المجازر في القرية - طيرة حيفا/ طيرة الكرمل - قضاء حيفا

مجزرة طيرة حيفا :

 بعد أربعة أيام من مجزرة بلد الشيخ وضمن سلسلة الهجمات الانتقامية من أهالي القرى المجاورة لمدينة حيفا بعد حادثة الميناء ، تسلل عدة إفراد من العصابات الصهيونية إلى قرية الطيرة قضاء حيفا، واستغلوا وضع الأهالي وهم نيام، حيث قاموا بتفريغ  عبوات من مادة البنزين تحت بوابات المنازل المتطرفة للبلدة، ثم وضعوا معها عشرات العبوات الناسفة المحشوة بالديناميت،  ثم قاموا بإطلاق القنابل ونيران رشاشاتهم على تلك المنازل فانفجرت وانهارت على ساكنيها من شيوخ ونساء وأطفال، ولدى سماع أصوات الانفجارات هرع أهل القرية إلى المكان بالفوانيس ليشاهدوا المنظر المفجع والرهيب،  بيوت متهدمة على ساكنيه نيران مشتعلة تلتهم من تبقى حيا أو جريحا ، فاخذ الأهالي يطفئون النيران المشتعلة  وينتشلون الجثث من تحت الإنقاذ وظلوا على هذا الحال إلى أن طلع الصباح فكانت الفاجعة، وكان المنظر المرعب أشلاء لأطفال الرضع النساء والشيوخ وقد تهشمت أجسادهم، رجال قد احترقت أجسادهم، وضعت الجثث مسجاة بجانب بعضها البعض جميعهم من عائلة واحدة هي عائلة حجير وقد بلغ تعدادهم سبعة عشر شهيدا.

وعند الظهيرة شيع أهالي  القرية شهدائهم في موكب مهيب، مطالبين توخي  اليقظة والحيطة والحذر ،ومطالبين الهيئة العربية العليا والجيوش العربية إلى مدهم بالسلاح.

شهادات حية من قلب المجزرة :

  صبحية محمد إبراهيم الباش (مواليد 1927 طيرة حيفا) وتقطن في مخيم اليرموك استفقنا قبل آذان الفجر على أصوات انفجارات قوية هزت القرية كان مصدرها من الحارة الشمالية للقرية والتي كان يسكنها عائلة الابطح وحجير وعباس وغيرهم من العائلات الأخرى،هرع الرجال بفوانيس الكاز، إلى المكان وشاهدوا الدخان يعلو سماء القرية والحرائق تلتهم المكان والنساء والأطفال يصرخون، اخذ الرجال يطفئون النيران ويخرجون الجثث من تحت الأنقاض،  وبقي أهالي القرية وعلى أضواء الفوانيس ينبشون الركام، واذكر انه نجا من العائلة طفل صغير وجدوه تحت الأنقاض وقد حماه عامودا مائلا ظلله، وظلوا هكذا حتى طلوع الفجر، حيث خرجت القرية عن بكرة أبيها نساء وأطفال ورجال، ليشاهدوا ما حدث لاهليهم وأبناء قريتهم من (عائلة الدبور المتفرعة عن  عائلة حجير) وللمنزل المؤلف من طابقين والذي انهار تماما وحينه شاهدنا جثث لسبعة عشر شخصا من بينهم خمسة أطفال.  

تضيف اللاجئة الفلسطينية أم حسن الباش من قرية الطيرة: عند الظهيرة وأثناء تشييع الجنازات والتي خرج فيها جميع أهالي القرية مع بعض أبناء القرى المجاورة،  انتشر خبر مفاده أن اليهود هجموا على القرية من الجهة الشرقية من القرية من (مستعمرة اخوزا الصهيونية)، عندها تركت النعوش في المقبرة دون لحدهم وانتشر الرجال على أطراف القرية والتزمت النساء  والأطفال البيوت وأفرغت البيوت في أطراف القرية تماما ونزلوا عند أقاربهم في وسط القرية، وظلت حالة الاستنفار مستمرة والمسلحون منتشرون مستعدون لأي طارئ إلى أن تأكدوا انه لا يوجد أي خطر عندها عادوا وألحدوا شهدائهم، ومنذ ذاك الحين أصبح الأهالي يؤرخون الحادثة بموقعة (بيت دبور أو موقعة دار حجير) في إشارة إلى المجزرة .