معلومات عامة عن عِرِاقْ المَنْشِيَّة - قضاء غزة
معلومات عامة عن قرية عِرِاقْ المَنْشِيَّة
قرية فلسطينية مُزالة، كانت قائمة في منطقة تلال متدرجة عند التقاء السهل الساحلي بسفوح جبال الخليل، جنوبي الطريق العام الواصل بين الفالوجة إلى الشمال الغربي وبيت جبرين شرقاً، إدارياً عراق المنشية تتبع لمدينة غزة، وتقع في جهتها الشمالية الشرقية وتبعد عنها مسافة 32 كم، بارتفاع يصل إلى 125 م عن مستوى سطح البحر.
قُدِرَت مساحة أراضيها ب 17901 دونم، بلغت مساحتها المبنية 169 دونم من مجمل مساحة تلك الأراضي.
احتلت قرية عراق المنشية ومثلها الفالوجة المجاورة لها، عقب حصار طويل دام عدة أشهر تعرضت له القريتان، وعقب توقيع اتفاقية الهدنة بين مصر وسلطات الاحتلال في 24شباط/ فبراير 1949، هاجمت وحدات من لواء "إسكندروني" التابعة لجيش الاحتلال وطرد سكان عراق المنشية والفالوجة واحتلت القريتان بشكل نهائي يوم 1 آذار/ مارس عام 1949، في إطار ما أسماه الصهاينة عملية "يوغاف".
الحدود
كانت قرية عراق المنشية تتوسط القرى والبلدات التالية:
- قرية صميل شمالاً.
- قرية زيتا من الشمال الشرقي (قضاء الخليل).
- قرية بيت جبرين شرقاً (قضاء الخليل).
- قرية القبيبة من الجنوب الشرقي (قضاء الخليل).
- أراضي قضاء بئر السبع ومضارب عشائرها من جهتي الجنوب والجنوب الغربي.
- قرية الفالوجة غرباً.
- وقرية جسير من الشمال الغربي.
أهمية موقع القرية
اكتسبت هذه القرية الفلسطينية أهمية جيوسياسية على مدار التأريخ المعاصر، فقد كان لموقعها المركزي أهمية كبيرة، لوقوعها على الطريق الموصل بين مدينة الخليل وقطاع غزة، وبين مفترق طرق استراتيجي للمتجه جنوبا لمناطق بئر السبع، وللمتجه لمدينة الفالوجة غرباً، وشرقا وصولا إلى الخليل، ومن ثم إلى الطريق الشمالي المؤدي إلى مدينة وساحل أسدود.
كما يضاف لأهميتها الاستراتيجية وجود محطة وخط سكة الحديد العثماني، الذي كان يمر من خلال أراضيها، والذي كان يربط مدن شمال فلسطين بمدن جنوبها، والذي تم تدميره في أوائل الحرب العالمية الأولى.
مصادر المياه
وقد كان لوقوع عراق المنشية عند أقدام جبال الخليل أثر كبير في كثرة الينابيع والآبار لا سيما على طول التقاء السهل بالجبل، وعمق آبارها بين (15 و 22) متر، هذه الينابيع والآبار الارتوازية مياهها غزيرة عذبة وكان قسم كبير يذهب سدى دون أن يستغل في الزراعة المروية جيدا.
ولبَركة هذه الأرض كان الناس في القرية لا يحفرون عميقا، فتخرج المياه العذبة والغزيرة ومن أشهر تلك الآبار :
- بئر عبد الله صافي الطيطي: يقع من حوله بيارة ويقع جنوب القرية.
- بئر الزلطة ( بئر البلد ): ويقع في وسطها وهو أشهر آبار البلد وكان أكثر الاعتماد عليه لأنه يوجد بين تجمع أهل البلد ومركز القرية.
- بئر محمود ظاهر شمال شرقي البلد.
- بئر علي حسن ويقع غربي البلد.
- بئر عبد العزيز ناجي صلاح ويقع جنوب البلد.
- بئر الحاج زكوت ويقع جنوب البلد.
- بئر محمود أبو محيسن ويقع جنوب شرقي البلد.
وهناك الكثير من الآبار والينابيع الأقل شهرة، وعن السؤال عن كيفية استخراج تلك المياه من هذه الآبار أجاب سكان البلدة بأنه كان يستعمل الطريقة التقليدية وهو استعمال الدواب كالبغال والأبقار كأسلوب للسقاية، حيث كانت الدواب تدور حول هذه السواقي وتستخرج منها المياه وخاصة للزراعة.
المناخ
تميزت قرية عراق المنشية بمناخها الحار صيفاً والمعتدل شتاءً وذلك يعود لموقعها في الوسط الغربي لفلسطين ولوقوعها على الأطراف الشرقية للسهل الساحلي الفلسطيني، لذا تميز مناخها بكونه حار نسبياً في الصيف مع قليل من الرطوبة، وماطر معتدل شتاءً، وتمتاز بأمطار غزيرة دافئة نسبياً بسبب الرياح الجنوبية الغربية التي تهب من البحر الأبيض المتوسط الحاملة للرطوبة والماء وعند اصطدامها بالأرض فإنها تتمدد وترتفع وتبرد وتتكاثف قطرات الماء فتتساقط أمطاراً غزيرة ويتميز الشتاء بشكل عام بالدفء، فقد تتساقط حبات البرد بالرغم من دفء الجو في ذلك البلد شتاءً.
سبب التسمية
الرواية الشفوية لأهالي القرية حول سبب تسمية قريتهم بهذا الاسم، أن الاسم ورِثَ عن الآباء والأجداد وأن عراق المنشية مكون من مقطعين الأول عراق وهذا اسم قديم والثاني المنشية فهو محدث وكان يطلق عليها اسم عراق في سنة 1596.
أما أهل اللغة فقد عرفوا كلمة عراق أنها تطلق على المناطق القريبة من شط البحر أو شط النهر وكذلك سفح أو جرف الجبل أو التل أو الجبل الصغير، أما أهل فلسطين فيطلقون كلمة عراق على المنطقة الصخرية الظاهرة بين الحقول والبساتين وأحياناً تكون ملساء وكلمة المنشية اصطلاح معروف يطلق على المنشأ الجديد أو موقع هام في القرية أو المدينة وأكثر من منطقة أحدثت في فلسطين أطلق عليها اسم المنشية مثل منشية يافا وعكا وصفد والناصرة وجنين أما قرى فلسطين والتي تبدأ بكلمة عراق هي : عراق المنشية وعراق سويدان وعراق التايه وعراق الشباب.
أما الوثائق العثمانية تفيد أنه في القرن السادس عشر الميلادي كان في سنجق غزة ثلاث قرى اسمها عراق وهي:
عراق حالا : وهي ضمن أراضي المنشية اليوم.
عراق الهتيم (حاتم) : وهي ضمن أراضي المنشية اليوم.
عراق: ويطلق عليها اليوم عراق سويدان.
وبناءً على الوثائق العثمانية والخرائط القديمة واستشارة المؤرخ الدكتور كمال عبد الفتاح تبين لنا أن قرية عراق الهتيم وقرية عراق حالا هما متلاصقتان، وتقريباً في نهاية القرن الثامن عشرالميلادي توحدت القريتان وأطلق عليهما اسم قرية عراق المنشية.
تسميات أخرى للقرية
بنيت القرية المعاصرة على أنقاض وبقايا موقع قرية جت التي تعود للعهد الكنعاني، لذلك تعرف عراق المنشية أيضاً في بعض المصادر التاريخية باسم: جِتْ الكنعانية
أراضي القرية
لالتقاء أقدم سلسلة جبال الضفة الغربية وبالتحديد أقدم جبال الخليل مع الأطراف الشرقية للسهل الساحلي الفلسطيني مع الأطراف الشمالية للنقب الشمالي شكل هذا الوضع مجموعات من التلال المتموجة ولذلك فإن تضاريس عراق المنشية هي عبارة عن مجموعة من التلال المتموجة ويعد تل العريني أشهرها، بالإضافة إلى اختراق هذه التلال عدداً من الوديان ومن أشهرها وادي فتالة وهو أحد الروافد الرئيسية لوادي المحور القادم من الفالوجة وتميل الأراضي في عراق المنشية إلى الارتفاع كلما أتجهنا نحو الشرق باتجاه أراضي قضاء الخليل وتميل إلى الانخفاض والاستواء كلما اتجهنا نحو الغرب وتصبح ساحلية بمعنى الكلمة لأنها تكون على الأطراف الشرقية للسهل الساحلي الفلسطيني.
الآثار
كانت القرية كغيرها من القرى الفلسطينية تحوي في داخلها مجموعة من الآثار التي تثبت وتدل على أن هذه الأرض فلسطينية كنعانية منذ آلاف السنين ولتدحض أكاذيب العدو الصهيوني وزيف أقوالها حول أن الأرض لهم. ومن هذه الآثار.
- التل (تل العريني): وهو شيخ مصري عاش في القرية قبل مئات السنين وربما أكثر وبقي المكان الذي دفن فيه كمزار للسكان يتبركون به.
- بركة البلدة: ويعود تاريخها إلى ما قبل العهد العثماني وإلى عصور قديمة حيث كانت مياه السيول والأمطار تتجمع فيها لري المزروعات في الصيف.
- المحطة: وهي عبارة عن آثار قديمة كان القطار يتوقف فيها لدى مروره من أفريقيا إلى مكة المكرمة أو آسيا قادماً من مصر إلى السعودية ولنقل التجارة والجيوش.
ومنذ احتلال القرية من العدو الصهيوني في العام 1949م بدأ بتغيير وتدمير كل ما فيها وليمحوا كل الآثار، ولكن بقيت بعض الآثار قائمة برغم الزمن مثل التل، ووادي البلدة وبعض بيارات البرتقال والعنب، ومنطقة صغيرة كان قد زرع فيها الصبر وأشجار الجميز وبعض القبور لأهل البلدة.
طبعاً بالإضافة لمجموعة من الخرب التي تحيط بالقرية من عكة جهات، وهي: خربة الفرط، خربة البرجالية، خربة أو قرية أم كلخة، خربة الجديدة، وخربة أولاد سلامة.
المختار والمخترة
كان في الغالب في عراق المنشية مختاران في البلدة وكان مركز المختار (لقب) مهماً ومهامه كثيرة منها الرسمية والشعبية بالإضافة إلى الإصلاح بين الناس وبيته كان مجمعاً وملتقى رجالات البلدة بالإضافة إلى أنه هو المسؤول عن الوفيات والمواليد وهو الشاهد الأول على عملية عقود الزواج ومن المخاتير :
المختار يونس أدعيس الطيطي، المختار خالد حمدان الطيطي، المختار عبد الله صافي حمدان الطيطي، والمختار أحمد حمدان الطيطي، والمختار جبرين خليل حمدان الجوابرة، المختار نجيب مصطفى حماد البدوي، المختار أحمد يوسف نمر الجوابرة، المختار عبد الفتاح أحمد يوسف الجابري.
الساحات والدواوين
الديوان أو المضافة أو مقاعد الرجال أو الساحات يطلق عليها اسم حارة وخصوصا عند العشاير وهذه الحارات من الأمكنة التي يتواجد فيها الرجال بصورة دائمة ومن حارات أو دواوين عراق المنشية :
حارة (ديوان) عشيرة الطيطي، حارة (ديوان) عشيرة البدوي. ولهذه الحارات شيرة الجوابرة، حارة (ديوان) عشيرة أبو محيسن، حارة (ديوان) عشيرة أبوسل، حارة والدواوين دور في اجتماع العائلات والحمايل وهي مأوى الضيف وعابر السبيل وتقام فيها الأفراح والأتراح والصلح العشائري وقبل الرحيل كبرت القرية وكثرت الدواوين.
السكان
- قدر عدد سكان عراق المنشية عام 1922 بـ 1132 نسمة.
- ارتفع في إحصائيات عام 1931 إلى 1347 نسمة كانوا جميعهم من العرب المسلمين ولهم 299 منزلاً.
- ارتفع هذا العدد في إحصائيات عام 1945 إلى 2220 نسمة.
- وارتفع عددهم حتى عام 1948 إلى 2332 نسمة، وكان عدد منازل القرية آنذاك 517 منزلاً.
- في عام 1998 قُدِر عدد اللاجئين من أبناء القرية بـ 14319 نسمة.
عائلات القرية وعشائرها
من عائلات عراق المنشية:
- عشيرة الطيطي (وبطونها).
- عشيرة الجوابرة (وبطونها).
- عائلة أبوسل.
- عائلة أبو محيسن.
- عائلة البدوي.
- عائلة أبو داود.
- عائلة أبو ريا.
- عائلة أبو عريش.
- عائلة أبومحفوظ.
- عائلة أبوهشهش.
- عائلة أبو وردة.
- عائلة البطحيشي.
- عائلة البلاصي.
- عائلة الجعافرة (الجعفري).
- عائلة الجنازرة.
- عائلة الجندي.
- عائلة الحمامي.
- عائلة الراعي.
- عائلة الشريف.
- عائلة الطرشا.
- عائلة العطار.
- عائلة العفيفي.
- عائلة العيساوي.
- عائلة القريقي.
- عائلة المزين.
- عائلة المعيوي.
- عائلة ثلجي.
- عائلة حبوش.
- عائلة دخان.
- عائلة سمور.
- عائلة شعفوط.
- عائلة عايش.
- عائلة عقيل.
- عائلة مقبل.
- عائلة نصار.
- عائلة الجبر.
- عائلة صلاح.
- عائلة أبو خيران.
- عائلة الجابري.
- عائلة عوكل.
- عائلة عبد العاطي.
الاستيطان في القرية
واليوم تجثم على أنقاض هذه القرية المباركة مستعمرة "كريات جات" التي تعد من أضخم مدن الاحتلال الصناعية في هذه الأيام، حيث يوجد فيها مصانع السكر والحديد، وكبرى شركات التقنية ومنها شركة Intel والتي تستثمر أكثر من 11 مليار دولار في مصانع و شركات كبرى مثل: VISONIC، و Numonix، و HP، وHmsbb، و مؤخرا شركة المشروبات الغازية Coca-Cola "كوكاكولا" ببناء مصنع جديد لها فيها.
الخرب في القرية
تقع في أراضي القرية ومحيطها مجموعة من الخرب القديمة، أهمها :
- خربة الفرط: قد تكون (الفرت) من (فرتا) السريانية بمعنى الخصب والأثمار والخربة تقع على الحدود بين قضائي غزة وبئر السبع، وتحتوي على صهاريج وأرضية مرصوفة بالفسيفساء وحجارة ساقطة وطريق قديمة ومعصرة زيتون وبركة متهدمة.
- قرية أم الكلخة: تقع بين قضائي غزة والخليل على أساس شقف فخار.
- خربة البرجالية: لعل كلمة البرجالية من البرج وهي كلمة يونانية بمعنى مكان عال مشرف للمراقبة، وتعرف هذه الخربة باسم خربة (الوحيدي) وتحتوي على بئر، مبنية وصهاريج مهدمة وأكوام فخار.
- خربة الجديدة: وتقع في الجنوب الغربي من عراق المنشية، وتحتوي على صهاريج وحجارة مبعثرة وشقف فخار.
- خربة أولاد سلامة: تقع في شرقي البلد حيث يختلط السهل بالجبل.
التجارة في القرية
كان السوق في القرية هو عبارة عن عدة بقالات صغيرة وبسيطة تحتوي على الأساسيات الضرورية من سكر وأرز وسمن وشاي والحلاوة والحلقوم وغيره من الأساسيات الضرورية والبسيطة في نفس الوقت كان في عراق المنشية عدد من تجار القبان وهم تجار القمح والشعير والكرسنة والسمسم حيث زرعت معظم أراضي القرية بالحبوب والقطاني وفي القرية عدد من الملاحم بالإضافة إلى النجارين والحدادين والحلاقين ومحلات صغيرة لبيع الأقمشة واشتهروا بصنع البسط في البيوت وهذه قائمة ممن عرفنا من أصحاب البقالات والملاحم :
- بقالة أحمد الطيطي.
- بقالة محمود العبد الطيطي.
- بقالة رمضان أبوريا.
- بقالة إبراهيم خميس أبو خيران.
- بقالة محمد حسن المعيوي.
- بقالة عبد أبو ريا.
- بقالة خميس الجابري.
- بقالة إبراهيم الجابري.
- بقالة محمد المزين.
- بقالة محمد محيي الدين الجابري.
- بقالة حسن الويفي.
أما الملاحم عرفنا منها :
- ملحمة عبد القادر الفضيلات.
- ملحمة إبراهيم أبوريا.
- ملحمة كام أبوهشهش.
وكان للبلدة طابور طحين يملكه الشيخ ( محمود أبو محيسن ) وكان يخدم أهل البلدة ويستفيد من خدماته كذلك القرى المجاورة وخصوصاً عشائر منطقة شمال بئر السبع المحيطين بقرية عراق المنشية، وكان أهل القرية يملكون شاحنتين خاصتين فقط استفاد منهما أهل القرية للتبادل التجاري ونقل البضائع وأهمها الحبوب بين البلدة والقرى المجاورة وخصوصاً بلدة الفالوجة، وكانوا إذ أرادوا السفر إلى أي مكان في فلسطين، فإنهم كانوا يذهبون إلى الفالوجة ومنها يستقلون الحافلة إلى الوجهة التي يريدون وبالأحرى فإن الفالوجة هي المتنفس الوحيد لأهالي القرية حيث كانوا يؤمونها للتسوق لأنها كانت مركزاً هاماً من مراكز القضاء وكان سوق الفالوجة يوم الخميس من كل أسبوع له شهرة واسعة في قضاء غزة وبئر السبع.
التعليم
بدأ التعليم في عراق المنشية منذ العهد العثماني وخصوصا في الزاوية التابعة لطرق الصوفية على شكل كتاب (الكتاتيب) وبقي الحال كذلك حتى عام 1934 م عندما تأسست مدرسة ابتدائية وكان في القرية أكثر من شيخ يدرس الكتاب قبل افتتاح المدرسة وكانت عراق المنشية مشهورة بين القرى في من يلم بالقراءة والكتابة في نهاية العهد العثماني والانتداب البريطاني وقال المؤرخ مصطفى الدباغ في موسوعته أنه في القرية (294) رجلاً ملمون بالقراءة والكتابة وكان عدد من أبناء عراق المنشية حملة شهادات من الأزهر الشريف في القاهرة وعندما افتتحت المدرسة عام 1934 م بلغ عدد طلابها (80) يوزعون على ستة صفوف ثلاثة يعلمهم أربعة معلمين تدفع القرية عمالة ثلاثة منهم وفي عام 1945 م وصل عدد طلاب المدرسة (201) ومن المدرسين الذي هم من اهل القرية منذ تأسيس المدرسة 1934 م حتى عام النكبة :
- الشيخ عبد المجيد حبوش.
- الشيخ شعبان سليمان الجابري.
- الشيخ محمد عبد المحسن أبو زغيريت الجابري.
- الأستاذ عبد الفتاح محمود سويلم الجابري.
- محمد نمر عبد الله الجابري.
- الشيخ حسن عبد العاطي.
ومن أساتذة مدرسة القرية أيضا :
- الأستاذ ربيع أبو الليل من بلدة برير.
- الاستاذ ربيع فايز الدبشة مدرس لغة إنجليزية.
- الأستاذ أحمد شتات مدرس من قرية جسير.
- الأستاذ محمود شريم من قلقيلية.
- الأستاذ عبد الكريم أبودف من مدينة غزة.
- الشيخ شكري أبو رجب من مدينة الخليل.
- الأستاذ خضر زمو.
المساجد والمقامات
كان هناك في العهد العثماني مسجد واحد في عراق المنشية ولا يعرف متى تم بناؤه وقد وسع على عدة مراحل.
وبني مسجد جديد في القرية كان يعتبر من أجمل مساجد المنطقة وأوسعها وهذا الجامع هو ملحق بزاوية للمتصوفين وقد أشترك في إنشاؤه المجلس الإسلامي الأعلى واتباع الشيخ خير الدين الشريف والشيخ حسن القواسمي وهم من مشايخ الطرق الصوفية في المنطقة.
وفي عراق المنشية عدد من المقامات مثل مقام أبي الدرداء ومقام الشيخ أحمد العريني بالإضافة إلى مقامات الأربعين الذين شاركوا مع عمرو بن العاص في الفتوحات الإسلامية ضد الروم.تعم معظم أنحاء العالم الإسلامي شبكة واسعة من القبور والأضرحة المقدسة والقباب، حتّى غدا عدد الأضرحة في بعض الأقطار بما لا يقل عن عدد المدن والقرى. ومثلها مثل أي قرية كانت عراق المنشية تضم في جعبتها بعض القبور للمقامات والضراحة إليكم قائمة بها.
مقام الشيخ أحمد العريني
مقام الشيخ أحمد العريني موجود على قمة التل الذي سمي باسمه ويرتفع ما قارب 32 م وكان الضريح يتألف من الجدران المكشوفة المصنوعة من كتل حجرية، ويقع المدخل في منتصف الجدار الشمالي، فوق المدخل كان الرخام في حين كان على جانب الباب النقوش وعلى الجدار الجنوبي كان المحراب المقعر العميق.
مقام الشيخ أبو سل
احد الاولياء الصالحين والذي كان وقتها الناس تتقرب اليه بالعطايا والهدايا وكان موقعه في متنصف القرية بجانب المسجد.
تاريخ القرية
الكنعانيون
كانت فلسطين آهلة بالسكان في عصور ما قبل التاريخ، وقد تعرضت في أواخر الألف الرابع وأوائل الألف الثالث قبل الميلاد لموجات عربية سامية كبيرة وهي الموجة المعروفة باسم (الأمورية. الكنعانية) والتي تعاظم أمرها قبل عام 2500 قبل الميلاد، نزل الأموريون داخل بلاد الشام وجنوبها واستوطن الكنعانيون ساحلها وجنوبها الغربي.
وقد كانت لهم حضارة معروفة ومشهود لها وعليه فإن الكنعانيين دخلوا بلادنا وهم متقدمين في المدينة فأخذوا يتابعون نشاطهم ويمارسون حضارتهم على نطاق واسع في وطنهم الجديد وقد كان الكنعانيون يقسمون إلى عدة قبائل ومنها:
- اليبوسيون: وقد دعوا بذلك نسبة إلى "يبوس" جدهم الأعلى وكانت منازلهم في مدينة "يبوس" وحولها، ويبوس اسم القدس العربي الكنعاني.
- الحويون: وكانت منازلهم في مدينة نابلس ثم انتشروا في شمال فلسطين حتى جبل الشيخ وجبل لبنان.
- العمالقة أو "العماليق" : وكانت بلادهم تقع في جنوب فلسطين وفي الأراضي الكائنة إلى الغرب والشمال الغربي من البتراء.
- الفرزيون : وكانوا يسكنون القرى ولم يسمع لهم اسم بعد القرن الخامس قبل الميلاد.
- العناقيون : وهو الفرع من الكنعانيين الذين ينسب إليهم أهالي "جت" عراق المنشية، كانت منازل العناقيون تمتد من جنوبي الخليل إلى القدي ونزل بعضهم الساحل فأقاموا في "جت" وينسب إليهم بناء أسدود ونذكر من العناقيين "أربع" ويعتبر أعظم رجل ظهر في قومه، وهو باني ومؤسس مدينة الخليل ونسبة إليه دعيت يومئذ ( قرية أربع ) بمنى مدينة أربع.
بيليست
شعوب البحر، فهم: بيليست ( peleset )، أو بلستي، الذين ذكروا في العهد القديم باسم الفلسطينيين : وهم قوم أتوا من جزيرة كريت، فسكنوا غزّة وجوارها، وتوالت هجراتهم من كريت إلى فلسطين، حيث امتلكوا الساحل الفلسطيني حتى جبل الكرمل، ووصلوا شرقاً إلى رؤوس الجبال الشرقية في فلسطين. ويضيف مصطفى مراد الدبّاغ، أنّه كانت مدن الفلسطينيين المهمّة، خمسة مدن، هي: غزّة، وعسقلان وأسدود وعقرون، وجت (عراق المنشية)، كذلك مدينة يبنة شمالي أسدود. وكان حاكم المدينة، يلقب بلقب سيرين ( Seren )، كذلك مدينة اللُّد، ومدينة صقلاغ التي كانت تقوم في تل خويلفة على بعد 25 كم، شمال شرق بئر السبع. ويُعتقد أنهم، أي الفلسطينيين، هم من علّم الفينيقيين، مجموعة من الخبرات البحرية، وللفلسطينيين أثر كبير في المدنيّة الكنعانية، حيث كانوا يتقنون صناعة الحديد، وأقدم الآثار الحديدية، عُثر عليها في تلّ الفارعة، وتل جمّة، ومجدّو. ومن أبطال الفلسطينيين، جوليات ( Goliath )، الذي ولد في جت "عراق المنشية"، و أخيش ( Achich )، هو ملك جت "عراق المنشية".
العصور القديمة
عراق المنشية (هي مدينة جت الكنعانية ) جاء في موسوعة بلادنا فلسطين للمؤرخ الفلسطيني مصطفى مراد الدباغ، في الجزء الثامن بالديار الغزية صفحة 230 فقرة صغيرة نذكرها حرفياً وهي : (وقريتنا هذه تقوم على البقعة التي كانت بلدة "جت" الكنعانية، سكنها في بادئ أمرها "العناقيون" ولما نزل الفلسطينيون، الأتون من كريت، هذه الناجية من بلادنا كانت "جت" إحدى مدنهم الخمس العظيمة وهي جت وغزة وعاقر وأسدود وعسقلان، وقد ولد فيها "جالوت.جليات" الجبار الفلسطيني).
وقد دارت على هذه البلدة نكبات من الزمن فقد هدمها اليهود في عهد ملكهم "عزيا" في القرن التاسع قبل لميلاد وضربوها ضربة قاضية.
والظاهر أنها في أوائل العهد المسيحي عادت للظهور ولكنها قرية متواضعة حملت اسمها القديم: جت، ولم يدم ذلك طويلاً إذ لم نسمع لها اسماً في عهد الفتوح العربية والإسلامية ولا في أيام الحروب الصليبية.
وفي عام 2012 م عثر على كنز في عراق المنشية يعود للعهد البيزنطي، حيث يحتوي الكنز على قطع نقدية، ومجوهرات نادرة، وخواتم مرصعة بالأحجار الكريمة من الفترة البيزنطية. وقال إميل الجم الباحث الإسرائيلي المسؤول عن الحفريات الخاصة بالتنقيب عن الآثار: يعود الكنز لفترة القيصر نيرون "حارق روما" والقيصر فتريانوس، حيث حكما في الفترة 54 - 117 بعد الميلاد.وأضاف: تحمل القطع النقدية الذهبية صور القيصرين كما كان مألوفا في بيوت صك العملة وقتها ولجانبها رموز إخوة المقاتلين وآلهة اليونان.
القرية في القرن السادس عشر
قلنا أن الوثائق العثمانية تشير أن عراق الهيتم (حاتم) وعراق حالا هما قريتان متلاصقتان وتوحدتا مع خرب أخرى وأطلق عليها قرية عراق المنشية واعتقد أيضاً بوجود أكثر من قرية أو خربة ضمت إلى عراق المنشية مثل خربة الجديدة والتي هي اليوم إحدى خرب عراق المنشية وكانت في القرن السادس عشر لها وجود ومن القرى المشهورة. وللأهمية أن عدد أرباب الأسر الدافعة لضريبة الزراعة عام 1596 م - 1597 م لقرى عراق حالا وعراق الهيتم (حاتم) وخربة الجديدة وهم اليوم ضمن اسم قرية عراق المنشية وذلك من كتاب جغرافية فلسطين وشمال الأردن وجنوب سوريا للمؤلف الكبير الدكتور كمال عبد الفتاح وزميله هيتروت :
- عراق حالا : عدد أرباب الأسر الدافعة للضريبة سبعة وقيمة الضريبة (25%) ومجموع الضريبة (1100) أقجة (الأقجة عملة عثمانية كانت مع بداية العهد العثماني لها قيمتها ومصنوعة من الفضة) وهذه الضريبة تدفع على الحنطة والشعير وبقية الحبوب وكذلك أشجار العنب والفواكة وضريبة الماعز ورسوم الزواج.
- عراق الهتيم (حاتم) عدد أرباب الأسر الدافعة لضريبة الزراعة (11) وقيمة الضريبة (25%) ومجموع الكلي للضريبة (1200) أقجة وهي ضريبة الحنطة والشعير والماعز.
- خربة الجديدة : كان عدد أرباب الأسر الدافعة لضريبة الزراعة فيها (12) وقيمة الضريبة (33.3%) والمجموع الكلي للضريبة (8676) أقجة، كانت تدفع على الحنطة والشعير والسميم وبقية الحبوب وأشجار العنب مع المقائي والحدائق والبساتين وضريبة الماعز ورسوم الزواج.
عهد المماليك
أنشئ خان على تل الشيخ أحمد العريني في 717 هجري (1317-1318)م، في عهد السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون، تاسع سلاطين المماليك البحرية، هذا وفقاً للنقوش على جانبي مدخل مقام الشيخ أحمد العريني.
عراق المنشية نهاية الدولة العثمانية
من المعروف أن قضاء غزة في نهاية الحكم العثماني قسم إلى مركز وناحيتين وكان المركز مدينة غزة ويتبعه (15) قرية والنواحي هي : خان يونس والمجدل، وقرية عراق المنشية كانت تتبع ناحية المجدل مع (18) قرية وهي : الفالوجة، كراتيا، حليقات، حتا، صميل، جسير، بعلين، عراق المنشية، تل الترمس، ذنبه (إذنبه)، التينة، ياسور، المسمية الكبير، المسمية الصغيرة، قسطينة، جلدية، بيار تعبيا.
في أواخر العهد العثماني تأسست محطة للسكك الحديدية بالقرب من القرية، ومع ذلك، تم تدمير هذه المحطة في الحرب العالمية الأولى.
احتلال القرية
أما عن حكاية احتلالها، فهي رواية تجمع بين ثناياها قسوة الفَقْد ومرارة الخيانة، حيث كان قائد الكتيبة السادسة للجيش المصري إبّانها ( جمال عبد الناصر ) - الرئيس المصري السابق - ، والذي دأب على طمأنة أهالي القرية أنهم لن يسلموا القرية وموقعها الاستراتيجي للعصابات الصهيونية ولو على حياتهم.
ولكن قلم التأريخ سجّل في صفحاته أنه أي - عبد الناصر - من أوائل من تولى لاحقا مفاوضات مراحل تسليمها مع القائد الصهيوني ( سايل سكرمان ) حيث اتفقا على أن يسلم الجيش المصري القرية بلا قتال مقابل عدم الانتقام من القوات المتبقية من الجيش والمتطوعين العرب والأهالي، وهو خلاف ما ذكره الرئيس عبد الناصر في مذكراته والذي يقر لاحقا بعد وصفه المعارك الباسلة للجيش المصري والمتطوعين السودانيين أنه تم إرساله من قبل الجيش المصري لتبادل الجثث حيث يقول في مذكراته:
«ذهبت بعد انتهاء الحرب وبعد الهدنة إلى عراق المنشية في يناير / كانون الثاني 1950م، ودخلت بواسطة رجال الهدنة لأُطْلع اليهود على مقابر هؤلاء الجنود لأنهم لم يستطيعوا معرفتها وطلبوا من رجال الهدنة أن يرسلوا أحد المصريين ليريهم هذه المقابر.. وقد أوفدني الجيش المصري لأعّين لهم المقابر لأننا كنا نتبادل الجثث..»
في اليوم الـ 25 من شباط من العام 1949م انسحب الجيش المصري منها، بعد اتفاق (رودوس)، والذي اعتبر الفالوجة وقرية "عراق المنشية" أرضا محرمة دوليا، ولتبدأ فصول انتهاء الحرب العربية مع العصابات الصهيونية، مذعنة بآخر فصول الهزيمة.
وفي اليوم التالي الـ 26 من شباط من العام 1949 م دخلت القوات الصهيونية إلى القرية وبدؤوا يعيثون فيها فساداً وتدميراً، وذلك لحقدهم على صمود أهلها أمام العصابات الصهيونية، والتي أوقعت معاركها أعدادا كبيرة من القتلى من هذه العصابات الإرهابية حسب الشهادات التاريخية لقيادات الاحتلال الصهيوني.
واستمر التنكيل بهم لإجبار الأهالي على الهجرة، فطالب أهالي القرية تنفيذ بنود الاتفاق والحماية الدولية من المراقبين الدوليين والذي كان أحدهما مصريا والآخر مراقب دولي من السويد يدعى (تيستي) حيث أخبر وفد القرية : «لا أستطيع حمايتكم، والأفضل أن تخرجوا» وكان جواب الأهالي: « لا نريد الخروج، بل نريد أن نبقى في وطننا، وأمرنا إلى ﷲ»، ثم بعد حوار بين الجانب المصري مع الأهالي على أن يتم ترحيلهم (مُؤقتا) إلى "مخيم العروب" لحمايتهم من القتل، كي يعودوا لاحقا بعد تفعيل اتفاق الهُدنة.
وهنالك حيث آمن الأهالي بصدق وعود قادة جيوش العرب، كان على الجانب الآخر من القصة، الخيام المنصوبة، والتي كانت تنتظرهم، والأسى قد كسر قلوبهم، وخيبة الهزيمة العربية قسمت ظهورهم، ولم يعد أهل هذه القرية إلى يومنا هذا، كما لا يزال الجدال القانوني الدولي إلى يومنا هذا حول عدم شرعية تهجير أهالي هذه القرية، وذلك بعد معاينة بنود الاتفاقية المصرية مع العصابات الصهيونية وبضمانات وشهود دوليين عليها، والتي صمتت صمت البيوت الخاوية من أهلها مما اقترفته العصابات الارهابية الصهيونية المجرمة على مدار عامين كاملين من قصف وتدمير وقتل لسكانها ومن معهم من شجعان وأبطال جنود الجيش المصري ومتطوعين سودانيين.. ومما يؤكد على خطوط المؤامرة الدولية على حقوق الشعب الفلسطيني والتي لا تزال منذ اليوم الأول لهذا الكيان تقف معه بغير حياد، ومتسترة بشكل صريح وفاضح لجرائمه وانتهاكاته.
هذه القرية العريقة المهجّرة كانت آخر القرى الفلسطينية التي سقطت بيد العصابات الإرهابية الصهيونية المُجرمة بعد عام كامل من عام النكبة وظلّت صامدة تحت القصف والدمار حتى شهر شباط من عام 1949م، بفضل أبناء القرية وأبناء الأمة من المجاهدين المتطوعين، وجنود من الجيش المصري، حتى تم عقد اتفاقية "رودوس"، والذي تبعها تشريد أهلها البالغ عددهم عام 1949م حوالي 2332 نسمة.. حيث بدأت مرحلة اللجوء الأول لغالبية السكان إلى "مخيم العروب والفوار" في منطقة الخليل وبعد النكسة كان النزوح للعدد الأكبر إلى الأردن كلاجئين مسجلين لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في مناطق تجمع جديدة.
العادات والتقاليد في القرية
العادات والتقاليد قبل النكبة لسكان عراق المنشية
الأفراح
لم تختلف العادات والتقاليد في هذا الموضوع كثيرا عن وقتنا الحاضر الا الشيء البسيط فقد كان اهل العريس يرسلون امرأة إلى الفتاة للتعرف عليها قبل خطبتها ثم يذهب أهل العريس في جاهة كبيرة لبيت الفتاة لخطبتها وكانت تقام الافراح لمدة تتراوح ما بين الاسبوع والعشرة الايام.
وكان مهر العروس يتراوح ما بين 60- 80 ما يعادل الدينار الأردني بالجنيه الفلسطيني. وكانت كسوة العروس تشتمل على ثوب وقماش لعمل شاشة (جلجلي) توضع على الرأس وتنورة وشنابر ( حرير) وجلالي ( ثياب مختلفة كل قطعة بلون مختلف) وبغمة (وزريات للقلادة مثل العقد التي توضع في الرقبة) ووقاة ( قطعة من القماش توضع على الرأس منسوج عليها قطعة ذهبية أو فضية) ولفالف ( جرائد من القماش توضع على الظهر).
وكان الرجال ينصبون السامر ( الدبكة) في هذه الفترة منذ المساء وحتى منتصف الليل والنساء يغنين اغانٍ شعبية فلكلورية فلسطينية مثل دلعونا ويا ظريف الطول وغيرها من الأغاني الشعبية الشائعة في تلك الحقبة الزمنية.
الأتراح
وفي الأحزان والمآتم حيث كان في القرية مجلس لكل حامولة يسمى حارة يجتمع فيها الرجال عند الصباح وحتى منتصف الليل وكانت بيوت العزاء تفتح ولمدة ثلاثة أيام في هذه الاماكن حيث يستقبل أهالي الميت لثلاثة أيام متواصلة ويقوم الجيران والعائلات الأخرى بإطعام أهل الميت طعام الفطور والغداء والعشاء ويخففون من آلامه وأحزانه.
الضيافة
كانت الحامولة تستقبل الضيف القادم من خارج القرية في مجلس الحامولة وكان يقيم فيها ويبيت فيها ويقدمون له الطعام والشراب في المجلس بغض النظر عن العائلة التي ستقدم الطعام في ذلك اليوم وبالنسبة لاهل القرية فقد كانوا يطعمون بعضهم من الطعام حيث تقوم المرأة بتوزيع بعض الاطعمة على الجيران وخصوصاً أنواع الطعام التي لها علاقة بالتراث والمواسم مثل الخبيزة والزعتر بالخبز وغيرها
دور المرأة في القرية
كان للمرأة دور مميز في القرية حيث كانت تقوم على خدمة الرجل وبيته ومساعدته في أعماله اليومية مثل الزراعة والرعي وحلب الأغنام والأبقار وحصاد المزروعات ودرسها مع زوجها وأهله ونقل مياه الشرب إلى البيت من الابار القريبة والبعيدة ونقل الحطب وغيرها من الاعمال الأخرى بالإضافة إلى تربية الأولاد وخدمة الجميع.
قائمة المأكولات الشعبية
تمتاز عراق المنشية بالعديد من الأكلات الشعبية كسائر القرى والمدن الفلسطينية الأخرى ومنها:
- المسخن الفلسطيني
- المنسف الفلسطيني
- مقلوبة
- الملوخية
- ورق الدوالي
- مجدرة
- مفتول
روايات أهل القرية
بدأت المناوشات في القرى المحيطة بعراق المنشية بشكل عام وفي عراق المنشية بشكل خاص في أواخر آذار عام 1948 م ولكن المعارك الحقيقية بدأت في آواخر شهر حزيران، وإزدادت حدة وشراسة المعارك وتضييق الحصار الخانق عليها من قبل اليهود بعد سقوط بيت جبرين والتي احتلت من قبل العصابات الصهيونية يوم 27/10/1948 م وفي ذلك الوقت سقطت قرية قبية بني عواد وانسحب جزء من الجيش المصري إلى الخليل وبدأ أهالي القريتين أي بيت جبرين والقبية بالرحيل عنهما شرقاً إلى الدوايمة وقرى أخرى. وتبع ذلك سقوط عراق سويدان في أيدي اليهود بعد أن قاموا بهجوم ناجح على مفترق الطرق عند عراق سويدان وبذلك تم عزل القوات المصرية في عراق المنشية والفالوجة عن قيادتها في المجدل وغزة.
وسقوط كل من بيت جبرين شرقاً وعراق سويدان غرباً ضيق الخناق على الجيش المصري وأهالي القرية التي كانت حينها تعج وتغص بمئات اللاجئين الذي لجأوا إليها من القرى المجاورة، وفي هذا الحصار لم يبق اتصال يصل القرية بباقي أرجاء الوطن إلا من شريان واحد يصل شرق الفالوجة بغربي عراق المنشية، فلم يكن خيار للجيش المصري والأهالي إلا الاستبسال والاستماتة للدفاع عن شرفهم ولأن الإستسلام لليهود كان يعتبر بمثابة انتحار جماعي، فأقسم الجميع أي من كان قادراً على حمل السلاح من الجيش المصري والأهالي على خوض معركة الشرف تلك، فإما الموت وإما الشهادة (وعلي وعلى أعدائي). وقد تعاون الجميع على تجاوز تلك المحنة وامتزج الدم المصري والسوداني بدماء المتطوعين من أهلي القرية وسال زكياً على تراب عراق المنشية الطاهر، كان سكان القرية فلاحين تتوفر عندهم الحبوب في الخوابي والمخازن وكذلك يتوفر لديهم الكثير من الأبقار والأغنام والطيور الداجنة في حظائرهم فقد كان هذا عاملاً مهماً في رفد الحصار وإطالة أمد الصمود وخصوصاً اتخذت هذه المواد الغذائية كإمدادات للجيش المصري الذي انطعت سبل اتصاله بقيادته وبطرق إمدادته وتعاون الأهالي والجيش المصري الذي تعداده 1300 جندي في القرية في القيادة العليا إلى القيادة المصرية ولكن كان يقودههم على المستويات الأقل ضابطان سودانيان، وهم المللازم (عبد الله) و المللازم (بشير) الذي استشهد في إحدى المعارك غربي البلد.
دور السكان في تقديم المأكل للجيش المصري
- اللحوم : تقدم وجبة واحدة أسبوعياً يوم الجمعة على حسب السكان في القرية، يوم على عشيرة الطيطي وتوابعها، ويوم على عشيرة الجوابرة وتوابعها... الخ، وقد كانت تشمل هذه اللحوم كلاً من الأبقار والأغنام والدجاج. (وكان يتم تنظيم هذه الأمر بالتعاون بين الحاج المختار خالد حمدان الطيطي عن عشيرة الطيطي والمختار عبد الفتاح أحمد يوسف مختار الجوابرة، ومعهم شخص مصري يدعى الصاغ عمر وبإشراف مباشر من البكباشي جمال عبد الناصر.)
- أما الخبز وإمداداته من القمح وكانت تقسم حسب ممتلكات الفلاحين وسعة أراضيهم فكان يفرض على كل شخص حصة ونصيب حسب طاقته وإمكانياته.
تدمير بابور الطحين
كانت الحبوب أول الأمر تطحن في بابور طحين تابع للقرية كان يمتلكه الشيخ محمود أبو محيسن فعرف اليهود مدى أهميته وحيويته بالنسبة للقرية فركزوا عليه قصفهم حتى دمروه تدميراً كاملاً فأصبحت هناك مشكلة كيفيه طحن الحبوب.
المطاحن اليدوية
وجدت هذه المشكلة حلها وذلك بتوزيع الحبوب على نساء القرية لكي يتم طحنها بواسطة الطواحين الحجرية اليدوية (الرحى) حيث كانت كل امرأة تتسلم مقداراً معيناً من الحبوب سواء القمح أو الشعير يجب عليها أن تطحنها على جاروشتها وتعيده طحيناً. وكانت امرأة قوية اسمها عزيزة كلفت من قبل المختار الحاج خالد الطيطي بتوزيع الحبوب على النساء وبعد فترة تعود لتجمعه طحيناً وقد لقبت بالشاويش. أما أشهرؤ النساء اللواتي عرفن بمهارتهم في نجاعة طحنهن للقمح والشعير على جواريشهن :
- شايقة أدعيس امرأة عطا الله قنديل الطيطي.
- الشهيدة فاطمة ظاهر عبد الله.
- فاطمة العبد عياش.
- لطيفة إسماعيل أبوهشهش امرأة يونس خليل.
- صبحة ظاهر عبد الله.
- سعيدة أم محمد حسين نمر.
- ساره محسن الجابري زوجة محمود جاد الله أبو محيسن.
- لبقة نمر زوجة جبرين خليل.
- شايقة امرأة محمد حسين نوفل البدوي.
وغيرهن من الحرائر بطلات ملحمة صمود عراق المنشية.
وجبات الأكل
أما وجبات الأكل فهي عبارة عن عجوة التمر تمرس (تنقع في الماء) ووجبات من الخبز والعدس ووجبات من جريشة القمح مع اللحم والبندورة المجففة والطبيعة وكذلك الفول والحمص.
طريقة الخبز
أما طريقة الخبز : فقد كان يوجد في البلد فرن لشخص اسمه (عبد الكريم عثمان أبو سل) يشعل بواسطة الأخشاب وضعه صاحبه تحت تصرف المقاتلين وعندما نفدت الأخشاب اضطر المواطنون لهدم بعض المنازل وتقديم أخشابها وقوداً للفرن وقد دمر الفرن من قبل العصابات الصهيونية أيضا، واضطر المواطنون لخبز الخبز المقدم للجيش المصري في الطوابين وأحياناً على الصاج.
بداية المعارك
في أحد الهجمات بعد سقوط المجدل وكرتيا غرب البلد استطاعت العصابات الصهيونية دخول المنازل الغربية فتصدت لهم الوحدة السودانية والمتطوعين من أبناء البلدة الذين بلغ عددهم 200 متطوع بالإضافة إلى الجيش المصري. وبتضافر جميع الجهود والعناية الإلهية قبل كل شيء وبتخطيط من البيك (طه) الذي خطط لاستعمال الهنابر وهو نوع من المركبات كالدبابات والمدرعات تحمل نوعاً من أنواع المدفعية، وقد تم صد العدو وقد خلف مئات القتلى والجرحى وقد دفنت الجث التابعة للعدو في مقابر جماعية (تقول الرواية التاريخية الشفوية ان دفن جثث اليهود في المقابر الجماعية كان كبير جداً حتى ان اهل القرية دفنوهم وبين كل جثة وجثه مقدار لوح صبر)
استدراج اليهود
أما الهجوم الثاني المشهور فقد جاء من الشمال وقد استعمل جمال عبد الناصر حيلة لاستدراج اليهود في فخ نصبه لهم وقد كان حينها مفاوضات بين جمال عبد الناصر والقائد اليهودي (سايل سكرمان) أصبح عام 1949 م متصرفاً للواء المجدل، وقد استدعوا وقتها جمال عبد الناصر ليمثل الجيش المصري إلى المستعمرة (جات) شمال البلد واتفقوا معه على أن يسلم الجيش المصري بلا قتال مقابل عدم الانتقام من الجيش والأهالي بعد الكارثة التي حلت باليهود في هجومهم الأول والذي فقدوا فيه المئات من جنودهم، واتفقوا معه تحت شروط وضعها جمال عبد الناصر (أن يدخل جنود العصابات الصهيونية بلا أسلحة وكان يريد أن يستدرجهم إلى حتفهم الذي ينتظرهم وقال لهم بأن هذا هو شرطه خوفاً على سكان القرية أن يروعوا ). حينها رجع جمال عبد الناصر من مقابلة اليهود، وطاف على مواقع الجيش المصري وعلى مواقع المتطوعين من السودانيين والأهالي وأخبرهم بأن اليهود قادمون بدون أسلحتهم الثقيلة فلا تطلقوا النار حتى أعطي الإشارة بواسطة طلقة حمراء، وحينما وصل اليهود ويقال أنهم وصلوا بأفرادهم مجندين ومجندات وضباطاً يرقصون ويغنون ظناً منهم أنهم حصلوا أخيراً على عراق المنشية وبكل سهولة. وعندما أصبحوا على بعد 100 متر تقريباً أطلقت طلقة الإشارة وأخذ الجيش المصري يقذف بحممه وبكثافة ولم ينج منهم إلا من كان متأخر في القدوم إلى البلد عندئذ فقد اليهود صوابهم وفقدوا ثقتهم بعبد الناصر وأصبحوا لا يأمنون له جانباً وقد خلفوا وقتها قتلى كثيرين (تقول الرواية التاريخية الشفوية ان دفن جثث اليهود في المقابر الجماعية كان كبير جداً حتى ان اهل القرية دفنوهم وبين كل جثة وجثه مقدار لوح صبر).
رواية البكباشي جمال عبد الناصر في عراق المنشية (عن مذكراته)
قال الرئيس عبد الناصر في 3 آذار/ مايس/1955: [إني أذكر يوم 16 أكتوبر (تشرين الأوّل) من عام 1948م. وكانت الهدنة قائمة وهجم اليهود هجوماً غادراً على موقع الكتيبة السادسة في عراق المنشية، ولكنهم هزموا شر هزيمة.
ولستُ أنسى معركة 16 أكتوبر عام 1948 في عراق المنشية حين واجهنا اليهود وهم متفوقون في القوة والعدد وكنا نحن في موقع منعزل محاصر، وتمسكنا بالشرف، وتمسكنا بالواجب، وتمسكنا بالوطن. فهزمنا المعتدين. فرأيت العسكري اليهـودي وهو يفر مذعوراً لمجرد رؤيتنا. رأيتهم يُهزمون رغم دباباتهم ومدرعاتهم التي تركوا بعضها في الميدان].
وقال الرئيـس بتاريخ 22 يونيو (حزيران) 1962: [وفي سنة 1948م. حاربنا وحوصر جزء من الجيش المصـري في الفالوجة وعراق المنشية. ولقد رأيت الفلسطينيين في عراق المنشية. وكان معنا الشيخ خالد(خالد الطيطي والذي منحة الرئيس جمال عبد الناصر فيما بعد وسام الاستحقاق من الدرجة الاولى) مختار في عراق المنشية، وقد أستشـــهد أبناؤه أمامي ولم يكن يلتفت لأحد من أبنائه، وقد أُريق في هذا اليوم الدم الفلسطيني والدم المصري، وقد بلغ عدد الذين أستشهدوا 150 شهيداً من الكتيبة المصرية وقتل أيضاً عدد كبير من الفلسـطينيين المناضلين ودخل اليهود وأستولوا على ثلثي عراق المشية ولكن لم يتمكنوا من الصمود وأســتطعنا أن نعيد الأستيلاء على مواقعنا وتكبد اليهود في هذا اليوم يوم 28 ديسـمبر (كانون الأوّل) سنة 1948 خسـائر بلغت حوالي 400 قتيل. وقمنا بدفنهم. وأنا ذهبت بعد انتهاء الحرب وبعد الهدنة إلى عراق المنشية في يناير (كانون الثاني) سـنة 1950 ودخلت بواسطة رجال الهدنة لأطلع اليهود على مقابر هؤلاء الجنود لأنهم لم يستطيعوا معرفتها وطلبوا من رجال الهدنة أن يرسلوا أحد المصريين ليريهم هذه المقابر… وقد أوفدني الجيش المصري لأعّين لهم المقابر لأننا كنا نتبادل الجثث].
دفتر يوميات جمال عبد الناصر الشخصية في حرب فلسطين وتحديداً في عراق المنشية
دفتر يوميات جمال عبد الناصر الشخصية في حرب فلسطين التي أفرج عنها الصحفي محمد حسنين هيكل بعد 55 عاماً
مقدمة قبل أن تقرأ اليوميات بقلم عبد الله السناوي
فجأة.. توقف رجل يوليو القوي “جمال عبد الناصر” عن الاستطراد في حديثه المستفيض مع الصحافي الشاب -وقتها- “محمد حسنين هيكل” عن تجربته في حرب فلسطين وشهادته على ما جرى فيها. طلب “جمال عبد الناصر” من ضيفه الانتظار قليلاً، وغادر حجرة الاستقبال في بيته المتواضع بشارع الجلالي في الوايلي، ليعود بعد قليل ومعه صور ومتعلقات شخصية ورزمة خطابات، بعضها تلقاها بعد العودة من الحرب من “أهالي الفالوجة”، وبعضها من زوجته تحية ووالده وعمه، وبرطمان مملوء بتراب المنطقة التي حارب فيها، معتقداً أنه سوف يعود إليها، لتستكمل القوات المصرية المهمة التي لم تقم بها، وأن مصر لم تخض حرباً حقيقية في عام،1948 فالحرب تشترط أن تكون واعياً بأهدافها ومستعداً لمقتضياتها، والنظام السياسي -وقتها- بدا غير مدرك أنه قد دخل حرباً فعلاً، أو ماذا يفعل بالضبط في فلسطين. غير أن أخطر ما أحضره معه “جمال عبد الناصر” دفتر مذكرات شخصية على غلافه الخارجي بقعة من دمه.. وقال ل”هيكل” : “يمكنك أن تأخذ معك هذا الدفتر، وأن تقرأ فيه، وأن تكتشف بنفسك ما جال بخاطري تحت وهج النيران في حرب فلسطين، وما كتبته يوماً بيوم في خنادق القتال على ضوء لمبة جاز”. في ذلك اليوم البعيد من مطلع عام،1953 عندما أخذ “هيكل” يتصفح دفتر المذكرات، وعلى غلافه الخارجي بقعة من دم “جمال عبد الناصر” سأله : “هل هذه إصابة حرب..؟”.. فأجاب على الفور : “لا”.. وأخذ يروي “جمال عبد الناصر” قصة بقعة الدم على غلاف دفتر مذكرات، فأثناء كتابته اليومية مسجلا
أعلام من القرية
من خطباء وأئمة المساجد في كل من مسجد أبوسل القديم والزاوية المسجد الجديد عرف كل من :
- الشيخ شعبان سلمان الجوابرة.
- الحاج عمرو جبريل خليل الجوابرة.
- الشيخ محمد عبد الله نمر الجوابرة.
- الشيخ محمد أبو زغيريت.
ومن الأئمة أيضاً
- الشيخ حسن عبد العاطي البدوي.
- الشيخ محمد أحمد عبد الرحمن أبوسل.
- الشيخ خليل محمد عبد العزيزي أبوسل.
- الشيخ محمد عبد الله حسن الجوابرة.
- الشيخ عبد الحي القواسمي.
ولأهمية عراق المنشية فقد كان الواعظ الديني لمنطقة غزة الشيخ فهمي الأغا يزور القرية كثيراً خصوصا بين أعوام 1935 م إلى 1938 م وكان يسر المسجد الذي ذكره في كتاباته من خلال جولاته الوعظية في قرى غزة إذ قال : ( إنه مسجد في غاية الإتقان )، ومن الوعاظ أيضاً الذين زاروا القرية الشيخ شعبان أفندي صبح واعظ قضاء بئر السبع وزار القرية أكثر من مرة في عام 1936.
الباحث والمراجع
1- مكتبة نور، تم الاسترجاع يوم 20/8/2022 https://www.noor-book.com/tag/%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B4%D9%8A%D8%A9
2-موقع العربي، تم الاسترجاع يوم 20/8/2022 https://arbyy.com/detail1045642123.html
3- رابطة أدباء الشام، تم الاسترجاع يوم 20/8/2022 http://www.odabasham.net
4- كي لا ننسى، وليد الخالدي
5- بلادنا فلسطين، مصطفى الدباغ
6-موقع قية المنشية، تم الاسترجاع يوم 20/8/2022 http://almanshiah.blogspot.com/
7- أرشيف جامعة بير زيت ، تم الاسترجاع يوم 20/8/2022 http://www.awraq.birzeit.edu/ar/node/4130
مشاركات
اهيب بأبناء عراق المنشية باثراء هذا الموقع بمعلومات وصور عن قريتنا التي لم ينصفها المؤرخون مما حصل بها من بطولات أثناء حصار الجيش المصري فيها وبقائها صامدة في وجه العصابات الصهيونية حيث قدمت اكثر من ١٠٠ شهيد ...