البنية المعمارية - بُرَيْر - قضاء غزة

كانت برير قبل عام 1948 مقسمة إلى أربع حارات (أحياء) وكل حارة تتكون من عدة حمائل أو عدة عائلات والحمولة أكبر من العائلة فقد تضم الحمولة عدة عائلات، وكان لكل حارة مختار هو مرجع حارته وكانت كلمته مسموعة، وكان المختار حلقة الاتصال بين أهل القرية والحكومة وعنده كانت تسجل المواليد والوفيات ويقوم بإبلاغ ذلك للحكومة كما كان ممثلو الحكومة من رجال شرطة ورجال ضرائب وغيرهم يتخذون من منزل المختار مقراً لهم عند قيامهم بأي عمل في القرية.

وحارات برير قبل 1948 تنقسم إلى أربع حارات كبيرة رئيسة هي: حارة المقالدة، وحارة العجاجرة، وحارة الرزاينة، وحارة العِّبَيَّاتِ

وكانت كل حمولة من الحمائل الرئيسة الأربع تسكن في حارة من هذه الحارات وقد أطلق اسم الحمولة على الحارة، وكانت تلك الحمائل تتفرع إلى عائلات كما يلي:

أولاً: حارة المقالدة

وتتكون من العائلات التالية: عائلة ظاهر وتنقسم إلى دار إسماعيل ودار الحاج، وعائلة رشيد ويقال لهم دار أبو سخيلة، وعائلة الشيخ ويقال لهم دار أبو حمد، وعائلة العلول، وعائلة مونس، وعائلة أبو شكيان، وعائلة شقّور، وعائلة عبد العال، وعائلة أبو هزاع، وعائلات أخرى. وكان مختار هذه الحمولة المرحوم سليمان إسماعيل ظاهر.

وتقع حارة المقالدة في القسم الشمالي الغربي من قرية برير وتوجد فيها المطحنة، وكانت تسمى "بابور الطحين". وقد أنشأها صالح داود من غزة، وكان يشرف على إدارتها سليمان خالد الذي كان يسمى (أَلْبّس) وقد أصيب بالصمم بسبب شدة صوت المطاحن.

وكانت لهذه المطحنة أهمية كبيرة جداً، فقد كان كل أهل القرية وبعض سكان القرى المجاورة والبدو المجاورون لبرير مثل عرب الثوابتة وعرب الدقس وعرب الشباكي يطحنون فيها الحبوب للحصول على الدقيق. وكانت توجد في القسم الشمالي الغربي من الحارة مدرسة البلد، وقد أنشئ في المدة الأخيرة وقبل الهجرة بقليل جامع لم يكتمل بناؤه بسبب الهجرة.

ثانياً: حارة الرزاينة

وتقع جنوب حارة العبيات، وكانت تمتد من حارة العجاجرة شرقاً حتى المقالدة غرباً، وبهذا فإنها تشمل وسط وجنوب قرية برير. وكان مختارها المرحوم/ محمد حسين غَرَيِّبِّ الذي تولى المخترة خلفاً لخاله وقريبه المرحوم/ رجب موسى حماد وتضم هذه الحارة حمائل: حمولة (موسى): وتشمل عائلة موسى، وعائلة غَرَيِّبِّ، وعائلة ناصر، وعائلة إدغيش، وعائلة مسمار، والرواجيح الذين نزحوا عن برير قبل سنة 1948 ورحلوا إلى الأردن، واستقروا في مأدبة وغيرها، وحمولة الشحادات: وتضم عائلة أيوب، وعائلة شامية، وعائلة محيسن، وعائلة شحادة، إضافة لحمولة الخطيب، وحمولة العطل: وتضم عائلة أبو صفية التي ترتبط مع العطل بروابط القرابة، وعائلة اللخاوي، وعائلة الحوم، وعائلة الماشي، وحمولة أبو سمك وأبو ربيع. وأراضي الرزاينة متصلة مع بعضها البعض عبر ما يُعرف بالزاوية (جامع) يسمى زاوية الشرفا بناها الشيخ خيري القواسمي، وكان آل الرزاينة يتواجدون فيه باستمرار كما كان يفد إليها أناس من الخارج يتلقون واجبات الضيافة من مأكل ومشرب ونوم. وقد لعبت الزاوية دوراً هاماً في النضال حيث كان سطحها بمثابة برج مراقبة لمشاهدة قوافل الأعداء قبل وصولها إلى البلدة بوقت كاف فيأخذ أهل البلدة حذرهم، كما كانت قريبة من الطريق العام، لذلك أصبحت أيضاً مركزاً رئيسًا للمقاومة يتجمع فيها المناضلون ويضعون الخطط للدفاع والمقاومة وقد ارتقى فيها الشهيد/ سلمان علي حسين الملقب "بالجدع" ومناضلون آخرون في القرى المجاورة. وفي الحارة مجموعة من المطامير وهي عبارة عن آبار جافة كان أهل الحارة يخزنون فيها حبوبهم، وفي الحارة مقام الشيخ حسين، وقد امتدت حقول البترول بعد اكتشافه في جنوب حليقات إلى أراضي برير فشملت كرم الحاج/ عبد الهادي إدغيش، ويرتبط أهل الحارة مع بعضهم البعض بروابط القرابة والمصاهرة، وكانت توجد بين حارة الرزاينة والمقالدة بركة كبيرة تتجمع فيها مياه الأمطار تسمى بركة أم الجحشات.

ثالثاً: حارة العجاجرة

وتشمل حارة العجاجرة القسم الشرقي من برير، ويقسمها الطريق العام إلى قسمين شرقي وغربي ولهذا الطريق أهمية كبرى لأنه كان يربط جنوب فلسطين بشمالها مما جعل لموقع برير أهمية كبيرة في أثناء حرب سنة 1948. ومختار حارة العجاجرة المرحوم/ يوسف مصطفى علي حسين. وتضم حارة العجاجرة عدة عائلات هي: عائلة علي حسين وهي أكبر عائلة في الحارة وعائلة النيرب، وعائلة أبو دغيم، وعائلة عقل، وعائلة الحواجري، وعائلة أبو داير، وعائلة المنيراوي، وعائلة برغوث، وعائلة البصيلي، وعائلة كيلاني، وعائلة قويدر. وكان يوجد في أحد بيوت آل أبو الهنود مستوصف صغير فيه ممرض دائم يأتي إليه كل أسبوع طبيب لمعالجة السكان، وكان السوق العام (سوق الأربعاء) يقام في جرن العجاجرة حيث يفد إليه التجار من المدن والقرى المجاورة بالإضافة إلى أهل برير. كما كان في الحارة موقف رئيسي للباصات وبالقرب منه المقهى الوحيد وهو مقابل بئر البلدة.

رابعاً: حارة العِّبَيَّاتِ

وتشغل حارة العِّبَيَّاتِ القسم الشمالي الشرقي من برير ومختارها المرحوم/ عبد الهادي سالم أبو عياد. وتتكون من عائلات كثيرة هي: حمولة سالم وعائلاتها أبو عوكل، وأبو الفحم، وصباح، والعربيد، ومنصور. وحمولة عبيد تنقسم إلى عائلة عفانة، وعائلة فلفل، وعائلة درباس، وعائلة عبيد، وعائلة شريم "عبد الواحد"، وعائلة أبو جبل، وعائلة الأزرق. أما حمولة الحبول تنقسم إلى عائلة أبو رزق، وعائلة سرحان، وعائلة أبو حبل، وعائلة أبو زايدة، وعائلة الأقرع، وعائلة مرسي، وعائلة الحساسنة، وعائلة أبو عاصي، وعائلة النول. وكانت هذه العائلات ترتبط مع بعضها البعض بروابط القرابة والمصاهرة، وكان أي واحد من حارة العبيات مقدماً على غيره من الحارات الأخرى في البيع والشراء والمصاهرة، ويوجد في الحارة جامع البلد حيث يقع في مكان متوسط من البلد وجامع "زاوية" الشيخ/ سعود أبو اللبن كما توجد بعض الآثار قديمة، وكانت توجد في شمال الحارة بركة العمامي التي كانت تتجمع فيها مياه الأمطار، ويمر وسط الحارة وادي عمار.