معلومات عامة عن الزَنْغَرِيَّة / زحلق - قضاء صفد
معلومات عامة عن قرية الزَنْغَرِيَّة / زحلق
قرية فلسطينية مهجرة، كانت قائمة في منطقة الجليل الأعلى، وتمتد من السفح الجنوبي الشرقي، من جبل كنعان، حتى مشارف نهر الأردن، (الشريعة)، حيث تَبعُدُ عنه مسافة 3 كم، وتطل من الجنوب على بحيرة طبريا، وتبعد عنها نحو 9 كم، إدارياً كانت تتبع لقضاء مدينة صفد وتقع على مسافة 8 كم من ناحية صفد الجنوبية الشرقية، بارتفاع يصل إلى 250م عن مستوى سطح البحر.
قُدِرت مساحة أراضي القرية بـ 27918 دونم.
احتلت القرية في سياق عملية "يفتاح" وما تفرع عنها من عمليات كانت تستهدف احتلال مدينة صفد وقراها، وذلك على يد وحدات الكتيبة الأولى للبلماخ، أما الزنغرية فوفقاً للمصادر التاريخية التي وثقت تاريخ احتلال الزنغرية يرجح أنها احتلت يوم 4 أيار/ مايو 1948.
الحدود
تتوسط القرى والبلدات التالية:
- قرية الويزية شمالاً.
- قرية منصورة الخيط/ منصورة الحولة من الشمال الشرقي.
- الأراضي السورية شرقاً.
- قرية البطيحة من الجنوب الشرقي.
- خربة كرازة تليها بحيرة طبرية جنوباً.
- قرية جب يوسف من الجنوب الغربي.
- مدينة صفد غرباً، بانحراف قليل نحو الشمال الغربي.
- وقرية الجاعونة من الشمال الغربي.
أهمية موقع القرية
تتميز قرية الزنغرية بموقعها الاستراتيجي بقربها من مدينة صفد من ناحية، ووقوعها على أطلال مرتفعات الجولان السوري من ناحية أخرى، كما تمتد أراضيها شمالي بحيرة طبريا، وبذلك تشكل البحيرة حداً طبيعياً لأراضي القرية.
سبب التسمية
الزنغرية نسبةً إلى العشيرة العربية التي تقيم في أراضي القرية، أما زُحْلُق فتعني للوخف والتحرك، و زحال "Zehal" في الآرامية تعني سال وعليه يكون المعنى الزاحل أو الميل، ولعلها من الزحلوقة، وهو المكان المنحدر الأملس، ولعلها صفة اراضي القرية.
البنية المعمارية
كانت منازل الزنغرية مبنية بالطين والحجارة، تنقسم إلى مجموعتين: واحدة في الشرق (تعرف بالزنغرية الشرقية)، وواحدة في الغرب (الزنغرية الغربية)، تفصل بينهما مسافة 275- 365 متراً.
الآثار
تحيط بالقرية محموعة كبيرة من الخرب الأثرية التي تحتوي على أكوام من حجارة البازلت وحظائر متهدمة وأساسات وتصاريف وفخاروهي كالتالي:
1) خربة العليا
2) خربة ابي زلفة
3)خربة العسلية
4)خربة شُكر
5)خربة السّنينة
6) تل سنجق
السكان
قُدِر عدد سكان الزنغرية عام 1922 بـ 374 نسمة.
ارتفع هذا العدد في إحصائيات عام 1931 إلى 526 نسمة،كانوا جميعهم من العرب المسلمين وكان يملكون حتى ذلك التاريخ 97 منزلاً.
في إحصائيات عام 1945 بلغ عددهم 840 نسمة، ليصل عشية النكبة إلى 974 نسمة وعدد المنازل آنذاك 179 منزلاً.
في عام 1998 قُدِر عدد اللاجئين من أبناء القرية بـ 5984 نسمة.
عائلات القرية وعشائرها
جميع سكان القرية (الزنغرية والقرى التابعة لها) هم نن أصل واحد هي عشيرة الزنغرية، والتي بدورها تتفرع لسبع أفخاذ هي:
- الجرادات.
- الجمعات.
- الدويعر.
- السوالمة.
- العويسات.
- اللايمة.
- المجادمة.
الحياة الاقتصادية
اعتمد اقتصاد القرية على عائدات ممارسة أنشطة اقتصادية، أبرزها الزراعة، تربية الماشية، وعمليات التبادل التجاري بين القرية والقرى والبلدات المجاورة.
الخرب في القرية
تحيط بالقرية محموعة كبيرة من الخرب الأثرية التي تحتوي على أكوام من حجارة البازلت وحظائر متهدمة وأساسات وتصاريف وفخاروهي كالتالي:
1) خربة العليا: تقع في ظاهر القرية الجنوبي الغربي وترتفع 305م عن سطح البحر.
2) خربة ابي زلفة: تقع في غرب القرية وترفع 275م عن سطح البحر.
3)خربة العسلية: تقع في ظاهر خربة ابي زلفة الشمالي وترفع 320م عن سطح البحر.
4)خربة شُكر: تقع في شمال شرقي القرية وترتفع 250م عن سطح البحر.
5)خربة السّنينة: تقع في شمال القرية وترتفع 355م عن سطح البحر.
6) تل سنجق: تقع غرب خربة السّنينة الغربي وترتفع 375م عن سطح البحر.
تفاصيل أخرى
تميّز اهالي (الزنغرية) بالإقدام على العلم والتعلم، وبرزوا بشكل ملفتٍ بهذا الجانب، يُسجّل لهم وللشعب الفلسطيني، خاصة بعد النكبة، وقبل النكبة كانت هناك مدرسة في منزل المدرس مزعل علي عام 1942، وفي العام 1944 افتتحت اول مدرسة رسمية من قبل حكومة فلسطين. لذلك يتمتع ابناء (الزنغرية بانشداد كبير للعلم والتعلم، والمعرفة، وقد تنافسوا في هذا المجال مع الأخرين، مما أدى لإرتفاع نسب المتعلمين بينهم، خاصة في مجالات (الطب البشري، الهندسة، العلوم، التربية...). وتُشير التقديرات المستقاة من مصادر مختلفة لوجود نحو 2000 من ابناء (الزنغرية) يحملون الشهادات العليا.
الطرق والمواصلات
كانت القرية ترتبط طريق ترابية تصل الزنغرية بطريق صفد- طبرية العام.
التاريخ النضالي والفدائيون
على الصعيد الوطني، شارك أبناء (الزنغرية) في مسار العمل الوطني قبل وبعد النكبة منذ وعد بلفور وحتى الآن. وساهموا بخوض العديد من المعارك المشرفة ومنها معارك مستعمرة (مشمار هايردن)، ومستعمرة (نجمة الصبح)، ومعركة الكم في 15/4/1948، ومعركة زحلق.
وانتظم عدد كبير من أبناء (الزنغرية) في صفوف الكتيبة 68، وكان منهم : عيسى فارس، جودي علي الصالح، سامي فاعور، علي القاسم، ذايب محمد ذياب، يوسف المحمد، محمد شحادة، حسين مزعل، أحمد الموسى، قاسم الخطيب، واستشهد منهم عيسى فارس، سامي فاعور، جويد علي الصالح، قاسم الخطيب، يوسف الحمد.
كما انخرطت أعداد منهم في صفوف فصائل العمل الوطني الفلسطيني في الثورة الفلسطينية المعاصرة، وعلى رأسهم خميس جرادات القابض على الجمر حتى الآن بالرغم من عمره المتقدم، والمرحوم عمر قطيش عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومحمد عيسى فارس (أبو عيسى) القيادي السابق في الجبهة الشعبية، ومن ثم الجبهة الثورية (التي دامت لفترة قصيرة عام 1972 وعادت للجبهة الشعبية)، وعبد الله الأحمد، ومحمد قاسم جرادات، ومحمود قاسم، وفيصل الجمعات، والدكتور عمر فارس .. واخرين.
شهداء من القرية
1- الشهيد عيسى فارس النمر 1918 – 5/11/1963
2- الشهيد جويد علي صالح ( 1935 - 1967/6/5 ) رواها:
في هذا اليوم، الخامس من تشرين الثاني، تمر الذكرى التاسعة والخمسون لاستشهاد والدي (الشهيد البطل عيسى فارس النمر). تمر ذكراه، في كل عام، حاملة معها لحظاتٍ مؤثرة، منها تلك التي وقفت فيها على ثرى فلسطين، بالقرب من مكان استشهاده، وهو يقارع المحتل صامدا حتى آخر رصاصة، لتعانق دماؤه الطاهرة تراب الوطن، وتروي أرض فلسطين الجريحة. ولد أبي في عام ١٩١٨ بقرية (خاطي)، إحدى قرى عشيرة الزنغرية الأربع التابعة لمدينة صفد؛ وقد شهد والدي الانتداب البريطاني على فلسطين لينخرط مع الفدائيين في مقاومة المحتل، تحذوه الغيرة على الأرض، فشارك في الثورة الفلسطينية الكبرى التي اندلعت في عام ١٩٣٦. وبعد نكبة عام ١٩٤٨، لجأ والدي وأسرتي إلى الجولان، حيث لم يأل جهداً مع رفاق السلاح في مهاجمة المستوطنات الصهيونية، التي بدأت تتشكل على أرض فلسطين وتسلب ما فيها. ثم رحلت أسرتي إلى جوبر، شرقي مدينة دمشق، ليلتحق أبي، في عام ١٩٥٨، بالكتيبة ٦٨، التابعة للجيش السوري، لجمع معلومات استخباراتية بهدف تنفيذ عمليات فدائية؛ وكان والدي من المكلفين بمهام الاستطلاع لمعرفته الجغرافية الواسعة لأرض فلسطين. مضى ليكون على موعد مع الشهادة في الخامس من تشرين الثاني عام ١٩٦٣، بعد اشتباكات عنيفة دارت بينه، ومعه رفيقان من رفاقه، وبين الجنود الصهاينة. كيف لنا أن نتجاوز ذلك النقاء، وتلك الطيبة؛ كيف لنا أن نتجاوز من زرع نفسه عنوة في أرض فلسطين، في وجه الاحتلال البغيض؟ كان لاستشهاد والدي كبير الأثر وعظيمه في نفسي وفي أخوتي. تركت ملاعب الطفولة والتحقت وأخوتي بالعمل الثوري في ذاك الزمان الجميل، يحدوني الأمل بأن حرية فلسطين حتمية، وما زال هذا الأمل، وكذلك فعلنا النضالي، ما زالا الشاغل لنا. أفخر بك يا والدي، وأعتز باستشهادك، وأشعر في الوقت ذاته بحزنٍ كبير على ما وصلنا إليه من وهن الحال وتوهانه، ربما، أفرح لأنك لم تعش مرحلة الخذلان والتضييع، تطويع الشعوب والتطبيع مع كيان مصطنع ناضلت من أجل زواله. والدي ورفاقه في النضال والشهادة، أولئك الذين صنعوا الثورة، وعبدّوا الدرب بالدماء نحو الحرية... عاشوا في الزمن الجميل، زمن الثورة والنهوض القومي... سيبقى أبي دوما في ذاكرتي وقلبي... وسأبقى، ما حييت، أناضل.... سلام على روحك والدي العزيز ... ويا للأسف، لم أشبع منك!.
الكاتب: ا. عمر فارس، ابن الشهيد
عام 1935 رأى الشهيد جويد علي صالح نور الحياة في قرية الزنغرية ودرج في مرابعها، وهُجر منها شاباً في نكبة 1948، كانت هجرته مع أهله إلى الجولان السوري المحتل شرقي بحيرة طبريا مكثوا هناك عدة سنوات ثم تابعوا هجرتهم إلى الشام وأقامت العائلة في بلدة جوبر التي تبعد حوالي 7 كيلومتر شرق دمشق، كان حينها مازال عمره 13 عاماً، لم يعرف مهنة في حياته إلا العمل الفدائي لأجل فلسطين وقضيتها التي لم يتأخر في تقديم كل ما يملك لأجلها فكان له ما أراد حيث استشهد في عملية بطولية كما كان حلمه بأن يموت شهيداً فوق أرض فلسطين الحبيبة، والده علي الصالح تزوج من دلة وأنجبت منه : حسنة، مرة، جويد، فاطمة، وضحة، غزالة، وفي عام 1958 تزوج جويد من سارة بنت عثمان حسن من قرية ( الزنغرية - خاطي ) استقر حينها في محافظة القنيطرة و
احتلال القرية
ورد في كتاب " كي لاننسى قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل عام 1948 وأسماء شهدائها" للمؤرخ وليد الخالدي نقلاً عن مصادر عبرية: أنه في 4 أيار/مايو 1948، شنت وحدات الهاغاناه، وتحديداً الكتيبة الأولى للبلماخ هجوم في سياق ما أسموه عملية مطْأَطي (المكنسة) جزء من عملية "يفتاح" التي استهدفت احتلال مدينة وقرى صفد، وكانت غاية هذا الهجوم (تطهير) المنطقة الواقعة إلى الشرق من صفد والقريبة من نهر الأردن. وكانت الأوامر الصادرة إلى قادة سرايا البلماخ، قبل العملية الفرعية، تقضي تخصيصاً بوجوب مهاجمة قرى الزنغرية والطابغة وعرب الشمالنة، و(طرد سكانها ونسف منازلهم). بحسب ما يذكر المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس، مع اقتراب طوابير البلماح من هذه القرى فرّ سكانها شرقاً إلى سورية؛ وفي اليوم التالي، نسف الجنود المهاجمون أكثر من خمسين منزلاً في الزنغرية وغيرها من القرى. وقد أكدت برقية مرسلة من قائد جيش الإنقاذ العربي إلى القيادة العليا في سورية أن الزنغرية احتلت في 4 أيار/مايو، وأضافت أن احتلال القرية أُتبع بهجوم على صفد.
وكتبت (نيويورك تايمز) في ذلك الحين: (في هذه العملية [عملية المكنسة] نشرت القوات "الإسرائيلية" الارتباك في صفوف سكان بلدات الجليل العرب، ودفعت المدنيين العرب إلى التسابق نحو الحدود اللبنانية والسورية). وقد بلّغَتْ السلطات السورية البريطانيين أن هذا الهجوم وحده أسفر عن دخول 2000 لاجئ جديد إلى أراضيها، وبعد مرور أسبوع على الهدنة الأولى في الحرب، نقلت (نيويورك تايمز) عن مسؤولين سوريين قولهم إن القوات "الإسرائيلية" خرقت، في 17 حزيران/يونيو، وقف إطلاق النار بإضرامها النار في الزنغرية، وربما كان ذلك إكمالاً لتدمير القرية.
عشيرة الزنغرية والقرى التي أقاموا فيها
تتكون عشيرة الزنغرية من سبعة أفخاذ تفرعت عنها مجموعة حمائل، هذه العشائر كانت مستقرة في أربع قرى مجاورة لبعضها البعض هي:
زحلق: الموقع الأساسي الذي استقرت فيه عشيرة شرقي مديمة صفد.
خربة جيسي: خربة قديمة غربي موقع زحلق كانت تقيم فيه بعض أفخاد عشيرة الزنغرية.
خربة خاطي: خربة قديمة جنوبي موقع زحلق كانت تقيم فيه بعض أفخاد عشيرة الزنغرية.
خربة كرازيا (كرازة): خربة قديمة جنوب غربي موقع زحلق كانت تقيم فيه بعض أفخاد عشيرة الزنغرية.
أهالي القرية اليوم
عقب احتلالها دُمِرَتْ منازل قرى الزنغرية (زحلق، خربة كرازة، خربة جيسي، خربة الخاطي) بشكل كامل، واليوم لم يبق إلا كتل من حجارة البازلت كانت، فيما مضى، أجزاء من 12 منزلاً. ومع أن المنازل خُربتن لكن بعض حيطانها لا يزال قائماً. ويُشاهد بالقرب من بقايا المنازل بعض الحواجز الحجرية المستعملة حظائر للمواشي. وتستعمل المنطقة مرعى لمواشي مستوطنة "كاري ديشي" المجاورة والواقعة جنوبي غربي الموقع.
الباحث والمراجع
مشاركة إعداد: أ.عمر فارس.
تحرير: رشا السهلي، استناداً للمراجع التالية:
- الدباغ، مصطفى. "بلادنا فلسطين- الجزء الأول- القسم الأول". دار الهدى. كفر قرع. ط 1991. ص: 160.
- الدباغ، مصطفى. "بلادنا فلسطين- الجزء السادس- القسم الثاني". دار الهدى. كفر قرع. ط 1991. ص: 30- 31- 38- 173- 174- 175- 176- 179- 183- 254- 272.
- "Reoprt and general abstracts of the census of 1922". Compiled by J.B.Barron.O.B.E, M.C.P: 44.
- "إحصاء نفوس فلسطين لسنة 1931"، أ.ملز B.A.O.B.B. (1932). القدس: مطبعتي دير الروم كولدبرك.ص: 111.
- "Village statistics1945". وثيقة رسمية بريطانية. 1945.ص: 11.
- العباسي، مصطفى. " صفد في عهد الانتداب البريطاني 1917-1948". مؤسسة الدراسات الفلسطينية. بيروت: لبنان. ط2. 2019. ص: 64- 148-151- 287- 291.
- "زحلق (الزنغرية)- قضاء صفد". موقع فلسطين في الذاكرة. استرجع بتاريخ 12-6-2023 من خلال الرابط التالي: https://www.palestineremembered.com/Safad/al-Zanghariyya/ar/index.html
- "مقابلة التاريخ الشفوي للنكبة الفلسطينية مع السيد خميس جرادات من قرية الزنغرية صفد المحتلة الجزء الثاني". الضيف: خميس جرادات. المحاور: ركان محمود. تاريخ المقابلة: 31- 8- 2008. تمت المشاهدة بتاريخ: 12-6-2023 من خلال الرابط التالي: https://youtu.be/8HdTQap3I98
مشاركات
الشهيد جويد علي صالح ( 1935 - 1967/6/5 ) رواها: أ. محمد ناصر مزعل ( حفيد الشهيد ) وما زاحت البوصلة وما انحرفت عند الشرفاء، وها هم أبطال فلسطين على نفس الطريق كل الرحمة للشهداء، والنصر للمرابطين في أرضنا المقدسة. على بعد حوالي 9 كيلومتر شمال بحيرة طبريا، وعلى 9 كيلومتر شرق جنوب صفد، وعلى بعد 3 كيلومتر غرباً عن الحدود السورية تقع قريتنا #الزنغرية ، وفي عام 1935 رأى #جويد_علي_صالح نور الحياة فيها ودرج في مرابعها، وهُجر منها شاباً في نكبة 1948، كانت هجرته مع أهله إلى الجولان السوري المحتل شرقي بحيرة طبريا مكثوا هناك عدة سنوات ثم تابعوا هجرتهم إلى الشام وأقامت العائلة في بلدة جوبر التي تبعد حوالي 7 كيلومتر شرق دمشق، كان حينها مازال عمره 13 عاماً، لم يعرف مهنة في حياته إلا العمل الفدائي لأجل فلسطين وقضيتها التي لم يتأخر في تقديم كل ما يملك لأجلها فكان له ما أراد حيث استشهد في عملية بطولية كما كان حلمه بأن يموت شهيداً فوق أرض فلسطين الحبيبة. والده علي الصالح تزوج من دلة وأنجبت منه : حسنة، مرة، جويد، فاطمة، وضحة، غزالة، وفي عام 1958 تزوج جويد من سارة بنت عثمان حسن من قرية ( الزنغرية - خاطي ) استقر حينها في محافظة القنيطرة وأنجبت منه : عليا، باسمة، علي. عرف الشهيد البطل بشجاعته التي عرفها الجميع وحبه للشهادة فوق أرض فلسطين المحتلة، كما عرف بسمو أخلاقه الثورية واندفاعه وحماسه الوطني حيث إلتحق في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة - منذ أوائل إنطلاقتها اثناء العمل السري في الستينيات، قام بعدة عمليات بطولية داخل فلسطين المحتلة، كما شارك في العديد من الدوريات الاستطلاعية والمهام الخاصة قبل عدوان حزيران 1967. شارك في عملية اقتحام لكمين صهيوني في الجليل الأعلى مع ثلاثة من رفاقه ( ... ) وذلك في الخامس من شهر حزيران لعام 1967، واستولوا على أسلحة وذخائر العدو، واثناء العودة واجهتهم دورية للعدو الصهيوني واشتبكوا معهم، حيث استشهد البطل جويد علي صالح في منطقة الجليل الأعلى في 5 / حزيران / 1967 بعد أن سطر ملحمة بطولية في الفداء والتضحية ودفن في ( قرية الزنغرية )، حيث يعتبر الشهيد البطل من أوائل الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن عروبة فلسطين. عهداً للشهيد البطل « جويد علي صالح » بالسير على خطاه وخطى كافة الشهداء الأبطال الذين وهبوا دماءهم لتحرير فلسطين من النهر إلى البحر.