روايات أهل القرية - صوبا - قضاء القدس

                     ذكريات باجس الشّمالي الصوباني 

       وقف الثّمانيني الفلسطيني باجس الشّمالي الصوباني على أطلال بيته الّذي ولد وعاش فيه ببلدة "صوبا" غرب القدس ، وسرح مليّاً ليستذكر كيف هُجّر قسراً منه في عمر الخامسة عشرة مع أهالي قريته البالغ تعدادهم نحو سبعمائة نسمة آنذاك.

       يقول المسن الفلسطيني إنّ قرية صوبا احتُلت من قبل العصابات الصهيونيّة في شهر يوليو/تموز 1948، وبُنيت مستوطنة "كيبوتس تسوفاه" على جزء من أراضيها البالغة مساحتها 4100 دونم، مؤكداً أن السكّان دافعوا عن قريتهم إثر محاولات العصابات الصهيونيّة احتلالها، فارتقى منهم سبعة شهداء إلى جانب عشرات الجرحى في صمود سُجّل للقرية نظراً لاستبسال أهلها وموقعها الإستراتيجي الحصين.

     وتقع قرية صوبا على قمّة جبل وفّر لها الأمن والحماية على مرّ قرون خلت، وكانت تشكّل مع القرى المجاورة لها -مثل القسطل وأبوغوش وصطاف وبيت نقوبا- خط دفاع قوي يحمي القدس من الغرب.

    أما محمد رمّان -وهو من أبناء القرية المهجّرين- فقال إنّ القدماء استشعروا موقع القرية الإستراتيجي فتعاقب عليها الكنعانيّون والفراعنة، وبنى فيها الفرس حصنا منيعا ورثه من بعدهم اليونان والبيزنطيّون، ليعاد استخدام القلعة إبّان الفتح الإسلامي زمن عمر بن الخطّاب. وأضاف رمّان أنّ الصليبيّين استخدموا القلعة أيضاً وأطلقوا عليها اسم "بلمونت"، وجعلها صلاح الدّين الأيوبي مقراً لجيوشه بعد تحرير القدس من الصليبيّين، كما كانت القرية مركزاً لتجمّع الثوّار ضد المخطط البريطاني والعصابات الصهيونيّة إباّن وعد بلفور عام 1917. هُجّر رُمّان (70 عاما) من قرية صوبا في عمر الشهرين فقط، لكنّه ظلّ على تواصل معها عندما كبر وأعدّ كتاباً عنها وثّق فيه تاريخها وآثارها، وأضاف أنّ القرية تحتوي على شجرة زيتون معمّرة تعود إلى أكثر من ألف عام، إلى جانب احتوائها على العديد من مقامات الأولياء، وأبرزها المقام العمري والإبراهيمي.

من تقرير جمان أبو عرفة-القدس : الجزيرة نت.