معلومات عامة عن يارْدَا/ قرى المناطق المجردة من السلاح - قضاء صفد
معلومات عامة عن قرية يارْدَا/ قرى المناطق المجردة من السلاح
قرية فلسطينية مُزالة، كانت قائمة فوق طبقة من الصخور البركانية منحدرة باتجاه سهل الحولة شمالاً، شرقي مدينة صفد وتبعد عنها قرابة 10 كم بارتفاع يصل إلى 225 م عن مستوى سطح البحر.
يردا قرية صغيرة قُدِرَت مساحة أراضيها بــ 1368 دونم، لم تعرف حجم المساحة التي بنيت عليها منازل القرية.
احتلت القرية من قبل الصهاينة عدة مرات وتذكر عدة مصادر وثقت تاريخ القرية أن أهلها غادروها في هجوم استهدف القرية مع بداية عملية "يفتاح" أواخر نيسان/أبريل 1948ـ إلا أنهم عادوا إليها وغادروها عدة مرات كون القرية كانت من المناطق التي وقعت في حدود المنطقة المجردة من السلاح، وفق اتفاقية الهدنة الموقعة بين سورية وحكومة الاحتلال في تموز/ يوليو 1949، وعلى الأرجح أن سكان القرية أو على الأقل جزءاً منهم عادوا للقرية وبقوا فيها حتى 30-10-1956 عندما قامت سلطات الاحتلال بطرد سكان المنطقة المجردة من السلاح.
الحدود
كانت قرية ياردا تتوسط القرى والبلدات التالية:
- قرية كراد الغنامة شمالاً.
- الحدود السورية وجسر بنات يعقوب على مسافة لا تزيد عن 4 كم شرقي القرية.
- قرية كراد البقارة من الشمال الشرقي.
- قرية منصورة الخيط من الجنوب الشرقي.
- خربة المنطار جنوباً.
- قرية الويزية غرباً.
سبب التسمية
يَرْدا: بفتح أوله وسكون ثانيه ودال وألف، وحسب ما يذكر المؤرخ "مصطفى الدباغ" فإنه قد يكون الاسم من جذر الفعل (يَرِد) بمعنى (ورد)، أو أنها تحريف من كلمة (ياريدا) الآرامية والتي تعني السوق السنوية حيث يجتمعون للمقايضة.
تسميات أخرى للقرية
تعرف القرية أيضاً باسم: يَرْدَا
الآثار
بنيت قرية (يردا) على مقربة من موقع أثري حمل طابع فترات زمنية مختلفة حيث تقع خربة وقّاص (القدح)، جنوبي القرية وتحتوي هذه الخربة على بقايا أبنية وجدران قديمة، وحجارة متنثارة بالإضافة لــ صهاريج ومعصرة.
السكان
يردا قرية صغيرة جداً كان عدد سكانها عام 1931 فقط 13 نسمة، وكان لهم 3 منازل.
وفي عام 1945 كان عدد سكان يردا 20 نسمة، وفي عام 1948 كانوا 23 نسمة وهم جميعهم من العرب المسلمين وكانوا يقيمون في 5 منازل.
قُدِرَ عدد اللاجئين من أبناء القرية عام 1998 بـ 143 نسمة.
عائلات القرية وعشائرها
استناداً لعدد سكان القرية المدون في الإحصائيات الرسمية، فإنه من الأرجح أن جيمع سكان القرية كانوا من أسرة واحدة أو أسرتين على أبعد تقدير، لكن لم يتوفر لدينا أي معلومة عن أسماء تلك العائلات، لذلك نرجو ممن تتوفر لديه هذه المعلومة التواصل معنا وتزويدنا بها.
الحياة الاقتصادية
اعتمد اقتصاد القرية على الزراعة بشكل أساسي، لا تتوفر لدينا معلومات حول تفاصيل النشاط الاقتصادي الذي مارسه أهالي القرية.
القرية والمناطق المجردة من السلاح
تم التوقيع على اتفاقيات الهدنة بين سورية وحكومة الاحتلال، حيث تم توقيع الاتفاقية في تموز/ يوليو 1949 وبموجب تلك الاتفاقية وقعت مجموعة أراضٍ وقرى فلسطينية ضمن منطقة مجردة من السلاح، وفق ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين ومن هذه القرى: يردا، النقيب، منصورة الخيط، السمرا، خربة أبو زينة، كراد الغنامة، كراد البقارة، خان الدوير، والصيَّادة.
كان الاتفاق ينص أن يعود سكان هذه القرى إلى قراهم على أن تكون خالية من أي وجود عسكري سوري أو "إسرائيلي"، وأن تكون هذه المنطقة تحت إشراف لجنة من منظمة الأمم المتحدة.
عاد أهالي تلك القرى إليها، ولكن سلطات الاحتلال لم تكن ترغب باستمرار هذه الاتفاقية، وبدأت تمارس المضايقات بحق سكان هذه المنطقة لدفعهم لتركها والرحيل عنها، أما عن أهالي قرية يردا فلم يأتي عليهم أي ذكر للمصادر التاريخية التي تحدثت عن سكان المناطق المجردة، وعلى الأرجح أنهم انتقلوا للعيش في مناطق أخرى، أو انضموا للاجئين الذي طُرِدوا من قراهم منذ بداية حرب عام 48.
احتلال القرية
نقلاً عن المؤرخ "وليد الخالدي" وما كتبه عن احتلال قرية يردا، فإنها على الأرجح احتُلت في بجايات عملية "يفتاح" التي استهدفت احتلال مدينة صفد وقراها، وقد حدث ذلك أواخر نيسان مطلع أيار من عام 1948، وربما دمرت العصبات الصهيونية منازل القرية فور احتلالها.
وعندما تم التوقيع على اتفاقيات الهدنة بين سورية وحكومة الاحتلال، وقعت أراضي القرية ضمن المنطقة المجردة من السلاح، وبقيت أراضي يردا غير خاضعة لسيطرة أي جهة من جهات القتال بشكل صوري، وما إن سنحت الفرصة عادت سلطات الاحتلال إلى القرية واستوطنت فيها عقب طردها لسكان جميع المناطق المجردة من السلاح وذلك يوم 30 تشرين الأول/ أكتوبر 1956.
القرية اليوم
دُمِرَت منازل قرية يردا بالكامل منذ احتلالها مطلع أيار/ مايو 1948، ضُمَتْ أراضيها لمستعمرة "أبيليت هشاجر" القريبة من القرية، وفي عام 1949 أنشأت سطلات الاحتلال مستعمرة "مشمار هيردين" على أراضي القرية على مسافة كيلو متر واحد شرقي موقع يردا العربية المدمرة، وربما استمر مستوطني تلك المستعمرات في الاستفادة من أراضي القرية في السنوات الاحقة لتوقيع اتفاقية الهدنة، بمعنى أنه لم يعد سكان يردا العرب إليها مع تنفيذ بنود الاتفاقية كما حدث مع سكان القرى الأخرى التي وقعت ضمن المنطقة المجردة من السلاح.
واليوم موقع القرية القديم تتناثر فيه أنقاض المنازل المدمرة وبقايا جدران لخان كان قائماً في القرية تغطيها النباتات البرية ويستفيد سكان المستعمرات المجاورة من أراضي القرية بزراعتها وكمرعىً للمواشي.
الباحث والمراجع
إعداد: رشا السهلي، استناداً للمراجع التالية:
- الدباغ، مصطفى."بلادنا فلسطين الجزء الأول- القسم الأول". دار الهدى: كفر قرع، ط1991، ص: 163.
- الدباغ، مصطفى. "بلادنا فلسطين- الجزء السادس- القسم الثاني". دار الهدى. كفر قرع. ط 1991. ص: 31- 36- 170- 209.
- الخالدي، وليد. "كي لاننسى قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل عام 1948 وأسماء شهدائها". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2001. ص: 381- 382.
- عراف، شكري. "المواقع الجغرافية في فلسطين الأسماء العربية والتسميات العبرية". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2004. ص: 518.
- "قرى صفد المدمرة". وكالة وفا للأنباء والمعلومات. ب.ت. ص: 88- 89.
- العباسي، مصطفى. "صفد في عهد الانتداب البريطاني 1917-1948". مؤسسة الدراسات الفلسطينية. بيروت: لبنان. ط2. 2019. ص: 148.
- صايغ، أنيس. "بلدانية فلسطين المحتلة 1948- 1967". منظمة التحرير الفلسطينية: بيروت. 1968. ص: 47- 292.
- أ.ملز B.A.O.B.B. "إحصاء نفوس فلسطين لسنة 1931". (1932). القدس: مطبعتي دير الروم كولدبرك. ص: 111.
- "Village statistics1945". وثيقة رسمية بريطانية. 1945. ص: 11.
- "قرية ياردا- قضاء صفد". موقع فلسطين في الذاكرة. تمت المشاهدة بتاريخ: 14-2-2023 من خلال الرابط التالي: https://www.palestineremembered.com/Safad/Yarda/ar/index.html