تعداد العُمّال المُستأجِرين فيها، يتجاوز العشرات في حينه، ممّا يعني أنّ حوّاسة قد نشأت كمساكن عُمال بالإيجار.
كانت حوّاسة، تقع بمحاذاة طريق خطّ سكة حديد القطار القادم شرقاً من العفولة إلى حيفا غرباً. وأطلق العُمال المُقيمون على محطّة القطار فيها، اسم محطّة "الأربعة ونص (ونصف). وذلك، لأن محطّة حوّاسة تبعد عن أوّل محطّة بعدها، عند مدخل حيفا، في "عين السعادة" (تشيكبوست)، مسافةَ أربعة كيلومترات ونصف.
الوقت الذي كانت فيه حوّاسة في طور نشأتها كمسكن للعُمال، كان "حي التنك" شرقيّ حيفا عند عين السعادة، قد صار مخيَّماً لآلاف الفلّاحين النازحين عن قراهم وأراضيهم التي باعها بعض ملّاكيها الإقطاعيين من أصول لبنانيّة وشاميّة في سهل عكا والساحل ومرج ابن عامر، للحركة الصهيونيّة من أجل استيطانها.
وقد أُطلق على سكّان حيّ التنك أيضاً اسم "فقراء بوابة عكا"(8)، نسبة للمدخل الشرقيّ- الشماليّ، للقادم من عكا إلى مدينة حيفا. كما أُطلق على النازحين الذين توطّنوا رمال المنطقة الواقعة ما بين حيفا وعكا، اسمَ "حيّ الرمل أو عرب الرمل". كان حي التنك في حيفا، بمثابة حكاية طرد مُبكِّر، وأوّل تشريد فلسطينيّ جماعيّ في القرن العشرين سابق على النكبة.
على الرغم من سماح سلطات الانتداب لهؤلاء النازحين بالإقامة شرقيّ حيفا في العشرينيات، إلا أنها وبعد عقد من الزمن على إقامتهم في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي، أوعزت لبلدية حيفا، بهدم الحيّ واقتلاعه، بذريعة أن البرّاكيات وبيوت الصفيح العشوائيّة تُسيء لمشهديّة ومنظر مدخل المدينة. هذا، فضلاً عن الادّعاء، بأن الحيّ صار مبعثاً للأمراض البيئيّة والصحيّة. بينما يعود السبب الفعليّ وراء إخلاء الحيّ وهدمه، إلى التحاق كثيرين من سكّانه بالثورة الكبرى 1936-1939.
تمّ نقل قسم كبير من سكان حيّ التنك المُقتلَع في حيفا إلى حوّاسة، والتي صارت تُسمّى منذ أواخر الثلاثينيات بـ"حوّاسة الفوقا". كان قرار النقل بريطانيًّا، وبالتالي اتّسعت حوّاسة وازداد تعداد قاطنيها، واستعارةً، يُطلق عليها مسمّى "قرية"، كما لو أنها قرية طبيعيّة التكوين مثل باقي القرى، غير أنها كانت في حقيقتها مخيّما من أكواخ الخشب والتنك، وحتى أهلها الذين صاروا عُمالا باطلين عن العمل، كانوا يُطلقوا على حوّاستهم اسم "قرية بنت القدر".
المجازر في القرية
تاريخ المجزرة: منتصف ليلة 1-1- 1948
مكان المجزرة: تجمع حوّاسة على أطراف قرية بلد الشيخ قضاء حيفا
الجهة المنفذة: 170 جندي من البلماخ
قائد العملية: حاييم أفينوغام
دوافع ارتكاب المجزرة: زعم الصهاينة أنهم كانوا يريدون الانتقام من العمال العرب الذين كانوا متواجدين أثناء حادث المصفاة يوم 30-12-1948 والذين كانوا في معظمهم يقيمون في تجمع حواسة على أطراف بلد الشيخ، ولكن الواقع أنهم كانوا يريدون خلق الخوف في نفوس أهل القرية والقرى المجاورة لها، ودفعهم للرحيل عنها.
أحداث المجزرة:
بعد حادثة الريفاينري، خططت القيادة العليا للهاغاناه كجزء من الهيئة الاستشارية لتنفيذ هجوم على قرية بلد الشيخ، كونها الموطن الأساسي للعمال العرب الذين يعملون في الريفاينري والذين شاركوا في الهجوم في الأمس، لذلك صدر الأمر إلى "حاييم أفينوغام" وهو قائد محلي في الهاغاناه، لتطويق القرية وقتل أكبر عدد ممكن من الرجال، وتخريب الأملاك ولكن مع الامتناع عن مهاجمة النساء والأطفال.
وفعلاً هاجمت قوة من البلماخ قوامها 170 مقاتل، بلد الشيخ من ثلاث جهات:
- من جهة الجبل وتحديداً من جنوب غرب البلد من جهة مقبرة الشيخ عبد الله ووادي الحاج يحيى.
- من جهة الشرق، ناحية وادي الخصاص وكانت بداية الهجوم على منزل أبو شريف.
- الجهة الثالثة للهجوم كانت في وادي حوّاسة وتجمُّع حَوَّاسَة السكني.
استمرت المعركة من منتصف الليل حتى فجر يوم 1-1-1948، كانت حصيلة الهجوم استشهاد حوالي 60 شخصاً من القرية معظمهم من النساء والأطفال قتلوا وهم نائمين بالسلاح الأبيض والقنابل والأسلحة الحديثة التي امتلكها الصهاينة آنذاك. كان الهجوم عنيفاً لم يستطع السكان العُزّل مقاومته، ولكن كان هناك رد من حراس القرية عندما سمعوا أصوات القنابل والأسلحة جعلت المهاجمين يتراجعون وينسحبون من القرية حوالي الساعة الرابعة فجراً.
أسماء شهداء المجزرة:
- حلوة سنوسة كانت حامل بقر اليهود بطنها وماتت هي وجنينها.
- أم سعد قتلوها مع أطفالها الثلاثة، كان أحدهم رضيع عمره 7 أيام.
- الحاج عوض جرادات تعرض منزله لهجوم بالقنابل أدى لجرح جميع سكان المنزل.
أما أبو رزق الذي تداول أهل البلد قصته كثيراً، كان من سكان القرية ولديه سبعة أولاد، دخل اليهود منزلهم في ليلة المجزرة وهم نائمين قتلوهم جميعاً وعندما انتهوا، أيقظوه وقالوا له: " قوم يا أبو رزق شوف ولادك شو صار فيهم" وعندما استيقظ ورأى أولاده السبعة غارقين في دمائهم فقد عقله وجن.
احتلال القرية
احتل التجمع كذلك قرية بلد الشيخ بعد سقوط مدنية حيفا بيومين، حيث استطاعت العصابات الصهيونية محاصة القرية واقتحامها وإخلاء سكانها منها عقب معركة استمرت ساعات بين مناضلي بلد الشيخ والعصابات الصهيونية، وكان ذلك عقب مجزرة دموية تعرضت لها القرية وتجمع حواسة مطلع عام 48.
احتل التجمع والقرية يوم 24 نيسان/ أبريل 1948.
القرية اليوم
كانت منازل التجمع جميعها مبنية من صفائح الزنك والخشب ومع ذلك هدمها الصهاينة منذ احتلالهم القرية، وباتت الأراضي التي كانت منازل التجميع قائمة عليها، جزء من مستعمرة نيشر اليت أقيمت على أراضي بلد الشيخ المحتلة.