معلومات عامة عن هُوج - قضاء غزة
معلومات عامة عن قرية هُوج
قرية فلسطينية مهجرة، كانت مبنية في منطقة كثيرة التلال في الطرف الشمالي من صحراء النقب وتشرف تلتان عليها من الشرق والغرب، شمال شرقي مدينة غزة وعلى مسافة 15 كم عنها، بارتفاع لايزيد عن 100م عن مستوى سطح البحر.
قُدِرَتْ مساحة أراضي القرية بـ 21988 دونم، شغلت أبنية ومنازل القرية مساحة 34 دونم من مجمل تلك المساحة.
احتلت هوج على يد لواء "هنيغف" التابع لجيش الاحتلال وحسب روايات الصهاينة فإنه تم احتلال قرية هوج بشكل رسمي يوم 31 أيار/ مايو 1948.
الحدود
كانت هوج تتوسط القرى والبلدات التالية:
- قرية سمسم شمالاً.
- قرية برير من الشمال الشرقي.
- قرية الجمامة شرقاً. (قضاء بئر السبع)
- قرية كوفخة من الجنوب الشرقي.
- قرية المحرقة جنوباً ومن الجنوب الغربي.
- مدينة بيت حانون غرباً.
- قرية نجد من الشمال الغربي.
أراضي القرية
ملكية الأرض
يمتلك الفلسطينيين من ملكية الأرض 16.741 / دونم أما الصهاينة فيمتلكون 4.236 / دونم
أما أراضى المشاع فهي من مجمل المساحة بلغت 1.011 / دونم ويبلغ المعدل الاجمالى من ملكية الأراضي 21.988 / دونم .
استخدام الأراضي عام 1945
تم استخدام أراضى أهالي بلدة هوج المزروعة بالبساتين المروية الذي بلغ عدد مستخدميها 93 فلسطيني و 16 يهودي ، أما الاراضى المزروعة بالحبوب بلغ عدد مستخدميها 16.236 فلسطيني و 4.035 يهودي ، والاراضى المبنية بلغ عدد مستخدميها 34 فلسطيني و40 يهودي ، والاراضى التي صالحة للزراعة بلغ عدد مستخدميها 16.329 فلسطينى و4.051 يهودي . والاراضى الفقيرة بلغ عدد مستخدميها 1.389 فلسطيني و 145 يهودي .
البنية المعمارية
كانت منازل القرية في معظمها مبنية من الحجارة والطين ولكن في السنوات الأخيرة قبل النكبة بنيت بعض المنازل بالإسمنت، وكان للقرية شكل مستطيل تقسمها عدة طرق فرعية إلى حارات توزعت فيها منازل القرية.
السكان
قدر عدد سكان قرية هوج في إحصائيات عام 1922 بــ 426 نسمة.
ارتفع عددهم في إحصائيات عام 1931 إلى 618 نسمة.
وفي عام 1945 وصل عددهم إلى 1040 نسمة.
انخفض عددهم عشية عام 1948 إلى 940 نسمة.
وفي عام 1998 قُدِرَ عدد اللاجئين من أبناء القرية بـ 5770 نسمة.
عائلات القرية وعشائرها
أسماء عائلات قرية هوج حسب ما وجدناه في موقع التواصل الاجتماعي:
- عائلة النجار.
- عائلة الغوطي.
- عائلة أبو العيش.
- عائلة أبو مرعي.
- عائلة حلاوة.
- عائلة أبو جليلة.
- عائلة زقول.
- عائلة الشيخ.
- عائلة شعبان.
- عائلة سالم.
الاستيطان في القرية
أسس اتحاد الكيبوتزات على أراضي قرية هوج كيبوتز وأسموه "دوروت" على أجزاء من أراضي القرية وذلك عام 1941 وقد أقام فيه صهاينة مهاجرين من دول أوروبا الوسطى، وبعد احتلال قرية هوج توسطت هذه المستوطنة على أراضي القرية، وهي اليوم واحدة من مستوطنات غلاف غزة حسب تصنيف سلطات الاحتلال.
التعليم
كان في قرية هوج حتى عام 1948، مدرسة ابتدائية واحدة لتعليم الذكور، أفتتحت هذه المدرسة أبوابها عام 1935.
تاريخ القرية
هي ذاتها قرية أوغا الرومانية القديمة،وقد كانت قرية عامرة في ذلك الزمان، ولكنها دمرت في فترات لاحقة، ثم أعيد تأسيسها والسكن فيها لأوائل القرن التاسع عشر، خلال حكم مصطفى بك الذي كان حاكم غزة ويافا ما بين عامي 1818- 1820، وبنى عليها مركزاً للشرطة لضمان أمن المنطقة وترغيب سكان غزة في الانتقال إليها، وقد زار الرحالة الأمريكي "إدوارد روبنسون" قرية هوج سنة 1838، أشار إلى أن منازلها مبنية بالطين، وفيها ما بين 200 و300 نسمة.
خلال الحرب العالمية الاولى شهدت قرية هوج معارك عدة بين معارك العثمانيين والقوات البريطانية في سنة 1917, إذا كانت تقع بالقرب من ساحات القتال.
شهداء من القرية
من شهداء القرية
الشهيد / إياد النجار
الشهيد / أسامة الغوطي
.
احتلال القرية
نقل المؤرخ الفلسطيني وليد الخالدي عن مصادر عبرية ما وثقوه عن احتلال قرية هوج، ويذكر التالي:
أمر لواء "هنيغف" خلال أحد اندفاعاته شمالاً سكان هوج بمغادرة منازلهم مع نهاية شهر أيار/ مايو، وحسب المؤرخ "الإسرائيلي" بيني موريس إن سكان القرية طردوا غرباً يوم 3 أيار مايو 1948، وأن منازلهم سُرِقَتْ من العصابات الصهيونية المهاجمة للقرية ثم نسفت، ومع أن كثيرين من الضباط الصهاينة كانوا يعدون القرية (صديقة) فإن الرأي الذي ساد هو أنها ( غير موثوق بها) على الخطوط الأمامية مع الجيش المصري، بحسب ما قال موريس.
في أيلول/ سبتمبر من ذلك العام ناشد سكان القرية المشردون الاحتلال السماح لهم بالعودة، متعللين بثبات الهدنة، ودافع اثنان من المسؤولين الصهاينة بذلك لاعتبارات أمنية، أو لئلا تشكل عودتهم سابقة (وكان وزير شؤون الأقليات في حكومة الاحتلال "بيخور شيتريت"، قد أوصى بأن يسمح لهم بالعودة، وإن لم يكن ذلك إلى قريتهم بالذات وإنما إلى موقع يقع في عمق المنطقة التي يحتلها الصهاينة، ولكن ذلك لم يتحقق.
روايات أهل القرية
ينفض الفلسطيني أمين أبو العيش، غُبار راكمته السنوات الـ70 الماضية عن مفتاح الأرض الزراعية، الذي ورثه عن أجداده الذين هُجّروا في 1948 من تلك الأرض التي توسطّها منزل العائلة، في قرية "هوج" التي تبعد مسافة 18 كيلومتراً عن قطاع غزة.
ذلك المُفتاح الذي اعتلى سطحه الصدأ، لا زال يشكّل للأربعيني أبو العيش، مفتاح "الحنين والعودة" إلى قرية "هوج"، حيث "أراضيهم الزراعية" التي يصفها بـ"جنة الدنيا" هناك.
ويقول أبو العيش، لمراسلة الأناضول، إن عُمر ذلك المفتاح يزيد عن الـ100 عام، حيث يعود تصنيعه للعهد العثماني.
وأكثر ما يميّز المفتاح حجمه الكبير، وشكل "المأذنة" الذي يتخذه جسمه، حيث يقول اللاجئ الفلسطيني إن "شكل المأذنة من أكثر ما كان يميز المفاتيح العثمانية آنذاك".
ويرجع أبو العيش، كبر حجم ذلك المفتاح إلى "الحياة البدائية التي كان يعيشها الفلسطينيون، حيث لم تكن الأدوات التي تمكّنهم من صناعة مفاتيح صغيرة متوفّرة في ذلك الوقت".
وكانت النساء الفلسطينيات، تعلّق تلك المفاتيح الكبيرة في سلاسل من "القماش"، ويضعنها حول أعناقهن، خشية ضياعها.
وفي زاوية منزله الكائن في مخيم "جباليا"، شمالي قطاع غزة، يضع أبو العيش، صندوقاً خشبياً مستطيل الشكل، نُقشت عليه رسومات غير "مألوفة"، يعود تصنيعه للعهد العثماني، وعمره يزيد عن الـ120 عاماً، ورثه عن أحد أقربائه.
ويُخصص ذلك الصندوق للعروس حيث تضع بداخله ملابسها الجديدة، أثناء انتقالها لمنزل زوجها.
وكانت المرأة الفلسطينية تحتفظ –طيلة فترة حياتها- بملابسها في ذلك الصندوق الصغير، الذي تحصل عليه في فترة زفافها.
وفوق ذلك الصندوق، وضع أبو العيش "المهباش" أو "المهباج" الخشبي، الذي يعود للعصر العثماني أيضا، والذي كان أجداده يستخدموه في طحن حبيبات القهوة.
و"المهباج"، هو آلة خشبية تستخدم لسحق حبوب القهوة المحمصة، وتتكون من جزأين، الأول وعاء خشبي كبير وعميق، والآخر "مطرقة" قوية مدببة الطرف.
إلى جانب طحن القهوة، استخدم "المهباج" قبيل النكبة وبعدها بأعوام قليلة، في المناسبات والأعراس، حيث كان يستخدم للحصول على "صوت موسيقي" معين من الطبول.
وفي ذلك الإطار، أطلقت المطربة اللبنانية "فيروز"، اسم "دقّوا المهابيج"، على إحدى أغنياتها القديمة، كونّ "المهباج" يصدر أصوات طربية تبعث على النفس "البهجة والسرور".
وكانت "المهابيج" تتواجد في "دواوين" العائلات الفلسطينية (مقر الجد الأكبر لكل عائلة)، حيث عُرف الرجال باستخدامها لطحن القهوة؛ كونها تحتاج إلى "قوة" للطرق على الحبيبات من أجل طحنها.
ويقول أبو العيش، إن مذاق "البن" المطحون بواسطة "المهباج"، له نكهة خاصة تختلف عن القهوة التي تُطحن بالآلات الكهربائية في يومنا هذا.
وإلى جانب "المهباج"، وضع أبو العيش طاحونة مصنوعة من الصخر، كانت النساء الفلسطينيات يستخدمنها لطحن حبوب القمح، وصنع "الدقيق".
ويعتبر الخبز المصنوع من الدقيق الذي تم طحنه عبر تلك الطاحونة، أفضل جودة وأكثر فائدة من ذلك المصنوع من الدقيق المطحون بالآلات الكهربائية، حيث يحتفظ النوع الأول من الدقيق بكافة العناصر الغذائية المفيدة وأهمها "نخالة القمح"، وفق أبو العيش.
كما كانت النساء تجتمع مع بعضهن لطحن الدقيق وصناعة الخبز، ويلتف حولهن الأطفال، في صورة تجسّد التماسك الاجتماعي والأسريّ أكثر من الواقع الذي فرضه التطور الآلي والتكنولوجي الحالي.
ويحتفظ أبو العيش، بأوانٍ عثمانية مصنوعة من النحاس الأحمر توارثها عن أجداده، لكن عمرها مجهول لديه.
كما يخفي اللاجئ الفلسطيني داخل قطعة قماشية صغيرة عدداً من الأحجار الكريمة حمراء اللون، والتي نُقش عليها العلم التركي، وكانت تلصق على الأوسمة التي تقدّم للجنود في الجيش العثماني، آنذاك.
** مجازر أثناء الهجرة
وإن كان الفلسطيني أمين أبو العيش، يحتفظ بكل هذه الأدوات التي استخدمها أسلافه قبل هجرتهم من مدنهم وقراهم في 1948، فإن صفية أبو العيش (78 عاماً)، تحتفظ في ذاكرتها بمشاهد لمذابح ارتكبها الجنود الإسرائيليين بحق الفلسطينيين.
وتقول أبو العيش، التي كانت في عمر الثماني سنوات، حينما هُجِّرت وعائلتها من أراضيهم في قرية "هوج"، إنها ما زالت تذكر أصوات الجنود الإسرائيليين عندما وصلوا إلى قريتها على ظهور آليات عسكرية مدفعية، وهم يمهلون سكان "هوج" مدة ساعتين فقط لمغادرتها، وإلا فإن الموت مصيرهم.
دبّ الرعب آنذاك، في أنحاء القرية وحمل سكانها أثمن حاجياتهم وتركوا منازلهم وغادروا باتجاه بلدة بيت حانون، شمالي قطاع غزة، كونها الأقرب للقرية.
وفي إحدى جيوب سرج الدابة، التي يمتلكها والد "صفية"، ركبت الطفلة، وفي الجانب الآخر اختبأت شقيقتها.
وتقول صفية، إن الجنود الإسرائيليين كانوا يقتلون مباشرة أي شخص فلسطيني يبقى داخل منزله أو يعود إليها في وقت لاحق.
وتروي اللاجئة الفلسطينية أن جارتهم في "هوج"، والتي عادت إلى القرية لجمع حاجياتها التي لم تستطع أن تجمعها حينما غادرت للمرة الأولى، رماها الجيش الإسرائيلي داخل بئر القرية وهي معصوبة العينيين.
وأما جارتهم الأخرى، فذُبحت على مرأى من زوجها بعدما رفض الاثنين الخروج من المنزل، والهجرة من قرية "هوج".
ولا زالت عائلة أبو العيش، تجهل مصير ابنها "حسن"، الذي خرج ليرعى الأغنام في بلدة بيت حانون، التي هُجّر إليها، وفقدت أثره منذ ذلك الحين، لكن يقال بأن الجيش الإسرائيلي قتله لأنه تجاوز حدود البلدة، وفق الفلسطينة "صفية".
وتتمنى صفية، أن ترجع إلى قريتها حيث أرضهم المزروعة بكافة أنواع الفاكهة والخضار.
وتذكر أن "المحاصيل وثمار الفاكهة التي كانت تتساقط بفعل الرياح على الأرض، كانت كافية لتوزّع على سكان القرية بأكملها"، لكن اليوم، بالكاد تستطيع العائلة أن تشتري بضعة كيلوغرامات من الفاكهة، ليكون نصيب كل فرد منها "حبة واحدة" فقط، بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، كما قالت.
وفي 1948، شهدت فلسطين تصاعد أعمال التطهير العرقي والتهجير على يد عصابات صهيونية مسلحة، عقب خروج الانتداب البريطاني، انتهت بقيام دولة إسرائيل.
ويطلق الفلسطينيون على تلك الأحداث اسم "النكبة"، ويحيون ذكراها في 15 مايو/ أيار من كل عام، بفعاليات شعبية ورسمية تؤكد على حقهم في العودة لأراضيهم، وارتباطهم بها.
وقال بيان لجهاز الإحصاء الفلسطيني صدر في وقت سابق، إن النكبة الفلسطينية أدت إلى تشريد 800 ألف فلسطيني من أصل 1.4 مليون كانوا يعيشون في فلسطين، وأن إسرائيل دمرت 531 قرية فلسطينية وقتلت 15 ألف فلسطيني وارتكبت أكثر من 70 مجزرة.
القرية اليوم
دمرت العصابات الصهيونية معظم منازل القرية عقب احتلالها، ولم يبقَ منها اليوم سوى بناء أسمنتي واحد متداعٍ للسقوط له أبواب مستطيلة ونوافذ وسقف مسطح، أما وجهة استعمال هذا البناء في الماضي فغير واضحة لكنه يستخدم الآن مخزن مزرعة.
كما يوجد في الموقع بقايا حوض للمياه، وينمو في الطرف الشرقي للموقع، وفي طرفه الغربي أشجار الجميز ونبات الصبار كما أقيمت مزرعة صهيونية للأغنام في الموقع.
أهالي القرية اليوم
عقب احتلال القرية وتهجير أهل القرية منها توجه أهل القرية نحو قطاع غزة، واليوم يقيم معظم أهل القرية في مخيم جباليا بانتظار العودة لقريتهم المهجرة.
الباحث والمراجع
إعداد: د. محمد عمرو و رشا السهلي، استناداً للمراجع التالية:
- الدباغ، مصطفى. "بلادنا فلسطين- الجزء الأول- القسم الثاني". دار الهدى. كفر قرع. ط 1991. ص: 11- 20- 23- 269- 275- 276- 277- 278.
- الخالدي، وليد. "كي لاننسى قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل عام 1948 وأسماء شهدائها". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2001. ص: 583- 584.
- عراف، شكري. "المواقع الجغرافية في فلسطين الأسماء العربية والتسميات العبرية". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2004. ص: 512.
- أبو مايلة، يوسف. "القرى المدمرة في فلسطين حتى عام 1952".الجمعية الجغرافية المصرية: القاهرة. 1998. ص: 148.
- صايغ، أنيس. "بلدانية فلسطين المحتلة 1948- 1967". منظمة التحرير الفلسطينية: بيروت. 1968. ص: 149.
- "Reoprt and general abstracts of the census of 1922". Compiled by J.B.Barron.O.B.E, M.C.P: 8
- أ.ملز B.A.O.B.B. "إحصاء نفوس فلسطين لسنة 1931". (1932). القدس: مطبعتي دير الروم كولدبرك. ص: 4.
- "Village statistics1945". وثيقة رسمية بريطانية. 1945. ص: 31.