معلومات عامة عن الزُوْق الفُوقَانِي - قضاء صفد
معلومات عامة عن قرية الزُوْق الفُوقَانِي
قرية فلسطينية مُزَالة، شمال شرقي مدينة صفد على بعد 30 كم عنها، وعلى ارتفاع يبلغ 250 م عن مستوى سطح البحر، كانت القرية قريبة من الحدود اللبنانية، في منطقة تنحدر نحو سهل الحولة جنوباً. وكان تبعد نحو كيلومتر إلى الشرق من الطريق العام الموصل من صفد وطبرية، بلغت مساحة أراضيها حوالي 1832 دونم.
احتلت الزوق التحتاني والزوق الفوقاتي كما القرى التي جاورتهما في سياق عملية " يفتاح" وذلك على يد جنود الكتيبة الأولى للبلماح/القوة الضاربة وذلك يوم 11أيار/ مايو 1948.
الحدود
كانت تتوسط عدة قرى وبلدات:
قرية آبل القمح شمالاً.
الحدود اللبنانية- الفلسطينية من الشمال الشرقي.
قرية السنبرية شرقاً.
قريتي الزوق التحتاني والخالصة جنوباً.
و قرية هونين غرباً.
أهمية موقع القرية
لقريتي الزوق التحتاني والفوقاني موقع جغرافي متميز فهما من أقرب القرى الفلسطينية على الحدود الفلسطينية السورية من ناحية والفلسطينية اللبنانية من ناحية أخرى، أضف إلى ذلك تقع القرية إلى الجنوب قليلاً من طريق الخالصة – دان الرئيسة التي تتقاطع مع طريق طبرية – المطلة شمالي قرية الخالصة.
مصادر المياه
كانت القرية تقوم على تلٍ وتواجه مساحات واسعة ومكشوفة من الجهات كلها على الضفة الشرقية لوادي بريغيث الذي يتغدى من الينابيع الواقعة شمالي المطلة، ويمر بالزوق الفوقاني ثم بالزوق التحتاني فيرفد نهر الأردن إلى الشرق من جاحولا، وكان جبل الشيخ يلوح من جهة الشمال الشرقي.
ترتفع القرية قرابة 250م عن سطح البحر، وتقوم عند سفوح المرتفعات الشمالية التي تطل على منخفض الحولة في منطقة حوض يغذيه وادي البريغيث. ويقوم إلى الغرب منها جبل الوعر الذي يرتفع زهاء 500م عن سطح البحر.
وفي ظاهرها الغربي تل قطعة السد الذي يرتفع إلى 291م عن سطح البحر. وقد نما عمران القرية بشكل شعاعي عند ملتقى الطرق التي تنتهي من وإلى القرية، وإلى الجنوب منها طاحونة مائية. وفي ظاهرها الشمالي الغربي الينابيع التي تزود السكان بمياه الشرب.
سبب التسمية
يرجح الباحثون أن القسم الأول من اسم القرية "الزوق" يعود إلى كلمة زوك (zuk) السريانية، التي تعني الحارس أو الناطور أو السوق، وحرفت لفظا بعد ذلك كلمة زوق، وأما القسم الثاني من الاسم، التحتاني، لتمييزها عن الزوق الفوقاني، الواقعة إلى الشمال الغربي منها.
معالم القرية
وليس من خدمات عامة في القرية رغم أنها ملتقى عدة طرق.
الآثار
تعد القرية من المواقع الأثرية المحتوية على أسس جدران ومعصرة زيتون. وتقع خربة السلطان إبراهيم شمالها وخربة الضبعة إلى الجنوب منها. وفي الإمكان رؤية بقايا حظائر مبنية بالحجارة من دون طين، وشظايا من الفخار، على سطح أرضها، حيث كان ضمن أراضيها عيون ماء مثل: عين الذهب وعيون العجال وتلال تل صابور الأثري وتل الواويات وتل المبروم وتل البطيخة وتحيط بها أراضي قرى الخالصة والأخصاص والزوق الفوقاني والناعمة واللزارة والسنبرية التي كانت تتبع للزوق، ومن المواقع التي تقع في ظاهر القرية "جسر الغجر" و"خربة البلدان" في شمالها و"خربة السنبرية" في جنوبها الشرقي.
كما أظهرت الحفريات الأثرية أنه تم بناء قاعة كبيرة بها عدة أفنية، ربما كان خانًا. تشير الأضرار إلى تدميرها في زلزال. كما تم العثور على فخار من راشيا الفخار.
السكان
سُجِلَ عدد سكان القرية عام 1945 حوالي 160 نسمة، فيما بلغ عددهم عام 1948 حوالي 186 نسمة، أما عدد اللاجئين من أبناء القرية عام 1998 بلغ 1140 نسمة.
الحياة الاقتصادية
كان سكان القرية يستمدون مياه الاستخدام المنزلي من وادي الدردارة ("وادي بريغيث")، ويشغلون الطواحين بالقوة المائية شمالي القرية، وقد نشأت فوق منطقة تنحدر انحداراً لطيفاً باتجاه الجنوب، وتنبسط جنوبيها منطقة سهلية واسعة تشكل بداية منخفض سهل الحولة، وقد نمت القرية عمرانياً باتجاه الشرق لوقوع وادي البريغيت إلى الغرب منها، واتخذ شكلاً طولياً، وكانوا يعملون أساساً في الزراعة، فيزرعون الحمضيات وسواها من الفاكهة، ولا سيما في الأراضي الممتدة جنوبي القرية.
في سنة 1944، كان ما مجموعه 1286دونماً مخصصاً للحبوب، و503 من الدونمات مروياً أو مستخدماً للبساتين المروية.
التعليم
لا يوجد مدرسة بالقرية.
الطرق والمواصلات
تقع القرية عند ملتقى عدة طرق ثانوية إلى الجنوب من آبل القمح حيث تلتقي طريق قادمة من الزوق التحتاني وأخرى من السنبرية وثالثة تربطها بالطريق الرئيسة الممتدة بين طبريا والمطلة.
تلتقي الطريق القادمة من الزوق (الذوق) التحتاني، وأخرى من السنبرية تصلها بالقرى المجاورة، في منتصف المسافة بين قرية الخصاص وقرية الخالصة أقرب القرى لها من الجنوب الشرقي قرية اللزازة ومن الغرب الخالصة وطريق ثالثة تربطها بالطريق العام طبريا المطلة.
تاريخ القرية
أظهرت الحفريات الأثرية أن الزوق الفوقاني كان مأهولاً بالسكان في أواخر العصر المملوكي . في عام 1875، لاحظ فيكتور غيران وجود قرية كبيرة مدمرة تسمى خربة خان الزوق الفوكاني. كان يحدها من الغرب وادي دردرة الذي تم عبوره على جسر صغير وفيه طاحونة مياه. كان هناك العديد من المنازل المدمرة في كل مكان: تم بناؤها بالحجارة الجيرية أو البازلتية، بأحجام مختلفة ومقطوعة بشكل جيد إلى حدٍ ما. تشهد الصهاريج والمكابس على أن أصلها قديم. في أعلى نقطة في القرية، كان المنزل لا يزال قائماً، والذي كان أكثر حداثة. وتعد الزوق الفوقاني موقعاً أثرياً، فهي عبارة عن رابية اصطناعية يبرز على سطحها بعض أسس الأبنية القديمة والدارسة، تعدّ من المواقع الأثرية، ففيها تل أنقاضا وأسس وقطع فخارية.
احتلال القرية
عجلت حملة الشائعات التي شنها عناصر عصابة "البلماح" الصهيونية خلال عملية "يفتاح"، في فرار كثيرين من سكان الجليل الشرقي، وضمنهم سكان الزوق الفوقاني في العام 1948، ويشير المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس إلى الهجوم العسكري المباشر على القرية ساهم في نزوح السكان، وأن هذا الهجوم وقع في 21 أيار (مايو) 1948
ويستند في تقرير لعناصر العصابات الصهيونية سنة 1948، بينت أن سكان الزوق التحتاني هجروا منازلهم في 11 أيار (مايو) 1948، من جراء سقوط صفد في اليوم السابق، ولا يبين المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس، الذي يستشهد بالتقرير، هل شنت غارة صهيونية على القرية في سياق عملية "يفتاح" أم لا، ولا هو يذكر متى دخلت القوات الصهيونية القرية فعلاً.
التراث الشعبي في القرية
تراث القرية كان نابع من طبيعة عيشها. فهو كان يتناسب مع تلك الحقبة من الزمن.
عرب الغوارنة والقرية
يذكر الباحث والمؤرخ "عبد الكريم الحشاش" أن بعضهم من المغاربة ومن تبقى من جيش أحمد الجزار، وقدم قسم منهم من مصر والسودان، وكان الغور بمثابة ملاذ لهم، وهم ليسوا بدواً كما توهم الرحالة والمستشرقين وكثير من الكتاب الحضر، كما أنهم يرفضون تصنيفهم كبدو.
تمتد مساكنهم من سهل الحولة حتى غور الصافي وفيفة جنوب البحر الميت، وأنشؤوا في سهل الحولة 14قرية هي:
- بيسمون.
- البويزية والميس.
- الدوّارة.
- جاحولا.
- الزوق التحتاني.
- الزوق الفوقاني.
- السنبرية.
- الخصاص.
- الغابسية/العباسية.
- المفتخرة.
- خيام الوليد.
- الملاحة/الهراوي.
- الصالحية.
- والخالصة التي تعتبر أكبرها وموطن أو مركز العشيرة.
وهم فلاحون رغم محافظتهم على نمط حياة البدو في المظهر الخارجي، باختلاف في العادات والتقاليد، وهم يقيمون في أكواخ وأخصاص وعرائش صيفاً وفي بيوت من اللبن شتاءً.
رحَّلّت الحكومة البريطانية 200 عائلة من الغوارنة من منطقة كبّارة القريبة من عتليت قضاء حيفا، ونزعت منهم 2500 دونم عام 1927، ومنحتهم مساحة قدرها 3500 دونم ومصاريف الانتقال، وسمحت لهم ببناء مساكن من حجر في مستنقعات الحولة، ومنحوا 15 ألف دونم لاستصلاحها وتعرضوا للملاريا من جراء لدغ البعوض، وهم شغوفون بالمستنقعات المائية، ومزارعون محترفون، فزرعوا الأرز في القسم الجنوبي من وادي الحولة، والذرة الصفراء، والبامياء، والجلبات والفستق.
كان زعيم غوارنة الشمال حتى زمن النكبة كامل حسين وهو من أم الفحم وليس منهم، ولكنه كان مستقراً في قرية الخالصة.
أهالي القرية اليوم
يقيم معظم أهالي القرية في مخيمات جنوب لبنان.
القرية اليوم
لم يبق إلا منزل حجري واحد في القرية، وهو يستعمل مكتباً لمدرج طائرات، وثمة تنقيبات أثرية جارية في تل الواويات، الواقع عند الطرف الجنوبي للموقع. وثمة، إلى الغرب من هذا التل الأثري، رقعة مسيجة بأسلاك فيها كثير من نبات الصبار وأشجار الكينا الباسقة، والعمل جار لإنشاء مدرج جديد إلى الشمال الشرقي من موقع القرية.
أنشأت العصابات الصهيونية مستعمرة كفار غلعادي غرب القرية في العام 1916 و"بيت هيلّل" جنوب القرية في سنة 1940، ثم مستعمرة "ويف"، ومستعمرة "يوفال" في 1952 إلى الشمال الشرقي من القرية.
تتبعثر حجارة المنازل المدمرة في أرجاء الموقع، الذي غلبت عليه الأعشاب والأشواك والقليل من نبات الصبار. ويزرع سكان مستعمرة "يوفال" قسماً من الأراضي المحيطة، أما الباقي فبعضه غابات وبعضه الآخر مرعى للمواشي.
الباحث والمراجع
إعداد: عبد القادر الحمرة ، استناداً للمراجع التالية:
- الدباغ، مصطفى. "بلادنا فلسطين- الجزء السادس- القسم الثاني". دار الهدى. كفر قرع. ط 1991. ص: 46- 145- 150.
- الحشاش، عبد الكريم. "قبائل وعشائر فلسطين". مكتبة الأقصى: دمشق. 2005. ص: 38-39.
- الخالدي، وليد. "كي لاننسى قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل عام 1948 وأسماء شهدائها". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2001. ص: 311- 312.
- "إحصاء نفوس فلسطين عام 1945". وثيقة رسمية بريطانية. 1945. ص: 11.
- صايغ، أنيس. "بلدانية فلسطين المحلتة (1948-1967)". منظمة التحرير الفلسطينية- مركز الأبحاث: بيروت. 1968. ص: 249- 351.
- عراف، شكري. "المواقع الجغرافية في فلسطين الأسماء العربية والتسميات العبرية". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2004. ص: 447.
- "قرية الزوق الفوقاني قضاء صفد". موقع فلسطين في الذاكرة. تمت المشاهدة بتاريخ: 24-4-2022 من خلال الرابط التالي: https://www.palestineremembered.com/Safad/al-Zuq-al-Fawqani/ar/index.html?src=nbt