معلومات عامة عن الفُولَة - قضاء الناصرة
معلومات عامة عن قرية الفُولَة
قرية فلسطينية مزالة، كانت قائمة عند سفح جبل الدحي جنوبي مدينة الناصرة وعلى مسافة 10 كم عنها، عند بداية سهل مرج ابن عامر الخصب، بارتفاع 70م عن مستوى سطح البحر.
لاتوجد إحصائية دقيقة حول مساحة اراضيك القرية خصوصاً وأنها كانت أراضٍ تملكها الحكومة العثمانية وباعتها عام 1869 للإقطاعي اللبناني إلياس سرسق.
بدأ الصهاينة بتأسيس مستعمرتهم "مرحافيا" على أراضي الفولة العربية منذ عام 1911 وبدؤوا بطرد العرب منها تدريجياً إلى طدوهم منها بشكل نهائي وقاموا بتدمير منازلها العربية وذلك عام 1925.
الحدود
كانت الفولة تتوسط القرى والبلدات التالية:
- قرية إكسال شمالاً.
- قرية إندور/ عين دور من الشمال الشرقي.
- قرية الناعورة شرقاً.
- قرية قومية (قضاء جنين) من الجنوب الشرقي.
- قرية زرعين (قضاء جنين) جنوباً.
- قرية العفولة (قضاء الناصرة) من جهتي الغرب إلى الشمال الغربي.
الاستيطان في القرية
كانت مستوطنة "مرحافيا" أول مستوطنة تأسست على أراضي القرية يوم 24-1-1911 وقد أسسته منظمة الحراس الصهيونية (هاشومر) التي تأسست على أراضي قرية مسحة العربية، تأسست هذه المستوطنة كـ كيبوتز توسع تدريجياً بعد طرد سكان القرية العرب منها.
بحلول عام 1922 قاموا بتأسيس موشاف أيضاً على أرتضي قرية الفولة وحمل اسم "مرحفياه" وقد تأسس هذا الموشاف كمزرعة تطبق نظريات أوبنهايمر في العمل التعاوني.
هل الفولة هي ذاتها العفولة؟
الفولة تقع بجوار قرية العفولة، والتي أحتلت كذلك عام 1925، واستناداً لما ذكره المؤرخ مصطفى الدباغ، وبالعودة لأسماء المستعمرات التي اقيمت على أراضي كل من الفولة والعفولة يتبين أن كليهما كانتا قريتان تقعان جنوبي الناصرة، الفولة تأسس على أراضيها موشاف وكيبوتز يحملان اسم مرحافيا، أما العفولة فقد أبقى الصهاينة عليها اسمها العربي وأنشؤوا فيها مدينة تعتبر من أهم مدنهم اليوم.
الجدير ذكره أن العفولة كانت محطة من محطات سكة الحديد المتجهة من حيفا إلى بيسان وسمخ، أما في قرية الفولة لم يكن هناك سكة حديد خاصة بها.
مساحة قرية العفولة كان يبلغ حوالي 988 دونم.
تاريخ القرية
الفولة قرية عربية قديمة، ذكرها الفرنجة في حروبهم في بلادنا باسم La téve.
أما ياقوت الحموي فذكرها في معجم البلدان باسم الفُولة بضم الفاء على اسم البقول الذي يحمل اسمها، وهي بلد بفلسطين من نواحي الشام.
في العصور الوسطى استردها العرب المسلمين من يد الصلبيين بعد معركة حطين، وقد ذكرها الأصفهاني في مؤلفاته:
"كانت الفولة أحسن قلعة وأحصنها، وأملأها بالرجال والعدد وأشحنها، وهي للدواية أي العلاج حصن حصين، ومكان مكين وركن ركين، ولها بها منبع منيع، ومربع مريع، ومسند مشيد، ومهاد مهيد، ففيها مشتاهم وصيفهم ومقرهم ومضيفهم، ومربط خيولهم، ومجر ذيولهم، ومجرى سيولهم، ومجمع إخوانهم،...الخ.
فلما اتفق يوم المصاف هرجوا بأجمعهم إلى مصرعهم، واثقين بأن الكدر لايتمكن نن صفو نشرعهم، فلما كسروا وأسروا و خسروا وتحسروا، خلت طلول الفولة بحدود أهلها المغلولة ودماء راويتها المطلولة، ولم يجتمع غمد سيوفها بالسيوف المسلولة.
ولم يبقَ إلا رعايا رعاع، وغلمان وأتباع، وأشياع شعاع، فعمدوا إمكان حماية المكان، ووجدوا أمنهم في الاستئمان، فسلموا الحصن بما فيه للسلطان، وكانت فيه أخاير الذخائر ونفائس الأعلاق، فوثقوا بما أحكموه من المسثاق، وخرجوا ناجين، ودخلوا الذمام لاجئين، وللسلامة راجين.
وتسلم جميع ما كان في تلك الناحية من البلاد مثل دبورية، وجنين وزرعين والطور واللجون وبيسان والقيمون، وجميع ما لطبرية وعكا من الولايات".
القرية وقضية الاستيطان المبكر فيها
كانت أراضي قرية الفولة كما بعض أراضي منطقة سهل مرج ابن عامر، تعود ملكيتها للدولة، (الحكومة العثمانية) بما أنها كانت محتلة البلاد، ولكن كان يقيم بها أهلها العرب، المتأصلين فيها منذ زمن بعيد كما أسلفنا في تاريخ القرية، ولكن الدولة العثمانية مع بداية انهيار وأزماتها الاقتصادية اواسطقرن التاسع عشر، عمدت إلى بيع أراضٍ هي بالأساس ملك للفلسطينيين، في عام 1869 قام ببيع أراضي قرية الفولة وبعض أراضي القرى الأخرى في مرج ابن عامر وبلاد الروحة (قضاء حيفا) وقرىً أخرى في قضاءي جنين والناصرة إلى اللبناني إلياس سرسق، وبعض التجار اللبنانيين الأثرياء الآخرين مثل بسترس، والتويني وفرح وغيرهم.
كانت أراضي الفولة من جملة الأراضي التي اشتراها سرسق، وماهي إلا سنوات حتى بدأت الحركة الصهيونية نشاطها الفعلي بالاستيطان غلى أراضي فلسطين.
قام سرسق عام1910 ببيع أراضي قرية الفولة العربية إلى مجموعة الصهاينة بمبلغ 20 ألف جنيه فرنسي، لم يتمكنوا من تسجيل البيع في ذلك الوقت في سجل عقارات مدينة الناصرة، وذلك بسبب معارضة قائم مقام الناصرة آنذاك شكري العسلي عملية البيع وتسجيلها.
حينها لجأ سرسق والصهاينة لتسجيل ذلك البيع في بيروت بدلاً من الناصرة.
بحلول 24-1-1911 بدأ الصهاينة بتشييد مستعمرتهم "مرحافيا" فوق أراضي الفولة، شيئاً فشيئاً بدأ عدد سكانها العرب بالتناقص وعدد اليهود الصهاينة بارتفاع، كان هناك نوع من الطرد التدريجي إلا أن طردوهم منها بشكل نهائي بحلول عام 1925 ودمروا حميع المنازل العربية في القرية. وهو آخر تاريخ سجل فيه الوجود العربي الفلسطيني في قرية الفولة المحتلة.
الباحث والمراجع
إعداد: رشا السهلي، استناداً للمراجع التالية:
- الدباغ، مصطفى. "بلادنا فلسطين في ديار الجليل2 الجزء السابع- القسم الثاني". دار الهدى. 1991. ص: 141- 142- 143- 144.
- صايغ، أنيس. "بلدانية فلسطين المحتلة 1947-1967". منظمة التحرير الفلسطينية: بيروت. 1968. ص: 284- 285.
- "مرحافيا". موقع مدار المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية.