معلومات عامة عن هَرَّاوّي/ خربة الهَرَّاوّي/ عرب الحمدون - قضاء صفد
معلومات عامة عن قرية هَرَّاوّي/ خربة الهَرَّاوّي/ عرب الحمدون
قرية فلسطينية مزالة، كانت أراضيها تمتد فوق قمة جبل عامل في الجليل الشرقي الأعلى تشرف على سهل الحولة، شمال شرقي مدينة صفد على بعد 20 كم عنها بارتفاع يصل إلى 500 م عن مستوى سطح البحر.
قُدِرَتْ مساحة أراضيها بـ 3726 دونم.
احتلت القرية كما جارتيها الملاحة وبيسمون في نهاية "يفتاح" يوم 25 أيار/ مايو 1948.
الحدود
كانت قرية الهراوي تتوسط القرى والبلدات التالية:
- قرية النبي يوشع شمالاً.
- مضارب عرب الزبيد من الشرق والجنوب والجنوب الشرقي.
- قرية ديشوم من الجنوب الغربي.
- قرية قدس من الغرب والشمال الغربي.
- قرية بيسمون من الشمال الشرقي.
مصادر المياه
كانت أراضي القرية غنية بمصادر المياه، حيث يمر وادي عروس شرقي القرية ويصب في بحيرة الحولة، كما كانت أراضي القرية كثيرة العيون والينابيع خصوصاً في غربها، بالإضافة إلى نبع جنوب القرية تجمعت بعض منازل القرية حوله، ومن هذه العيون والينابيع والوادي الذي كان يجري شتاءً بغزارة، كان أهالي القرية يؤمنون حاجاتهم من المياه للشرب والاستعمال المنزلي وري المحاصيل والماشية.
سبب التسمية
أقامت عشيرة عرب الحمدون في الأراضي التي كانت تجاور خربة قديمة كانت تُعرف باسم (خربة الهَرَّاوي) بفتح الهاء والراء مع تشديد الراء، وربما من اسم تلك الخربة أطلق اسم الهَرّاوي على الأراضي الميطة بها، وكلمة الهراوي من أصل كلمة (الهرا) ولعلها تحريف لكلمة (Hire) السريانية التي تعني الشرفاء والأمراء.
البنية المعمارية
القرية هي "تجمع سكاني لعرب الحمدون الذين كانوا قديماً يتنقلون بين مناطق غربي الحولة وسفوح جبل عامل على الحدود الفلسطينية- اللبنانية بين شقرة وبليدة، لاحقاً استقروا في منطقة كانت تعرف باسم أراضي الهَرّاوي، وفيها أقاموا في بيوت من الشعر وامتدت منازلهم على طول الطريق التي تربط القرية بالطريق الرئيسية باتجاه الشمال الغربي نحو الجنوب الغربي ومبانيها مبعثرة يتجمَّع بعضها حول نبع للماء جنوبي القرية".
الجدير ذكره أن القرية خلت من أي بناء خدمي أو إداري وكان اعتماد أهالي القرية في ذلك على ما هو موجود في القرى المجاورة.
معالم القرية
خلت القرية من أي أبنية إدارية أو خدمية، فلم يكن في القرية أي مسجد أو مدرسة أو عيادة طبية، وحتى خلت من المحلات التجارية، وقد اعتمد أهالي القرية في تأمين حاجاتهم اليومية والاستهلاكية على ما هو متوفر في القرى المجاورة.
الآثار
خربة الهراوي هي موقع أثري عُثِرَ فيه على:
•بقايا جدران.
•أساسات أبنية قديمة.
•مُغر.
•مدافن منقورة في الصخر.
•معصرة خمر.
•أرض مرصوفة بالفسيفساء.
•حجارة منقوشة وعليها كتابات يونانية.
•صهاريج مياه.
السكان
قدر عدد سكان القرية عام 1931 ب 148 نسمة، ارتفع في إحصائيات عام 1948 إلى 290 نسمة.
قُدِرَ عدد اللاجئين من أبناء القرية عام 1998 ب1781 نسمة.
عائلات القرية وعشائرها
سكان القرية جميعهم من اصل عشيرة الحمدون التي يعود نسبها إلى عرب المحمدات، ومن هذه العشيرة تتفرع عنها خمس حمائل هي:
محمد، أحمد، المحمود، صالح، سليمان، ومنها عائلات أخرى: ذياب، العلي، رحيمة.
ملاحظة:
هذه الفقرة لخصت عن ما جاء ذكره عن عرب الحمدون من كتاب قبائل وعشائر فلسطين للباحث: عبد الكريم الحشاش- ص 20، بالإضافة لما ورد ذكره عن عائلات القرية في موقع هوية.
الحياة الاقتصادية
قديماً اعتمد اقتصاد القرية على عائدات تربية الماشية (الأغنام، الماعز، الجمال، والأبقار)، مع مرور الوقت احتلت الزراعة مكانة هامة أيضاً خصوصاً وأن أراضي القرية ذات تربة خصبة ساعدت على تطور الزراعة بالإضافة لذل فقد عَمِلَ بعض شبان القرية في أعمال أخرى خارج القرية.
الاستيطان في القرية
أسست حركة المستوطنات موشاف "راموت نفتالي" عام 1945 على أراضي قرية النبي يوشع شمال وشمال شرقي قرية هراوي، وعقب احتلالها عام 1948 ضُمت أراضيها إلى ذلك الموشاف الذي كان مستوطنوه من اليهود المشاركين مع الجيش البريطاني في الحرب العالمية الثانية، بالإضافة ليهود من دول أوروبا الغربية.
الثروة الزراعية
كما هو ال أي قرية فلسطينية، شغلت الزراعة مكانة هامة في اقتصاد القرية وقُدِرَتْ مساحة الأراضي المزروعة بــ 551 دونم غُرِسَتْ بالحبوب منها:
القمح، الشعير، الذرة الصفراء وغيرها.
وفي أحراش القرية نبتت الكثير من الأشجار الحراجية دائمة الخضرة كأشجار الصنوبر والسرو وغيرهما.
كانت محاصيل هذه المزروعات مخصصة في قسم منها للاستهلاك المنزلي، والقسم الآخر كان يُباع في أسواق القرى والبلدات المجاورة.
التعليم
اقتصرت عملية التعليم على أبناء القرية الذكور فقط، الذين بدورهم كانوا يقصدون قرية الملاحة ليتعلموا، لعدم وجود مدرسة في الهراوي، وفي مدرسة الملاحة كان التلاميذ يدرسون حتى نهاية المرحلة الابتدائية.
الطرق والمواصلات
ترتبط القرية بالقرى والبلدات المجاورة المحيطة بها بعدد من القرى ويمر بغربي القرية طريق طبريا- المطلة التي تتفرع منها إلى الشمال نحو قرية عرب الزبيد وتمر بقرية الملاحو ثم قرية بيسمون وتلتقي بالطريق الرئيسية مرة ثانيةً بتلك الطريق، هذا الطريق كانتد معبداً، أما الطرق الأخرى الواصلة بين القرية والقرى الأخرى المجاورة فكانت ترابية غير معبدة.
تربية الحيوانات
امتلك جميع أهالي القرية قطعان من رؤوس الماشية، إذ كانت هي النشاط الأساسي لجميع سكان القرية بالنسبة لكسب الرزق ثم احتلت الزراعة هذه المكانة بدلاً عنها، ولكن هذا لايعني أن أحداً من أهل القرية لم يكن يمتلك رؤوس ماشية حتى وإن كان ذلك لغرض تأمين الحاجات الاستهلاكية فقط.
ومن ممتلكات أهالي القرية من روؤس الماشية: الأغنام، الماعز، الأبقار، الجمال، والخيول.
هذا بالإضافة للدواجن وجميع منتوجات هذه المواشي كانت مخصصة بالدرجة الأولى للاستهلاك المحلي والفائض من ألبان وأبان وسمن وبيض كانت تُباع في البلدات والقرى المجاورة.
أما بالنسبة للخيول والجمال فانت تستخدم لأغراض النقل بين القرية والقرى المجاورة.
تاريخ القرية
تدل الآثار الموجودة في منطقة خربة الهراوي وأراضيها المحيطة وحتى اسمها الذي يرجح المؤرخ مصطفى الدباغ أنه مأخوذ من أصل كلمةHirè )) السريانية، وجميعها أدلة واضحة أن القرية ومنطقتها كانت مأهولة منذ العصور القديمة.
وفي العصر الحديث كانت العشائر العربية تنزل شتاءً في أراضي القرية، ومنهم عرب الحمدون الذين كانوا ينتقلون بين أراضي القرية ومنطقة الحولة وسفوح جبل عامل على الحدود الفلسطينية_اللبنانية بين شقرة وبليدة.
وفي الإحصائيات التي أجرتها سلطات الانتداب البريطاني عام 1922 لم يكن يذكر عدد سكان القرية أو حتى عدد منازلها، إلا أنه في إحصائيات عام 1931 ذُكِر عدد سكان الهَرّاوي (عرب الحمدون) كان 148 نسمة، وفي عام 1948 بلغ عددهم 290 نسمة، لذلك من المرجح أن عرب الحمدون استقروا في المنطقة بشكل دائم صيفاً وشتاءً في العشرينيات من القرن الماضي، وإن كان قد استقروا عدداً منهم في أراضي القرية قبل هذا التاريخ إلا أن الإحصائيات البريطانية لسكان فلسطين لم تورد أي ذكر لهم.
احتلال القرية
أوردت صحيفة فلسطين اليومية في 13 شباط/ فبراير 1948 نبأ عن تعرض حافلة كانت تقل عرباً كان متجهة من الحولة إلى صفد تعرضت هذه الحافلة لكمين نصبه لهم وحدة صهيونية في محيط أراضي قرية الهراوي حيث تعرض العرب هؤلاء لإطلاق نار، ورمى الصهاينة عليهم قنابل حارقة ما أدى لمقتل أربعة أشخاص وجرح الباقي، ولم يورد أي ذكر لمعارك أخرى حدثت في الهراوي إلا في أيار 1948، على الرغم من مشاركة عدد من أبناء القرية في المراحل الأولى للحرب بدأت تشتعل بين العرب والصهاينة منذ صدور قرار التقسيم في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1947 حيث تنبه العرب للخطر الصهيوني القادم.
وفي 5 أيار/ مايو 1948 ذكر فوزي القاوقجي قائد جيش الإنقاذ العربي أن الصهاينة احتلوا جميع التلال المحيطة بالهراوي وقد جرى ذلك في المراحل الأولى لعملية "يفتاح"، وكان فوج اليرموك الثاني من جيش الإنقاذ بقيادة أديب الشيشكلي هو المسؤول عن حماية المنطقة، والمرجح أن تكون القرية واحتلت أواسط أيار/ مايو لأن القرية استردت في معارك لاحقة بين القوات العربية والصهيونية.
وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) بناءً على تقرير وردها من دمشق بتاريخ 17 أيار/ مايو أن الجنود اللبنانيين والمقاتلين العرب غير النظاميين المدعومين بالطيران السوري استردوا قريتي هراوي والمالكية.
ويذكر المؤرخ وليد الخالدي أنه من الجائز ألا تكون القرية بقيت طويلاً بيد العرب لأن القريتين الأقرب إليها وهما الملاحة وبيسمون سقطتا بيد الصهاينة بشكل نهائي يوم 25 أيار/ مايو 1948.
القرية اليوم
عقب احتلالها ضمت أراضي القرية عقب احتلالها لمستعمرة "رموت نفتالي" المؤسسة على أرضي قرية النبي يوشع وتوسعت على ما جاورها من أراضي.
أما بالنسبة لأراضي قرية هراوي فتحولت لغابة خصوصاً في ذروة الجبل، أما الأجزاء الأخرى من أراضي القرية يغرسها المحتلون بالأشجار المثمرة.
أهالي القرية اليوم
عقب احتلال قريتهم لجأ أهالي القرية إلى مخيمات الشتات في لبنان، وبقي عدد قليل منهم في الأراضي الفلسطينية ( في الداخل الفلسطيني المحتل)، ويقيمون في أماكن لجوؤهم حتى اليوم بانتظار العودة إلى أرض قريتهم المحتلة.
الباحث والمراجع
إعداد: رشا السهلي، استناداً للمراجع التالية:
- الدباغ، مصطفى. "بلادنا فلسطين- الجزء السادس- القسم الثاني". دار الهدى. كفر قرع. ط 1991. ص: 163- 164- 221- 226- 228- 252.
- الخالدي، وليد. "كي لاننسى قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل عام 1948 وأسماء شهدائها". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2001. ص: 377- 378.
- "قرى صفد المدمرة". وكالة وفا للأنباء والمعلومات. ب.ت. ص: 85- 86.
- صايغ، أنيس. "بلدانية فلسطين المحتلة 1948- 1967". منظمة التحرير الفلسطينية: بيروت. 1968. ص: 159.
- أ.ملز B.A.O.B.B. "إحصاء نفوس فلسطين لسنة 1931". (1932). القدس: مطبعتي دير الروم كولدبرك. ص: 106.
- "Village statistics1945". وثيقة رسمية بريطانية. 1945. ص: 9.
- "قرية هراوي (عرب الحمدون)- قضاء صفد". موقع فلسطين في الذاكرة. تمت المشاهدة بتاريخ: 18-2-2023 من خلال الرابط التالي: https://www.palestineremembered.com/Safad/Harrawi/ar/index.html#Statistics