معلومات عامة عن هونِينْ/ من القرى السبع - قضاء صفد
معلومات عامة عن قرية هونِينْ/ من القرى السبع
قرية فلسطينية مزالة، كانت قائمة على سفح جبل عامل، على طرف منحدر يشرف على الشطر الشمالي من سهل الحولة، شمالي مدينة صفد وعلى بعد 28 كم عنها، بارتفاع يصل إلى 650م عن مستوى سطح البحر.
قُدِرت مساحة أراضيها بـ 14224 دونم، شغلت منازل وأبنية القرية ما مساحته 81 دونم من مجمل تلك المساحة.
احتلت هونين على يد وحدات الكايبة الأولى للبلماخ/ القوة الضاربة وذلك يوم 3 أيار/ مايو 1948 في سياق عملية "يفتاح".
راجع بند القرية وقضية القرى السبع.
الحدود
كانت قرية هونين تتوسط القرى والبلدات التالية:
- الأراضي اللبنانية شمالاً.
- قريتي آبل القمح و الزوق الفوقاني (مدمرة قبل النكبة) من الشمال الشرقي.
- قرية الزوق التحتاني شرقاً، تليها قرية الخالصة من الشرق باتجاه الجنوب الشرقي.
- قرية المنارة (قرية مزالة منذ زمن الانتداب البريطاني، وعلى الأرجح قبيل بدأ حرب 48) تحد قرية هونين جنوباً وتليها قريتي البويزية والميس.
- الأراضي اللبنانية من الغرب والشمال الغربي.
أهمية موقع القرية
تتميز هونين كما بعض القرى الحدودية بقربها من الأراضي اللبنانية الفلسطينية، غير أنها كانت حتى عام 1923 تعتبر من ضمن الأراضي اللبنانية، وبالتالي تبعد عن القرى اللبنانية مسافة لا تزيد عن كيلومتر واحد، أضف لذلك إشرافها على الشطر الشمالي من سهل الحولة.
معالم القرية
كان في القرية عدة مبانٍ خدمية أبرزها:
- مدرسة ابتدائية واحد لتعليم أبناء القرية الذكور.
- مسجد واحد.
- قلعة تعود لزمن الصليبيين.
الآثار
هونين من المواقع المأهولة منذ أقدم العصور، وفي أراضي القرية عدة مباني ومعالم تحمل طابع الأزمنة التي مرت على القرية، ومنها:
- قلعة صليبية.
- خندق منقور في الصخر.
- مسجد مهدم.
هذا بالإضافة لموقعين أثريين أو بالإمكان وصفهما بالخرب، وهما: تل عين السابور شمال شرقي القرية، يليه تماماً تل المبروم والمعروف أيضاً باسم خربة سقور.
السكان
قُدِر عدد سكان القرية عام 1931 بـ 1075 نسمة كانوا جميعهم من العرب المسلمين ولهم 233 منزلاً.
ارتفع عدد سكان القرية عام 1945 إلى 1620 نسمة، وفي عام 1948 وصل إلى 1879 نسمة.
وفي عام 1998 قُدِر عدد اللاجئين من أبناء القرية بـ 11540 نسمة.
ضم هذا العدد سكان قريتي الحولة والعديسة اللبنانيتين المجاورتين ل هونين.
عائلات القرية وعشائرها
أسماء عائلات القرية الوارد ذكرهم في موقع هوية:
- عائلة شحرور.
- عائلة سلمان.
- عائلة حدرج.
- عائلة معتوق.
- عائلة سيد.
- عائلة بربيش.
- عائلة الرخاوى المنوفية.
الحياة الاقتصادية
اعتمد اقتصاد القرية على عائدات عدة أنشطة اقتصادية أبرزها: النشاط الزراعي، تربية الماشية، بعض الحرف والمهم اليدوية، بالإضافة لعائدات عملية التبادل التجاري بين سكان القرية والقرى والبلدات المجاورة.
الخرب في القرية
تل عين السابور: شمال شرقي القرية، وفيه مقبرة رومانية (مدافن منقورة في الصخر).
تل المبروم أو خربة سقور: يقع جنوبي تل عين السابور وفيه بقايا معاصر زيت حجرية، قطع فخارية، أساسات جدران.
الاستيطان في القرية
أسس بعض الصهاينة كيبوتز "مِسْجَافْ عام" يتبع للكيبوتز الموحد، في الجهة الشمالية من موقع قرية هونين العربية وذلك عام 1945.
أنشأ يهود مهاجرين من اليمن والعراق عام 1951موشاف، يتبع حركة المستوطنات جنوبي موقع قرية هونين العربية المحتلة تماماً، وقد أسماه الصهاينة بهذا الاسم نسبةً إلى مرجاليوت- كالفرسكي الذي عمل في الاستعمار في الجليل.
احتلال القرية
ورد في كتاب "كي لاننسى قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل عام 1948" أن قرية هونين احتلت مع مجمل القرى الجليلية التي احتلت في سياق عملية "يفتاح" ونقلاً عن تقرير أعدته الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لاحقاً أن سكان هونين غادروها يوم 3 أيار/ مايو 1948، في ذلك الوقت لم تكن القوات الصهيونية وصلت إلى القرية. وقد زعم تقرير للبلماخ أن القوات العربية أمرت سكان هونين بالرحيل عنها في 14 أيار / مايو. لكن هذين التقريرين لا يتفقان وذكريات شهود عيان أجريت مقابلات معهم بعد خمسة وعشرين عاماً.فقد ذكر بعض سكان قرية الخالصة المجاورة أنهم قرروا إجلاء النساء والأطفال إلى هونين صبيحة سقوط مدينة صفد (11أيار / مايو) . ولما احتلت الخالصة بعد بضعة أيام، انسحب المدافعون من سكانها إلى هونين مؤقتاً. والمرجح أن يكونوا انتقلوا إلى لبنان بعد أيام مع من اجتاز إلى لبنان من سكان هونين نفسها.
القرية وقضية القرى السبع
القرى السبع: هي سبعة قرى عربية تشكل سلسلة من الأراضي الهضبية والجبلية الممتدة شمالي فلسطين وجنوب لبنان على شكل قوس يبدأ من قرية آبل القمح وينتهي بقرية تربيخ/ طربيخا، وتقدر مساحة جميع هذه الأراضي بـــ 74221 دونم، موزعة كالتالي:
- مساحة أراضي قرية آبل القمح: 4615 دونم.
- مساحة أراضي قرية هونين: 14224 دونم.
- مساحة أراضي قرية قَدَسْ: 14139 دونم.
- مساحة أراضي قرية المالكية: 7328 دونم.
- مساحة أراضي قرية صلحا/ صالحة: 11735 دونم.
- مساحة أراضي قرية النبي يوشع: 3617 دونم.
- مساحة أراضي قرية تربيخا/ طربيخا: 18563 دونم.
تعود قضية هذه القرى لعام 1920 عندما عقد الفرنسيون والبريطانيون معاهدة سان ريمو لترسيم الحدود بين لبنان وفلسطين وسورية: جرى وضع خطوط موقتة في أواخر تشرين الأول العام 1920 ريثما يتم الاتفاق النهائي.
عندها حصلت فضيحة كبرى تمثلت باستيلاء مكتب الوكالة اليهودية الذي كانت من خلاله تجرى عمليات الاستيلاء والصفقات العقارية على منطقة مستنقعات "الحولة"، وكانت حينها إحدى الشركات الفرنسية قد التزمت تجفيف هذه المستنقعات، فاشترط هذا المكتب على الفرنسيين التنازل عن 23 قرية لبنانية واقعة ضمن منطقة النفوذ الفرنسي وضمها إلى فلسطين مقابل تجديد عقد امتياز الشركة الفرنسية في تجفيف المستنقعات، وهذا ما حصل حيث جرى ضم 23 قرية لبنانية إلى المنطقة الواقعة ضمن نفوذ الانتداب البريطاني.
- يوم 23 كانون الأول 1920 اتفق الفرنسيون والبريطانيون بموجب معاهدة باريس على مسألة تنظيم شؤون الحدود والمياه وسكك الحديد وغيرها.
- وفي أوائل حزيران عام 1921 بدأت أعمال ترسيم الحدود على الأرض من خلال اللجنة التي جرى الاتفاق على تشكيلها، ومثّل الجانب البريطاني الكولونيل "نيوكومب" ومَثَّل الجانب الفرنسي الكولونيل "بوليه".
- يوم الثالث من شباط عام 1922 وقّع الكولونيل بوليه والكولونيل نيوكومب وثيقة عرفت بالتقرير الختامي لتثبيت الحدود بين لبنان الكبير وسوريا من جهة وفلسطين من جهة أخرى. عدلت بموجبها "لجنة نيوكومب - بوليه" الحدود بإزاحة الخط المتفق عليه في اتفاقية 1920 حوالى 2 كم إلى الشمال، لتبدأ من رأس الناقورة وتسير إلى الجنوب قليلاً من قرية علما الشعب ثم تنحرف شمالاً على حساب لبنان عند حدود رميش ويارون، ويستمر الانحراف حتى شمال غرب المطلة. ثم تنحرف مجدداً على حساب لبنان فتمر بجسر البراغيث وجسر الحاصباني بدلاً من مرورها بتل القاضي وتل دان بهدف تأمين المياه لمنطقة الانتداب البريطاني.
القرى السبع بين عامي 1923- 1948
ألحقت هذه القرى بالأراضي الفلسطينية كما أشرنا، إدارياً ألحقت قرية تربيخا/ طربيخا بقضاء مدينة عكا، والقرى الست الأخرى ألحقت بقضاء مدينة صفد (آبل القمح، هونين، قدس، النبي يوشع، المالكية، وصلحا).
عايش أبناء القرى السبع جميع محطات الثورات الفلسطينية والنضال ضد الانتداب البريطاني، ولاحقاً الصراع مع العصابات الصهيونية.
ومع زيادة عمليات النشاط الاستيطاني الصهيوني، تم استيطان أجزاء من أراضي القرى وبناء مستعمرات عليها، مثل:
- مستعمرة "مسجاف" على أراضي قرية هونين عام 1945.
- مستعمرة "راموت نفتالي" على أراضي قرية النبي يوشع عام 1945 أيضاً.
وفي حالات القرى الأخرى كانت بعض المستعمرات مقامة على تخوم أراضيها مثل مستعمرة "كفار جلعادي" المتاخمة لأراضي قرية آبل القمح.
وعند بداية حرب عام 1948 قاوم أبناء هذه القرى كما أبناء الشعب الفلسطيني ضد العصابات الصهيونية، وذاقوا ما ذاقوه من قتل وتدمير وترهيب، وكان آخرها مجزرة قرية صلحا المرتكبة يوم 30 تشرين الأول 1948 التي أزهقت أرواح 105 رجل وامرأة وطفل من أبناء صلحا وأبناء القرى المجاورة الذين كانوا لاجئين فيها بعد احتلال قراهم.
القرى السبع بين عامي 1948 و 2023
على الرغم من أن السلطات اللبنانية وحتى "الإسرائيلية" تصر على أن خط الهدنة المحدد في اتفاقية الهدنة عام 1949 على أنها خط هدنة مؤقتة وليست اعترافاً من قبل أي طرف بأنها حدود دائمة، إلا أنه يتم التعامل الفعلي على هذا الأساس، فراحت سلطات الاحتلال تبين المستعمرات وتوطن المهاجرين اليهود فيها.
هذه القرى بالإضافة لمزارع شبعا لا تزال واحدة من قضايا الصراع والخلاف بين الحكومة اللبنانية والحكومة "الإسرائيلية" وعلى الرغم من مرور مئة عام على قضية هذه القرى، لم يتم حتى الآن حسم الجدل فيها، ولاتزال أصوات أبناء هذه القرى كأصوات أبناء القرى المجاور لقراهم المطالبين بالتزام سلطات الاحتلال بقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بإعادتهم إلى قراهم التي هُجِروا منها، فهي في نهاية المطاف أرض عربية تم احتلالها بقوة السلاح والإرهاب والتدمير، والجدال حول فلسطينيّة أو لبنانيّة هذه القرى لا يغير من حقيقة أنها أرض عربية محتلة يتوجب على كل عربي الدفاع عنها واستعادتها.
أبناء القرى السبع والجنسية اللبنانية
عقب احتلال قراهم توجه أنباء القرى السبع نحو الأراضي اللبنانية، وتحديداً مناطق الجنوب اللبناني، في ذلك الوقت تم التعامل معهم على أنهم لاجؤون فلسطينون من الناحية القانونية.
وفي عام 1960 استطاع حوالي ثلث من أبناء القرى السبع الحصول على الجنسية اللبنانية بموجب قرارات صادرة عن المحاكم اللبنانية.
ويشير مقال للكاتب "سامر الحاج علي" بعنوان: "القرى السبع والهوية اللبنانية الضائعة" أن بعض أبناء القرى السبع شمله مرسوم التجنيس رقم 5247 الصادر في حزيران عام 1994.
ويشير الكاتب في موضع آخر أن قانون التجنيس الصادر عام 2015 يشمل أبناء هذه القرى، خصوصاً أن أجداد وآباء هؤلاء مدونة أسماؤهم في سجلات الإحصاء التي قامت بها سلطة الانتداب الفرنسي عامي 1921 و 1924، وبعضهم يمتلك وثائق رسمية تثبت ذلك.
عملياً: يتم التعامل مع أبناء هذه القرى باعتبارهم غير لبنانيين، وبالتالي لا يحق لهم التقدم للوظائف العامة في لبنان أو الاستفادة مثلاً من تقديمات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. كما أن هؤلاء محرومون من العمل في عدد من الوظائف والمجالات كالطب والهندسة والصيدلة والمحاماة ناهيك عن الإنخراط في الأسلاك العسكرية والأمنية وعدم التملّك وغيرها.
هذا ويتم التعامل مع موضوع القرى السبع وأبنائها بشكل متناقض، فـ سياسياً لا يتم توفير أي فرصة للمطالبة بأحقية لبنان في ملكية هذه الأراضي وأنه يجب على حكومة الاحتلال إعادتها إلى لبنان، ومن ناحية أخرى يتم التعامل مع أبناء هذه القرى على أنهم ليسوا لبنانيين، ويتم التعامل معهم كما التعامل مع اللاجئين الفلسطينيين قانونياً.
أهالي القرية اليوم
عقب احتلال قريتهم توجه أبناء قرية هونين نحو الأراضي اللبنانية ولايزالون يقيمون فيها حتى اليوم.
القرية اليوم
عقب احتلال الصهاينة لقرية هونين دمروا بعض معالمها ومنازلها، واليوم لم يبقَ من معالم القرية سوى بقايا المقبرة والمدرسة الابتدائية والقلعة الصليبية. وقد باتت القلعة موقعاً أثرياً يجتذب السياح, ويستعمل المحتلون المدرسة مستودعاً زراعياً، ويستغلون الأراضي المحيطة بالقرية في أعمالهم الزراعية.
وعلى أراضي هونين أنشأ الصهاينة مستعمرتي "مسغاف" & "مرغليوت" عامي 1945و 1951 على التوالي.
الباحث والمراجع
إعداد: عبد القادر الحمرة& رشا السهلي، استناداً للمراجع التالية:
- الدباغ، مصطفى."بلادنا فلسطين الجزء الأول- القسم الأول". دار الهدى: كفر قرع، ط1991، ص: 163.
- الدباغ، مصطفى. "بلادنا فلسطين- الجزء السادس- القسم الثاني". دار الهدى. كفر قرع. ط 1991. ص: 20- 31- 32-35- 46- 50- 71- 84- 151- 153- 159- 229- 234- 255.
- الخالدي، وليد. "كي لاننسى قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل عام 1948 وأسماء شهدائها". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2001. ص: 378- 379.
- عراف، شكري. "المواقع الجغرافية في فلسطين الأسماء العربية والتسميات العبرية". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2004. ص: 512.
- أبو مايلة، يوسف. "القرى المدمرة في فلسطين حتى عام 1952".الجمعية الجغرافية المصرية: القاهرة. 1998. ص: 33.
- "قرى صفد المدمرة". وكالة وفا للأنباء والمعلومات. ب.ت. ص: 86- 87.
- العباسي، مصطفى. "صفد في عهد الانتداب البريطاني 1917-1948". مؤسسة الدراسات الفلسطينية. بيروت: لبنان. ط2. 2019. ص: 143- 144- 241- 251.
- صايغ، أنيس. "بلدانية فلسطين المحتلة 1948- 1967". منظمة التحرير الفلسطينية: بيروت. 1968. ص: 284- 287.
- أ.ملز B.A.O.B.B. "إحصاء نفوس فلسطين لسنة 1931". (1932). القدس: مطبعتي دير الروم كولدبرك. ص: 107.
- "Village statistics1945". وثيقة رسمية بريطانية. 1945. ص: 9.
- "قرية هونين-قضاء صفد". موقع فلسطين في الذاكرة. تمت المشاهدة بتاريخ: 15-8-2023 من خلال الرابط التالي: https://www.palestineremembered.com/Safad/Hunin/ar/index.html
- "عائلات قرية هونين- صفد". موقع هوية. تمت المشاهدة بتاريخ: 15-8-2023 من خلال الرابط التالي: https://www.howiyya.com/VwFamilies6List?showmaster=vw_regions&fk_Id=1000
- القرى السبع والهوية اللبنانية الضائعة". سامر الحاج علي. موقع العهد الإخباري. تم النشر بتاريخ: 10/10/2019. تمت المشاهدة بتاريخ: 23-8-2023 من خلال الرابط التالي: https://www.alahednews.com.lb/article.php?id=11822&cid=125
- "القرى اللبنانية السبع المحتلة: القصة الكاملة من العام 1920 إلى اليوم". صبحي منذر ياغي 3\3\2007. موقع الخيام. تمت المشاهدة بتاريخ: 2-8-2023 من خلال الرابط التالي: https://khiyam.com/news/article.php?articleID=8