معلومات عامة عن زكريا/ زكريا البطيخ / اسطنبول / من قرى عرقوب - قضاء الخليل
معلومات عامة عن قرية زكريا/ زكريا البطيخ / اسطنبول / من قرى عرقوب
تقع قرية زكريا التي أقيم عليها الآن مستوطنة (زخاريا) شمال غرب الخليل ، جنوب غرب الخليل، كانت تابعة لمحافظة الخليل.
مثل معظم المدن الفلسطينية، فان تاريخها يعود إلى يعود تاريخ الكنعاني ، ومن الأحداث التي ارتبطت بالقرية ، وقوع معركة أجنادين منها ، والموقع معروف باسم ب (الجنابتين) وهي خربتان تابعتان لزكريا، بالقرب من (جنابا) الفوقا يقع مقام (الصالحي) وهو المكان الذي دفن به الصحابة الذين استشهدوا في (أجنادين) التي انتصر فيها المسلمون يوم 30/7/634 م.
كانت من أوائل القرى الفلسطينية التي ظهر فيها التعليم، وانتقل التعليم من الكتاتيب إلى المدرسة الابتدائية في العشرينات من القرن الماضي، وفي أواخر العشرينات كانت فيها مدرسة ابتدائية.
ومن الأمور التي يفخر بها أهالي زكريا المشتتين الآن أن القرى المجاورة كانت تحضر إلى زكريا لكتابة الرسائل أو فكها أو تحرير عقود الزواج أو حجج البيع و الشراء، أو التعاويذ الدينية، وما زال الناس يتندرون حتى الآن على استخدام أهالي زكريا المبالغ به للغة الفصحى، ولاستخدامهم لحرف الكاف بالفصحى، وليس بالعامية الفلسطينية المعروفة.
وينقل عبد ربة عن أحد الرواة، أن أهل زكريا كانوا مغرمين باقتناء الكتب مثل تفاسير القرآن، وكتب الطبري وابن مالك، والبخاري، على سبيل المثال، وكانوا يتابعون في الثلاثينيات والأربعينيات مجلتي (الرسالة) و(الثقافة) المصريتين، وهو أمر ربما كان مفاجئا لأهالي قرية فلسطينية صغيرة لا ترى على الخارطة .
وكانت تسمى اسطنيول الصغرى لجمالها وأهميتها.
ملاحظة مهمة:
قرى العرقوب: اسم أطلق على قرى غربي القدس في العهد الثماني، العُرْقُوبُ في اللغة العربية كوصف للمناطق الجغرافية يعني الطريق أو الممر الضيق في الجبل، أو على ما انحنى والتوى من الوادي. وربما هي الصفة التي تشابهت بها 24 قرية من قرى غربي مدينة القدس بامتداد نحو بعض قرى بيت لحم ورام الله، والقرى هي: بيت عطاب، بيت نتيف، دير آبان، زكريا، عقور، كسلا، سفلى، دير الهوى، عرتوف، اشوع، صرعه، جراش، بيت جمال، علار، كفر سوم ، نحالين، وادي فوكين، الجبعة، حوسان، راس أبو عمار، دير الشيخ، أرطاس، اشوع، خربة التنور
احتلال قرى عرقوب: في يوم ٢٢/١٠/ ١٩٤٨ احتلت الكتيبه الرابعه التابعة للواء هارئيل ١٣ قريه في إطار عملية سميت ههار(الجبل). هدفها كان توسيع ممر القدس، وفي صباح يوم ١٥/١٠ / ١٩٤٨رحل أهالي ١٤ قرية من قرى القدس.
الموقع والمساحة
نشأت القرية في رقعة متموجة من أرض الحضيض الغربي لجبال الخليل. وقد أقيمت على سفح أحد التلال التي يراوح ارتفاعها بين 250 و300م عن سطح البحر. وتنحدر أرضها من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي حيث يجري وادي زكريا على مسافة كيلومتر واحد جنوب القرية.
تبلغ مساحتها حوالي 70 دونم فيما تبلغ مساحة مجمل أراضيها 15320 دونم.
الحدود
تحدها قرى: عجور، بيت نتيف، بيت جمال، البريج.
سبب التسمية
قال مصطفى مراد الدباغ عن قرية زكريا " اسم معناه من يذكره الله ولا علاقة للنبي زكريا في هذا الموقع". كما يقول في كتابه بلادنا فلسطين ج1/ق 1 ص 632 الحاشية: " ولد يحيى بن زكريا عليهما السلام قبل ولادة المسيح بستة اشهر وكان ابواه متقدمين في السن عندما بشرا بولادته"<فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيداوحصورا ونبيا من الصالحين , قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامراتي عاقر, قال كذلك الله يفعل ما يشاء> سورة آل عمران الأية 39 و40 .
هذا وإن سيدتنا مريم ام المسيح عليهما السلام كانت قريبة "ألياصبات" زوجة زكريا(أم يحيى) ويحتمل أن تكون أم ألياصابات عمة العذراء أو خالتها او ابنة عمها , وزكريا والد يحيى هو الذي كفل مريم والدة المسيح بعد وفاة والدها عمران الذي توفي وابنته صغيرة تحتاج الى من يكفلها.
لا نعلم اين ولد يحيى فقد ذهب بعضهم الى أنه ولد في "عين كارم " الواقعة على مسيرة سبعة كيلو مترات غربي القدس وقال آخرون أنه من المحتمل أن تكون ولادته في "يطا" أو في " الخليل" .
ولما بشر والده به كان يعمل في معبد سليمان في القدس. وقصة سالومي معروفة إذ طلبت من "انتيباس" رأس يحيى فاتوا اليه بيحيى من السجن فقطع راسه ووضعه في طبق وسلمه الى سالومي التي اتت به الى امها وذكر بعضهم ان زكريا والد يحيى قتل في الحادث المذكور أيضا" ( انتهى كلام الدباغ).
كما ذكربعض العلماء أن زكريا مدفون في دمشق أو في القدس أو في سبسطية وأماكن أخرى عديدة. والذي يهمنا من الموضوع هو ما يلي
أولا :- من المتعارف عليه الى درجة التواتر هو أن المسيح عليه السلام ولد في المغارة الموجودة في كنيسة المهد في بيت لحم.
أي أن مريم عليها السلام وضعت في بيت لحم.
ثانيا:-يقول الله في كتابه العزيز"وأذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا"
اي ان المكان الذي ولدت المسيح فيه يقع الى الشرق من منطقة سكن اهلها,أي أن بلدة أهلها ليست بيت لحم وإنما هي بلدة الى الغرب منها.
ثالثا:- كما ورد فإن كافل مريم بعد وفاة والدها هو سيدنا زكريا عليه السلام ,إذن فإن اهلها المقصودين هم آل النبي زكريا وعائلته وهم يسكنون في بلدة الى الغرب من بيت لحم وهي التي من المفرض ان سيدنا يحيى ولد فيها.
رابعا:- نقول أن بلدة أهلها ليست بيت لحم لسبب واضح هو أنها ولدت في مكان بعيد عن سكن اهلها الى الشرق,لأن كلمة "انتبذت " تعني ابتعدت والبعد يعني المفارقة عن النظر لأنها كانت في حالة حمل وتخشى العار والفضيحة, فهي لن تكون بجوار أهلها وأعتقد أن مسافة 13 ميل أي حوالي 23 كم هي مسافة معقولة في الأبتعاد بحيث لا يعرفها احد من القرى المجاورة لقرية أهلها وهي المسافة التي تبعدها قرية زكريا , التي تنطبق عليها جميع المواصفات لتكون مركز سكن النبي زكريا عليه السلام ومكان ولادة ابنه يحيى عليه السلام ومقر أهل سيدتنا مريم عليها السلام , ومما يؤكد ذلك خارطة مادبا التي تذكرها بأسم "بيت زكريا" وتضع بقربها كنيسة على إسم زكريا في نفس موقعها الحالي.وتتكون الضيعة من رواق بسطح أحمر له دور واحد بواجهة ذات 3 أبواب تعلوه ساحة بشكل نصف دائرة محاطة برواق أحمر السطح وقد أهتم الفنان بتمثيل المكان إما لأن المكان كان حديث العهد أو لأرتباطه به بطريقة من الطرق.
وكذلك لأن مواصفات الموقع المطلوب لا تنطبق على أي من الأماكن الأخرى التي ذهب اليها الآخرون وهي عين كارم وتقع غرب القدس والقدس شمال بيت لحم يطا والخليل تقعان جنوب بيت لحم أما سبسطية ودمشق فمواقعهما معروفة .
كما أورد الدكتور كامل العسلي في كتابه " تراث فلسطين في كتابات عبدالله مخلص" والذي كان مدير دائرة الأوقاف 1938 - 1944 م. يقول عبدالله مخلص في مخطوطة له لم تنشر بعد وتسمى"أعلام الأسلام في موطن الأنبياء فلسطين" يقول في الورقة 57 من الجزء الأول(لقد زرت ضريح زكريا عليه السلام "في قرية زكريا - قرب الخليل" ثلاث مرات كانت الأخيرة منها في جمادى الأولى سنة 1361 هـ,24 مايو 1924) ولا شك ان الأستاذ عبدالله مخلص قد إطلع بحكم عمله في الأوقاف على كثير من المخطوطات والوثائق التي تؤكد ما يقول.
هذا بالأضافة الى صلة الأسم بالموقع وهي صلة لا يمكن التغاضي عنها مع كل الأحترام لما يقوله الآخرون.من هنا نجد أنه من المؤكد ان لزكريا القرية علاقة بزكريا النبي إن كان هو زكريا والد يحيى أم هو غيره. أما أن هذ القبر الموجود فيها هو قبره فالعلم عند الله.
علما بأنه من الثابت لدى علماء التاريخ والأثار أنه لايوجد قبر واحد من المؤكد أنه موضع دفن نبي من الأنبياء إلا موقع قبر الرسول الأعظم محمد بن عبدالله عليه وعلى آله أفضل السلام في المدينة المنورة . أما مدافن الأنبياء الاخرين فأنما حددت بناء على روايات اعتمدت على الرؤيا في معظمها مثل قبور ابراهيم واسحق ويعقوب وموسى وعيسى ويحيى وزكريا ويوسف وغيرهم سلام الله عليهم أجمعين .
وهنا أجد من المناسب أن نتطرق الى أصل إسم زكريا وقدمه وهل هو مرتبط بأسم النبي زكريا ( والد يحيى ) وحده ام غيره حيث تذكر التوراة والأناجيل أكثر من 20 شخصية تسمى زكريا , أم انه أقدم من ذلك بكثير. وسنخصص الفصل القادم بإذن الله لهذا الموضوع المهم والطريف في نفس الوقت لعل الذكرى تنفع المؤمنين
"الشعب الزكري أو الزكراوي"
يقول العالم والبحاثة الفرنسي "كليرمون جانو" في كتاب (Recuil d'Archaeologie Oriental,vol iv, parts 11- 16 page 250)
في مقالة إسمها "الشعب الزكراوي LES PEUPLES DE ZAKKARI
إن الشعب الذي ورد اسمه في "بردية جولينشيف"- الشعب الزكراوي
بردية جولينتشيفGoelenchev papirus
شكل جزا من السكان الذين كانو يعيشون في فلسطين قبل مجيء اليهود اليها ومن الظاهر أنه عاش على الساحل قرب الكرمل ومن المحتمل في (دور .. الطنطورة).
ويعتقد كذلك أن هنالك علاقة بينهم والشعب الذكريني الذي ذكره اسطفان البيزنطي وقال أنهم جماعة عرقية تشكل جزأ من الأنباط وقد تركو ا آثار وجودهم في فلسطين في اسماء المواقع مثل ذكرين , زكريا , خربة زكريا( تقع الى الشمال في منطقة الرملة ويوجد بها مقام يسمى مقام النبي زكراوي), خربة زاكر , بعل زاكر وأهم من ذلك والملفت للنظر أو للسمع أن أهل قرية زكريا يسمون النبي المدفون عندهم ( النبي زكري) ولا يذكرونه أبدا إلا بهذا الأسم حتى الأشخاص الذين يسمون زكريا ينادونهم "زكري" . كما أن النسبة الى قريتنا هي فلان الزكراوي وليس الزكري مما يدل على أن أصل النسبة ليس زكريا وإنما "زكرا" أو "زكرو" وهما متطابقتان في اللفظ عند التفخيم وهي لهجة قديمة مع أن لفظ أهل القرية الحاليين يميل الى الترقيق.
وبشيء من التفصيل نقول أنه في عهد رمسيس الثالث حوالي 1200 ق م جاء هجوم ليبي هدد البلاد في سنة حكمه الخامسة ولكن الملك النشيط الذي كان متاهبا ومجتهدا في تجهيز قوة مصر العسكرية استطاع ان ينجح في ان يرده. وكذلك فإن الهجمات من الشمال خاصة من البوراساتيين والزكريين تزامنت مع الهجوم الليبي . ولكن هذا الهجوم الأخير من الشمال كان مقدمة فقط للهجوم الكبير الذي قاموا به بعد 3 سنوات في عام 1192 ق م.(وصف المعركة موجود على اللوح الثاني في معبد مدينة هابو). حيث انتصر المصريون على"بوراساتي و زكارا" مما أضعف سوريا وسمح لشواطئها أن يسكنها بقايا الجيش الغازي المهزوم.
أما رمسيس الثالث فقد مات حوالي 1167 ق م وابتدات القبائل المهزومة تستعيد مواقعها, حيث وقعت بعد ذلك معركة انعكست فيه الية وذلك لضعف الملوك الذين خلفوا رمسيس الثالث والذين مع أنهم جميعاكانوا يسمون رمسيس إلا انهم كانوا جميعا مجرد أدوات في ايدي الكهنة < هذا ما تقوله Golencheff papirus> الموجود في بطرسبرغ ( ليننغراد سابقا) فقد ورد فيها اسم الزكارا ومعظم الأسماء الأربعة عشر تتطابق بشكل ما مع سكان سواحل آسيا الوسطى ومنها( بوراساتي - زاكاري - واشاشا) أما بوراساتي فقد أصبحت بولساتي وأصبحت فلسطين والى الشمال منهم نجد الزكراويين على الساحل الفلسطيني في عاصمتهم"دور" (الطنطورة).
وتشير الأدلة الى أنهم جاؤا من جزيرة كريت.
لقد طابق العالم الأثري "بتري" إسمهم مع بلدة "زاكرو في جزيرة كريت ويقول ان المشكلة اننا لا نعلم مدى قدم اسم" زاكرو" ولأننا وجدنا أن القبائل الأخرى التي تشكل منها سكان فلسطين اخذت اسماءها من سواحل آسيا الصغرى فإن من المحتمل أن "الزكارا" هم العنصر الكريتي في التحالف وكذلك من الممكن أن نطابقهم مع الذي اقترحه المؤرخ "سترابو" ونقله عن"كالينوس" ونسبه الى أصل كريتي وهو يظل أكثر التفسيرات إقناعا على رأي العالم "بتري".
وفي النهاية فأن الشعب الفلسطيني القديم شعب تشكل من عدة اقوام جاء جزء منها من جزيرة كريت والزاوية الجنوبية الغربية لآسيا الوسطى أما ثقافتهم فكانت كريتية وكانوا هم الشعب الذي حمل معه ذكريات وتقاليد ايام الملك العظيم "مينوس"واندمجوا مع الكنعانيين والأموريين والحثيين والعويين.ويدل وجود "الزكراويين" في دور (الطنطورا) وملكهم "باديرا" على أن فلسطين شملت كل الساحل وليس الساحل الجنوبي فقط أو ما يسمى "فيليستيا".
وهكذا نرى أن إسم" زكري" إسم قديم في فلسطين وكان إسما لقبائل شكلت جزا من الشعب الذي سمي في ما بعد بالشعب الفلسطيني.
المرجع
صفحة أبناء قرية زكريا
العمران
جامع القرية المهمل
معالم القرية
كان في القرية إلى حين احتلالها:
مسجد واحد.
مقام الشيخ حسن.
سوق عامرة بالمحلات التجارية.
مدرسة ابتدائية واحدة.
السكان
بلغ عدد سكان القرية حتى عام 1945 حوالي .1180 نسمة جميعهم من العرب.
الحياة الاقتصادية
عمل سكان القرية بشكل أساسي بالزراعة وتربسة المواشي والتجارة، وتغطي الأشجار الحرجية والشجيرات والأعشاب الطبيعية مساحات متناثرة على سفوح التلال ومنحدرات الأودية وتستغل مراعي طبيعية للغنم والمعز.
التعليم
كانت من أوائل القرى الفلسطينية التي ظهر فيها التعليم، وانتقل التعليم من الكتاتيب إلى المدرسة الابتدائية في العشرينات من القرن الماضي، وفي أواخر العشرينات كانت فيها مدرسة ابتدائية.
ومن الأمور التي يفخر بها أهالي زكريا المشتتين الآن أن القرى المجاورة كانت تحضر إلى زكريا لكتابة الرسائل أو فكها أو تحرير عقود الزواج أو حجج البيع و الشراء، أو التعاويذ الدينية، وما زال الناس يتندرون حتى الآن على استخدام أهالي زكريا المبالغ به للغة الفصحى، ولاستخدامهم لحرف الكاف بالفصحى، وليس بالعامية الفلسطينية المعروفة.
وينقل عبد ربة عن أحد الرواة، أن أهل زكريا كانوا مغرمين باقتناء الكتب مثل تفاسير القرآن، وكتب الطبري وابن مالك، والبخاري، على سبيل المثال، وكانوا يتابعون في الثلاثينيات والأربعينيات مجلتي (الرسالة) و(الثقافة) المصريتين، وهو أمر ربما كان مفاجئا لأهالي قرية فلسطينية صغيرة لا ترى على الخارطة
احتلال القرية
احتل الصهاينة القرية يوم 23/10/1948 وأسكنوا بعض المهاجرين اليهود فيها بعد أن طردوا سكانها العرب. وفي عام 1950 أقاموا مستعمرة “كفار زخريا” الملاصقة للقرية ثم مستعمرة “سدوت ميخا” في الجزء الشمالي الغربي من أراضي زكريا عام 1955.
روايات أهل القرية
إصرار على العودة..لاجئون يستذكرون قريتهم "اسطنبول فلسطين"
تقيم الحاجة أم عبد الكواملة (95 عاما) بعد أن هجرها الاحتلال عام 1948 من قريتها المدمرة زكريا، في مخيم العزة وسط مدينة بيت لحم مستذكرة تفاصيل الحياة في قريتها قبل 64 عاما.
وتقول الكواملة لـــ”وفا”، قريتي زكريا كانت تسمى “اسطنبول الصغرى” لكثرة المثقفين والقارئين والشعراء فيها، ممن تعلموا في مدرسة مختلطة بنيت بداية العشرينيات من القرن الماضي وكانت تسمى “مدرسة زكريا الأميرية”.
تعود الحاجة أم عبد بذاكرتها إلى أول هجوم تعرضت له القرية خلال الأيام الأولى من الحرب، حيث بدأت المعارك جنوب بيت لحم، وحاصرت العصابات الصهيونية خلالها قرى زكريا ودير آبان وبيت نتيف، انتقاما لكمين نصبه الثوار بجوارهما.. وتتابع بألم واضح...”كان الانتقام منا فظيعا وتواصل لثلاثة أيام وصمدت القرية قبل أن يجري تهجيرها”، وأردفت بإصرار وعزيمة واضحين “سنعود إليها أو يعود إليها أبناؤنا في النهاية”.
ويذكر وسام شمروخ أحد المهجرين من قرية زكريا أن قريته قائمة على منحدر يقع فوق واد منبسط فسيح أحاطته بساتين الزيتون، على شكل مستطيل، ومنازلهم شيدت من الحجارة والطين، وكان مركزها يتكون من مسجد، ومقام لشيخ يدعى حسن، وسوق ومدرسة، وحفر بها بئران: بئر السفلاني الذي حفر قرب وادي عجور، وبئر الصرار إلى الشمال من القرية.
ويضيف: “بجوار القرية عدة مواقع أثرية قديمة، وعلى بعد كيلومتر إلى الجنوب الغربي كان يقع تل زكريا الذي يرتفع 117 مترا فوق سهلها الذي يمتد الى الشرق منها، ويوجد بها وادي البطم الذي قاتل به داوود جالوت.
وقال، “أحكم الاحتلال سيطرته على زكريا وأجزاء من تلال الخليل المؤدية إلى القدس عندما اقتحمت وحدات "إسرائيلية" القرية في 23 تشرين الأول أكتوبر 1948 وسقط الكثير من الشهداء في المعارك التي دارت بين أهالي القرية وجيش الاحتلال.
ويتابع حديثه عن تهجير القرية: “لم نهجر نحن أهالي زكريا في السنوات الأولى من الاحتلال، إلا أن الغطرسة "الإسرائيلية" استمرت حتى طرد أهالينا وأهالي القرى المجاورة لنا من بيوتهم وانتقل العديد منا إلى الرملة، وبعضنا لجأ إلى مدن الخليل وبيت لحم وأريحا، وانتشر أبناء القرية فيما بعد في الأردن والدول العربية وأميركا واستراليا وغيرها من بلاد الشتات، إلا أننا تعلمنا من آبائنا ونحن الآن نعلم أبناءنا أن يحيا الوطن فينا دائما، وتعلمنا أن “زكريا” هي الوطن والأرض وأن العودة إليها قريبة وحاصلة بإذن الله.
ويسهب شمروخ في شرحه عن القرية: “رغم إنشاء الاحتلال مستعمرة “زخاريا” على أراضي قريتنا عام 1950، إلا أن مسجدنا الذي رفع الاحتلال علمه على مئذنته، ومجموعة من منازلنا المهجورة ما زالت شاهدة على تاريخنا العريق الذي شيدناه هناك... وسنعود لها حتما”.
بدوره يؤكد المواطن علي رشاد رمضان والذي هجرت عائلته من قرية الفالوجة المدمرة انهم سيعودون الى مدنهم وقراهم التي هجروا منها طال الزمن ام قصر كما قال الرئيس الشهيد ياسر عرفات “يرونها بعيدة ونراها قريبة وانا لمنتصرون وعائدون”.