معلومات عامة عن عَسْقَلان - قضاء غزة
معلومات عامة عن قرية عَسْقَلان
هي مدينة كنعانية قديمة، كانت قائمة في منطقة السهل الساحلي عند شاطئ البحر الأبيض المتوسط شمال مدينة غزة على مسافة 21 كم عنها، بارتفاع يتراوح بين 25 - 100م عن مستوى سطح البحر.
كانت تبلغ مساحة أراضي عسقلان تبلغ 55904 دونم.
كانت عسقلان واحدة من أقدم المدن ومينائها من أقدم الموانئ في منطقة البحر المتوسط، ولأهميتها تلك حاول الصليبيون مراراً احتلالها، إلى أن دُمِرت كلياً وبقي منها بعض الخرائب والمعالم الأثرية وكان تدميرها عام 1270 م.
على أنقاض عسقلان التاريخية توسعت قرية المجدل والتي باتت تدريجياً مدينة تعرف باسم مجدل عسقلان عقب دمار عسقلان، وعلى باقي مساحتها تأسست قرية الجورة والتي تعرف أيضاً باسم جورة عسقلان.
الحدود
كانت مدينة المجدل تتوسط القرى واللبلدات التالية:
- قرية حمامة تليها مدينة أسدود شمالاً.
- قرية جولس من الشمال الشرقي.
- قرية عراق سويدان تليها قريتي كرتيا ثم الفالوجة شرقاً.
- قرية نعليا جنوباً.
- قرية الجية من الجنوب الشرقي.
- خرائب عسقلان وقرية الجورة/ جورة عسقلان من جهات الغرب والشمال الغربي انتهاءً بشاطئ البحر الأبيض المتوسط.
أهمية موقع القرية
لا تقل أهمية موقع عسقلان التاريخية عن أهمية موقع المستوطنة الحالية التي أسست على أنقاض مدينتنا العربية عسقلان، ومن مجمل تلك الأسباب التي منحت عسقلان موقعاً جيواستراتيجياً عبر التاريخ:
- عراقتها التاريخية إذ تعتبر واحدة من أقدم المدن الفلسطينية وكذلك واحدة من أقدم دول العالم.
- موقعها على شاطئ البحر الأبيض المتوسط وما يحمل هذا الموقع من أهمية جيواستراتيجية واقتصادية كبيرة لفلسطين وبلاد الشام عامةً.
- ميناء عسقلان التاريخي الذي كان نافذة من نوافذ التجارة بين قارات العالم القديم والقوافل التجارية القادمة من آسيا إلى أوروبا وبالعكس.
- أهمية الموقع جعلت الجيوش المتحاربة والدول التي بسطت نفوذها على دول المنطقة تقوم ببناء سور وقلعة حصينة على أراضي عسقلان وبالتالي باتت في زمن من الأزمنة موقع وقلعة عسكرية حصينة.
- يعتبر ميناء عسقلان اليوم واحداً من أهم الموانئ التجارية لكيان الاحتلال وهو ما يشكل حساسية وخطورة وأهمية هذا الموقع بالنسبة لذلك الكيان.
سبب التسمية
عسقلان تعني باللغة العربية حسب معجم لسان العرب، تعني أعلى الرأس، إذ ورد في المعجم، ضرب عسقلانه أي ضرب أعلى رأسه.
كما جاء فيه أن العسقل هي الأرض الصلبةالمائلة إلى البياض، كما تعني العسقل أي ثمرة الكمأة.
كما ذكره المعجم على أنها عروس الشام وهي جند من أجناد فلسطين، ولعل هذه الصفة لم تكن غريبة عن تلك المدينة الرائعة الجمال، والتي بقيت عامرة وفيها سوق للفرنجة.
أما المؤرخ مصطفى الدباغ فيرجع أصل كلمة عسقلان لجذر الكلمة الكنعانية التي تعني المهاجرة.
تاريخ المدينة
دمرت عسقلان التاريخية عام 1270 م، وعلى أنقاضها تأسست مدينة المجدل وقرية الجورة، وكلا البلدتين ترفق عسقلان باسميهما.
حسب لروايات عديدة فإن مدينة المجدل وقرية الجورة أنشأتا على أراضي عسقلان وبالتالي يمكننا تقدير مساحة عسقلان بـ 55904 دونم. (43680 مساحة مدينة المجدل و 12224 مساحة قرية الجورة).
لعسقلان تاريخ حضاري هام بحكم موقعها الجغرافي، وفيما يلي لمحة موجزة عن تاريخ عسقلان:
هل المَجْدَل هي عَسْقَلان؟
عسقلان هو الاسم الأقدم للمنطقة التي عبر التاريخ ومعناه الأرض المرتفعة وكانت عسقلان قد دمرت عدة مرات عبر التاريخ وأعيد اعمارها من جديد لتقوم مدينة المجدل ولكن الجدير بالذكر ان أرض المجدل تمثل مايقارب 93% من أرض عسقلان القديمة وسكان عسقلان التي دمرت هم الذين بنوا أو سكنوا المجدل من جديد لذلك المجدل بشكل عام تعني عسقلان.
مدينة عسقلان في العصور القديمة
تذكر معظم المراجع التاريخية أن عسقلان تأسست قرابة القرن 13 ق.م على يد الكنعانيون العرب الذين كانوا أول من نزل الديار الفلسطينية، ثم تركت الشعوب والدول المحتلة لفلسطين آثارها في مدينة عسقلان، وهذا موجز لما كتب عن عسقلان:
يذكر المؤرخ اليوناني هيرودوتس أن أول بناء أقيم للإله ديركتو كان في عسقلان، وهو إله وثني قدسه أهل البلدة في ذلك الزمن، وأن الذين أسسوا معبداً (للربة الأم) في قبرص كانوا كنعانيين من مدينة عسقلان.
وقد وجدت صور على جدران الكرنك في مصر تمثل حصار عسقلان من قبل جيوش رعمسيس الثاني في السنة التاسعة من ملكه (1301- 1224 ق.م)، كما أن ألواح تل العمارنة تفيد بأن ملكها (يادايا داجون تاكالا) كان تابعاً لأمنحوتب المصري.
ومن أشهر حوادث عسقلان التاريخية، بعد استقرار الكريتيين فيها تدميرهم لصيدا الفنينيقية حوالي القرن 12 ق.م.
وتذكر الآثار الخاصة بـ سنحاريب الآشوري (705- 681 ق.م) أنه حوالي عام 700 ق.م كانت المدن الفلسطينية يافا وجوارها: بني براق، بيت داجون (بيت دجن)، آزورو (يازور) تابعة لملك عسقلان "زيدكا"، الذي قاد ثورة الفلسطينيين ضد الآشوريين، ولكن سنحاريب عاقب عسقلان على عصيانها.
وقرابة العام 625 ق.م هاجم السكيتيين سوريا واحتلوا عسقلان ودمروا معابدها.
وفي عسقلان ولد هيرودوس الكبير الآدومي الذي حسنها وزينها فبنى فيها أحواض المياه والحمامات والمنازل الفاخرة والمسارح والأروقة.
مدينة عسقلان والديانة المسيحية
في 604 قبل الميلاد احتلت الإمبراطورية البابلية برئاسة نبوخذ نصر المدينة من الفلسطينيين، مع احتلال عموم أراضي مملكة يهوذا وبلاد الفلسطينيين. فكان تعامل الجيش البابلي مع سكان المدينة يشابه تعامله بسكان المدينة الأخرى في المنطقة، حيث أحرق المدينة وأجلى سكانها. تم إعادة بناء المدينة في القرن الثالث قبل الميلاد، أي في العهد الهيليني، وأصبحت ميناء كبيرا. في القرن ال-1 قبل الميلاد احتل الملك اليهودي الحشموني إسكندر يناي محيط المدينة ولكن المدينة نفسها بقيت مستقلة من ناحية إدارية وثقافية.
مع انتشار الديانة المسيحية كانت عسقلان وغزة من حصون الوثنية وقاومت الدين الجديد مقاومة عنيفة ولكن أهلها التحقوا بالدين المسيحي لاحقاً وفي القرن الرابع الميلادي باتت عسقلان مركزاً لأسقفية، وبات جميع أهلها يدينون بالدين المسيحي واستمر حالهم هكذا إلى أن جاء الفتح الإسلامي لديارنا الفلسطينية فدخل أهلها بالدين الإسلامي.
عسقلان في عهد الفتح الإسلامي
فتح فلسطين القائد عمرو بن العاص، وكانت مدينة عسقلان مركزها وذلك عام 23ه – 644م. وقال عبد الله ابن عمر بن الخطاب (لكل شي ذروة، وذروة الشام عسقلان). وقيل أنه تم جلب رأس الحسين بن علي إلى عسقلان. حررها صلاح الدين الأيوبي عام 1187م من الصليبيين، ولكنهم عادوا واحتلوها مرة ثانية على يد «ريتشارد قلب الأسد» عام 1192م بعد سقوط عكا بأيديهم. إلا أن صلاح الدين قبل انسحابه من المدينة أمر واليها بهدم المدينة وسورها حتى لا تكون حصناً للفرنجة يقطع الطريق بين مصر والشام. وقد كانت على مدى تاريخها الطويل ذات شأن اقتصادي بسبب مينائها البحري وموقعها الاستراتيجي القريب من الحدود المصرية ومواجهتها للقادمين من البحر تجارا وغزاة، وقد كانت منذ القدم محطة هامة من سلسلة المحطات الممتدة على طول السهل الساحلي الفلسطيني، حيث اعتادت القوافل التجارية والحملات العسكرية المرور بها للراحة والتزود بالمؤن. وبعد هذا بدأ نجم عسقلان في الأفول إلى أن دمرت نهائياً سنة 1270 م على يد السلطان الظاهر بيبرس، لتسلم الدور التاريخي إلى المجدل التي تقع على بعد 6 كم إلى الشمال الشرقي منها.