احتلال القرية - السُّميرية - قضاء عكا

احتلال القرية وتطهيرها عرقيا:

احتلت القرية صباح 14 أيار \ مايو 1948 عندما هاجمها لواء كرملي من جهتي الشمال الغربي والجنوب. وحدث ذلك خلال عملية بن عمي( أنظر الغابسية, قضاء عكا). وكتب المؤرخ الإسرائيلي بين موريس يقول إن ذلك تم (مع الإبقاء على الجانب الشرقي من القرية مفتوحاً للسماح للعرب بالهرب وهذا ما حدث بعد أن قصفت الوحدات المهاجمة الموقع وتقدمت نحوه) غير أن المؤرخ الفلسطيني عارف العارف يقول إن القرية سقطت بعد قتال ضار جراءه جميع شبان القرية بعد نفاذ ذخيرتهم أما كتاب(تاريخ الهاغاناه) فيذكر فقط أن القوات نزلت من البحر في نقطة قريبة من القرية وتقدمت لاحتلالها.

أما شهود العيان فإنهم يزودونا تفصيلات تختلف نوعاً ما عما جاء في الروايات أعلاه فقد كان مجاهدو القرية وعددهم 35 تقريباً يدافعون عن القرية إذ باغتتهم وحدة مدرعة تقدمت من الجنوب وقال أحد سكان القرية أن أحد الرجال بدأ إطلاق النار في الهواء ابتهاجاً ظناً منه أنها وحدة تابعة لجيش الإنقاذ العربي, لكن النار أطلقت عليه فاستشهد في الحال. وكان تم إجلاء معظم النساء والأطفال إلى عكا والقرى المجاورة غير أن الرجال حاولوا صد الهجوم من الشمال الغربي قبل انسحابهم, ( تاركين وراءهم الكثير من القتلى والجرحى) وعاد البعض لاحقا لدفن القتلى فلم يسترجع إلا جثة شهيد واحد كانت في الجزء الجنوبي من القرية. وقال أحد الذين عادوا إلى القرية لفترة قصيرة إن القرية كانت في معظمها مدمرة . وهذه الشهادة تؤكدها صورة فوتوغرافية نشرت في صحيفة (نيورك تايمز) بعد أقل من أسبوعين على احتلالها وتبين الدمار الواسع الذي ألحقته (فرق النسق اليهودية بالقرية) وهذه الصورة التقطتها وكالة إسوشييتد برس, وجاء في التعليق الوارد عليها أن القرية كان يستخدمها العرب مركزاً للقنص على الطريق العام المار من الشمال إلى الجنوب.