احتلال القرية - الولجة - قضاء القدس


بعد احتلال الضفة الغربية في يونيو 1967، تم ضم مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية التابعة للقرية لصالح بلدية الاحتلال بالقدس، وبات التضييق يزداد على السكان بمنعهم من البناء والتوسع ليتبقى فقط ثلاثة آلاف دونم، منها 60 دونمًا مصنفة "ب" تابعة للسلطة، ويسمح فيها البناء وباقي الأراضي تابعة لبلدية الاحتلال، ولما يسمى "الإدارة المدنية" في الضفّة الغربيّة، وهي أراض يُمنع البناء والتوسع فيها.

ومنذ سنوات، وسكان القرية يتعرضون للتضييق والتهجير القسري بسبب عمليات الهدم الواسعة لمنازلهم، بالإضافة إلى هجمة استيطانية مسعورة لا تتوقف، ناهيك عن مصادرة مساحات شاسعة من أراضيها، بذريعة شق طرق استيطانية، وإقامة خط للسكك الحديدية، و"حديقة وطنية"، وبناء جدار الفصل العنصري على أجزاء من أراضيها.

فصل القدس

المخطط الصهيوني الجديد يأتي ضمن ما يسمى "غلاف القدس"، لاستكمال إحاطة المدينة بجدار من المستوطنات، تمهيدًا لفصلها عن الضفّة الغربيّة، ولإكمال مشروعها في المنطقة القريبة من مستوطنة "جيلو".

أن المنطقة المستهدفة قريبة من سكة الحديد القديمة التي تربط القدس بكل مدن الداخل الفلسطيني المحتل، ويهدف الاحتلال من إقامة ال 700 وحدة الاستيطانية لتوسعة مستوطنة "جفعات مسوع"، وقطع التواصل ما بين القدس والضفة.

حيث أن المخطط يأتي أيضًا ضمن سلسلة من المستوطنات الّتي تصل مع "جيلو، هارحوما-جبل أبو غنيم والطريق الأمريكي"، وصولًا لمستوطنات شرقي القدس.

ووفقًا للخطة الصهيونيّة، فإن ما تسمى بـ"سلطة الأراضي" اقترحت  بناء منطقة حضرية متنوعة على أراضي الولجة تضم حوالي 700 وحدة استيطانية في مباني تصل إلى 11 طابقًا، تشمل مباني عامة، كما سيخصص 140 وحدة للشقق الصغيرة.

وقالت شيرا تلمي باباي من "إدارة التخطيط الصهيونيّة" في القدس: إن" توسيع جفعات مسوع سيساعد في تطوير جنوب المدينة، وهو محاولة لإيجاد حلول جيدة للنقص الحالي في الوحدات السكنية بالمدينة".
 
وعلى مساحة 87 دونمَا من أراضي الفلسطينيين التي تم مصادرها سابقًا، يقول الناشط المقدسي أبو دياب، ستنفذ سلطات الاحتلال مخططها الاستيطاني.
 
ويشير إلى أن الوحدات الاستيطانية ستضم رياض أطفال ومدارس، ومراكز تجارية وصناعية، وتسوق وبنوك وبريد ومحطة للحافلات، ومتنزهات، وغيرها.
 
ويضيف أن المخطط سيسمح ببناء أبراج سكنية شاهقة قد تصل في بعضها إلى 20 -30 طابقًا، بالإضافة إلى وحدات سكنية فارهة، ومقرات عسكرية وأمنية.
 
وضمن المخطط، سيعمل الاحتلال على شق طرق وشوارع ومرافق عامة، ومواقف للسيارات لتسهيل حركة تنقل المستوطنين، وتحسين نظام مرور المشاة.
 
مخاطر المشروع
 
وأقام الاحتلال على أراض فلسطينية في قرية الولجة "حديقة حيوانات توراتية" ضخمة، في سبيل إبعاد الفلسطينيين عن بلدتي بيت لحم وبيت جالا، ولمحاصرة السكان ومنع تمددهم مع القدس، وللسيطرة على الأراضي الفلسطينية.
 
وبحسب أبو دياب، فإن سلطات الاحتلال تعمل على إقامة أنفاق وشوارع استيطانية جديدة على الحدود ما بين الولجة وبيت لحم، لتصل بمستوطنات "غوش عتصيون"، والمستوطنات المحيطة بها وداخل مدينة الخليل.
 
وحول خطورة المخطط الاستيطاني، يؤكد أن الاحتلال من خلال مخططات الاستيطانية الجديدة، يريد إبعاد كل التجمعات الفلسطينية عن بعضها البعض، لقطع التواصل بينها، ومنع إمكانية قيام أي دولة فلسطينية مستقبلية.
 
ويضيف أن الاحتلال يتمدد ضمن ما يسمى مشروع "القدس الكبرى"، والّتي يريد أن تصل حدودها إلى تخوم الخليل ومستوطنات "غوش عتصيون".
 
ويحاول الاحتلال الاستيلاء على المنطقة لأجل إقامة مشاريع كبرى تربط مدينة القدس في شبكة طرق وأنفاق مع مستوطنات أخرى مُقامة على أراضي غرب جنوب بيت لحم، في إطار مشروع "القدس الكبرى".
 
ويسعى أيضًا - وفقًا للمختص في شؤون القدس- إلى تمدد مستوطناته باتجاه الجنوب الغربي من القدس لتوصيلها ببعضها البعض، ضمن إيجاد حزام استيطاني كبير يلتف حول المدينة المقدّسة.
 
ويوضح الباحث أن الأراضي الفلسطينيّة المصادرة لإقامة المشروع الجديد مليئة بالأشجار المثمرة والزيتون، إذ حرم الاحتلال المواطنين من الاستفادة من أراضيهم، ومصدر رزقهم، كون أهالي الولجة يعتمدون على الزراعة.
 
وحسب رئيس بلدية الاحتلال موشيه ليون، فإن" سلطات الاحتلال تواصل طفرة البناء الاستيطاني في القدس، وهي إحدى المهام الحضرية الرئيسية المحددة لتنمية القدس"، على حد زعمه.
 
ويقول: "فقد كان البناء في القدس يجري في إطار عملية تجديد متسارعة في السنوات الأخيرة باعتباره اتجاهًا حضريًا مستمرًا لتعزيز آلاف الوحدات السكنية بالعاصمة" حسب تعبيره.

مسلسل هدم المنازل:

سياسة هدم المنازل في قرية الولجة قديمة حديثة ومتواصلة حيث هدمت سلطات الاحتلال نحو (60) بيتًا ومنشأة في القرية منذ سبعينيات القرن الماضي، وقد قامت سلطات الاحتلال سواء التابعة لبلدية الاحتلال في القدس او التابعة للإدارة المدنية في الضفّة الغربيّة بتوزيع إخطارات هدم على المواطنين في القرية لنحو (60) بيتًا جديدا؛ بحجة البناء من دون ترخيص.

 وأخطرت بلدية الاحتلال في القدس كافة منازل الفلسطينيين الذين يعيشون في منطقة عين جويزة في قرية الولجة بالهدم بحجة البناء من دون ترخيص، في الوقت الّذي تمّ تجميد قرار هدم 39 منزلًا في هذه المنطقة بقرار مؤقت من محكمة الاحتلال، وقد هدمت سلطات الاحتلال (13) بيتًا، و(6) منشآت خلال الثلاث سنوات الأخيرة.

المستوطنات المحيطة بالولجة:

يحيط بقرية الولجة مستوطنتي "جيلو" و"هار جيلو"، حيث تقع مستوطنة "جيلو" الى الجنوب من مدينة القدس، وجنوب قرية الولجة بدأ البناء فيها في عام 1971 على حساب اراضي قرية الولجة، وبيت جالا، وشرفات، وبيت صفافا، وتحتل المستوطنة ما مساحته (2738) دونما، ويسكنها نحو (32000) مستوطن، وتشهد المستوطنة توسعات كبيرة في الجهة الجنوبية والغربية على حساب اراضي المواطنين الفلسطينيين.

كما تقع مستوطنة "هار جيلو" الى الشمال الغربي من مدينة بيت لحم. حيث اقيمت في العام 1972 على جزء من أراضي مدينة بيت جالا وقرية الولجة، وتحتل المستوطنة اليوم ما مساحته (414) دونما، ويقطنها حوالي (1500) مستوطن يهودي، حيث تقوم سلطات الاحتلال ببناء وحدات سكنية جديدة لتوسيع مستوطنة "هار جيلو"، وانشاء شبكة من الطرق الالتفافيّة والانفاق لربطها مع مستوطنة "جيلو"، وخلق تواصل جغرافي بين المستوطنات الواقعة شمال مدينة القدس وجنوبها، وذلك على حساب اراضي بلدة الولجة.

 ويهدف المخطط الاستعماري الصهيوني لتشكيل كتلة استيطانية كبيرة شمال مدينة بيت لحم وجنوب مدينة القدس، وربط مستوطنات "هارجيلو" مع "جيلو" ثم مع مستوطنتي "جفعات هماتوس" و"هار حوماه" لتشكيل هذه الكتلة الاستيطانية الضخمة على حساب اراضي المواطنين الفلسطينيين في الولجة، وبيت جالا، وشرفات، وبيت صفافا.