معلومات عامة عن الدَرْدَارَة/ قرى المناطق المجردة من السلاح - قضاء صفد
معلومات عامة عن قرية الدَرْدَارَة/ قرى المناطق المجردة من السلاح
قرية فلسطينية مزالة، كانت تقع وسط سهلٍ مستوىٍ وتواجه سلسلة جبال من جهة الشرق، وتشرف على سهل الحولة من جهتي الشمال والجنوب، كانت تعتبر ومزارع الدريجات قرية واحدة في الإحصائيات الرسمية لسلطات الانتداب، وكانتا تتبعان إدارياً لمدينة صفد، ويقعان في ناحيتها الشرقية، أما قرية الدردارة فهي تبعد عن صفد حوالي 13 كم بارتفاع يصل إلى 75م عن مستوى سطح البحر.
كانت مساحة أراضيها تقدر بـ 6361 دونم متضمنة أراضي مزارع الدريجات.
لايعرف على وجه الدقة تاريخ احتلال وتهجير سكان القرية، ولكن مع توقيع اتفاقية الهدنة بين سورية وحكومة الاحتلال، وقعت وقرية الدردارة ضمن المنطقة المجردة من السلاح، وبذلك خرجت منها القوات العسكرية التي كانت متحصنة بها، ولا يعرف على وجه الدقة ما إذا كان سكان القرية أعيدوا إليها أم لا، ولكن بالمجمل ربما حدث لهم ما حدث في باقي قرى المناطق المجردة المجاورة لها، حيث احتلت وطرد سكانها منها بشكل نهائي (باستثناء قريتي النقيب والحمة قضاء طبرية)، مع بداية العدوان الثلاثي على مصر يوم 30 تشرين الأول/ أكتوبر 1956
الحدود
تمتد أراضي هذه المزارع مابين الحدود الطبيعية والبشرية التالية:
- قرية الدرباشية شمالاً.
- الحدود السورية شرقاً.
- قرية منصورة الخيط غرباً.
- وبحيرة الحولة ومن ثم قرية تليل غرباً.
سبب التسمية
في رواية المؤرخ مصطفى الدباغ، يقول أن أراضي قرية الدردارة ومزارع الدريجات، أقطعت من أراضي القرىالسورية التالية: عين التينة، الدريجات، جلبينة والدردارة، وجميعها قرى من قرى الجولان السوري المحتل، وربما اقطعت منها هذه الأراضي زمن الانتدابين الفرنسي والبريطاني في بلادنا، عندما ترسيم الحدود بين حكومتي الانتداب في عشرينيات القرن الماضي.
السكان
لم يذكر اسم قرية الدردارة ولا حتى مزارع الدريجات في إحصائيات سلطات الانتداب البريطاني لسكان فلسطين في أعوام 1922و 1931و 1938.
وفي الإحصائية التي تعود لعام 1945 يذكر عدد سكان القرية مع مجموعة قرى مجاورة هي: مزارع الدريجات، قرية الدردارة، عين التينة، الجلبينة، وقرية الويزية بمافيها عرب النميرات. عدد سكان جميع هذا القرى هو 100 نسمة فقط، ارتفع في إحصائيات عام 1948 إلى 360 نسمة جميعهم من العرب المسلمين.
وقد قُدِر عدد اللاجئين من أبناء هذه القرى جميعها بنحو 2208 نسمة.
الحياة الاقتصادية
اعتمدت الحياة الاقتصادية لسكان القرية على عائدات النشاط الزراعي بالدرجة الأولى مستفيدين من خصوبة أراضيهم المشرفة على سهل الحولة، كما اهتموا بتربية رؤوس الماشية والإفادة من عائدات منتوجاتها.
الاستيطان في القرية
شهدت القرية حالة استيطان قبيل احتلالها بعام تقريباً، ففي عام 1947 أنشأ مهاجرون يهود من دول البلقان، كيبوتز يتبع للكيبوتز الموحد على أراضي القرية.
ملاحظة: (في رواية د. أنيس صايغ هذا الكيبوتز انشأ عام 1949، وفي رواية د. وليد الخالدي أنشأ عام 1947، وللتأكد من هذه الرواية راجعنا ما نقله الباحث: مصطفى العباسي، عن أرشيف الهاغاناه فيما يتعلق بمساحة الأراضي التي بعيت للصهاينة زمن الانتظاب البريطاني، ووجدنا أن ما مساحته 1398 دونم من أراضي قرية الدردارة بيعت لليهود آنذاك، راجع ذلك في الصفحة 241 من مؤلف مصطفى العباسي).
أثناء حرب 1948، دُمِرَت مستعمرة "إيال"، وبعد أن طُرِدَ أهالي الدردارة العربية، أعاد الصهاينة بناء المستعمرة وسموها "هجوفريم": وهو كيبوتز يتبع للكيبوتز الموحد أسسه يهود مهاجررن من دول عدة، عام 1949، يشتهر الكيبوتز بصيد الأسماك، وبالقرب منه محطة لتوليد الكهرباء تستمد قوتها من اامياه المتساقطة من قناة تحويل نهر الأرن بعد تغيير مجراه عند بحيرة الحولة.
ثم غيروا اسمه مرة أخرى ودعوه "أشمورا" وذلك في سنة 1953. وهو غير آهل بالسكان الآن.
الثروة الزراعية
كانت أراضي القرية تمتد في منطقة زراعية خصبة، فمن ناحية إشرافها على سهل الحولة من جهتي الشمال والجنوب، ومن ناحية أخرى محاذاتها لسلسلة جبال من الشرق، أضف لوفرة المياه في أراضيها، جميعها عوامل ساعدت على تطور النشاط الزراعي في القرية، فقدرت مساحة الأراضي المزروعة بـ 2417 دونم، منها 1623 دونم زُرِعَتْ بالحبوب، و 795 دونم زُرِعَتْ بالبساتين المروية.
أما عن المحاصيل المزروعة في أراضي القرية فكانت:
الحبوب: قمح، شعير، .... وغيرها.
البساتين المروية: من خضراوت متنوعة.
الأشجار المثمرة وأهمها: الحمضيات وأشجار الزيتون والتين.
القرية والمناطق المجردة من السلاح
استناداً لنص اتفاقية الهدنة الموقعة بين الحكومة السورية وحكومة الاحتلال في تموز/ يوليو 1949 وقعت قرية الدردارة ضمن المنطقة المجردة من السلاح، وهي واحدة من مجموعة قرى كان لها ذات الواقع القانوني، هذه القرى هي: خان الدوير، عرب الشمالنة، كراد الغنامة، كراد البقارة، مزارع الخوري، مزارع الدريجات، السمرا، النقيب، الحمة، يردا، ومنصورة الخيط.
وبالتالي كان من المفترض أن تحكم بذات القوانين التي حكمت القرى الأخرى في المنطقة المجردة، ولكن سلطات الاحتلال منعت عودة سكان القرية إليها، وبدلاً من ذلك راحت تنشأ المستعمرات وتوطن مهاجرين من كافة دول العالم فيها، متنصلة بذلك من بند الاتفاقية بشكل صريح واضح.
القرية بين عامي 1948-1956
عندما تم توقيع اتفاقية الهدنة بين سورية وحكومة الاحتلال في تموز 1949، كانت القرية مُحتلة منذ الأول من أيار 1948 في سياق عملية "يفتاح"، ودُمِرت منازلها آنذاك بشكل كامل، كما دُمِرَت مستعمرة " إيال" المنشأة على أراضي القرية عام 1947، لكن سلطات الاحتلال أعادت بناءها وتم تسميتها "هجوفريم".
وفي عام 1953 أنشؤوا مستعمرة "أشمورا"، ومن هذا الاستعراض للمستعمرات التي أقيمت على أراضي القرية، نستنتج أن سلطات الاحتلال لم تلتزم بنص الاتفاقية الذي يقضي بإعادة سكان المناطق المجردة إلى قراهم، بل وراحت تقوم بتوطين مهاجرين يهود من مختلف دول العالم، بعكس ما جرى في القرى التي كانت ضمن المنطقة المجردة الذين أعيدوا لقراهم ولو كانوا قد تعرضوا خلال كل تلك السنوات لمضايقات "إسرائيلية" بشكل يومي.
احتلال القرية
فيما يلي ما ورد ذكره عن قرية الدردارة واحتلالها في رواية المؤرخ "وليد الخالدي" نقلاً عن مؤرخين صهاينة:
"لا يعرف متى احتلت الدردارة على وجه الدقة. فمن الجائز أن تكون احتلت في سياق علمية "يفتاح" في أواخر نيسان/ إبريل أو أيار/مايو 1948. ومهما تكن الحال، فإن القرية كانت في يد الصهاينة في أوائل تموز/يوليو 1948، عند نهاية الهدنة الأولى للحرب. ويذكر ( تاريخ حرب الاستقلال) أن القرية استخدمت قاعدة من قواعد الانطلاق الخاصة بعملية بروش وهي الهجوم الذي شنته القوات الإسرائيلية على رأس الجسر السوري على الحدود السورية في فترة ( الأيام العشرة) بين هدنتي الحرب ( 8-18 تموز/ يوليو). وقد حاولت القوات السورية استرداد القرية بعيد هذه العملية، لكنها اضطرت الى الانسحاب بعد أن واجهت حقل ألغام وفقدت ما لايقل عن خمسين رجلاً، ذلك استناداً إلى رواية الهاغاناه نفسها. وقد نصت اتفاقية الهدنة التي وقعتها "إسرائيل" وسورية في تموز/ يوليو 1949، على أن تكون القرية والمنطقة المحيطة بها مجردة من السلاح. وفي تلك الآونة، كانت مستعمرة الإسرائيلية قد أنشئت على أراضي الدردارة".
القرية اليوم
موقع القرية بات منذ احتلالها وتدميرها عبارة عن تل من الحجارة والتراب، تكسوها الأشجار، وثمة قناة في الطرف الشمالي لموقع القرية المدمر تتدفق منها المياه من الشمال إلى الجنوب، والمنطقة المحيطة بالموقع مزروعة من قبل المستوطنين.
أهالي القرية اليوم
بحكم قرب القرية من أراضي القرية من قرى الجولان السوري فإنه من الأرجح أن سكان القرية قصدوا قرى الجولان عندما تم تهجيرهم من قريتهم، وبعد احتلال الجولان السوري عام 1967 من الأرجح أنهم قصدوا السبيل ذاته الذي قصده أبناء الجولان، في النزوح إلى المدن السورية الأخرى.
ملاحظة: (استندنا في هذا الأمر لموقع القرية من ناحية، ولروايات سكان قرى المناطق المجردة اامسلحة وهم تقريباً جميعهم قصدوا الوجهة ذاتها أثناء حرب 48 وحرب 67).
الباحث والمراجع
إعداد: رشا السهلي، استناداً للمراجع التالية:
- الدباغ، مصطفى. "بلادنا فلسطين- الجزء الأول- القسم الأول". دار الهدى. كفر قرع. ط 1991. ص: 159.
- دباغ، مصطفى. "بلادنا فلسطين- الجزء السادس- القسم الثاني". دار الهدى. كفر قرع. ط 1991. ص: 30& 36& 171& 172& 253-254.
- عراف، شكري. "المواقع الجغرافية في فلسطين الأسماء العربية والتسميات العبرية". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2004. ص: 436.
- الخالدي، وليد. "كي لاننسى قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل عام 1948 وأسماء شهدائها". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2001. ص: 301-302 .
- في المرجع التالي، لم يأتي اي ذكر لاسم القرية:"إحصاء نفوس فلسطين لسنة 1931"، أ.ملز B.A.O.B.B. (1932). القدس: مطبعتي دير الروم كولدبرك.
- "إحصاء نفوس فلسطين عام 1945". وثيقة رسمية بريطانية. 1945. ص: 10.
- "قرى صفد المدمرة". وكالة وفا للأنباء والمعلومات. ب.ت. ص: 19& 20.
- صايغ، أنيس. "بلدانية فلسطين المحلتة (1948-1967)". منظمة التحرير الفلسطينية- مركز الأبحاث: بيروت. 1968. ص: 27& 42& 331.
- العباسي، مصطفى. "صفد في عهد الانتداب البريطاني 1917-1948 دراسة اجتماعية وسياسية". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. ط1. 2005. ص: 241.