الحياة الاقتصادية - الجُورَة/ جُورَة عَسْقَلان - قضاء غزة

أدوار قرية الجورة:
تمارس الجورة وظائف متعددة هامة، فهي منتجع سكان المجدل الذين يفدون إليها ليتمتعوا بماء البحر والشاطيء الرملي والأشجار الخضراء، ولزيارة خرائب عسقلان التاريخية. وقد كان يقام في الربيع موسم سنوي يجتمع فيه الزوار من قرى قضاء غزة ومدنه، فيستحمون ويتمتعون بمشاهدة المواكب الرياضية والدينية، ويشترون ما يحتاجون إليه من السوق الكبيرة التي تقام في هذا الموسم.
ويعمل بعض السكان في بعض الصناعات اليدوية الخفيفة كالنسيج وصناعة السلال والشباك اللازمة للصيد.
كما عرف أهل الجورة بنشاطهم الدائم وسعيهم المستمر فى التماس الرزق من خبايا الأرض، ومن مياه البحر، فيتعهدون بساتينهم وأشجارهم ومزروعاتهم بأنفسهم، ويرسلون ما يصطادونه من أسماك إلى المجدل والقدس وغيرهما، وقد اعتبرت الجورة من أهم مراكز صيد الأسماك فى فلسطين، ويعتمد أهل الجورة على الكرمة، ويمكن القول: إن أكثر من نصف أراضيهم غرست بها، وتباع ثمارها فى مختلف أنحاء البلاد، وقد اعتاد الاهالي النزوح إلى كرومهم فى أوائل كل صيف، وذلك حبًا فى المعيشة الخلوية، ومحافظة على الكرمة وانتظارًا لثمارها، كما اشتهرت الجورة بزراعة الجميز بأنواعه، كما كانت شجرة التوت سائدة، لا يخلو منها بيت أو حقل، وكان فيها فضلاً عن ذلك أشجار البرتقال والتين والمشمش واللوز والزيتون وغيرها، واشتهرت الجورة فى القرن التاسع عشر بتفاحها الذى كانت تصدره للقدس، كما اشتهرت بأنها من أغنى المناطق بالخضر المبكرة من البندورة والفاصوليا ومختلف الخضر، وخاصة البصل، وعرف أهل الجورة باصطياد طير الفر «السمان» الذى يأتى مهاجرًا من آسيا الصغرى وأوروبا فى أوائل الخريف، فيبيعونه محليًا، ويرسلونه إلى كل من يطلبه من المدن الأخرى، ومما يساعد سكان القرية على تصريف منتوجاتهم المختلفة «سوق المجدل» الأسبوعى، الذى كان يعقد كل جمعة فى عسقلان، ويؤمه الكثيرون من أهل القرى المجاورة، فيبيعون فيه الفائض من محصولاتهم وخيراتهم، ويشتغل بعض أهل الجورة فى صنع الشباك اللازمة للصيد، والبعض يقوم بصناعة السلال، وهناك من ينسج الطواقى الصوفية.
نما عدد سكان الجورة من 1,326 نسمة عام 1922 إلى 2،420 نسمة عام 1945. واتسع عمران القرية حتى وصلت مساحتها أواخر عهد الانتداب البريطاني إلى 35 دونماً تقريباً.
مخطط القرية مستطيل يتألف من وسط تجاري يضم السوق والمسجد والمدرسة، وتحيط به الحياء السكنية. وكان النمو العمراني يتجه نحو الشرق، على طول امتداد طريق الجورة – المجدل.
تعرضت القرية للتدمير بعد عام 1948، وطرد سكانها منها، وأقام الصهيونيون على أراضيها مدينة عسقلان (أشكلون)، ومستعمرة "أفريدار" .