تاريخ القرية - الباطل / كركور : من التمعات البدوية في النقب - قضاء بئر السبع

فترة الإنتداب
 عرب البواطي ما شاركوا في ثورة ال 36، احنا ما بدنا مشاكل. بفترة الثورة ما شفنا ثوار، بس بفترة النكبة كنا نشوف المحاربين. عقوبة الشخص اللي كانوا يمسكوه مع سلاح او سكينه كان البريطان يسجنوه خمس اشهر.

النكبة
بال 48 كان عمري 14-15 سنه.
اول ما صارت الحرب قام اليهود بثورة على العرب وصارت تجينا عصابات الهجناة. قبل الهجناة كانت القبائل مسيطرة على القرية. عندما اتت الهجناه صار في قتل العرب وذبحهم. بحينا كان سلاح العرب يتكون من السيف والخرطوش والبارودة والشبرية والسيف، اما سلاح الهجناه كان يتكون من الدبابات والسيارات. قاموا اليهود بحرق البيادر، الجرون، القمح والشعير. احنا انتقلنا لمطرح تاني، وصرنا نطلع بالليل عشان نوخد رزقنا من اليهود. دبابة بحاربها رجل بشبرية او سيف ؟!! طبعا لا. وهذا اللي صار معنا.
 احنا ما اشترينا سلاح، واجتمعت العشائر حتى نبني خطه ونشتري سلاح، بس ما نجحنا نعمل هذا الاشي.

من الاحداث التي حصلت قبل الخروج من القرية، صاروا اليهود يهجموا علينا بالليل ويطخوا علينا واحنا كنا نتخبى بالوديان، في منهم كانوا يحرقوا البيوت، وقسم ياخدوا الغنم وقسم ياخدوا الخيل. حرقوا بيادر كل العشيرة. وبعدين بيوت الشَعر اشي انحرق واشي نجحنا نطفيه بالمي. همي كانوا يحرقوا ويهربوا.

اليهود كان يهجموا بالغارات بالليل، واحنا ضلينا بأرضنا حوالي شهرين ما بدنا نترك. بس بعدين لما شفنا انه ما معنا سلاح وما منقدر نقاوم تركنا البلد. بذكر هذا كان بفترة الصيف، كانت البيادر موجوده.

في الهجوم في ناس استشهدت، منهم شاب اسمه تَرزَق من الزبيدات، وواحد اسمه سلامة من قبيلة التياها، وعواده من الشجيبات.
محمد واخوة من التياهات انقتلوا كمان. ثلاث يهود قتلوا حوالي 14 شخص.
القصة هي انه اليهود حصدوا كل قمحنا وشعيرنا والذره وحطوهم في بايكة كبيرة على طريق بئر السبع - الفالوجة، هاي البايكة كانت لمحمد ابو العسل من الجريناوية، وكانت تبعد حوالي 1 كيلو متر عن قرية الباطل (البايكة هي مخازن للحبوب) وهي غرب كوبانية ابو العسل. اجو كل البدو في المنطقه وقرروا يهجموا على البايكه ويوخدوا المحصول.
اليهود كانوا حاطين كلب يحرس المحصول، واجو الشباب وحطوا اشي للكلب حتى يبطل ينبح.
الصبح اجو اليهود ما لاقوا بالبايكة ولا اشي. احنا استرجعنا حقنا. وتاني يوم الصبح لما شافوا اليهود انه البايكة فاضي ما ضل معهم عقل. صاروا اللي يلاقوه بالطريق يحطوه معهم بالسيارة. حطّوا بالسيارة حوالي 12 شخص. الشاب تَرزَق من الزبيدات كان يفهم عبراني لانه كان يتشغل ببير يعقوب مع البريطانيين. تَرزَق قال: يا جماعه بدهن يقتلونا.
اليهود اللي كانوا بالسيارة كانوا بنت وشابين ومعهم سلاح رشاشات. حطوا 14 طلقة في الرشاش. كل واحده طلقة. كل واحد كانوا يمسكوه الشابين والبنت هي اللي كانت تضرب النار. الطلقة كانت تضربها براسهم. قتلوهم كلهم وضل تَرزَق. تَرزق عمل نفسه مييت وحط على حاله دم ونام بين الجثث. الجنود شافوا انه بعد طلقة واحده وعرفوا انه بين الجثث في واحد طيّب. وصلت الجندية لتَرزق وشافته عايش وحطت الرشاش براسه وقتلته. الجنود هربوا وانا بهداك الوقت كنت على البهيمه وشفت الطخ واللي صار وفزعت للعرب ورجعت مع اللي فزعوا عند الجثث. اشي ركبوه على الجمال واشي على الخيل ودفناهم بمقبرة خربة ابو منصور. بين الجثث لاقينا واحده من الجقيمات بعده عايش وهو اللي حكالنا لاحقا كل القصة وشو صار.
من الشهداء كان شابين اولاد علي القصيّر وشابين اولاد حسن ابو شبيث، تَرزق، عواد. عواد هو اللي ضل عايش لانه اصابته اخطأت المخ واجت عند الرقبة، بعد ما حكالنا القصة مات من الاصابة.
 بعدها صاروا اليهود يطخوا وينهبو الفرس والغنم والبقر، وبعد اللي صار احنا تركنا ورحنا على الظاهرية، كل العُربان تركوا مع بعض. احنا شفنا حياه ما مرّت علينا بالمرّه. من الظاهرية اجينا على الاردن

انا وابوي صار علينا اطلاق نار واحنا بالبواطي. يومها زرعنا ذرة بيضا بالارض ورحنا نقطفها. ابوي طلب مني اجبله دخان من السده. والله واليهود اجوا علينا من كبانيّة أبو العسل، 12 واحد مسلحين. احنا ما كان معنا سلاح، لو كانت معنا سلاح ما كانوا بقدروا علينا.
 لما شافوني قالوا: زيه عرافي جناف (هذا عربي حرامي). جناف معناها حرامي. ركبوا سلاح ال 500 عشان يطخوا علي وانا هربت تحت عند الوادي وتخبيت هناك. هاي الحادثة صارت قبل ما عملوا المجزرة وقتلوا 14 شخص.

خلال فترة الحرب ما اجتنا اي مساعدنا او فزعات من الثوار. جاء الجيش المصري على بير السبع لكن ما وصل العُربان. الجيش ما عمل اشي وما دافع عن الناس. ابوي قالنا انه لازم نطلع وانه ممنوع يبقى ولا اي شخص من العشيرة في اسرائيل. العائلات ما طلعت كلها مع بعض، وقسم طلع على اساس انه راح يرجع. بتذكر اللحظة اللي ابوي قرر فيها نهدّ بيت الشَعِر ونحمله، بوقتها لا ضل حَب ولا جرون وولا اي حدا من العشيرة. الكل رحل. احنا رحنا على اللقية ووضعنا كل المونة والحَب اللي بقي معنا هناك وقعدنا كام يوم وبعدها رحلنا على الظاهرية. لما رجعنا عشان ناخد المونه لاقينا كل شي صار منهوب. العرب نهبوه. لما طلعنا من البواطل الكبار مشيت على الاقدام والصغار على الجمال.

اللقية كانت خربة، مُغر، ما كان فيها ولا دار. لما طلعنا من اللقية رحنا على منطقة الرماضين زرعنا هناك وما حصدناه. ومن هناك رحلنا على الظاهرية، طلعنا بساعات المغرب، مشينا حوالي اربع ساعات. احنا خرجنا مجموعة عائلات. الدنيا كانت مطر، شتاء. قعدنا بوادي عند الظاهرية بمنطقة زانوته، وادي الخليل. وبعدها انتقلنا نعيش بزانوته بسبب الطقس البارد. بزانوته حاولنا نحصد القمح اللي زرعناه بالرماضين وما قدرنا، صار اليهود يحطوا الغام ببيوت الرماضين ويهدوهم وينهبوا المحصول.
 من زانوته رحلنا مباشرة للاردن. هذا كان بأول الخمسينات.