تفاصيل أخرى - اقرث/ إقرت - قضاء عكا

التوجه لمحكمة العدل العليا  (الأول)

بعد أن تأكدت للأهالي نيّة السلطات بعدم إرجاعهم توجه الأهالي بواسطة المحامي محمد نمر الهواري بالسماح لهم بالعودة لقريتهم. بتاريخ 28\5\1951 استصدر الأهالي أمراً احترازياً ضد وزير الدفاع والحاكم العسكري في الجليل يلزمهم الحضور للمحكمة وتعليل أسباب منع المهجرين من العودة لقريتهم.  بعد عدة جلسات وبتاريخ 31\7\1951 أصدرت محكمة العدل العليا قراراً رقمه  1117 وسجله 64\51  . نص القرار على: "لقد قررنا أنه بعد يوم 27\4\1949 وهو يوم سريان مفعول القوانين الأساسية وحتى 26\9\1949 الذي أعلن فيه عن منطقة القرية كمنطقة عسكرية لم يكن له أي أساس قانوني لسلب الطالبين حقهم بالرجوع.  لهذا السبب وبناءً على اعتراض المجيبين غير العادل الذي سبب عدم رجوع الأهالي إلى القرية حالاً بعد 27\4\1949. "ثم أضاف :" النتيجة هي أنه طالما لم يُعطَ من قبل أي سلطة مخولة أمر خروج ضد الطالبين طبقا للقانون (8) من القوانين أعلاه فيحق لهم ألإقامة في قرية إقرث.

 هدم القرية

بتاريخ 24\12\1951 وفي ليلة الميلاد لدى الطائفة المسيحية الكاثوليكية – الطائفة التي ينتمي إليها أهالي القرية – تم تفجير القرية بواسطة الألغام والمدفعيات، ثم قامت الطائرات بقصفها وقد قامت جرافات الجيش بجرف أغلب معالم القرية باستثناء مبنى الكنيسة الذي بقي مهشماً متصدعاً نتيجة لذلك. وقد كان الهدف من ذلك قتل أمل مهجريها بالعودة.

ومن الجدير بالذكر أن هذا الهدم جاء في الفترة التي كان فيها المهجرون,  ينتظرون بها قرار محكمة العدل العليا بشأن الاعتراض على قرار المحكمة العسكرية. ومما يُذكر أنه في الفترة بين التهجير والهدم أعطت السلطات لمهجري اقرث تأشيرات دخول للقرية وللقيام بتجهيز وترميم البيوت للسكن لتكون جاهزة عند عودتهم إليها!!

بعد تهجير السكان وهدم القرية وسحقها  لم يبق لجرافات سلطات الجيش سوى اقتلاع أغلب كروم الزيتون والتين والعنب والأشجار التي كانت ما زالت صامدة بين حجارة البيوت. كان هذا خلال السنوات 1952و1953، لم يكن هذا فحسب، وإنما قام مستوطنو المنطقة - وكل من تسول له نفسهُ – بسرقة حجارة البيوت وما تبقى من الممتلكات حتى جرس الكنيسة تمت سرقته!!

فتح المناطق المغلقة

في بداية سنة 1969  وبعد أن فشلت كل الحوارات مع الحكومة، بدأ سيادة المطران يوسف ريّا – مطران أبرشية عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل مرحلة نضال جديدة من اجل العودة. لقد قاد المطران ريا نضال أهالي اقرث وكفر برعم فنظم مسيرات إحتجاجية ولقاءات وندوات ومؤتمرات و اجتماعات تاييدية وإعتصامات وصيام ومظاهرات شعبية وصفت إحداها أنها الأعظم حتى تاريخها في البلاد. وقد إصطف الى جانبه القيادات الشعبية العديدة وطلبة الجامعات ومحاضريها والأدباء والفنانين وغيرهم العديد.

في صبيحة يوم السبت 24\6\1972 وبعد الإعلان عن إزالة صفة "منطقة أمن" عن منطقة البلدة, أعلن أهالي اقرث عن بداية اعتصامهم في اقرث. حيث تجمع كل أهالي اقرث في القرية وباشروا بترميم الطريق المؤدي للكنيسة وإصلاح جدران الكنيسة التي تصدعت جراء عمليات الهدم التي تعرضت لها القرية وتم إيصال خط ماء للكنيسة.

العودة بعد الموت فقط . .

المرجع

د. إبراهيم رزق عطا الله كتاب إقرث..قضية شعب وحق وأمل